المحرر موضوع: مشاكســـــة .... الفوضـــى غيـــــر الخلاقــــــــة  (زيارة 1144 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل مال الله فرج

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 558
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
مشاكســـــة
............. 
الفوضـــى غيـــــر الخلاقــــــــة

مال اللــه فـــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
.............................. 
  في خضم حالة الفوضى غير الخلاقة التي  ما تزال بلادنا تتخبط بين أمواجها العاتية محاولة البحث عن قشة نجاة مهما كانت صغيرة ومتهالكة قد تنقذها من الغرق أو تؤجل غرقها على الأقل بدوامة الازمات المتداخلة التي باتت تطوح بها في جميع الاتجاهات، بدءاً من الازمة المالية والركود الاقتصادي والبطالة وارتفاع اعداد الجائعين والمشردين وسكنة اكواخ الصفيح الذين يسقط يوميا المئات منهم تحت خط الفقر الذي لو استمر في استقبال ضحاياه بهذا الزخم ربما سيمكننا من ان نطرق ابواب (غينيس) بكفاءة واقتدار، لينتزع حكامنا وسياسيونا وممثلونا من خلال مآسينا باستحقاق عال (وسام الشرف) لنجاحهم منقطع النظير في تحولينا الى الشعب الوحيد الذي يمتلك أعلى نسبة من افراده المتمتعين (برفاهية) المركز الاول للعيش تحت مستوى خط الفقر مقارنة بالواقع الذي يؤكد بأننا إحدى دول المقدمة في الثروة النفطية التي بدل أن تهدم هذا الخط اللعين اُسوة بالالمان الذي نجحوا في هدم جدار برلين, فاننا على العكس وبهمة حكوماتنا ومسؤولينا الثوريين نجحنا في تعزيز مساحة هذا الخط الحيوي الاستراتيجي ربما ليتمكن مستقبلا, مع استمرار ستراتيجيات الفساد واذرعه الاخطبوطية البارعة في السلب والنهب والامتيازات الفضائية والعقود الوهمية والصفقات الفاسدة وبيع المناصب والوزارات, من احتضان القسم الاكبر من العراقيين بحيث لا يبقى فوقه الا الحكام والسياسيون والبرلمانيون وسماسرة الشعارات الذين استطاعوا (بنزاهتهم) فائقة الجودة و(بوطنيتهم) خارقة الايمان ان يحصنوا أنفسهم وعوائلهم وأقرباءهم من السقوط تحت هذا الخط المنافق العدائي اللعين الذي لا هم له الا السعي للايقاع بالفقراء والمعدمين.
في خضم هذه الفوضى غير الخلاقة وتداعياتها المأساوية الخطيرة، حذر خطيب وإمام جمعة بغداد الشيخ عادل الساعدي، البرلمان من أن أكثر من ثمانية ملايين فرد يعيشون تحت مستوى خط الفقر، معبرا عن خشيته من أن تتحول أوضاعهم المزرية حافزا, ربما, اضطراريا لبعضهم تدفعهم (مكرهين وليسوا مؤمنين أو مخيرين) لبيع أنفسهم للبؤر الإرهابية أمام إغراءات المال، وربما تكون أوضاعهم هذه سبباً للسقوط في مهاوي الانحراف متعدد الاشكال وفي مقدمتها الانحراف الاخلاقي والاتجار بالبشر.
وأكد الشيخ الساعدي من، ان (ما أعلنته بعض المنظمات الرسمية والتي تعنى بقياس معدلات الفقر، يشير إلى أن معدل الفقر في العراق  قد بلغت نسبته 23% من الشعب العراقي الذين يعيشون دون مستوى الفقر، فإن النظر إلى هذه النسبة فقط قد لا يعطي انطباعا خطيراً، لكن حين ضربها في عدد الشعب العراقي والذي بلغ هذا العام وفق إحصائية وزارة التخطيط ستة وثلاثين مليون فرد يظهر لنا أن ثمانية ملايين ومئتين وثمانين فردا يعيشون تحت مستوى خط الفقر في بلدٍ يعد من أغنى بلدان العالم وكل أرضيات قطاعاته الاقتصادية وبناها التحية مؤهلة للاستثمار).
في خضم حالة الدوران غير المجدي في حلقة مفرغة بحثا عن زورق الانقاذ من دوامة الفوضى غير الخلاقة هذه عبر حلول ترقيعية نصف عرجاء استهدفت اولا وقبل كل شيء رواتب الموظفين والمتقاعدين بدل إلغاء حمايات ومخصصات وامتيازات المسؤولين، ملوحة بإجراءات تقشفية جديدة لاسيما بعد اتفاقية الاستجداء اقتراضا من صندوق النقد الدولي والايحاء، إذعانا لشروطه، بوقف التعيينات ورفع أسعار الكهرباء والتي قد تشمل  بقية الخدمات الاخرى اُسوة باجراءات وزارة الصحة، وربما الاتجاه نحو إلغاء مفردات البطاقة التموينية التي امست بمفرداتها العقيمة مثيرة للسخرية، ومثلما جسد احدهم حرصه ووطنيته ونظرته الاشتراكية في تحقيق المساواة بين جميع قطاعات الشعب باقتراحه (ستراتيجية تربوية وطنية متفردة لامثيل لها عبر التاريخ) تتمثل بإلغاء مجانية التعليم بحيث يكون هذا الحق الوطني (حكرا) على أبناء الاغنياء والمسؤولين وحرمان ابناء الفقراء والمعدمين منه، فقد تتطور هذه (الستراتيجية العبقرية), التي تستهدف محاولة (بناء اقتصاد البلاد عبر نهش لحوم وعظام المعدمين من العباد) بدل محاربة الفساد والعمل على استرداد مئات المليارات المنهوبة والمسلوبة من حيتان الفساد الكبيرة وعدم الاكتفاء بمحاسبة الاسماك الصغيرة, الى ايدلوجية اقتصادية جديدة فريدة لسد العجز في الميزانية من خلال فرض رسوم وضرائب على الانتقال بين المحافظات وعلى حفلات الخطوبة والاعراس وقضايا الطلاق ومجالس العزاء وشراء السيارات والدراجات والملابس الجديدة، وعلى الحلاقة وعمليات التجميل وحقن البوتوكس وعلى اقتناء المنشطات وعلى تصغير التضاريس الانثوية وتكبيرها وعلى عمليات الاجهاض والمواليد الجدد وعلى الطلبة الناجحين في جميع المراحل الدراسية ومضاعفتها على المكملين والراسبين لقاء هذه الرفاهية المتفردة التي أمسينا نعيش في كنفها في وقت سبق فيه لمصدر برلماني أن أكد على أن حجم الاموال العراقية المودعة في البنوك الاجنبية جراء الفساد تتجاوز الــ(300) مليار دولار, داعيا الحكومة إلى العمل على استعادتها، في حين أكدت صحيفة (واشنطن بوست) مطلع العام الحالي أن أرصده عدد من المسؤولين العراقيين في البنوك العالميه تقدر بـ 220 مليار دولار.
في معترك هذا التخبط، وعلى وزن (الصواريخ الستراتيجية عابرة القارات) بشرنا مسؤول سياسي رفيع بأن الوضع السياسي في البلاد سائر نحوتشكيل (كتلة عابرة للمكونات)، بما يعني بقاء التشكيلة نفسها التي قذفت بنا عبر (كفاءتها) الى اتون هذه الفوضى غير الخلاقة، وربما تتناسل هذه الكتلة (الموعودة) لتلد لنا جيلا من الكتل الاخرى المختلفة، ككتلة عابرة للوساطات وكتلة عابرة للمنازعات البرلمانية وكتلة عابرة للخلافات الزوجية وكتلة عابرة للتناحرات السياسية وكتلة عابرة للبطاقة التموينية وكتلة عابرة للمصالحة الوطنية وكتلة عابرة للتحرشات الجنسية وكتلة عابرة للهجرات الجماعية وكتلة عابرة للاصلاحات الحكومية وكتلة عابرة للصفقات السياسية وكتلة عابرة للعمالة الاجنبية وكتلة عابرة للمشكلات الجامعية، في حين اننا يا سادة يا كرام بحاجة إلى كتلة حيوية فعالة ونزيهة واحدة فقط تلك هي كتلة مكافحة الفساد التي بإمكانها وحدها ان تنقذ البلاد وتنصف العباد، وتكون الفعالة والسباقة لانهاء هذه الفوضى غير الخلاقة.
 


