المحرر موضوع: المرأة هي كل المجتمع  (زيارة 1186 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ماري مارديني

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 59
    • مشاهدة الملف الشخصي
المرأة هي كل المجتمع
« في: 10:30 30/06/2016 »

يتميز المجتمع المتحضر بكون دور المرأة اساسي به و حقوقها متميزة به ،و للمجتمع واجب  نحو المرأة، و القانون المتحضر به يعطي للمرأة اولويات . اما في المجتمعات اللامتحضرة فإن المرأة تابع، و المرأة ليس لها قانون يساويها بالرجل، فالمرأة فيه  بشكل عام هي  مواطن درجة ثانية و هي تابعة لمجتمع الرجال و تربيهم على ان الرجل هو اساس المجتمع و صورته، اي انها المرأة ذاتها  تربيهم بشكل سلبي ضد جنسها لانها تربت بتلك الصورة و لانها لا تتجرأ ان تفكر او تعمل بصورة اخرى  .  فلا التربية و لا القانون و لاالمجتمع و لا التقاليد تقف بشكل ايجابي مع المرأة بالبلاد اللا متحضرة حتى عندما تكون  المرأة ايجابية بكل الامور و على كافة المستويات. ان وضع المرأة في البلاد اللامتحضرة هو صورة عن المجتمع الذي تعيش به و الذي لها به  دور اساسي في تربيته

سأكتب امثلة واقعية من المجتمعات اللامتحضرة ،  لتكون الامثلة  صورا حية واقعية متفرقة من بلاد متفرقة  لم تصل الى الحضارة الكافية و لم يبدو منها بشكل عام  الا السلبيات نحو المرأة.

سيدة من دولة عربية تقيم بدولة عربية اخرى في بيت ايجار .. و السيدة تقيم مع اطفالها و لا تعمل لكن اقاربها يرسلون لها كل شهر ما يكفيها من ايجار و مصروف لها و لاطفالها .. و لظرف معين بين الدولتين لم يتمكن اقارب  تلك السيدة من ارسال النقود لها لمدة  شهرين او ثلاثة اشهر فكان صاحب البيت ـ على الرغم من معرفته لظروفها و على الرغم من انه كان يأخذ منها ايجار البيت شهريا ثلاثة اضعاف ما يمكن ان يدفعه له احد مواطنين بلده من المستأجرين ـ كان يزعجها يوميا بالايجار المتأخر و بشكل لا انساني . الا يوجد قانون يحدد الايجارات!؟ فكل شهر كانت المرأة تدفع له مقابل ثلاثة اشهر لو انه كان قد اجر بيته بما هو متعارف عليه من ايجار في تلك المدينة ..لكن عندما تموت الضمائر و الانسانية ....!

فتاة من احدى البلاد .. تكلمت لي عن وضع الفتيات في بلدها، و طرحت فكرة استغلال الفتيات الصغيرات و استغلال ظروف اهلهن من قبل رجال شيوخ  اي كبار في العمر بحجة اجراء عقود زواج! اتضح فيما بعد انه زواج قصير المدة !  ثم بعده كانوا يقوموا بإرسال الفتيات الى احدى الدول الاخرى المماثلة في التأخر الحضاري بعد طلاقهن هناك لتزويجهن برجال اخرين كبار بالعمر يعني ما يمكن تسميتهم  "شيوخ بالعمر"  و لفترة قصيرة ايضا، ثم طلاقهن و تزويجهن .. و هكذا.. فأين طفولة الفتيات و اين حمايتهن و اين حقوقهن و واجب المجتمع و ضمائر اولئك الرجال!

سيدة ..روت لي عن ذكرى في طفولتها عندما كانت في عمر المدرسة الابتدائية انها اثناء ما كانت تلعب مع صديقاتها اتى احد ما في الشارع و قص لها شعرها لان شعرها نزل من تحت الحجاب اثناء ما كانت تلعب و لم تنتبه لشعرها !  و قام  ذلك الفرد  بتأنيبها بشدة .. و الى الان لم تعد تزور بلدها ذلك .. فمن له الحق بلا مبرر منطقي ان يحاسب طفلة صغيرة و يعتفها على عفويتها اثناء لعبها مع صديقاتها! الم يمكنه ان ينبهها بمحبة و طيبة اذا كان غيورا و حاميا لها!

انسة من بلد عربي كانت تدرس في احد المعاهد الجامعية .. قال لها مدرس المادة انها لكي تنجح بالمادة التي يقوم بتدريسها عليها ان تذهب لزيارته! فهل النجاح مرتبط بالزيارة له ام بما تكتبه في الامتحان!ام هل كان يقول للطالب ايضا ذلك لكي ينجح بالمادة بأنه يجب ان يزروه في بيته!


في حالة توزيع الارث لرجل لديه ابناء و بنات  و فق قانون احدى الدول تم القرار ان للرجل ضعف ما ترثه المرأة! فهل
المرأة التي هي ابنته  لها فقط نصف البنوة من ذلك الرجل ! و للرجل ابنه كامل البنوة . و هل لها نصف كنيته و نصف قرابته! و نصف الواجبات نحوه فقط!

سيدة لديها صالون اجتماعي ثقافي بإحدى الدول العربية تم اغلاقه و متابعة السيدة تلك! هل الثقافة ممنوعة! ام ان السيدات لا يحق لهن الثقافة و التثقيف! ام لا يحق لهن ادارة الصالونات الثقافية!

