المحرر موضوع: الشعب العراقي انتصر في عدة ثورات لسبب واحد فقط وهو ان الطرف الخاسر كان ايضا عراقي  (زيارة 868 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل lucian

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3345
    • مشاهدة الملف الشخصي
الشعب العراقي انتصر في عدة ثورات لسبب واحد فقط وهو ان الطرف الخاسر كان ايضا عراقي

في شهر تموز قام عدة كتاب من ادباء وشعراء وفي مختلف المواقع بالكتابة عن انتصارات للشعب العراقي في انتصاره في الثورات بدون ان يكتبوا حرف واحد عن من كان الطرف الخاسر. حيث ان كل انتصار يحققه طرف لابد ان يكون هناك طرف اخر خاسر.

العراق خسر كل معاركه ضد الاطراف الخارجية. ما بقي للكتاب من احتفالات بالنصر هي مجرد تلك التي يسمونها بالثورات. ولان الكتاب الثورجيين كانوا منذ عهد الانقلابات ينتمون الى عدة جهات سياسية مختلفة فان احتفالاتهم بالثورات مختلفة.

السبب الوحيد الذي جعل الشعب العراقي من ان ينتصر في الثورات التي يتحدث عنها هؤلاء هو سبب وحيد لا غيره, وهو ان الطرف الخاسر كان ايضا عراقي.

اي ان هؤلاء يحتفلون بانتصار الشعب العراقي العظيم (الطرف المنتصر) على الشعب العراقي البائس (الطرف الخاسر).

نعم هكذا هو تماما بؤس تفكير هؤلاء الكوميدي المثير للسخرية.

ومن المعروف ان اكثر دول منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا التي تعرضت الى دكتاتوريات شديدة البغض هي تلك الدول التي امتلكت هكذا مصطلحات بائسة مثل تلك في العراق وسوريا من مصطلحات سخيفة مثل ثورة ومناضلين ووطنين وخونة وعملاء الخ...

نعم لقد تم تقسيم مجتمع مثل العراق الى عدة اقسام والتي بدءت باستعمال مصطلحات سخيفة متعنفة والتي تحولت الى ثقافة منتشرة. هكذا تقسيم بدء باستعمال البعض مصطلحات ليسموا انفسهم بالثورجيين والمناضلجين والوطنجيين والاخرين تم تسميتهم طبعا بالخونة والعملاء.

ومن الملاحظ ان كل هؤلاء المناضلجين لم يكن يعترفون بنضال الاخرين, كل مناضل كان يعتبر الاخر خائن وعميل, وكل ثورجي كان يعتبر نفسه لوحده بانه الاتجاه الصحيح الوطنجي.

ماذا كانت النتيجة  بعد ان تحولت الى ثقافة منتشرة؟

النتيجة: تحويل العراقيين كلهم الى مناضلجين يناضلون ضد بعضهم البعض. تحويل العراقيين الى ثورجيين يثورون ضد بعضهم البعض. تحويل العراقيين الى وطنجيين يخونون بعضهم البعض ضمن ثقافة سمحت لهم بقتل الاخر لانه تم اعتبار الاخر خائن وعميل...

اذا كان القراء يعترفون بحرية الراي فانني ساكتب راي كما هو: لو انا اصبحت رئيس للدولة العراقية فان اول شئ سافعله هو اصدار قرار وتحويله الى قانون قضائي يتم فيه وضع كل شخص في السجن المؤبد اذا استعمل كلمات متعفنة مثل مناضل ووطني الخ. لان من يستعمل هكذا كلمات سخيفة ينتج في نفس الوقت كلمات مناقضة لها, فهو يقول ضمنيا بانه في المجتمع هناك مئات الالاف من هم خونة وعملاء والذين يتوجب تصفيتهم...

وهذا ما جرى منذ عهد الانقلابات الثورجية ولحد الان. حيث جرى قتل مئات الالاف من الابرياء لاسباب تافهة جدا وهي تسميتهم بالخونة والعملاء.

