المحرر موضوع: السعودية تؤكد تعرض سفارتها في بغداد لتهديدات أمنية  (زيارة 939 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31489
    • مشاهدة الملف الشخصي
السعودية تؤكد تعرض سفارتها في بغداد لتهديدات أمنية
السفير ثامر السبهان: بغداد لم تعطنا الموافقة منذ سبعة أشهر لإدخال تجهيزات حماية بعثتنا رغم أنها لا تتطلب أكثر من أسبوعين.
ميدل ايست أونلاين


الضغط على الرياض أهدافه غاية في الوضوح

بغداد ـ كشف سفير المملكة العربية السعودية لدى العراق ثامر السبهان أن التجهيزات الأمنية والسيارات المصفحة الخاصة بالسفارة السعودية في بغداد لا تزال في الرياض منذ سبعة أشهر، في موقف وصفه مراقبون بأنه يأتي في سياق مساع مستمرة للقوى الشيعية العراقية المتنفذة للتضييق على التواجد السعودي في العراق.

وقال إن هذه التجهيزات ما تزال تنتظر موافقة الحكومة العراقية على دخولها رسميا، في الوقت الذي تزايدت فيه التهديدات، التي طاولت السفارة ومنسوبيها من تنظيمات إرهابية عدة، فضلا عن تعليقات معادية في مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السبهان في حديث صحفي له السبت إن "مثل هذه الإجراءات بين الدول لا تتطلب أكثر من أسبوعين، بينما الحكومة العراقية لم تعطنا الموافقة منذ سبعة أشهر مضت".

ولفت إلى أن "التهديدات الأمنية بكلّ أشكالها، التي تلاحق منسوبي السفارة، تتطلب زيادة مستوى التجهيز الأمني".

وأوضح السبهان أنه "بات مطلوبا بعد تقارير اللجنة الأمنية التي أوصت بذلك سابقا، نظرا إلى الوضع الأمني غير الجيد بالعراق منذ سنوات".

وشدد السبهان على أنه طلب من السلطات العراقية رسميا اتخاذ الإجراءات كافة الكفيلة بحماية السفارة ومنسوبيها.

وكتب السبهان في صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر" "إيضاحا لما يتم تداوله، فالمملكة أمنت التجهيزات الأمنية كافة للسفارة ومنها سيارات مصفحة، وإلى الآن لم يسمح العراقيون بدخولها العراق".

وباشر السبهان مهامه سفيرا لبلاده في العراق في نهاية العام 2015، وهو أول سفير للمملكة في العراق بعد قطيعة استمرت 25 عاما. وكانت الرياض أغلقت سفارتها احتجاجا على غزو العراق للكويت عام 1990.

وكانت طهران وحلفاؤها العراقيون الأكثر رفضا لعودة العلاقات الدبلوماسية السعودية العراقية، متذرعين بطبيعة تكوين السبهان الأمني والعسكري الذي لا يصلح لدور السفير على حد زعمهم.

وكانت قوى التحالف الوطني الشيعية التي ترفض في الأصل عودة العلاقات مع السعودية قد رفضت منذ البداية اختيار الرياض للسبهان كسفير لبلاده في العراق وشنت عليه حملة تشويه شعواء، كانت بدايتها في وسائل الإعلام الإيرانية التي وصفت الاختيار بـ"خطة سعودية لقيادة التكفيريين من داخل العراق، دون الحاجة الى وسطاء ينقلون تعاليمها الى اذرعها التكفيرية في هذا البلد".

وقالت الصحافة الإيرانية أن "السبهان الذي لم يعمل يوما في السلك الدبلوماسي، متورط في تبنى 'جبهة النصرة' في سوريا'، قائلة "انه يليق بقيادة معركة وليس سفارة"، وتساءلت عن الأسباب التي تدفع العراق لقبول عسكري في منصب دبلوماسي.

ويقول مراقبون إن مماطلة بغداد في الموافقة على القبول بالإجراءات السعودية لحماية السفارة تأتي في سياق الضغوطات التي تمارس على السفير السعودي غير المرغوب فيه من زعماء الأحزاب الشيعية الحاكمة في العراق، بحجة إمعانه في التدخل في شؤون العراق الداخلية، وذلك ربما لحض بلاده على سحبه بحجة عدم توفر الحماية الأمنية المناسبة له وللبعثة العاملة معه وفي أضعف الأحوال لتقييد حركته داخل العراق والتقليل من فرص لقاءاته مع مكونات المشهد السياسي العراقي وخاصة السني منه.

ويقول المحللون إن هذه المواقف تخفي رغبة قوية لدى إيران وحلفائها العراقيين في عزل العراق عن محيطه العربي السني وإخضاعه نهائيا للهيمنة الإيرانية.

ويستدل المحللون على هذا الموقف بالتأكيد على أن شيعة العراق تثور ثائرتهم لمجرد تصريح من أي مسؤول عربي عن الوضع البائس لسنة العراق بسبب السياسات الطائفية المقيتة التي يمارسها قادة هذا البلد الشيعة، بينما يفتحونه على مصراعيه للتدخل الإيراني المفضوح بكل أنواعه السياسي والاقتصادي والعسكري ويقدمونه لقمة سائغة لطموحات طهران الطائفية التوسعية.

وكان السفير السبهان قد اثار جدلا في العراق في بداية يونيو/حزيران عندما، أكد في تغريدته موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، على وجود شخصيات إيرانية حول الفلوجة تريد نشر الطائفية وتغيير التركيبة السكانية.

وقال السبهان "إن وجود شخصيات إرهابية إيرانية قرب الفلوجة، دليل واضح على أنهم يريدون حرق العراقيين العرب بنيران الطائفية المقيتة، وتأكيد توجههم بتغيير ديموغرافي".

وكرد فعل سريع على التغريدة طالبت كتلة بدر النيابية في البرلمان العراقي الحكومة العراقية بإعلان السفير السعودي "شخصا غير مرغوب به"، داعية إلى طرده من بغداد.

ويقول محللون إن جماعة بدر وغيرها من الجماعات الشيعية السياسية التي تسيطر على عدد من المليشيات المسلحة تسعى إلى قطع علاقة العراق بالسعودية من أجل حرمان المكون السني في العراق من أي دعم ولو كان معنويا من قوة عربية سنية معتبرة في المنطقة.

وعبّرت وزارة الخارجية العراقية عن استغرابها من التصريحات الصادرة من بعض الشخصيات الدبلوماسية، والمتضمنة لموقف سلبي من العمليات العسكرية الجارية لتحرير مدينة الفلوجة من سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية.

وبشأن تغريدة السبهان عن مشاركة إيرانيين في تحرير الفلوجة، أكد المتحدث الرسمي باسم الخارجية العراقية أن عمليات التحرير تتم وفق الخطط المرسومة لها من قبل الحكومة العراقية، وهي وحدها من تقرر الاستعانة بجهود أي مستشارين عسكريين من الدول المتحالفة مع العراق في هذه المعارك.