النُخبة
لا شك ان مجلس النواب يمثّل نخبة الشعب العراقي شِئنا ذلك ام ابينا ... لأن هذه " النخبة " إرتضت بالعملية السياسية في العراق بعد سقوط الدكتاتور ، وتم إنتخابها من قبل الشعب عن طريق صناديق الاقتراع .
ان الفساد والانغلاق الفكري الذي هو سمة مميزة للكثير من النواب العراقيين ، ماهو إلا انعكاسا على الحالة البائسة للشعب العراقي الذي يغرق في دوّامة من الطائفية التي لا تستطيع ان تبصر ابعد من انفها الطائفي ... وقد لعب الاسلام السياسي دورا قذرا في تخريب العملية الديمقراطية بعد ام حوّلها الى " نهب وغنائم " ...
أما آن الاوان لهذا الشعب ان يصحى ويكنس القذارة العالقة به !؟
هذه هي " النخبة الرسمية " البائسة ... اما النخبة الحقيقية فلم ينتخبها احد ......
وفي الجانب الآخر ، الجانب الذي رفض العملية السياسية وانتهج اسلوب المقاومة الدموية بأبشع صورها بعد ان إستورد " كوادر الارهاب " و " الخرفان الانتحاريين " كان اكثر طائفية ، وكان في صفوفه من هم اكثر فسادا وهم يتلقّون الاموال من الخارج ويبتزّون الشعب المسكين في الداخل ، اصبحت سماته " القتل والنهب والاغتصاب " . وقد تسبب هذا الجانب في قتل وتهجير ( تهجير داخلي والى الخارج ) الملايين من الناس ... ليس لهذا الجانب اي حق في انتقاد " نخبتنا الفاسدة " لأنه الأفسد ... وما كانت شعاراته : " الذين جاءوا مع الدبابات الامريكية ... ورفضه - للديمقراطية المستوردة – ومقاومة المحتل " ، إلا شعارات بالية يغطّي فيها شهوته للعودة الى الحكم بأبشع صورة من الدكتاتورية .
من يحق له ان يثور على الفاسدين المنخرطين في العملية السياسية هم الناس الابرياء الذين خُدعوا بالشعارات الطائفية فانتخبوا مثل هؤلاء ... نعم هؤلاء الأبرياء ومعهم جميع التيارات والاحزاب العلمانية النزيهة الذين قبلوا بالعملية السياسية ، لكنهم رفضوا فساد الحكومة وارهاب المقاومة .
من يحق له ان يثور على " المقاومة الارهابية " هم اولئك الذي خُدعوا بالشعارات الرنانة ودفعوا الثمن غاليا من دماء شبابهم وتهجيرعوائلهم الذين يهيمون في ظلمات البراري علّهم ينقذون بعض اطفالهم .
على الشعب العراقي ان ينفض يده عن كل هؤلاء بعد أن جرّبهم في الحكومة وفي المقاومة ، كانوا هم الوقود لنار الطائفية والصراع على الكراسي .
هل إستوعبنا الدرس ؟