المحرر موضوع: تنامي حالة العداء بين إيران وكردستان بعد عقدين من الهدوء  (زيارة 1120 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31430
    • مشاهدة الملف الشخصي
تنامي حالة العداء بين إيران وكردستان بعد عقدين من الهدوء
طهران تهدد بغزو الإقليم العراقي إذا لم يلتزم قادته بتعهداتهم وأسكتوا مسلحي الأكراد الإيرانيين، بمنع تحركاتهم المثيرة للبلبلة.
ميدل ايست أونلاين


الحرس الثوري قصف بالفعل مناطق داخل الإقليم

السليمانية (العراق) ـ تكاد علاقات الصداقة بين حكومة إقليم كردستان العراق وإيران تتحول إلى عداوة بسبب الأحزاب الكردية الإيرانية.
فبعد هدوء دام عقدين بين الأحزاب الكردية الإيرانية والحرس الثوري الإيراني (باسداران) تجددت الاشتباكات بينهما من جديد في السادس والعشرين من حزيران/يونيو في جبل كوسالان في منطقة شاميان التابعة لمدينة سولاوا في كردستان إيران.

ومع ان الاشتباكات قد وقعت في مناطق شرق كردستان إلا أن أول رد فعل إيراني تمثل في تهديد مباشر من قوات الحرس الثوري ضد الإقليم العراقي حين قال سردار حسين سلامي نائب قائد الحرس الثوري الإيراني خلال خطبة صلاة الجمعة في طهران إن "مجاميع مسلحة تريد المساس بأمن إيران وقد أنهينا هذه المجاميع".

ودعا سلامي مسؤولي إقليم كردستان الى الالتزام بتعهداتهم وإسكات هؤلاء المسلحين الذين قال انهم سيستهدفونهم داخل أراضي الإقليم إذا لم يكفوا عن احداث البلبلة.

وقد قصفت قوات الحرس الثوري بالفعل قبل يومين مناطق في سيدكان داخل حدود إقليم كردستان.

وتعود ذريعة التهديدات الإيرانية لإقليم كردستان الى وجود مقرات لكثير من الأحزاب الكردية الإيرانية المعارضة داخل اراضي الإقليم ومنها الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني (حدكا) وعصبة كادحي كردستان (كومه له) وحزب الحياة الحرة (بزاك) وحزب كردستان (باك) وتقع مقرات اثنين من تلك الأحزاب في مدينة كويسنجق التابعة لمحافظة اربيل ومنطقة زركويز التابعة لمحافظة السليمانية.

حكومة إقليم كردستان ردت على تهديدات حسين سلامي بعد يوم واحد من صدورها وقالت في بيان انها ترفض تهديدات سلامي وترى ان حسن الجوار اساس للعلاقات مع إيران.

وتفيد معلومات حصلت عليها موقع "نقاش" من مصادر داخل أحزاب إقليم كردستان ان وفدا إيرانيا زار الإقليم اثناء تهديدات الحرس الثوري لإيصال الاحتجاجات الإيرانية وعقد الوفد عدة اجتماعات مع مسؤولي حكومة الإقليم والحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني في اربيل والسليمانية.

ودعا الوفد الإيراني خلال لقاءاته مع المسؤولين الحكوميين والحزبيين في إقليم كردستان الى بذل الجهود لوقف نشاطات الأحزاب الكردية الإيرانية ولاسيما العمليات التي تقوم بها من اراضي إقليم كردستان.

وفي هذا الاطار اكد ناظم الدباغ ممثل حكومة إقليم كردستان في طهران تلك المعلومات وقال "طلب الجانب الإيراني رسميا من مسؤولي الإقليم بذل الجهود لإيقاف الأحزاب الكردية الإيرانية نشاطاتها في الإقليم".

