من جهة أخرى، يحق لكل فرد من أبناء الكنيسة الكلدانية مطالبتها بالحفاظ على لغتها وتراثها وتقاليدها وهويتها ككنيسة مشرقية لها خصوصيتها ونقد كل ما يراه سلبياً فيها، خاصة وأن الكنيسة الكلدانية أكثر إنفتاحاً وشفافية وحضورا على الساحة مقارنةً بالكنائس الأخرى، وكذلك له حق المساهمة في الحفاظ على هذه الخصوصية، ولكن لا أن يكون ذلك بدافع التّشفي أو مهاجمة رموزها بطريقة تخلو من الأحترام، فيبدو نقده وكأنه إنتقاص منهم وكل مايقومون به حتى وإنْ كان إيجابياً ، وإنهُ يدخل ضمن صراع شخصي أكثر من كونه لتقويم سلبيات العمل المؤسساتي للكنيسة، وبذلك يفقد هذا النوع من النقد، الذي قد يكون مهما جدا وصائبا، بريقه وتأثيره ويكون له أثر سلبي أكثر منه إيجابي، ويُفَسّرُ معناه بشكل خاطئ.
أخي العزيز جاك يوسف الهوزي المحترم
في البداية أود التأكيد على أن ظاهرة النقد حالة أيجابية وضرورية، ولكن عندما تكون ترمي الى البناء وأحترام الرأي المقابل ولا يضر أذا تمسك الناقد برأيه شرط أن لا يسيء الى المقابل المختلف عنه أو ينتقص من كرامته ومن ما يؤمن به من مبادىء دينية أو مذهبية، قومية أو سياسية كانت، ويمكن للناقد هنا أن يبين للقراء قناعته بما يؤمن به واسباب هذا الأيمان وأن يقرن ذلك بنماذج وأمثلة من الحاضر المعاش والظروف القاسية التي نعيشها وخاصة في الوطن الأم.
من المقتبس أعلاه يمكن رصد عدة حالات من النقد الهدام الذي لا يخلو من الشخصنة أحيانا (مثل أستهداف شخص البطريرك الجليل مار لويس ساكو) أولا ومن الأنتقاص من ما يؤمن به الكلداني الكاثوليكي مثلا (وهنا أقصد العلاقة مع الفاتيكان حيث مركز الكنيسة التي أسسها الرسول مار بطرس بايعاز من ربنا يسوع المسيح)، حيث نرى في الفترة الأخيرة ظهور بعض الأشخاص ممن لا نستطيع ان نسميهم يالكتاب وأنما بمثيري الجدل عندما يستنسخون بيانات البطريركية وتصريحات غبطة البطرك وينشروها في الموقع ليكسبوا جمهورا وقراءا تعودوا على ضرب كنيستنا ورموزها وتدور بينهم الجدالات السقيمة، ويشاركهم القلة من أخوتنا الذين يختلفون عنا مذهبيا من أجل صب الزيت على النار.
هؤلاء جميعهم برأي هم يبحثون عن شهرة في الكتابة أو لقضاء وقت فراغهم الذي يبدو هو كثيرا ويربطون فيه الليل بالنهار، أو ربما يريدون تصفية خلافات شخصية من خلال أستغلال هكذا مواضيع، أن راي هو تجاهل هؤلاء القلة ودعوهم يغردون فيما بينهم طالما الهدف من كتاباتهم ونقدهم هو في كثير من الأحيان هو الهدم الذي لن يؤثر بشيء.
شكرا وتقبل سلامي.
كوركيس أوراها منصور