المحرر موضوع: مقتل تسعين واعتقال نحو 800 في محاولة الانقلاب على اردوغان  (زيارة 1119 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31477
    • مشاهدة الملف الشخصي
مقتل تسعين واعتقال نحو 800 في محاولة الانقلاب على اردوغان
الرئيس التركي يعلن عن عملية تطهير كبرى للجيش في وقت قالت فيه المجموعة الانقلابية انها لا تزال تقاتل.
ميدل ايست أونلاين


تركيا لا تزال في زمن الانقلابات

انقرة/اسطنبول - قتل ما لا يقل عن 90 شخصا بينهم العديد من المدنيين واصيب اكثر من 1150 بجروح خلال محاولة الانقلاب التي نفذها عسكريون ليل الجمعة السبت في تركيا، بحسب ما اوردت وكالة الاناضول.

واعتقل 754 عسكريا في انحاء مختلفة من تركيا على ارتباط بمحاولة الانقلاب. كما اقيل خمسة جنرالات و29 ضابطا برتبة كولونيل من مهامهم بامر من وزير الداخلية افكان علي.

ونفذ الجيش التركي ثلاثة انقلابات حتى الان في 1960 و1971 و1980، وارغم في 1997 حكومة منبثقة من التيار الاسلامي على التنحي بدون اراقة دماء.

وجرت جميع هذه الانقلابات باستثناء انقلاب 1960، بامرة قيادة الجيش التي تولت السيطرة على البلاد.

لكن هذه المرة، تعاقب كبار القادة العسكريين الذين يلزمون عادة التكتم الشديد ونادرا ما يتكلمون الى الصحافة، على الاتصال طوال الليل بالمحطات التلفزيونية للتنديد بـ"عمل غير شرعي" نفذه رفاقهم في الجيش، داعين الانقلابيين الى العودة فورا الى ثكناتهم.

غير ان بيانا ارسل عبر البريد الإلكتروني من عنوان المكتب الصحفي لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة التركية السبت قال إن مجموعة الضباط التي تقف وراء محاولة الانقلاب العسكري ما زالت تقاتل بإصرار كل من يحاولون معارضتها.

ودعت هذه المجموعة التي أطلقت على نفسها اسم حركة السلام في الداخل الناس أيضا إلى أن يلزموا بيوتهم من أجل سلامتهم.

وتعود اخر محاولة انقلابية في تركيا الى العام 1963 واعدم منفذها الذي كان برتبة كولونيل. والغت تركيا منذ ذلك الحين عقوبة الاعدام.

وتوجه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الذي كان يقضي عطلة على الساحل عندما وقع الانقلاب إلى اسطنبول جوا قبل الفجر وظهر على شاشة التلفزيون وسط حشود من المؤيدين خارج المطار الذي فشل مدبرو الانقلاب في تأمينه.

وفي وقت لاحق قال إردوغان للصحفيين في مؤتمر صحفي رتب على عجل إن ذلك العمل يمثل عملا من "أعمال الخيانة" وإن المسؤولين عنه سيدفعون ثمنا باهظا. وكانت هناك عمليات اعتقالات جارية لضباط تشمل رتبا كبيرة لتصل عملية تطهير الجيش إلى ذروتها.

وهزت انفجارات وأصوات إطلاق النار اسطنبول والعاصمة أنقرة في ليلة اتسمت بالفوضى بعد أن سيطر جنود على مواقع في المدينتين وأمروا التلفزيون الحكومي بتلاوة بيان أعلنوا فيه السيطرة على السلطة.

لكن بحلول صباح السبت شاهد مراسلون نحو 30 جنديا من المؤيدين للانقلاب يسلمون أسلحتهم بعدما حاصرتهم الشرطة المسلحة في ميدان تقسيم بوسط اسطنبول.

وقد تم اقتيادهم في سيارات الشرطة بينما مرت طائرة مقاتلة مرارا على ارتفاع منخفض مما تسبب في اهتزاز المباني المحيطة وتحطيم النوافذ.

وإذا نجحت محاولة الإطاحة بإردوغان الذي يحكم تركيا منذ 2003 فإنها ستمثل أحد أكبر التحولات في الشرق الأوسط منذ سنوات فضلا عن تحول كبير في أحد أهم حلفاء الولايات المتحدة بالمنطقة في الوقت الذي تحتدم فيه الحرب على حدودها. ومن شأن فشل محاولة الانقلاب أيضا زعزعة استقرار البلد المحوري.