ولم يخف الدباغ ان مسؤولي الإقليم اخذوا التهديدات الإيرانية ضد الإقليم محمل الجد وقد ارسلوا وفدا الى الأحزاب الكردية الإيرانية للتباحث معها حول الامر بعد وصول الوفد الإيراني.

واكد كل من محمد قادري مسؤول العلاقات في الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني في الإقليم واشرف بوكاني مسؤول العلاقات في عصبة كادحي كردستان إيران في الإقليم هذه المعلومات.

وجاءت الاشتباكات الاخيرة بين قوات البيشمركة التابعة للأحزاب الكردية الإيرانية والحرس الثوري على خلفية عودة النشاطات التنظيمية والعسكرية للحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني الذي باشر بمزاولتها منذ الشهر الماضي ولا تزال مستمرة.

ومع ان مسؤولي الإقليم اخذوا التهديدات الإيرانية على محمل الجد الا ان الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني وأحزابا كردية إيرانية اخرى تشدد على استمرار نشاطاتها ضد الحرس الثوري في مناطق شرق كردستان.

وحول ذلك قال محمد قادري انه "بعد تجميد نشاطاتنا في مناطق شرق كردستان لعقدين نرى انه من الضروري البدء بها من جديد وذلك لمواجهة السلطة العسكرية التي شكلتها إيران في تلك المناطق".

واضاف قادري "لقد اوقفنا نشاطاتنا لأسباب داخلية خاصة بنا وبإقليم كردستان، لكننا نرى الان انه لا توجد ضرورة للاستمرار في ايقاف نشاطاتنا، لذلك بدأنا نشاطاتنا من جديد وسوف نستمر".

في المقابل دعا ناظم الدباغ ممثل حكومة إقليم كردستان في طهران مسؤولي الأحزاب الكردية الإيرانية لوقف نشاطاتهم في الظروف الحالية التي يمر بها الإقليم خصوصا على حدود الإقليم.

وأكد الدباغ على ضرورة ان تبدأ الأحزاب الكردية الإيرانية بمطالبة الحقوق المشروعة للشعب الكردي في إيران عبر الحوار لان السلاح والحروب لا تنتج سوى المآسي لجميع الاطراف.

التحول من الدفاع الى الهجوم
ومع ان النشاطات العسكرية للأحزاب الكردية الإيرانية تندرج ضمن مرحلة الدفاع كما تقول تلك الأحزاب الا ان هناك احتمالا بان تتحول تكتيكات الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني من الدفاع الى الهجوم.

وحول ذلك قال كاوا بهرامي عضو اللجنة المركزية ومجلس الشورى العسكري للحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني "نحن لا نزال في موقف الدفاع امام الحرس الثوري الإيراني ولكن لدينا خطط لتغيير تكتيكات المعارك من الدفاع الى الهجوم"، دون ان يكشف عن تفاصيل هذا التحول.

واضاف بهرامي حول اخذ حكومة الإقليم التهديدات بجدية وامكانية ان تؤدي محاولات الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني الى دخول تلك التهديدات حيز التنفيذ: "لا تستطيع إيران القيام بذلك فقد ولى عهد التسعينات".

وكانت إيران قد نفذت خلال تسعينات القرن الماضي اثناء الحرب الاهلية التي كانت دائرة بين الحزب الديمقراطي والاتحاد الوطني الكردستاني في الإقليم هجمات ضد مقرات الأحزاب الكردية الإيرانية في إقليم كردستان حتى انها ارسلت قوات الى مدينة كويسنجق وهاجمت مقرات الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني.

وقال المسؤول في الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني ان الإقليم كان خلال تلك الاعوام في وضع مختلف اما الان ومع وجود العديد من قنصليات الدول في الإقليم والحرب ضد تنظيم داعش وكذلك تواجد قوات التحالف داخل مدن الإقليم فان إيران لن تكون قادرة على تنفيذ تهديداتها.

