المحرر موضوع: الذكرى الـ (83) لمذبحة ا|لآشوريين في سميل آب 1933: يوم الشهيد الآشوري بين الوعي المتقدم والوعي المتأخر  (زيارة 1873 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل أبرم شبيرا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 395
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الذكرى الـ (83) لمذبحة ا|لآشوريين في سميل آب 1933:
يوم الشهيد الآشوري بين الوعي المتقدم والوعي المتأخر
أبرم شبيرا
توطئة:
---
كُتبَ الكثير عن مذبحة ســميل لعام 1933 ونتائجها المؤلمة على مختلف جوانب الآشوريين من ديموغرافية وجغرافية وقانونية وسياسية كذبح ما يقارب ثلاثة آلاف آشوري بـرىء وتدمير وحرق ونهب العديد من القرى والقصبات وتشريد سكانها ونزوح قسم منهم الى سورية هربا من "الجهاد المقدس" المعلن ضدهم طلبا للأمن والاستقرار وما صاحب ذلك قرار الحكومة بنفي البطريرك مار شمعون إيشاي وعائلته وبعض من قادة الحركة القومية وتجريدهم من الجنسية العراقية ومن ثم النتائج القانونية والسياسية التي ترتبت على الآشوريين كتعقيد مسألة الحصول على شهادة الجنسية العراقية أو تحريمهم منها والتشكيك في وطنيتهم وإعتبارهم عراقيين من الدرجة الثانية أو أدنى وتصعيد النخبات الحاكمة التي تعاقبت على السلطة في العراق سياساتها الاستبدادية تجاههم ومن ثم ترسب كل ذلك كمخلفات فكرية في أفكار ومفاهيـم العديد من الكتاب والمؤرخين العراقيين الذين تناولوا تاريخ الآشوريين المعاصر في كتبهم أو مذكراتهم أو في أوراقهم الشخصية أو في ممارساتهم السياسية والسلطوية ولم يسلم من هذه الترسبات حتى بعض من أبناء أمتنا فأعتمدوا عليها في وصف الآشوريين بأوصاف معيبة وشنيعة غير مقبولة منطقياً خاصة  تجاه القادة وزعماء هذه الحركة التي وصفها البعض بـ "حركة 1933 المشؤومة". ولكن مع كل هذه النتائج السلبية التي ترتبت على مستوى الفكر والوعي القومي وعلى مسار الحركة القومية الآشورية وعلى مستوى الكنسي أيضاً فهناك تقصير في البحث الأعمق والأشمل في تحليل هذه الحدث الحاسم في تاريخ الحركة القومية الآشورية وتحديدا فيما يخص تبني السابع من شهر آب يوماً للشهيد الآشوري. التساؤل هنا هو: كيف أدرك ووعى الآشوريون أو بعض من مفكريها بأن هذا الحدث سيحتفل به الآشوريين كيوم للشهيد ضمن وعي متقدم وكيف أن الإتحاد الآشوري العالمي التي تبنى هذا التاريخ كيوم للشهيد الآشوري في عام 1970 كوعي متأخر عن الحدث. من هنا نحاول أن لا تمر هذه المناسبة المهمة في تاريخ الآشوريين المعاصر من دون إضافة شيء جديد عنها... شيء من المؤكد لن يكون وافياً طالما هو جديد ونتطرق إليه من زاوية مختلفة ومفهوم جديد من خلال الوعي بهذا الحدث الحاسم في مسيرة الحركة القومية الآشورية.