وقبل العودة إلى اسطنبول ظهر إردوغان على محطة "سي.إن.إن ترك" في اتصال عبر الفيديو ودعا الأتراك إلى الخروج للشوارع للدفاع عن حكومته وقال إن مدبري الانقلاب سيدفعون ثمنا باهظا لذلك.

وبحلول الساعات الأولى من صباح السبت استمر المشرعون في الاختباء في الملاجئ داخل مبنى البرلمان في أنقرة بعد أن تعرض المبنى لإطلاق النار من دبابات. وقال شهود إن دخانا تصاعد من مكان قريب. وقال نائب معارض إن البرلمان تعرض لإطلاق النار ثلاث مرات وأن أناسا أصيبوا.

وقال قائد عسكري تركي إن طائرات مقاتلة أسقطت طائرة هليكوبتر استخدمها مدبرو الانقلاب فوق أنقرة. وقالت وكالة أنباء الأناضول التي تديرها الدولة إن 17 شرطيا قتلوا في مقر للقوات الخاصة هناك.

ومع انقضاء الليل تحول الزخم ضد مدبري الانقلاب. وتحدت الحشود أوامر البقاء في منازلهم وتجمعوا في الساحات الرئيسية في اسطنبول وأنقرة ولوحوا بالأعلام ورددوا الهتافات.

وفي حين أخذ أنصار الحكومة في اعتلاء دبابة قرب مطار أتاتورك في اسطنبول قال أحد الرجال "لدينا رئيس وزراء ولدينا رئيس أركان ولن نترك هذا البلد ينهار."

واتهم إردوغان ومسؤولون آخرون أنصار رجل دين مقيم في الولايات المتحدة بمحاولة الانقلاب. ونفت حركة الرجل أي دور في ذلك.

وأعلنت الولايات المتحدة دعمها الراسخ لحكومة إردوغان. وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إنه أجرى اتصالا هاتفيا مع وزير الخارجية التركي وأكد "الدعم المطلق للحكومة التركية المدنية المنتخبة ديمقراطيا والمؤسسات الديمقراطية."

وبدأ الانقلاب بطائرات مقاتلة وطائرات هليكوبتر تحلق فوق أنقرة وقوات تتحرك لغلق الجسور فوق مضيق البوسفور الذي يربط أوروبا وآسيا في اسطنبول.

وشاهد مراسلون طائرة هليكوبتر تفتح النار في أنقرة. وقالت وكالة أنباء الأناضول إن طائرات هليكوبتر عسكرية أطلقت النار على مقر وكالة المخابرات.

وفي الساعات الأولى من محاولة الانقلاب أغلقت المطارات وانقطع الوصول إلى مواقع التواصل الاجتماعي على شبكة الإنترنت.

وسيطر جنود على قناة "سي.إن.إن تورك" التي أعلنت حظر التجول في عموم البلاد وفرض الأحكام العرفية. وقرأ مذيع بيانا بناء على أوامر من الجيش الذي اتهم الحكومة بتقويض سيادة حكم القانون الديمقراطي والعلماني. وقال البيان إن "مجلسا للسلام" سيدير شؤون البلاد وسيتولى ضمان سلامة السكان.

وفي أعقاب ذلك انقطع بث قناة "سي.إن.إن ترك" لكنها استأنفت البث في الساعات الأولى من صباح السبت.

وذكرت وكالة أنباء الأناضول أن رئيس هيئة الأركان التركية محتجز مع آخرين "رهائن" في العاصمة أنقرة لكن رئيس الوزراء بن علي يلدريم قال في وقت لاحق إنه عاد للقيادة.

ليس انقلابا ضعيفا
في وقت سابق في مساء يوم الجمعة بدا الانقلاب قويا. وقال مصدر بارز في الاتحاد الأوروبي "يبدو انقلابا مدبرا بشكل جيد نسبيا من قبل مجموعة كبيرة من الجيش وليس مجرد عدد قليل من الضباط. سيطروا على المطارات ويتوقع سيطرتهم على محطة التلفزيون قريبا. يسيطرون على عدد من النقاط الاستراتيجية في اسطنبول."

وكرر المصدر "نظرا لحجم العملية من الصعب أن نتصور أنهم سيخفقون في بسط السيطرة ليسوا مجرد عدد قليل من الضباط."

وكان دبلوماسي أوروبي يتناول العشاء مع السفير التركي بإحدى العواصم الأوروبية عندما وصلتهم الأخبار العاجلة على هواتفهم المحمولة.