غير متصل بطرس هرمز نباتي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 440
    • مشاهدة الملف الشخصي
الاخ والزميل العزيز مال الله فرج المحترم
مقال رائع يحلل حالة الفوضى التي نعيشها في  الوطن ، لكن مع الأسف قلة من قراء عنكاوا كوم تهتم بقراءة مثل هذه التحليلات الرائعة والكثرة منشغلة بقراءة المهاترات حول الكنائس والقس الفلان والراهب الفلاني وكان مشاكلنا لا تتجاوز هذه المهاترات الضحلة ، هذا ما ال اليه حالة الفوضى الغير الخلاقة ايضا وسط مثقفينا ايضا ..
أتصور الإحصائية الرسمية لحالة الفقر في البلاد تتجاوز هذه النسبة  التي ذكَرتَها ،حيث هناك احصائيات من قبل المنظمات الدولية والتي اشرتُ اليها في مقالي المعنون ( العراق سفينة تطفوا على الخيرات وملاحوها لصوص ) تستطيع مراجعته على موقع الحوار المتمدن حيث تبلغ نسبة الخط الفقر 40٪ وقد اشرت الى اخرى التي تقول بان ربع سكان العراق يعيشون دون حد الفقر .
هذه الاخصائات التي ذكَرتٌها في مقالي كانت قبل دخول داعش بسنين فما بالك اليوم وسط فوضى التي خلقتها العمليات العسكرية والحروب الداخلية ...
الذين جاءوا الى الحكم اخي العزيز لا يهمهم حالة المواطن كيف يعيش وما هي الخدمات المقدمة اليه هم مجموعة مرتزقة  سراق قدموا من خارج حدود الوطن همهم الوحيد التتمتع بخيرات واموال  العراق يتقاسمونها حسب كبر عمائمهم  ثم  يقومون بايداعها في مصارف اجنبية او بمشاريع في دول الغرب التي جاءوا منها أصلا ،
تصور جميعهم يتحدثون عن الفساد وينتقدونه ، هذا الوزير ينتقد الوزير الاخر وهو أصلا حرامي وبامتياز والآخر عضو برلمان يصرح بانه حرامي والجميع لصوص ، كيف تكون الفوضى إذن كما اشرت حضرتك والكل مشترك في جريمة ملخصها (اسرق ثم اسرق الوطن .. ولا تستحي فكل شيء مباح)   
اخي العزيز كلما تعددت الكتل ،تعددت منافذ السرقة وتعدد السارقون ، كلما كثرت الأحزاب والمنظمات كلما زاد وطننا نهبا وزاد شعبنا فقرا .
لا اود ان أزيد قهرك قهرا ، لكننا متشائمين من الحالة الفوضى  والمزرية التي نعيشها ، لكننا لا نزال  حالمين  لذلك ترانا نردد  مع ابو قاسم الشابي
اذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر
ولابد لليل (السراق) ان ينجلي ولابد للقيد ان ينكسر
تحياتي لك ولجميع الأصدقاء دمتم
بطرس نباتي 