الوعي المتقدم والوعي المتأخر:
---------------------
 بدءأً بالنوع المتأخر، فنقصد به إدراك ووعي الحدث ونتائجه المترتبة عليه بعد سنوات طويلة وقد يكون هناك جملة عوامل تحجب وعي هذا الحدث ونتائجه. ولكن بعد تغير أو زوال هذه العوامل يبدأ الوعي بالحدث ونتائجه فهذا ما نسميه بالوعي المتأخر. ومثال على ذلك: دولياً: اطلقت الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الغربية شيطان التطرف والإرهاب، القاعدة ثم داعش، لتنهش بالدول العربية والإسلامية ولم تكن تدري بأن السحر سينقلب على الساحر وأن ليهب أرهاب هذه المنظمات الإرهابية سيصل عتبة دارهم لأن مصالحهم الخاصة كانت الحاجب الكثيف الذي يغطي وعهم الصميمي بشرور هذه التنظيمات الإرهابية. فبعد عقود من الزمن أدركوا ووعوا هذه الشرور، ولكن كما يقول المثل العراقي "بعد خراب البصرة". وأقليماً: قد تكون زيارة الرئيس المصري الأسبق أنور السادات للقدس في عام 1977 مثال عند العرب للوعي المتأخر. ففي حينها بسبب عنجهية الفكر القومي العربي الكلاسيكي وتخلفه نعت السادات بأبشع النعوت ووصف بصفات الخيانة للأمة العربية ولقضية فلسطين غير مدركين بأن كل الحروب التي دخلها العرب مع إسرائيل كانت خاسرة وكارثة للفلسطينين والعرب وأنه من الممكن إسترجاع الأراضي المحتلة أو بعضها من إسرائيل عن طريق الدبلوماسية والتفاوض وهذا ما تحقق عندما أسترجعت سناء من إسرائيل إلى مصر. واليوم وبعد عقود طويلة تعقل الفكر القومي العربي وأرتكن إلى الواقعية فوعوا، ولكن متأخراً، بأن ما أنجزه السادات من مفاوضاته مع إسرائيل  وإسترجاع سيناء يعتبر بمثابة إنجازاً تاريخياً عظيماً بحيث وصفه البعض بأن بطل مصري من التاريخ المعاصر. واليوم يعجر غيره من قادة العرب من إسترجاع شبراً واحداً من الأراضي التي أحتلتها إسرائيل. والأنكى من هذا، ففي عام 1947 عندما قررت الجمعية العمومية للأمم المتحدة تقسيم أراضي فلسطين بين العرب واليهود كانت حصة العرب منها 11 ألف كم2 ولم يكن العرب يدركون بسبب تطرفهم القومي والديني بأن إسرائيل ستكون أقوى دولة متنفذة وقوية ومسنودة من الدول العظمى فخسروا حصتهم في حروب عام 1953 و عام 1967 واليوم يطالبون بـ 17% من هذه الأراضي ولم يحققوا مطلبهم لا بالصواريخ ولا بالتفاوض.

قوميا: قد يكون الوعي المتأخر للكلدان نموذجاً في هذا السياق. فالكلدان، كتسمية وحضارة وإنتماء كان ولا يزال مصدراً لتحديد هوية الغالبية من أبناء شعبنا ولكن بسبب ظروف وعوامل معينة، كالموقف السلبي للكاثوليكية من الفكر القومي والخشية من إستبداد الأنظمة السياسية عليهم، لم يرتقي واقعهم الموضوعي وينعكس في وعي قومي حتى في أكثر الأزمان ظهوراً وتأثيرا للفكر القومي المنبعث من البلدان الأوربية في نهاية القرن التاسع عشر وبداية قرن العشرين فلم تنشأ فيهم حركة قومية خاصة بالكلدان، وهو موضوع سبق وأن تطرقنا إليه في مناسبة سابقة. واليوم، ونتيجة لزوال بعض العوائق أمام الوعي الكلداني ظهراً متأخراً بعد عام 2003 وأنعكس في تنظيمات وأحزاب سياسية خاصة بالكلدان. أما على الجانب الآشوري، فأن التاريخ يؤكد بأنه كان لهم وعي قومي متقدم ظهر وتأثر بالفكر القومي وحركات التحرر القومي المنبعث من البلدان الغربية في القرنين الماضيين وأنعكس في تنظيمات قومية وأحزاب سياسية أستمرت وتواصلت وبأشكال مختلفة حتى يومنا هذا. ولكن فيما يتعلق باليوم الشهيد الآشوري، موضوع بحثنا، لم ينعكس هذا الوعي إلا بشكل متأخر وبعد سبعة وثلاثون عاما من الحدث عندما قرر الإتحاد الآشوري العالمي في عام 1970 أعتبار السابع من آب يوماً للشهيد الآشوري وبدأ منذ تلك الفترة الإحتفال به.

