المحرر موضوع: البطريركان ماركيوركيس ومارساكو يملأن الفراغ السياسي في الوطن  (زيارة 1195 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل أوشانا نيسان

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 322
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
البطريركان ماركيوركيس ومارساكو يملأن الفراغ السياسي في الوطن
أوشـــانا نيســـان
بعد مجرد يوم واحد من موافقه لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة ( اليونسكو)، في اجتماعها يوم الاحد بتاريخ 17 تموز 2016 في مدينة اسطنبول، على ادراج الاهوار والمناطق الاثرية بأعتبارها مهد الحضارة السومرية في جنوب العراق ضمن لائحة التراث العالمي، هنأ قداسة البطريرك مار كيوركيس الثالث صليوا بطريرك كنيسة المشرق الاشورية الشعب العراقي قبل السياسين العراقيين والقوميين والوطنيين وحتى الاسلاميين المعنيين أصلا بتراث الشعوب العراقية العريقة. حيث أكد قداسته أن " أراضي العراق عامة وبكافة مواقعها هي قطعة أثرية قديمة ذات حضارة تاريخية انسانية تجسدها القطع الاثرية الثمينة التي تحويها اشهرالمتاحف في العالم". علما أن الرسالة هذه وجهها بعد أقل من اسبوع من بعد عودته من رحلة علاج في الخارج.
ولم يتأخرغبطة البطريرك مار لويس روفائيل ساكو بطريرك بابل على الكلدان بدوره بعد مرور مجرد ثلاثة ايام على الموافقة أن يتقدم بأطيب التهاني وأصدق التمنيات الى الشعب العراقي بمناسبة ضم الاهوار ومواقع أور الكلدانيين واريدو وأوروك الى لائحة التراث العالمي من قبل منظمة يونسكو، كما جاء في مضمون رسالته المنشورة على صفحة عنكاوا الاليكترونية بتاريخ 21 تموز الجاري. حيث أعتبر غبطة البطريرك "هذه المواقع الاثرية ثروة سياحية تفوق ثروة النفط"، فيما لو تم أستغلالها بالشكل الصحيح. في الوقت الذي ناشد الحكومة العراقية والمواطنين في ضرورة الحفاظ على جميع المواقع الاثرية المنتشرة طول البلاد وعرضه ووجوب الابقاء على أسمائها التاريخية وعدم تغييرها.
الامر الاهم وراء اعادة نشر رسالة البطريركين هو غياب دور واهتمام رجالات الحركة الوطنية العراقية وزعماءها التقليدين بتاريخ وحضارة العراق القديم رغم اعتبارها شواهد ومعالم أقدم حضارة انسانية وجدت على سطح المعمورة قبل أكثر من ستة الاف سنة. وأن سبب اللامبالاة باعتقادي عائد الى أعتبارات عدة وفي مقدمتها، العلاقة السلبية بين الهوية والتراث بقدر ما يتعلق الامر بايديولوجيات مستحدثة ضمن أجندة القيادات السياسية القومية العربية أولا ثم الاسلامية في العراق الجديد/ عراق ما بعد الطاغية ثانيا. أما بقدر ما يتعلق الامر بقياداتنا الحزبية والسياسية فأن قرارالاعتراف مرّ مرور الكرام رغم أهميته القانونية والدولية لآنه لم يرتق الى مستوى البنود وأهمية الفقرات المزنرة على اجنداتهم الحزبية للاسف الشديد !!
مراجعة نقدية لثقافتنا السياسية والقومية !!
تعودت الاكثرية من قياداتنا الحزبية أن تنساق وراء الشعارات السياسية البراقة قبل دراسة أسقاطاتها السلبية على واقعنا السياسي ووجودنا القومي المتذبذب داخل الوطن. حيث تعود القيادي"الحزبي" ولاسيما القيادي الزائر لبلدان الغرب والمنافي أن يتحدث مطولا بلغة تنتمي الى عصر العولمة وعلى راسها  شعار فصل الدين عن السياسة وغيرها من المصطلحات السياسية التي أنتجتها ديمقراطيات الغرب. علما أن الشعارهذا ولد أساسا ضمن مخاضات الثورة الفرنسية عام 1789 بهدف فصل دور رجالات الدين عن الدولة ومؤسساتها وليس أبعادهم عن السياسة كما يذكر!!