لنسال سؤال الان: لو لم يكن لدينا هكذا ثقافة متعفنة بهكذا مصطلحات حقيرة, هل كان هناك عصابة مثل البعث ستتمكن لتصبح ديكتاتورية؟

الجواب هو كلا بالطبع, فعصابة البعثجيين استعملوا نفس المصطلحات وشددوا قبضتهم عن طريق استمعال نفس الثقافة البائسة, وهي مصطلحات الثورة العروبجية والنضال الوطنجي وخونة وعملاء الصهيونية وغيرها من بؤس.

الحل الان يكمن في تغيير ثقافي , في رفض كل مصطلحات وثقافة الماضي, بالسخرية من كل مصطلحات الماضي, لان الثقافة هي التي تقتل وتسبب الماسي.

ما نلاحظه ايضا انه كيف يقوم هؤلاء المناضلجين والوطنجيين باعتبار انفسهم بانهم لوحدهم من يمثلون الشعب وارادته, وهذا الشئ فعله كل المناضلجيين بمختلف اتجهاتهم الحزبية والسياسية.

كلمة الشعب والثورة الشعبية هي بالمناسبة كلمة اخرى مثيرة للسخرية, والهدف من استعمالها كان دائما سرقة حركة التغيير التي يبدائها دائما الافراد وليس الشعب. ولاعطي مثال: التغيير الذي بداء في تونس ومصر كان من قام به افراد علميين عبر الانترنت, وهؤلاء في ذلك الوقت كنت قد درست ماضيهم ولم يكن لاحد منهم علاقة باية جهات سياسية حزبية. ولكن ان الذي جرى بعدها هو سرقة حركتهم نحو التغيير, فجاء هناك من سماها بالثورة الشعبية العربية واخرين بالثورة الاسلامية واخرين بالاشتراكيةالخ.

ولكن هل هناك شعب يثور ضد نفسه بنفسه؟ لنفترض بان شعب يمتلك خلال مرحلة تاريخية افكار معينة ولنرمز لها بالحرف (ص), فلماذا على الشعب يمتلك افكار (ص) ويقوم بنفسه بالثورة ضد نفسه ليرفض افكار (ص)؟ اذ حتى شخص مجنون لن يفعل ذلك, لان حتى شخص مجنون سيقول ببساطة ساترك تلك الافكار من تلقاء نفسي. ما اريده قوله هو: كم هو مثير للسخرية مصطلح "الثورة الشعبية". ثورة شعبية ضد من؟ ضد الشعب نفسه. الجهة المنتصرة هي الشعب والجهة الخاسرة هي الشعب نفسه. ما هذه الكوميديا السخيفة المثيرة للضحك.

اذ الحقيقة هي انه ليس هنك شئ يسمى بالثورة الشعبية, وليس هناك شئ يسمى بحركة التغيير الشعبية. هنا فقط حركة يقوم بها افراد من الشعب ضد الثقافة البائسة التي تكون الثقافة السائدة والتي تمثل الراي العام السائد.

ولكن لماذا لا يتم وصفها كما هي, بانها حركة التغيير للافراد , وبانها حركة الفرد من اجل التغيير؟ لماذا تسمى بحركة الشعب؟

الجواب هو, لان الادباء والذين بدورهم ينتمون الى عدة جهات حزبية سياسية يقومون بسرقتها. ولانهم لا يريدون الاعتراف بالفرد لكونهم من محبي التمسك بالسلطة, سواء السطة السياسية او السلطة الاجتماعية.

من الفلسفات التي انا معجب بها هي تلك التي تعود للمدرسة النمساوية والتي وضحها بدقة لودفيج فون ميزس والذي كان يرفض كل انواع السلطة ويركز على ان الحياة تعتمد على مجموع القرارات الفردية وبالتالي يركز على اهمية الفرد. لودفيج فون ميزس كان شخص تكرهه كل الجهات السياسية. كان مكروها من قبل اليسارين ومن قبل اليمينين, والسبب هو ان كل من اليسارين واليمينين هم من محبي السلطة. في هذا الشأن كتب احد الفلاسفة يقول بانه عندما مرت اوربا بعدة صراعات بين اليمين واليسار فان عدة مثقفين سواء من اليمين او اليسار كان يتوجهون من اجل اللجوء الى امريكا. هناك في امريكا كان يرحب بهم اصدقائهم من نفس التوجه سواء يمين او يسار. ولكن كلهم كانوا يخافون من افكار مثل لودفيج فون ميزس لكونه كان بكل بساطة ضد كل انواع السلطة.