الوعي المتقدم ليوم الشهيد الآشوري:
---------------------
أسلفنا وأسهبنا بعض الشيء وحاولنا بقدر الإمكان فهم الوعي المتأخر عبر عرض بعض التجارب التاريخية ولكن عند مقارنة ذلك بالوعي المتقدم سنرى بأنها مقارنة صعبة لأنه من السهولة الوعي بحدث وبنتائجه بعد مرور زمن طويل عليه ولكن الوعي المسبق بالحدث ونتائجه ليس بالأمر السهل حيث يبدو بأنه يدخل في سياق التخمينات والتأويلات وهي ظواهر أو سياقات تبتعد كثيراً عن الواقعية والموضوعية ويصعب إثباتها مالم يكون هناك أبحاث علمية مستقبلية ولجان مختصة في تحليل الحدث والوصول إلى إستنتاجات تكون أقرب إلى المنطق والواقع ويكون الزمان أو التقادم الزمني كفيلاً بإثبات صحتها. ليس هذا فحسب بل القيام بمثل هذه المهمة البحثية والتقصي لحقائق الحدث يتطلب وعياً عميقاً للحدث وإدراكاً مسبهاً وإيماناً حماسياً به حتى يتم تحليله والوصول إلى إستنتاجات منطقية وواقعية. ومثل هذه العوامل والصفات من النادر أن نجدها في المجتمعات مالم يتوفر لها الإمكانيات الفكرية والعلمية في تقصي الحقائق وتحليلها والوصول إلى إستنتاجات مستقبلية حولها وهي حالات نادرة في المجتمعات الشرق أوسطية التي هي مجتمعات رد فعل وليست فعل وهو حال مجتمعنا أيضا. فنحن أمة رد فعل وليس فعل، أي نتفاجئ بالحدث ويقع علينا كالصاعقة والسبب في ذلك لأنه لم نكن نملك وعياً مسبقاً به. فالوعي هو حصانة ضد المفاجئات وهو موضوع سبق وأن تطرقنا إليه في مناسبات سابقة ولا نريد الإطالة أكراماً لأصدقاءنا الأعزاء.

من هنا نتساءل: أين نجد هذا الوعي المسبق في مجتمعنا لبعض الحوادث المهمة كحركة عام 1933 ومن ثم بناء إستنتاج عليه ليصبح هذا اليوم، الثامن من آب لعام 1933، يوماً للشهيد الآشوري؟ أين نجد هذا المفكر العبقري والقومي النبيل في أمتنا حتى يستنتج بأن الأجيال القادمة سترد ذكر الإستشهاد الآشوري في هذه الحركة وبعد سنوات طويلة. نعم هناك حالة إستثنائية فريدة جداً تتمثل في المفكر العبقري والصحافي الثائر فريد إلياس نزها. فهو الوحيد والإستثنائي والنادر جداً الذي أستنتج من خلال معاركه الفكرية الحامية ضد الطائفية والشللية بانه ستكون هذه المناسبة يوماً للشهيد الآشوري وقبل أن يقره الإتحاد الآشوري العالمي عام 1970 ويستمر الآشوريون الإحتفال به حتى يومنا هذا، فالواجب القومي الملزم لنا يفرض أن نظهر ونبرز مثل هذه الرموز في أمتنا وأن نعيد ونكرر ذكراه وأعماله ومواقفه الشجاعة مرات ومرات حتى تكون واضحة ومعلومة للأجيال الحالية والقادمة. فمن هو هذا العبقري والمفكر الكبير الذي تمكن من هذا الإستنتاج؟؟ 
 
