من نصوص الكرادة
بيوت في غفلة النار
زهير بهنام بردى.............
فقط الموتُ لم يعلنْ عن تخفيضاتِ العيدِ في الكرّادة
....................
ما احتاجَ مصوّر الفضائيّة أن يسأل عن لونِ الصورةِ في الكرادة قال له الموتُ لا يهمُّ أنا متعدّد الالوان والمقاسات والاشكال أدخلْ زوم تفجع أدخل مشهدَ عام تنهار أدخلْ جزعتِ الكامرة من الحزنِ سقطت وانكسرت
..............
رغمَ وفرةِ الجثث لم يستطع الموتُ باحابيلِه أن يسترَ عُريَه الساخن من مشهدِ ادانةِ خرائبِه من زخمِ تظاهراتِ الجمال
................
الموتُ القذرُ بموسيقاهُ الجنائزيّة ودمِه الأصفر وأصابعِه الغريبةِ الشهوات يذهبُ بجثثٍ لا تحصى الى المقبرة. لكنَّ الغريبَ أنَّ المقبرةَ تلك الليلة كانتْ تذرفُ الشموعَ بغزارةٍ وترشُّ الترابَ بالورد
..............
أمراةٌ حافيةٌ تتجوّلُ في شوارعِ الكرّادة تشمُّ رائحةَ الجثثِ ,تعثرُعلى أبنها النائمِ في رمادِ ممرٍ متعبٍ من جرعاتِ النارِ الخانقة
............
فتاة بعمرِ الماءِ لا تصرخ ولا تبكي منذ نعاسِ النارِ العمياء في الكرادة ,تضعَ يدَها في عينيها وتنظرُ عبرَ نوافذِ الكابوسِ لعلَّ الذاهبَ الى أدغالِ الوردِ يجيء لها بوردةِ الحبِّ لعرسِها الاتي على جنازةٍ من نار
...............
جمرُ الموت القرمزي الغامق في الكرّادة لم يهدأ. نفسٌ أخير ياتي من طفلٍ ممدّد في قصاصةِ ورقٍ. يتكلّم دار دور . ينظّفُ بقعَ النار من جلدِه الطري .يسيرُ على مهلٍ كأعمى صدره موسيقى سماء وموته جديربملائكةٍ صغار .خارجَ شروطِ الموتِ والسماء
...............
في الكرادة . تم نقل جثةَ السلام. الى مستشفى السلام
..........
حتى الوهم الباذخ الثراء, لم يكنْ يحتملُ فكرةَ التاويل .أنَّ الموتَ يمشي بساقينِ من نار. للتبضّع
.....
كنتُ أفكّرُ .هل كان عددُ الملائكة الهابط في الكرادة كافيا؟ لحملِ الهياكلِ المقدسة
..........
بخطى إحباط .عادتِ الحياةُ كعادتها الى وضعِها الرتيب ,تنظرُ للخفافيشِ في الليلِ. بدموعِ تجاعيدها المالحة وحرارتها المجنونة وبخطٍّ أسود .تشخبط ُاللافتاتِ على جثّةِ السماء
...........
وضعوا الكفنَ الابيضَ فوق جثّة ِطفلٍ نقرت الجثّةُ بموسيقى لاذعةٍ الاصابعَ. تكتبُ بابا لا تنتظرني. انا معك لا تخفْ سنصعدُ معا حافلةَ الموت
..............
بدلاً من نيشانِ الخطوبةِ حملَ عرّيسُ الغد في يدِه نيشانَ الموتِ وضعهُ في أصابعُ عروستِه الملقيّة على قارعةِ الحريق
..............
كلَّ يومٍ من مشفى الى مشفى يُنقلُ عراقنا الجريح
........
انهالت برقياتُ النعي. من كلِّ العناوين الا الموت فقد اكتفى بالتدخينِ والكركرات المستمرة وإفراد أصبعه الثاني من اقصى اليمين
...............
بشكوى لتنظيفها من دخان الحروب .وانفاس الموت الصاعدة اليها كحبال غسيل تتنقّط غيوما فاسدة .ومصحّات الماء الخابط ومخلفات التفخيخ
................
اغمض الموتى في الكرادة عيونَهم .وهم يتأملون بالم, اعضاءهم المفكّكة المتناثرة على ذمّة الحريق