واخيرا اريد ان انتقد مصطلح اخر يستعمله المثقفين وهو : الفوضى الخلاقة.

ببساطة الحياة ليست باص يتم قيادتها الى اليمين او اليسار او اتجاه اخر. لن يكون بمقدور اية جهة ان تمتلك سلطة اجبارية ضد الافراد.

ليس بمقدور احد ان يجبر الافراد بان يتخلوا عن حريتهم وحقوقهم الفردية طوعيا.
وفي نفس الوقت ليس بمقدور احد ان يجبر الافراد على ان يقبول بحقوق الانسان والحرية والديمقراطية.

ما هو الحل اذن؟ الحل هو بيد الافراد انفسهم. كيف يريدون شكل مجتمعهم؟ هو شئ يعتمد على مجموع القرارات الفردية لكل افراد المجتمع.

واخيرا اعيد, بان السبب الوحيد خلف انتصار الشعب العراقي في الثورات هو لان الطرف الخاسر كان ايضا عراقي.

مقالتي هذه اكتبها ليتسلى بها الثورجيين والمناضلجين من اصحاب الثقافة القديمة.

ملاحظة: من لا يعجبه الموضوع فهو بمقدوره ان يكتب نقد ليرفضه ولكن ليس بان يطالب بحذفه فقط لكونه لم يتعود على قراءة افكار جديدة مختلفة عن ما تعود عليه.


غير متصل thair60

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 949
    • مشاهدة الملف الشخصي
الاستاذ لوسيان المحترم
تحية
استنتاجا لما ذكرته عن ان من يقوم بالتحرك هم مجموعة من الأفراد في المجتمع ، لذا برأيي فعليم ان يجمعوا اكثر من 50% من أفراد المجتمع ،ليحكموا وان يصبحوا سلطة، او ان يكون تأثير رأيهم بالمجتمع نافذ بأكثر من 50% من آراء المجتمع ،وإلا فشلهم سيكون السبب بالقضاء علي تلك المجموعات من قبل الاخرين المخالفين اليهم بالراي.
المصطلحات والشعارات لا تفيد الشعوب بقدر الحركات والافعال التي يقدمها الأفراد في تلك المجتمعات، لانه كما يقال بالحركة بركة.
تحياتي وتقديري
ثائر حيدو

غير متصل Catholic

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 200
  • St. Peter's Church, the mother of All churches
    • مشاهدة الملف الشخصي

من الفلسفات التي انا معجب بها هي تلك التي تعود للمدرسة النمساوية والتي وضحها بدقة لودفيج فون ميزس والذي كان يرفض كل انواع السلطة ويركز على ان الحياة تعتمد على مجموع القرارات الفردية وبالتالي يركز على اهمية الفرد.

تعقيبا على ما تفضلت به، انا ساضع هذا الرابط ادناه وهو فيديو ماخوذ من يوتيوب ويشرح هذه الفلسفة العميقة بساعة واحدة للمؤرخ الامريكي المعاصر - توماس وودز (صاحب كتاب "كيف بنت الكنيسة الكاثوليكية الحضارة الغربية" والتي ترجمته انا بسلسلة مقالات في هذا المنبر)

ارجو من القراء ان يشاهدوا هذا الفيديو الى الأخير لما فيه من معلومات قيمة تضيف لهذا المقال الممتع... اما الذين لا يتقنون الانكليزية فنصيحتي هي بان يطلبوا المساعدة من غيرهم.

https://www.youtube.com/watch?v=zaKg2I_2-9E

شكرا...