القاء العالمي للشباب المسيحي
اسقف ... كاهن... شاب
ترددت كثيراً الخوض في هذا الموضوع ولسبب لا اريد ان اوجه النقد الى مؤسستنا الكنسية ، وخصوصا في الوقوف عند رغبة وتوجيهات قيادتها كونهم مراجعنا الروحية وعلينا احترام ارادتها ، عندما زارنا سيادة المطران باسل يلدو السامي الوقار هنا الى الاردن ، ومن خلال اقامته القداديس في مختلف مناطق وكنائس عمان الكلدانية والتي حضرت احدها ، ومن خلال جملة ماطرح في كرازته متحدثا ، {عليكم ان لاتنتقدوا اداء وسياسة المؤسسة الكنسية ، وعندما تريدون النقد انقدوا بالايجاب وليس بالسلب حتى ندعم كنيستنا } . فمنذ ثلاثة ايام وانا احاول ان انهى بنفسي عن الكتابة ولكن كل يوم اكتشف او اطلع على بعض الاخبار التي ترد على شبكة التواصل الاجتماعي تدفعني للكتابة ، حتى وجدت نفسي وبدون شعور منكفي على حاسوبي للكتابة في هذا الموضوع ، وانا متاكد ومتيقنا حق اليقين ان لانفع من ذلك كونهم يتبعون سياسة (( يقولون مايقولون ونفعل مانشاء)) . اما الموضوع الذي اريد التحدث او الخوض فيه هو اللقاء العالمي للشباب المقام حاليا في فورسلاف البولندية حيث شارك وفد كبير ورفيع المستوى يضم اسقفين من المركز واقصد (بغداد) والاقليم واقصد ابرشية اربيل ، وعدد لاباس به من الاباء الاجلاء ، وايضا من المركز والاقليم ومن شتى ابرشياتهم وخورناتهم وضم الوفد عددا كبيرا من الشباب ومن مختلف الكنائس وايضا من الاقليم والمركز . هنا اود ان اتقدم بالسؤال ، ماهي المعايير والشروط التي تم بها اختيار المشاركين في هذا الكرنفال العالمي ؟ فمثلا هنا في الاردن ومنذ زمن طرحت البطريركية اللاتينية استمارة تتضمن الشروط للمشاركة ومن اهم الشروط هي الفئة العمرية وحددت بين ( 18-35) عام للمشاركة ناهيك عن شروط اخرى ، فهل تم الاخذ بهذه الامر المهم جدا بنظر الاعتبار او تم الاختيار على ضوء المحسوبية والعلاقات ، ام تم التعامل مع مجاميع العمل الكنسي بمبدأ المساوات والكفائة والحرص وسنوات الخدمة ؟ فهل كان شرط العمر محسوب في الاختيار كل هذه الامور مدعاة للشك ، على سبيل المثال اتذكر عام 1997 وعند لقاء الشباب العالمي في هولندا حسب ما اعتقد تم اختيار شخص تجاوز الخمسين من العمر حيث كان على علاقة متينة بالقيادة الكنسية وكان يشغل منصب رئيسا لاحد الاندية الاجتماعية ناهيك عن عودة احدى عشرة مشارك في الوفد الى الوطن ومعظم المشاركين طلبوا اللجوء الى اوربا ، حيث كان هذا الاختيار في ذلك الوقت مثار لاستياء اغلب شباب الكنيسة ، فهل تم الاستفادة من الدروس والتجارب ، ام كل عام نقع في نفس المشاكل والاخطاء ، ومن جانب اخر مع كل الاحترام لشبابنا المشارك وكل الاحترام للقائمين والمشرفين على الوفد ، هل تم التوجيه ان يكون الوفد المشارك على قدرعال من المسؤولية وان يعكس معاناة شعب ذائق الامرين ، مهجر ، مذبوح ، يسكن مجمعات الاجئين محتلة مدنه وقراه من قبل العصابات الارهابية ، كونه ذاهب لاكبر لقاء روحي مع الحبر الاعظم في مدينة مسقط راس صاحب القداسة البابا يوحنا بولس الثاني وعلينا ان نعيش تلك الايام على اعلى مستوى من الحياة الروحية والصلاة من اجل هذا الشعب وعودة الاجئين والمهجرين وتحرير بلدنا من رجس المحتل الارعن ، فارتداء الكيمونات والشورتات والظهور بهذا المستوى من قبل بناتنا وابنائنا لايعكس معاناة شعب ، وعلينا ان ننتبه جيدا على حالنا ونحن لانمثل انفسنا فحسب بل نمثل وطن ودولة وشعب ، عندما نرفع العلم العراقي والعلم القومي الكلداني فعلينا ان نكون بمستوى هذه الرايات التي تلف اعناقنا .
هنا في الاردن يقطن مايقارب 800 عائلة كلدانية مابين مهجرين ومقيمين ويرعى تلك العوائل كاهن واحد وهو يدير شؤون الرعية بكل جدية ومحبة حيث يقيم القداديس والاسرار وزيارات العوائل وتفقد احوالهم والوقوف على معاناتهم وتقديم المساعدات على قدر الامكانيات ، بالمقابل يقود الوفد المشارك في التجمع الشبابي ثمانية كهنة واسقفين وعشرة راهبات ، وهناك اعداد كبيرة من الاجئين في مدن مثل تركيا ليس لهم اب ليقيم لهم قداس الاحد ، انا لست معارضا على مشاركة الاباء في هذا التجمع ولكن ليس لدينا كهنة او اباء او رهبان بعمر الشباب لقيادة الوفد ، ناهيك عن المشاركة مع الوفد اساقفة اكبر ابرشيتين في العراق فابرشياتهم احوج بكثير من المشاركة في هذا التجمع في ما لها من اهمية بالغة وعلى جميع الاصعدة كون الوطن يمر بمخاض عسير ، فهل تابط الشباب والمشاركة في دبكاتهم والتقاط الصور التذكارية وسماع كلمة الحبر الروماني والتلويح بالاكف (ببي باي) عند مروره اهم من التواجد في ابرشياتهم ، اعرف احد الاساقفة منذ تولية مسؤولية رعية ابرشيته لم يتركها الا للمشاركة في السينودس المقدس او دعوة لاجتماع مهم علما ان ابرشيته تعد من الابرشيات في المدن الساخنة وابناء الابرشية مستهدفين من قبل المتطرفين والمتشددين والعصابات الارهابية ، اتمنى من الجميع قبول رايي برحابة صدر كون غيرتي على بيتك اكلتني ، وامنياتي ان نضع مبدأ العدل والمساوات في تناول الفرص واحقاق الحق في اتخاذ القرارات والاختيار كي لايظلم احد ، وان ارى كنيستي عروس ناصعة لاعيب فيها وان نضع معاناة شعبنا نصب اعيننا ، وان ننظرالى نزيف شعبنا قبل ان ننظر لمصالحنا وانانيتنا ، هكذا علمتمونا كيف نعيش الفقر والعفة ومحبة الاخر على اساس فقره والولاء للوطن من خلال محبتنا للمسيح .