المفكر فريد نزها وإستنتاجه بيوم الشهيد:
-----------------------
ولد فريد إلياس نزها عام 1894 في مدينة حماه في سورية ومن عائلة سريانية أرثوذكسية نزحت من هربوط في أعالي بلاد بيت نهرين واستقرت في سورية ومنها هاجر الى الأرجنتين ومن هناك، ومنذ الثلاثنيات وحتى الخمسينيات، كان يصدر مجلته المعروفة بـ"الجامعة السريانية"، التي عبرت عن مواقفه القومية الجريئة والشجاعة حيال مسألة وحدة طوائف كنيسة المشرق، وهذا بحد ذاته موضوع يستوجب مناقشته بشكل مفصل وفي فرصة اخرى. على أن الذي يهمنا هنا هو قدرة هذا المفكر الكبير في اكتشاف الحقائق التاريخية وتحديد الابعاد المستقبلية لابناء أمته خاصة فيما يتعلق  بسيادة وهيمنة الخوف في مجتمعنا من السياسة والمسائل القومية وبالتالي الخضوع للاستبداد الذي ساد في قطاعات واسعة من أبناء أمتنا أثناء وبعد مذبحة سميل التي تشكل منعطفاً كبيراً وحاسماً في مسيرة الحركة القومية الوحدوية لأبناء أمتنا والتي جعلت الكثير من الآشوريين وحتى بعض القوميين منهم وزعماء العشائر ورجال الكنيسة أن يصطفوا مع الأنظمة الإستبدادية ومع الدكتاتوريين والإستبداديين ضد مناضلي أمتنا. أن أهم ما توصل إليه المفكر فريد نزها من خلال قراءته لحدث 1933 وإستشهاد الألاف من أبناء أمتنا من جهة وهيمنة الخوف من المسائل القومية عند البعض من جهة أخرى جعل أن يتصول إلى إستنتاج بأن في المستقبل سيردد أبنا الأمة ذكرى الإستشهاد في سميل. فعلى الرغم من أن فريد نزها لم يكن صارماً وحاداً في رسم الاسم القومي الشامل للآشوريين في تلك الفترة، ولاعتبارات كان يقدرها حق تقدير، لذلك كان يخاطب أبناء أمته في مقالاته الافتتاحية اللهابة  بالقول ( الأمة السريانية الارامية الآشورية الكلدانية) وذلك بهدف التضمين الحضاري المشترك والمتواصل لهذه التسميات المرادفة لشعب واحد وأمة واحدة.