وقال الدبلوماسي بعد إنهاء حفل العشاء "من الواضح أنه ليس انقلابا صغيرا وضعيفا. شعر السفير التركي بصدمة بشكل واضح وأخذ الأمر على محمل الجد.. لكن يبدو أنه في الصباح سيكون لهذا تداعيات هائلة على تركيا. لم يأت هذا من فراغ."

ولتركيا ثاني أكبر قوة عسكرية في حلف شمال الأطلسي وهي أحد أهم حلفاء الولايات المتحدة في الحرب على متشددي تنظيم الدولة الإسلامية الذي استولى على مساحات واسعة من الأراضي في العراق وسوريا.

وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن الأحداث لم تؤثر على العمليات ضد الدولة الإسلامية من القاعدة الجوية الأميركية في قاعدة إنجيرليك بتركيا.

وتركيا أحد الداعمين الرئيسيين لمعارضي الرئيس السوري بشار الأسد في الحرب الأهلية السورية. وتستضيف تركيا 2.7 مليون لاجئ سوري وكانت في العام الماضي منصة انطلاق لأكبر تدفق للمهاجرين على أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.

واندلع إطلاق النار ابتهاجا في العاصمة السورية دمشق مع انتشار تقارير عن الإطاحة بإردوغان وخرج الناس إلى الشوارع للاحتفال هناك وفي المناطق التي تسيطر عليها الحكومة في مدينة حلب المقسمة.

وتخوض تركيا حربا ضد انفصاليين أكراد وتعرضت لسلسلة هجمات بالقنابل وإطلاق النار من بينها هجوم قبل أسبوعين شنه متشددون إسلاميون على المطار الرئيسي في اسطنبول أودى بحياة أكثر من 40 شخصا.

وألقى مسؤولون أتراك في محاولة الانقلاب باللوم على أتباع رجل الدين البارز المقيم في الولايات المتحدة فتح الله غولن الذي كان يؤيد إردوغان ذات يوم قبل أن يصبح من أحد خصومه. ويقول تحالف غولن إنه يدين أي تدخل للجيش في السياسة.

غولن يشعر بـ'الإساءة البالغة'
وندد غولن "باشد العبارات" بمحاولة الانقلاب، في بيان مقتضب اصدره قبيل منتصف ليل الجمعة من الولايات المتحدة حيث يقيم.

وقال غولن (75 عاما) "من المسيء كثيرا بالنسبة لي كشخص عانى من انقلابات عسكرية عديدة في العقود الخمسة الماضية، ان اتهم بانني على اي ارتباط كان بمثل هذه المحاولة" مضيفا "انفي بصورة قاطعة مثل هذه الاتهامات".

وتابع غولن في البيان من فقرتين "اندد باشد العبارات بمحاولة الانقلاب العسكري في تركيا" مؤكدا "ينبغي الفوز بالحكم من خلال عملية انتخابية حرة وعادلة".

وجاء في البيان "ادعو الله من اجل تركيا، من اجل المواطنين الاتراك، ومن اجل جميع الموجودين حاليا في تركيا، ان تتم تسوية هذا الوضع بصورة سلمية وسريعة".

وشغل إردوغان منصب رئيس الوزراء منذ 2003 ثم انتخب رئيسا للبلاد في 2014 مع خطط لتغيير الدستور لمنح الرئاسة الشرفية إلى حد كبير سلطات تنفيذية أوسع.

وتمتعت تركيا بطفرة اقتصادية خلال الفترة التي قضاها إردوغان في السلطة وعززت أيضا نفوذها بشكل كبير في المنطقة. لكن معارضي إردوغان يقولون إن حكمه أصبح شموليا بشكل متزايد.

ولفترة طويلة توترت علاقات حزب العدالة والتنمية الحاكم مع الجيش والقوميين في البلاد التي تأسست على مبادئ العلمانية بعد الحرب العالمية الأولى. وللجيش تاريخ من الانقلابات للدفاع عن مبادئ العلمانية لكنه لم يسيطر على السلطة مباشرة منذ عام 1980.

وقال رئيس الوزراء بن علي يلدريم إن مجموعة داخل الجيش حاولت الإطاحة بالحكومة وإن قوات الأمن استدعيت "للقيام بما يلزم".

وأضاف يلدريم قائلا في تصريحات بثتها قناة "إن.تي.في" الخاصة "بعض الأشخاص قاموا بغير سند قانوني بإجراء غير قانوني بعيدا عن تسلسل القيادة."

وقال "لا تزال الحكومة التي انتخبها الشعب تتولى المسؤولية. لن ترحل هذه الحكومة إلا حين يقول الشعب ذلك."