قمْ يا وليدُ
حميد أبو عيسى
ما كـنتُ يوما ً أتوقعُ أن تـُفجَّرَ يا ابنَ عمي
أو أن تواجهَ ميتة ً شـنعاءَ في سـفر ِالخضمِّ
ما كنتُ أعتقدُ المصائبَ ترتوي من نزفِ دمّي
لكـنها يبـدو تعافـتْ في العـراق ِالمدلهـمِّ
حتى غدا الموتُ الرهيبُ يطولُ إخواني وأمّي!
قمْ يا وليـدُ واقهر ِ الموتَ العنيدَ وسـرْ بعزم ِ
نحو النجوم ِ السـاطعاتِ لأهلنا- أمجادِ إسمي!!
كيف الحياة ُتصـاهرُ الموتَ الأليمَ وتنتحي صوبَ البراري؟!
كيف الزنابقُ ترتمي في حضن ِ أشـواكِ الصحارى والقفار ِ؟!
كيف الشـبابُ الغـرُّ يُـدمى والشـبابُ ملاحـمٌ للإقـتدار ِ
غادرتَ أهـلكَ يا وليدُ وأنتَ في نضـج ِ الشـبابِ بلا خيار ِّ
فـُجِّرتَ أشــلاءً سـيجمعها العـراقُ منابـرا ًللإفـتخار ِ
أمضيتَ عمرَكَ، رغم قصره، في البناءِ وفي مناصرةِ الصغار ِ
لكـنها الليـلاءُ تخنـقُ كـلَّ مندفــع ٍ لإحـياءِ النهــار ِ
كنتَ الشـهيدَ المنتمي للحقِّ والأخلاق ِوالإرثِ العظيم ِ
إرثِ الحضـارةِ في زمان ٍكـانتِ الأجيالُ فيه بالعلومِ
تسـمو ثراءً في حياةٍ أُفعِمتْ بالعـزّ والعيش ِالكـريم ِ
لكـنها الأقـدارُ تقتحمُ المحارمَ والمكـارمَ في الهجوم ِ
عشْ يا وليـدُ شـهيدَ آلام ِ العـراق ِودمْ بريقا ً للنجوم ِ
بكَ والشـبابِ الحرِّ يسـمو الرافدان وينتهي ألمُ السدوم ِ!
نَمْ خالدا ًلصقَ القلوبِ وفي العيون ِمطارداً شبحَ الوجوم ِ
أوگستا في 03 – 10 - 2007