الى احدى الدول العربية سافر مرة وفد من دولة اوروبية و تضمن الوفد امرأة،  قامت احدى الجرائد بتلك الدولة بالكتابة عن تلك الزيارة لذلك الوفد و وضعت صور الوفد بتلك الدولة العربية .. احدى عضوات الوفد كانت ترتدي طقم نسائي محتشم و هو عبارة عن جاكيت نصف كم  و تنورة طويلة .. طويلة لتغطي اكثر من الركبة .. لكن الجريدة قامت بتضليل ما تبين من ذراعيها  و ساقيها  لتلك العضوة التي كانت بالصورة ة من الوفد الاوروبي ! لم تستوعب تلك السيدة و الوفد لماذا ذلك التضليل و لماذا ذلك التشويه للصورة و لم تستوعب سطحية الفكرة و التفكير.

تسائلت سيدة اوروبية اذا كانت كل النساء ببلد معين يرتدين عباءة و لا تظهر وجوههن و لا ايديهن و لا شكل اجسامهن فكيف يعرف الطفل امه من غيرها اذا ذهبت الى الروضة  لتحضره من الروضة الى البيت!؟

الامثلة السابقة هي بعض صور سلبية عن المجتمع اللا متحضر  لكنها واسعة الانتشار ، و هذا لا يعني انه لا يوجد صور ايجابية لكنها لا يمكن تعميمها. اما بالنسبة للحالات السلبية المنتشرة ان السبب في وجودها هو في الفكر و التربية و الثقافة و المنهاج التعليمي و القوانين و التقاليد، كما ان المجتمعات العربية تحديدا هي مجتمعات تتصف بفوارق ثقافية و اجتماعية و حضارية بها فالمجتمع الواحد يتضمن مجتمعات متفرقة تعيش به ، فهو مجتمع غير متجانس التحضر لانه مجتمع يقوم  على التعصب إما ظاهريا او ضمنيا ، و يتصف بفروق حضارية و ثقافية و فكرية و تحررية عند افراده و جماعاته  وفق الانتماءات الدينية ، فبعض الاديان تربي الفكر و التفكير و التحرر المسؤول اكثر من غيرها لانها متفتحة اكثر من غيرها فتعد تربيتها فكر لدى افرادها اكثر تفتح و اعمق ثقافة و وعي ، ولان المجتمع و القانون و التقاليد و التعامل و المنصب و العمل  يربي على التفرقة و هنا تتضح الفروق الثقافية و الاجتماعية و الحضارية لان المجتمع ليس متساوي التحضر و التحرر و الثقافة بسبب  التعصب و التفرقة سواء بالقانون او بالمجتمع ذاته و غالبية افراده.
فمازالت دروس القراءة في الكتب في الصفوف الدراسية الاولى بالمجتمعات الغير متحضرة تكتب و تعلم ذهب بابا الى العمل ، اعدت ماما الطعام! و لا زالت كتب القراءة تتضمن نصوص دينية و كتب التاريخ تنتاول تاريخ دين بإسهاب  و تهمل غيره .. و ما ذلك الا بسبب الجهل و التعصب .. الا يمكن ان يعلموا التاريخ و يكتبوه بلا دين و ترك الدين لكتبه !؟ ألا يمكن ان يعلموا و يربوا و يكتبوا  ذهبت ماما و بابا الى العمل ؟ اعدوا الطعام معا..و ان يعلموا  ان كل الاديان لها تاريخها و اهميتها و هي يجب ان لا تفرق بين الناس عندما تكون سليمة الهدف  و سليمة  اسلوب و هدف التدريس و ان الاديان حرية شخصية.
 
في الغرب ان القانون و العادات و التقاليد و التربية و الحقوق و الواجبات و المنهاج التعليمي و المجتمع بشكل عام يساوي بين الجميع، و يوفر حقوق الجميع، و الجميع يقومون بواجباتهم دون التفرقة و دون القمع و الاستغلال بشكل عام لان الثقافة متفتحة و الفكر متحرر و الانسانية عالية المستوى و الضمائر حية و الاخلاص بالتربية و العمل و المجتمع موجود مما ينعكس ايجابيا على المرأة حيث ان المرأة يتضح وجودها بالمجتمع و دورها الفعال به و ذلك يمكن ملاحظته بأبسط العلاقات اليومية و العملية و بكل الاعمار و المجالات.فالمرأة تربي بثقافة و المجتمع يتعامل بإيجابية مع المرأة و ذلك من احد اسباب تطور الغرب بل اهمه.

من قال ان المرأة نصف المجتمع! فالمرأة ان كانت نصف المجتمع بالعدد فهي من تلد و من تربي نصفه الاخر. اي ان المرأة هي كل المجتمع . و ان كانت المرأة هي مربية المجتمع فهي اساس المجتمع و صورته. فعندما تربي المرأة اولادها على المساواة و الفكر و التحرر فإنهم يصيغون مجتمع افضل و ذلك يتطلب من المجتمع ان يغير قوانينه و يتطلب من الافراد بالمجتمعات اللامتحضرة رجالا او نساء ان يستعملوا عقولهم و لا ينسخوا سلبيات التاريخ التي يتوارثوها دون ان يفكروا بها و بأثرها على الواقع و المستقبل

ماري مارديني