التشرذم نقطة ضعف أكراد إيران
وتبلغ الأحزاب الكردية الإيرانية 18 حزبا اهمها أحزاب حدكا وباك وبزاك ولكنها متشرذمة بسبب خلافاتها حول عدة امور بحيث توزع كل منها على عدة اجنحة فمثلا يتألف الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني من جناحين مختلفين وتتألف عصبة الكادحين من ثلاثة اجنحة.

وقد اثر هذا التشرذم داخل الأحزاب الكردية الإيرانية سلبا على نشاطاتها كما يقول النشطاء خصوصا وان الجانب الإيراني اتخذ اجراءات مشددة ضد تنظيمات ومؤيدي هذه الأحزاب.

وقال ارسلان يار احمدي الناشط والصحفي من شرق كردستان لقد "اثر تشرذم الأحزاب على نشاطاتها.. يجب على جميع الأحزاب في شرق كردستان ان تأخذ عودة النشاطات العسكرية للحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني بعين الاعتبار وتزيد من التنسيق فيما بينها لمواجهة النظام الإيراني في المناطق الكردية".

وقالت مصادر رسمية داخل الأحزاب الكردية الإيرانية ان محاولات قد بدأت لإيجاد تنسيق بينها بعد عودة النشاطات في يونيو/حزيران بحيث تشكل الأحزاب جميعا جبهة سياسية وعسكرية مشتركة ضد الحكومة الإيرانية.

وتفيد المعلومات ان المحادثات جارية لتشكيل هذه الجبهة وان هناك استجابة لها داخل الأحزاب ولكن لم تعلن رسميا.

ويعتبر محمد صالح قادري مسؤول العلاقات في الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني دعم حزبه مهما لتشكيل الجبهة ويضيف: "يجب على جميع الأحزاب مواجهة السلطة العسكرية الإيرانية التي مارست جميع الاجراءات لقمع الكرد في المنطقة".

من جانبه ذكر اشرف بوكاني مسؤول العلاقات في عصبة كادحي كردستان إيران ان جميع الجهود تنصب في اتجاه وحدة الأحزاب الكردية الإيرانية واضاف: "نحن كعصبة كادحي كردستان سنستجيب للجهود التي تعمل بهذا الاتجاه".

ولكن مع ذلك لا تتفق الأحزاب حول بدء العمليات العسكرية من جديد فمثلا يقف الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني مع القيام بعمليات عسكرية ولكن عصبة كادحي كردستان ترى انه من المهم لهذه المرحلة ان يتم تعزيز نشاطات المنظمات المدنية في شرق كردستان.

حرب بالوكالة
ويتهم الجانب الإيراني الأحزاب الكردية في شرق كردستان بوقوف ايادٍ خارجية وراءها ولاسيما التحريض السعودي ولكن مسؤولي الأحزاب ينفون تلك الاتهامات.

وكان محسن رضائي الأمين العام لمجلس تشخيص مصلحة النظام في إيران قال خلال لقاء مع قناة تلفزيون الشبكة الاولى الاسبوع الماضي ان "السعودية دعمت الأحزاب الإيرانية المعارضة في مدينة اربيل وفعلت حزبين كرديين إيرانيين وقد اقاما مقرات لهما قرب الحدود الإيرانية".

فيما نفى مسؤولو الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني وعصبة كادحي كردستان إيران ذلك، مشددين على ان الجانب الإيراني يوزع الاتهامات "لإخفاء فشله".

حكومة إقليم كردستان رفضت بدورها في بيان نشر الاثنين الماضي تصريح رضائي وقالت ان "جميع معلومات وتفسيرات السيد محسن رضائي حول الاحداث الحدودية الاخيرة التي تحدث عنها خلال لقائه غير صحيحة ولا اساس لها".

بين تصريحات وردود إيران وحكومة الإقليم ربما ستتطور الخلافات اكثر وقد تخلق الأحزاب الكردية الإيرانية توترا بين إقليم كردستان وإيران.