أذ لو رجعنا الى مضمون مقال اليوم لبات من الضروري تسجيل أيجابيات مشاركة رجالات ديننا المسيحي ضمن الحراك السياسي تحديدا بعد ضمور دور العديد من قياداتنا السياسية"الحزبية"، في وقت باتت منظمات شعبنا الكلداني السرياني الاشوري يعوزها ربيع أشوري بأمتيازاليوم قبل الغد!! ولاسيما بعد أنحراف العديد من قياداتنا الحزبية عن مسارها القومي - الوطني على حساب مصالحها الفردية والشخصية.
صحيح أن مثلث الرحمات قداسة البطريرك مار دنخا الرابع حرّم على رجالات كنيسة المشرق الاشورية قبل رحيله بعقود من دخول الساحات السياسية والانظمام الى الاحزاب وضرورة تركها للسياسين وحدهم، ولكن هذا لايعني باي شكل من الاشكال محو دور بطريرك كنيسة المشرق الاشورية كزعيم ديني ودنيوي خلال مئات السنين بجّرة قلم أو مجرد قرار، لاسيما بعد أشتداد تعلق رجالات الدين وعلماني كنائسنا بحقوق أبناء شعبنا المضطهد بعدما تكالبت المصائب والكوارث على وجود وهوية أبناء شعبنا الابي، في وقت بات يتراجع فيه  حماس العديد من القياديين"المتحزبين" ويخبو حماسهم أمام بريق كرسي السلطة المنقوصة!!
علما ان الملاحظة هذه اكتشفتها شخصيا خلال وجودي في المهجر لعقود من الزمن. حيث أتذكرأنني كنت ادخل الكنيسة داخل الوطن لربما مرة أو مرتان في العام كله، في حين كان موقعي في المقاعد الامامية لكنيستنا كنيسة المشرق الاشورية في مدينة من مدن السويد في كل يوم السبت أو يوم الاحد من الاسبوع. هذا وبالاضافة الى الحقيقة المرة التي تؤكد هجرة الاكثرية من أبناء شعبنا الى دول الاغتراب وتحديدا بعد اشتداد الهجرة أثر الاعتداءات والجرائم الوحشية التي مارستها وتمارسها عصابات داعش الارهابية ضد وجود وهوية أبناء شعبنا داخل الوطن منذ أحتلالها لمدينة موصل منتصف عام 2014 ولحد الان.
 
ومن الواقع هذا يجب الاعتراف، ان لكل شعب ظروفه الموضوعية الخاصة ومبرراته المشروعة ليتجاوز أزماته. أذ لو  تم فصل العلمانين من كنائسنا في الاغتراب لفرغت مقاعد كنائسنا في دول الغرب تماما. أو حتى العكس، أذ لوتم عزل دور رجالات الدين وقدراتهم المشجعة اصلا لنضال شعبنا المضطهد ورسالة قداسة البطريرك نموذجا لازداد الوضع سوءا وتهاوت خطوط الدفاع ضد الانكسار ومتلازماته.
لان شعبنا ليس له كيان سياسي مستقل ليحرّم رجالات دينه من دخول مؤسسات دولته المستقلة على ارض الاباء والاجداد. وشعبنا بحاجة لكل أرادة خيّرة أو قوة ذاتية ايجابية بامكانها تحريك واقع ومسيرة نضال شعبنا نحو الابداع والتطور ليتجاوز جميع أزماته  الذاتية والموضوعية ويتسنى له المطالبة بشعارالحكم الذاتي أو المحافظة أو أي شئ من هذا القبيل في سهل نينوى على سبيل المثال.