المحرر موضوع: إبن قاسم خرج... بأعظم الوفاض  (زيارة 591 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل محمد علي مزهر شعبان

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 66
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
إبن قاسم خرج... بأعظم الوفاض

محمد علي مزهر شعبان
 
خرج من الدنيا بكل الوفاض ، حصيل الابدية والذكرى التي لازمة القلوب، وحديث الاشادة الذي يبلغ حد الاساطير . حديث المشاعر وهي تتغنى بمجد قائد عابد، بسلوك عفيف زاهد. ملك الافئدة فانشدت الألم وهو يكهرب الاوداج ويملك زمام العواطف، يحكوه رجال عاصروه واخرون توارثوا السمع أخذا سبيله في النفوس، بالغا منها أعمق اغوارها وان كان حديث عن شخص مضى في 9 اذار ذبيحا على يد شرذمة من اولاد الشوارع واهل الغدر والغيلة والغل . كانوا قد عفى عنهم مرارا تحت طائلة المشاعر الربانية النبيلة ، ينتظرون التوقيع على تجريمهم بالجرم المشهود، فيبصم توقيعه في ذيل القرار المنتظر ( عفى الله عما سلف)
سجله ... اعماله أفعاله انجازه، فأوى الفقراء الى سكن بلغ المئات من المدن، كل يوم ثورة انجاز في عهده. قرارات جعلت عصب الاستغلال والاستعمار في هوس رهيب، وتأمر الغريب والقريب من بيادق تحركت بالمشبوه تحركها اصابع ماهرة ولعبت على اعصابهم واطماعهم وقادتهم الى الجموح . دمى مشيئتها المؤامره التي تمسك خيوطها بريطانيا وامريكا ودعي عروبة وديماغوجي شعارات، ليمدوا لهم يد ملطخة بالدماء، وسلاح تسلمته انفس حاقده .
قتلوه البعثية والقومجية الدعاة، اعدموا رجل بعث للعراقيين الامل في الاطلالة على الحياة، فاعطى الفلاح ارضا يسقيها بعرق الجبين ولقمة الحلال، وداوى الجراح والندوب حين جلد ظهورهم الاقطاع. ومنح العامل الامان والضمان في ان يحيا بشرف الكينونة . وضمن للشعب في ان يملك ارثه وارضه ومورده ونفطه . وشرع يؤسس اللبنات مستشفيات ومتنزهات وطرق وجسور في اربع سنوات ونيف اكثر من 57 عاما ملكيه واوسع مما توارثه فيما بعده ليومنا هذا حكام الدكتاتوريه واهل الديمقراطية وجوقة المقبولية .
كان منطلق النظرةالى البعيد الى وطن حر وفقراءه تنعم بالسعاده، تخترق كل الحواجز الى المستقبل، وترسم تاريخ بلد في السمو والعلو، بضمير النقي التقي الزكي . قاد نفسه الى حين جعل العاطفة السامية هي قاعدة الحكم والسلوك، وحين جعل العفو سجية الحكام والملوك.
لم يملك من حطام الدنيا الا دراهم، ومن القصور والمنتجعات والصالات الا بيتا استاجره، ومن حياة الترف والشهوات الا ان مات عازبا، ومن الملذات والدعوات والولائم الا ( سفر طاس) يبعث من زاد وتزواد اخيه . انه ليس خال الوفاض بل مليء من المجد حين يقارن" قارون" بزهد " ابو ذر" وحين يستفزك اهل اساطيل" الجكسارات" والحمايات وابهة السلاح والبلطجية في اقتحام الشوارع والساحات ، وبين من يهرب من حمايته بعجلة واحده وهي رهينة العطل وحماية شرطي واحد يبحث عن المحمي، قاسم يفضل ان يكون وحيدا ولكن جل تفكيره انه بحماية الشعب جله .
لا زالت حكمة السماء، تظهر عقابها لمن اودوا بحياة ابن قاسم، حيث تتعاقب النازلات فيهم باشد انواع الهلاك فبين من يحترق في الاجواء واخر يخرجوه كجرذ بمنظر المعتوهين والبلهاء وبين هذا وذاك كان العقاب من جنس العمل . نعم ذهب قاسم دون اثر او قبر، لكن رمسه في القلوب وذكره شذى عطر وطيوب