وللإقتراب أكثر فأكثر من موضوعنا هذا، نذكر بأنه كان فريد نزها يصدر مجلته باللغة العربية ثم أضاف اليها اللغتين الاسبانية والسريانية الغربية وكان يكتب أسم المجلة بالاسبانية كما يلي  ( ASOCIACION  ASIRIA)  وفي العدد  الثاني، شباط 1939 للسنة الخامسة وفي الصفحات 10 – 12 كتب فريد نزها بخصوص تأثير الخوف والخضوع للاستبداد من جراء مذبحة سميل والنتائج المرعبة التي أفرزتها على بعض أبناء أمتنا وقال:
"أحد الأفاضل من أدبائنا الأغيار في الوطن – وكان من موصل - كتب مرة الى مدير الجامعة السريانية ( وهو فريد نزها نفسه ) بقوله: أمح أو أصلح أو غير أسم المجلة ( الاسباني ) فان هذا التعبير  ASIRIA لا يروق لحكومة البلاد عندنا (أي بعد ستة سنوات من مذبحة سميل) وهو يفيد المعنى " الآشوري " وهذا لا يليق أيضا بك وأنت من عائلة سريانية معروفة بغيرتها وتمسكها بالعقيدة السريانية الخ.. فأبتسم المدير ( أي فريد نزها ) من هذا التضمين لدى قراءته تلك العبارة ولم ير غير العياذ بالله العظيم واللواذ بحوله من هذا البلاء المقيم. أنني أسأل جناب الأديب : اذا لم ترُق التسمية الآشورية لجناب الحاكم هل تجيز لك آدابك وشرف قوميتك وقواعد دينك أن تبدلها بغيرها إرضاءً لخاطر الأمير وإكراماً لسواد عينيه ؟؟ وماذا تصنع غداً متى خطر لحاكمك المطلق أن يقول لك أنزع هذا الصليب عن باب كنيستك ومحظور عليكم أنتم معشر النصارى قرع الأجراس ؟؟ . أو ماذا تقول اذا قالوا لكم غداً ان تعليم السريانية ينافي نظام دائرة المعارف الوطنية؟؟ أنك تستبعد حصول هذه الفواجع ولكن الليونة والخنوع اللذين ابديتموهما تجاه الحاكم المستبد سوف يحملانه على التمادي في ظلمه واستبداده. وقد يقول لك غداً : إن الخلاص ليس في اللغة بل في العقيدة،  فإذا كنتم انتم السريان مخلصين للحكومة والوطن وجب عليكم إتمام الخلوص وإخلاص الطاعة فاستبدال السريانية بالعربية لا مندوحة منها، فماذا تجيبون حكومتكم إذ ذاك يا حضرة الأستاذ ؟؟ . وبالحقيقة إذا لم يكن للسريانية غير المعنى الديني فأي حاجة لنا بها ؟ كان يجب عليك وأنت من كبار أساتذتها والخبيرين بتاريخها وباذخ  شرفها، أن تقول أن السريانية، قومية جنسية وطنية، لا دين ولا مذهب، وقد يكون المذهب الواحد بين عدة أمم كما هو شأننا( نحن السريان اليعاقبة) مع القبط والحبش. أما الجنسية ( ويقصد القومية ) فلا شركة فيها. فإذا انتزعنا العصبية الجنسية (ويقصد العامل القومي) من أبنائنا ماذا يبقى ؟؟ أنت تجيب : الدين، وأنا أقول لك انهم  يجدون الدين في مصر والحبشة وها هم يطلبونهُ بعيداً عنهما بفضل تعاليمك. ولو اننا علمناهم إن السريانية علم طبيعي لنا وهو أسم أمتنا القديمة  العظيمة وبسطنا لديهم آثار عظمتها لرأيتهم يحرصون على هذه التسمية ويفاخرون الأمم بالانتساب إليها على شرط أخطر المواقف وأحرج الظروف … ما أحلاك لما رحت تقول لي بكل بلادة وجهل ، أن التسمية الآشورية تفيد المعنى المذهبي "النسطوري"، وهو قولُ تبرأُ منه الحقيقة ويستنكره الجميع من الخاصة والعامة وأنك لعاجز عن إنكار هذه الحقيقة من ان السريان هم الآشوريون سلالة الكلدان القدماء ولا أرضى منك أبداً الانسحاب بدون ان تفحمني بالبراهين الساطعة عن فساد هذا الرأي، بل كل من له اطلاع في اللغة والتاريخ يعرف ان كلمة سريان أصلها أسريان وهو لفظ يوناني منحوت من الاصل الآشوري "أشوريان" . هذا عدا عن أن العالم كله يعلم أن الاسم الآشوري لا يفيد المعنى الديني وإذا راجعت صحف التاريخ الكنسي، لما رأيت إخواننا النساطرة يتميزون بهذا التعريف وإنما بقولهم نساطرة ولو انهم عرفوا تمييزا بالاسم الآشوري لكانوا في حال يحسدون عليها. وأقول بكل أسف إن التسمية المذهبية عندهم هي النسطورية فقط. أما إذا كانت هذه الصفة ( أي الآشوري ) تشير الى الغير راضين بالاندماج في العربية والخضوع للحكومات الغاشمة وقد نالهم بسبب ذلك القتل والاضطهاد والسلب وكل أنواع المظالم والفظائع ( ويقصد بها مذبحة سميل وما رافقها) ، فذلك شرف عظيم انفردوا به . وستردد الأجيال القادمة ذكر ذلك الاستشهاد وآثار تلك الفواجع التي أنزلها بهم أعداء الله والإنسانية ما بقي آدمي على وجه هذه البسيطة.

