المحرر موضوع: صراع ضميري  (زيارة 783 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل مريم نزارحنا

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 28
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
صراع ضميري
« في: 20:51 05/07/2016 »
                   
صراع ضميري
                     
مريم نزار حنا
كانت الساعة تشير الى الثانية فجرا، صحوت على صوت انغامٍ وضجيجٍ ، خطوت بضع خطوات فرأيت ادوات المطبخ مبعثرة على الأرض والجدران ملطخة بالدماء .. كانت غرفة المطبخ ضبابية فتعالت انغام الموسيقى الصاخبة فجأة ، شعرت كأن احداً قيد يدي التفت يمينا ، يسارا امامي وخلفي فلم ارى احد ومن جديد شعرت بنفس الشعور من غير ان اجد احداً ، فجأة يتلاشى ضباب المطبخ وتعود الأدوات الى مكانها القديم الا ان الدماء لا تزال باقية على الجدران ، اشتدت الموسيقى الصاخبة لتتحول الى موسيقى مرعبة فرجعت بضع خطوات الى الوراء واذ أجد الغرفة مملؤة بدمى بعضها مقطوعة الرأس واخرى الارجل واليدين ... فصرخت الهي اين انا، ؟ ماذا يحصل ؟ اردت استخدام هاتفي فلم يكن بمقدوري لانعدام الشبكة ، اردت الخروج من البيت واذ بالابواب مغلقة. فجأة يعود الزمن إلى الوراء الى ما قبل سبع سنوات واذ أجد افراد عائلتي الذين كانوا قد توفوا بحادث سير جميعهم متواجدون معي على منضدة الغداء ، حينها تذكرت مشهد وفاتهم بحادث سير مرعب وما فعلته من عمل جنوني حين سمعت  بخبر وفاتهم ومن دون ان أعى ماذا فعلت فهربت وسافرت الى خارج البلاد .... فجأة يرجع المشهد الاول ادوات المطبخ والموسيقى المرعبة وغرفة الدمى والضباب ويزداد الوضع خوفا حيث اجد اشباحاً تقول لي احسنت لانك فعلت الصواب بقتل من دهس والديك حتى وان كان لم يقصد وفعلت الصواب حين هربت من الشرطة .. فالعقلانية والضمير لن يفيدك بشيء ... فجأة استيقضت من النوم وإذ كان ذلك حلما ويصح ضميري حينها واجد ان قتلي لذاك الشخص لم يفد بشيء فلم يرجعوا من انتقمت من اجلهم .. كان هذا قدر ومشيئة الله وليس لي اي حق بعمل ما فعلت  وضميري لم يرتاح بل العكس اصبحت اكثر ذعرا وحزنا فالانتقام لم يفدني بشيء فقررت ان اسلم نفسي للعدالة وانال جزائي عن عملي الشنيع لاكون مثالا صالحا لكل من يفكر بالانتقام لان صراع الضمير لا ينتهي ولا يرتاح فلا بد ان يصح ضميرنا يوما ويعلمنا خطأ الانتقام...