لا يا سيادة المطران سعد سيروب
بولس يونان
في 28 حزيران، 2016
السلام معكم سيدي الجليل
لم يكن من الآئق ان تحشرنا نحن كل المتداخلين في خانة واحدة ولكن كان يجب ان ترد على كل واحد على حدة لاننا لم نتفق على رد موحد واحد كما بدا لك فلكل من افكاره وتوجهاته واعتقد ان لديك الوقت الكافي للرد على كل واحد منا على حدا فمن كلامك ان سيادتك ليس مكلف حاليا باية مهمة. وبما ان لديك الوقت الكافي لتكتب هذه المقالات الطويلة بكلماتها التي تجاوزت 5600 كلمة الم يكن لديك الوقت للرد على المداخلات سوى دقائق قليلة لكي تجمعنا كلنا بحوالي 100 كلمة كلها موعظة وتأنيب؟ مئة وواحد كلمة لثمانية عشر متداخلا!.
انني لا يمكن ان أقرأ بين الاسطر وخاصة اذا كانت صادرة من رجل كهنوت ولكن اقرأ الاسطر نفسها وما هو مدون فيها, لان الكتابة ما بين السطور هي مهنة المراوغين اصحاب الاهداف الخبيثة او المرتعدين خوفا وليس ذلك لائق برجال الكهنوت, وانه من الغباء ان اكتب كلمة واطلب من القاريء ان يفسر لي معناها او اطلب منه ان يُعَرِّف معناها!!!.
هل تعرف ان كل الانشقاقات على مدى تاريخ الكنيسة سببها انتم رجال الكهنوت او (تجار الدين). لقد ابتلينا بكم وبتنظيراتكم وتفسيراتكم!!!. ربنا لم يكن لاهوتيا يلعب بالكلمات بل كان الراعي يرعى الخراف وكان الصياد يلقي الشباك وكان المزارع يزرع البذر ويحصد الحنطة مع الزوان رغم انه لم يكن قد زرع الزوان ولم يحرق الزوان لكي لا تتأذى الحنطة ولكن طلب ان يفصلا بعد ذلك من بعضهما. ربنا كان صغيرا مع الصغار وكان كبيرا مع الكبار وكان الشافي بين المرضى وكان الجالس مع الخطأة والزناة وغيرها كثير, كانت كلماته وامثاله بسيطة وواضحة ولا تحتاج الى لاهوت وفلسفة لتفسيرها, كان يتكلم بلغة العامة من الناس ولم يكن يطلب منهم ان يفسروا او يقرأوا ما بين الاسطر.
اذا كان اباؤنا واجدادنا المؤمنين الاولين قد قبلوا انشقاقاتكم واصطفوا مع هذا وذاك فانه لبساطة قلوبهم وايمانهم بعصمتكم فعلوا ذلك! الان لم تعد المعرفة حكرا عليكم وهذا الزمن ليس كما كان في عهدهم حيث لم يكن يعرف القراءة والكتابة غير الكاهن وحتى لم يكن مسموحا للمؤمن ان يفكر او يخاطب ربه سوى من خلال صلوات ببغائية ملقنة. ولاننا نؤمن بكنيستنا فاننا في كثير من الاحيان نستمع لكرازات بعضكم ونهضمها قسرا ليس ايمانا بفحوى تلك الكرازات والتي لا تصلح حتى كموضوع انشائي بمستوى الصف الرابع الابتدائي ولكن التزاما بالطقس الكنسي. وانني على يقين ان معظمكم في تلك اللحظة يضحك على هبالتنا ويقول في ذات نفسه وهو يتفوه بتلك الكلمات الركيكة التي لا معنى فيها ما هذا القطيع الغبي الذي يتقبل الضحل من اقوالي هذه والتي يمكن ان لا يتقبلها وحتى انسان بسيط جاهل اذا لم يكن ملتزما بالكنيسة.