غير متصل مال الله فرج

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 558
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاخ الفاضل الاستاذ بطرس نباتي المحترم
تحية طيبة

شكرا جزيلا لمرورك ولتقييمك الذي اعتز به ولملاحظاتك السديدة التي اغنت المقال بالتاكيد ، همنا  كبير يفوق تصورات البعض ونحن للاسف نواصل انحدارنا يوما بعد اخر نحو هوة التلاشي بسبب فرقتنا اولا وتشرذمنا وخلافاتنا المضحكة المبكية ، والاهم لعدم تمعن الاخرين لاسيبما ممثلونا بخارطة المتغيرات العالمية وقبلها الاقليمية وعدم قراءتهم الصحيحة والدقيقة والموضوعية للاحداث واتجاهاتها ولصراع الايدلوجيات وافرازاتها ، وفي جميع الاحوال فاننا الطرف الاضعف في جميع المعادلات ومن ثم في الاتفاقات السياسية ، بل اننا الطرف الذي لا تاثير له في هذه المعادلات ولا في تلك التي ستنشأ مستقبلا ، وابرز مثال  فان موقف وموقع المكون المسيحي بعد زوال داعش ما يزال مجهولا لاننا اساسا لا نملك رؤية واضحة ولا موقفا موحدا، اما بالنسبة للاحصائيات فانها ما تزال متضاربة بين هذه الجهة وتلك ، وما اوردته نسبته لقائله لانني غير متيقن من دقة النسبة، فضلا عن ان هنالك رقما لاحصائية الفقر وعدد الفقراء ، كما ان هنالك رقما مغايرا للذين يعيشون تحت مستوى خط الفقر، وسبب كل هذه الماسي ، الفساد عامة سياسيا وماليا ، والتبعية لهذه لجهة الاقليمية او تلك ، وتغليب المصالح السياسية والفئوية وحتى الشخصية على كل المصالح الوطنية مما جعلنا نغرق بالفوضى.
شكرا ثانية ايها الاخ الاعز مع عميق محبتي واعتزازي
اخوك
مال الله فرج