وإذا ألمحنا في جملة (فذلك شرف عظيم أنفردوا به) نرى بأنه في هذه الأيام يتجسد هذا الشرف العظيم في ممارسات ونشاطات تنظيماتنا القومية وأحزابنا السياسية الآشورية. أدرجت النص الأخير من مقالة المفكر فريد نزها باللون الأحمر لزيادة الإنتباه إلى الاستنتاج العظيم الذي أستنتجه في ذكره بأن الأجيال القادمة ستردد ذكر ذلك الإستشهاد في سميل وفعلاً وبعد أكثر من ثلاثة عقود، أي في عام 1970 عند إقرار الإتحاد الآشوري العالمي السابع من آب يوماً للشهيد الآشوري فإن أبناء أمتنا تردد ذكر هذه المناسبة في الشهادة والتضحية.. أليس فريد نزها عظيماً يستحق كل التقدير والتثمين لفكره القومي الإستراتيجي الذي بسببه حرم كنيسياً من قبل الكنيسة السريانية الآرثوذكسية وفي عهد البطريرك مار أبرم برصوم أتورايا الذي كان يعتز هو والعشرات من رجال كنيسته بكنيتهم الآثورية غير أن بعد مذبحة سميل وبسبب الخوف من السلطات الإستبدادية أختفت هذه الكنية من أسمائهم وتحول البطريرك من قومي آشوري إلى "قس العروبة"... كم من أبناء أمتنا خاصة القوميين والسياسيين منهم يعرفون فريد نزها وقرأوا أدبياته القومية؟؟؟ فألف تحية وإجلال لروحه الطاهرة ولروح شهداء امتنا.


غير متصل خوشابا سولاقا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2340
    • مشاهدة الملف الشخصي
الى الأخ وصديق العمر العزيز الكاتب القومي الآشوري الكبير الأستاذ أبرم شبيرا المحترم
تقبلوا محبتنا الأخوية مع أطيب وأحلى تحياتنا الصادقة
من الأعماق نحييكم بإجلال ونرفع لكم قبعاتنا على هذا المقال الفكري الرائع في سيرة الفكر القومي الآشوري بكل معانيه وأبعاده القومية الأسترتيجية مستشهداً في ذلك بفكر رائد الفكر القومي لأمتنا بكل تسمياتها التاريخية المتداولة اليوم الخالد الذكر المرحوم " فريد ألياس نزها " . لقد أبدعتم وأجدتم ببراعة رجل الفكر والسياسة في العرض والتحليل السياسي والأستنتاج المنطقي والربط الموضوعي العلمي بين معنى الأستشهاد في سُميل عام 1933 م والرمزية القومية الآشورية لمفهوم ومضمون هذا الأستشهاد .
صديقنا العزيز ... من خلال ما طرحتموه في مقالكم هذا ومن خلال كل ما كتبه الآخرين من كتابنا والكتاب الأجانب وبعض الكتاب العرب عند قرأتنا ما بين الأسطر نجد أن مشكلتنا وبلاء أمتنا وسبب اختلافنا وتمزقنا الى أشلاء متناقضة ومتناحرة ليس قومياً بحتا كما تدعي البعض من المتطرفين مذهبياً بل أن أصل بلائنا يكمن في شر المذهبية اللاهوتية التي ألبست لباس القومية من خلال تسمية الكنائس المذهبية بتسميات تاريخية لها مدلولات عرقية من قبل الغرباء القادمين من وراء البحار لغرض تمزيق أمتنا قومياً وتدمير كنيستنا " كنيسة المشرق " التي رفضت الخضوع لسلطة كنيسة روما الكاثوليكية فخلقوا وسوقوا لنا بدعة النسطورية التي لا علاقة لنسطورس بكنيسة المشرق وروجوا لها بدهاء فنجحوا في تحقيق مآربهم ، واليوم فان كل ما حصل في الماضي نتيجة دسائس ومؤآمرات  الآخرين من الغرباء القادمين إلينا من وراء الحدود صار قد حصل وصار واقعاً معاشاً وراسخ الجذور في مجتمعنا فما علينا نحن اليوم إلا التعامل معه بواقعية وموضوعية كما هو لأيجاد أكبر مساحة ممكنة من المشتركات القومية والكنسية لتأسيس لثقافة جديدة بديلة للثقافة السائدة والقائمة على الحقد والكراهية المذهبية لبناء قاعدة صُلبة للأنطلاق الى تحقيق المصالحة الكنسية بين طوائفنا المذهبية التي منها تصبح الأجواء مهيئة للتفكير بتحقيق الوحدة القومية على مستوى الأمة مبنية على أساس وحدة اللغة والتاريخ والثقافة المشتركة والجغرافية ، ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