انكم ملزمين باطاعة اوامر والقبول بافعال وتصرفات رؤسائكم لانكم لم تحصلوا على تلك الرتب بواسطة صناديق الاقتراع ولكن كانت دعوة الهية, هل أُذَكِّر سيادتك بالقسمين اللذين اديتهما اثناء منحك رتبتي الكهنوت التي تحملهما؟
ان ما تفعلونه وما تقولونه وما تكتبونه لا يخصكم وحدكم ولو كان كذلك فاننا كنا لا نهتم بما تكتبون او تفعلون وحتى لو تلاكمتم وضربتم الواحد الاخر بالسكاكين او بالرصاص ولكن كل شيء من ذاك القبيل ينعكس علينا ونحن نتجرع مرارته وتبعاته!!!. اذا كنت غير راض عن تصرفات المسؤول فإِنزوي في احد الاديرة وخُذ سنين سباتية وليس سنة سباتية واحدة لحين ان يعين الرب راعيا جديدا او يُغير ما في عقل الراعي الحالي اذا لم يكن يتماشا مع ما لديك, فقد فعلها قبلك قداسة البابا بندكتوس السادس عشر وهو على رأس الكنيسة عندما تعرض لضغط اللوبي الاسلامي داخل حاضرة الفاتيكان حيث لم يرد ان يعرض الكنيسة للخطر فانسحب وانزوى في احدى صوامع الفاتيكان وهو من اعظم رجالات الكنيسة الكاثوليكية فكرا ومعتقدا.
لا نريد مزيد من زعزعة ايماننا فقد سبقكم الى ذلك الكثيرون ومنذ عدة مئات من السنين, منذ السنين الاولى من تاريخ الكنيسة عندما اجتمعت السلطة الدينية والدنيوية في شخص رجالات الكنيسة, حيث لا زلنا ندور في فلك تعصبهم وتزمتهم! فاولئك الانشقاقيون هم قديسين عند بعضنا وعند بعضنا الاخر هم هراطقة شياطين استوجبوا نار جهنم! فان كانوا هذا او كانوا ذاك فاننا لا زلنا نعيش نتيجة انشقاقاتهم! لم يكن ابائنا من المؤمنين هم المنشقين ولم نكن نحن المنشقين ولكن لتعصبنا الاعمى نُعَيِّر بعضنا البعض نحن المؤمنين بفعل لم نكن ابطاله وننعت بعضنا ونذم بعضنا ونتهم بعضنا بالانقلابيين (قْليبايي). لم نكن الفعلة ولكننا اجبرنا ان نكون الساحة التي تقيمون عليها مبارزاتكم.
انني عادة اقبل يد كل حامل لدرجة كهنوتية ليس حبا بحاملها ولكن اجلالا لتلك الدرجة, لا تذهبوا بنا بعيدا وكونوا بسطاء فاذا كنا قد قبلنا برميكم كتاب صلوات الطقس الكلداني امام اعيننا وفي الكنيسة فانه لم يكن ذلك قبولا منا بما تدعيه من خرافة ذلك الكتاب او الاغلاط الموجودة فيه ولكن لكي لا ننعت باننا نرصد تصرفات رجال الكهنوت ونتصيد هكذا فرص لكي نشَهِّر بهم, فعلى ذلك الكتاب وبموجب الطقس الموجود فيه مات ابي وجدي! فهل هم في جهنم رغم انهم كانوا حريصين على ما تأمرونهم حتى ولو لم يكن ذلك من الالتزامات الدينية ولانهم لم يكونوا فلاسفة ولاهوتيين لم ينتبهوا الى السقطات التي اكتشفتموها انتم ذوي المعرفة في ذلك الكتاب.
ان كُنتُ مؤمنا ان الله هو الاب والابن والروح القدس فانني لا احتاج ان تأتي لي بمثال ان المثلث هو واحد بثلاثة اضلع او غيرها من التطابقات فالهي الذي اؤمن به هو هذا والا فانني يجب ان التجأ الى اله الاخرين والذي يختلف عن الهي وبعضهم سوف يمنحني من الامتيازات الدنيوية في دنيتي الاخروية ما لا احلم بها او حتى اتصورها!!!.
ان كنيستنا في محنة واول من يجب ان يعمل على تجنيبها السقوط هو انتم فكيف وانتم وقود نيران محنتها!!! وليست الكنيسة الكلدانية هي الوحيدة في دوامة المحنة فكل كنائس الشرق الموبوءة بالتطرف الاسلامي على كف عفريت ومهددة بالزوال. العالم كله واقف على فوهة بركان والكل لا يعرف ما يعمل وكيف يتصرف والى اين يتجه والكل منتظرين مثل الهبل هيجان ذلك البركان لان الكل لا يعرف هل ستطيح به الحمم الجهنمية التي سيقذفها ذلك الهائج المارد واين تقذفه او لربما تمر به ولا تمسه.
سيدي
مقالاتك تضر الكنيسة وتضرك انت وتضرنا بصورة اشمل نحن المؤمنين ولا تنفع غير اعداء الكنيسة. احس بالمرارة والالم الذي بداخلك ولكن لا اعتقد انه اكثر من آلام ربنا يسوع المسيح, فاذا كان ربنا قد تحمل كل تلك الالام أَفَلَيْسَ باستطاعتنا ان نتحمل بعضا من تلك الالام؟