             محبكم أخوكم وصديق العمر : خوشابا سولاقا - بغداد   

غير متصل اخيقر يوخنا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 4982
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رابي ابرم شبيرا
شلاما
اقتباس
( ما أحلاك لما رحت تقول لي بكل بلادة وجهل ، أن التسمية الآشورية تفيد المعنى المذهبي "النسطوري"، وهو قولُ تبرأُ منه الحقيقة ويستنكره الجميع من الخاصة والعامة وأنك لعاجز عن إنكار هذه الحقيقة من ان السريان هم الآشوريون سلالة الكلدان القدماء ولا أرضى منك أبداً الانسحاب بدون ان تفحمني بالبراهين الساطعة عن فساد هذا الرأي، بل كل من له اطلاع في اللغة والتاريخ يعرف ان كلمة سريان أصلها أسريان وهو لفظ يوناني منحوت من الاصل الآشوري "أشوريان" . هذا عدا عن أن العالم كله يعلم أن الاسم الآشوري لا يفيد المعنى الديني وإذا راجعت صحف التاريخ الكنسي، لما رأيت إخواننا النساطرة يتميزون بهذا التعريف وإنما بقولهم نساطرة ولو انهم عرفوا تمييزا بالاسم الآشوري لكانوا في حال يحسدون عليها. وأقول بكل أسف إن التسمية المذهبية عندهم هي النسطورية فقط. أما إذا كانت هذه الصفة ( أي الآشوري ) تشير الى الغير راضين بالاندماج في العربية والخضوع للحكومات الغاشمة وقد نالهم بسبب ذلك القتل والاضطهاد والسلب وكل أنواع المظالم والفظائع ( ويقصد بها مذبحة سميل وما رافقها) ، فذلك شرف عظيم انفردوا به . وستردد الأجيال القادمة ذكر ذلك الاستشهاد وآثار تلك الفواجع التي أنزلها بهم أعداء الله والإنسانية ما بقي آدمي على وجه هذه البسيطة.) انتهى الاقتباس
رابي ابرم
اتصور ان صوت المفكرين العظماء من امثال نعوم فاءق وفريد نزها وغيرهم لم تذهب هباءا حيث نجد ان الكثيرين من اتباع الكنيسة السريانية يعترفون اليوم بانهم اشوريون
ومن الطبيعي ان تجد صوتا هنا وهناك ينكر ذلك
ولذلك يجب عدم الالتفات الى تلك الاصوات التي لا تومن باشوريتهم فهم احرار ووجودهم او عدمه لا يوءثر اطلاقا في المنازلة السياسية الاشورية ونتمى لهم النجاح ايضا في مسعاهم لاننا في كل الاحوال نوءمن اننا اخوان ولا نتعامل معهم باحقاد او كره بل بالكلمة الطيبة والقلب المفتوح والصراحة  الاخوية كما نوءمن بان كل الاجتهادات السياسية في ساحة شعبنا سوف تنتهى بالاشورية اي ان كل الطرق والاجتهادات السياسية مصيرها الاشورية
ولاثبات نجاح دعوات هوءلاء المفكرين  هذا الشريط هو اثبات تاريخي وسياسي لذلك


‏https://m.youtube.com/watch?v=Ax1PfZWd6XQ

وسيبقى يوم الشهيد الاشوري حافزا للاجيال الاشورية لاعادة حقوقنا القومية المسلوبة تنفيذا لكلمة الرب بان اشور من صنع يده
فاذا كان اشور كذلك فمن يستطيع ان يعادي الباري في حكمته وقراره ومحبته

غير متصل Dr. Simon Shamoun

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 302
    • مشاهدة الملف الشخصي
On August 7th, Assyrian worldwide commemorate the "Assyrian Martyr's Day". On August 7th, 1933, more than 3000 innocent Assyrian men, women and children's were brutally massacred in Semel, near Nohadra. Today, and after more than 80 years we remember our fallen comrades and brethren for their sacrifices. We  will always remember them for they shed their blood for our survival as a great nation among other nations
May God rest our martyr's souls in peace and grant them eternal life

Assyria is eternal

Long live our sacred Assyrian nation and beloved people worldwide

.