المحرر موضوع: سنجار وسهل نينوى في ضمائر العراقيين والمجتمع الدولي  (زيارة 3604 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل حـميد مراد

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 764
    • مشاهدة الملف الشخصي
سنجار وسهل نينوى في ضمائر العراقيين والمجتمع الدولي


  اليوم نودع العام الثاني على دخول ما يسمى بتنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام " داعش " الارهابي الى قضاء سنجار، وبلدات سهل نينوى ذات الاغلبية المسيحية والايزيدية وهم من الشعوب والاقوام الاصيلة التي تركت بصماتها في ارث ومجد العراق عبر التاريخ، وقام هذا التنظيم الضال بارتكاب انتهاكات جسيمة بحق المدنيين المتواجدين في هذه المناطق، حيث ارتكبت ابشع جرائم القتل الجماعي، والسبي والاغتصاب، والتشريد القسري، وسلب الممتلكات، واحتجاز الابرياء .. انه تاريخ اسود في جبين البشرية، ومن الصعب نسيان هذه الكارثة التي حلت على الوطن والشعب.
 
  وفي ليلة 3 / آب / 2014 اقتحمت عناصر الشر والرذيلة قضاء سنجار والقرى التابعة له، فكانت نكبة العصر على الشعب الايزيدي الصابر، وعندما كانوا يتقدمون يقومون بقتل المعوقين وكبار السن، واعتقال الرجال، وسبي اكثر من " 3400 " فتاة وسيدة .. فكان الهجوم الاكثر دنائه واجراما ً على مجمع كوجو الذي كان يتواجد فيه " 1700 " شخص، قامت العناصر التكفيرية في هذا التنظيم بجمع الاهالي في مدرسة المجمع " مدرسة كوجو " فرقوا النساء والاطفال، واوعزوا لهم بالصعود الى الطابق الثاني، والرجال بقوا في الطابق الاسفل طلبوا منهم ان يعلنوا اسلامهم رفضوا، فأخذوا (700) رجل وقتلوهم في اطراف القرية وامام انظار الاهالي الذين كانوا يشاهدونهم من الطابق العلوي في موقف لا يحسد عليه ان يراه اي انسان وهو يشاهد قتل والده او ابنه او شقيقه او عمه او بقية ارحام العائلة بيد هؤلاء الظلاميين ومن دون اي سبب سوى الاختلاف في الدين .. ثم رجعوا الى النساء وقاموا بفرز المتزوجات بمكان والشابات في مكان اخر وتم نقلهم الى مراكزهم الدموية واغتصبن بالقوة من قبل اكثر من شخص باليوم الواحد، ومن ثم يتم بيعهن في اسواق النخاسة ولي اكثر من مرة في مدن الموصل والفلوجة والتلعفر والبعاج والرقة، بأسعار بخيسة وبأسلوب رخيص منافي لجميع الشرائع السماوية، والاعراف الاجتماعية، والقوانين الدولية، ومنهم من تم بيعها بسعر علبة سكائر او تم اهدئها، وهناك من تم عرضها للبيع عن طريق شبكة الانترنيت !!! .. اما النساء الكبيرات بالسن فقد كان عددهم "80 " امرأة قاموا بقتلهن خلال لحظات وبدم بارد .. بعدها اخذوا الاطفال من اهاليهم الى المعسكرات الخاصة بهم في الشدادية والرقة لتدريبهم على العمليات القتالية والاجرامية، وتعليمهم على أفكار الكراهية والحقد التي يؤمن بها عناصر هذا التنظيم التكفيري، وبلغ عدد الاطفال الايزيدين من الذين تم زجهم في هذه المعسكرات ألف وخمسمائة طفل من عموم مدن ومناطق هذا الشعب، وشردوا ما يقارب (360) الف مواطن ايزيدي خلال ايام.
 
  وفي 6 / آب / 2014، جاءوا ابناء الظلالة الى مناطق وبلدات سهل نينوى ليدنسوا هذه المدن التاريخية والاثرية، والتاريخ المشرف لإبنائها الذين قدموا دمائهم الزكية من اجل تربة العراق، وخدموا بكل اخلاص في مؤسسات الدولة .. اجبر (150) الف مواطن على النزوح والتشريد للبحث عن الامان .. متخذين من الحدائق العامة والارصفة وهياكل البنايات والمدارس وقاعات الكنائس في أقليم كوردستان مأوى لهم .. وقام الحفاة بسرقة ممتلكاتهم العامة والخاصة، واعتقال وتعذيب من تبقى وقتل من تأخر في الهروب ليلة النكسة .. وعندما سيطرو على الامور تماما ً لم يكتفوا بالتطهير العرقي بل بدوا بتدمير (35) كنيسة ودير ومعبد منذ دخولهم ولغاية الان، فضلا ً قيامهم بتفجير المراكز الثقافية والاثرية والتراثية، ولخسة ونذالة هذه الشرذمة قاموا بجرف المقابر الخاصة بهذا الشعب المسالم !! حتى القبور لم تسلم منهم اي حقدا ً واي كراهية في صدور هؤلاء الاوباش.
 
  وقضية احتلال الاراضي العراقية من قبل مجموعة داعش الظلامية الارهابية لغز محير في القرن الواحد والعشرين، قرن العلم والتكنلوجيا والمعرفة، عناصر تأتي من خارج الحدود بسيارات عادية غير مصفحة، ومعها سلاح كلاشنكوف او مسدس او سيف وبدون اي قتال تحتل مدن وتسقط محافظات والجيش يهرب ويترك الطائرات والدبابات والمدفعية ناهيك عن الالاف من الاسلحة الرشاشة ما هذه الدولة ؟ .. كيف سمح شرف المهنة والوطنية والقسم ان يتم احتلال الارض الوطن، وفرض ما يحلو لهؤلاء المجرمين والعبث بشرف العراقيات والتجوال بهم في الاسواق بمدن العراق وسوريا .. ما هذا ؟ هل يعقل سنتان ونحن نشاهد ما يجري وساكتون .. انه عمل مشين ومعيب لكن لا حياة لمن تنادي .. كان من الاجدر بالحكومة ان تعلن النفير العام وتقاتل هؤلاء الاقزام وتحرر كل شبر محتل وتعيد العز للوطن ولشعبه المبتلى.
 
  ونحن ندخل على السنة الثالثة، بين فترة واخرى تعلن الحكومة من انها سوف تحرر مدينة الموصل المعقل الرئيسي للإرهابيين في العراق، واهالي تلك المناطق ينتظرون، لكن من دون جدوى، وكل يوم يمر عليهم تزداد المعاناة والمأساة بسبب خسارتهم لكل شيء، ويعيشون في فقر وعوز دائم، الالاف منهم فر من البلاد بعد ان يأسوا من الوضع، والغريب حتى المجتمع الدولي لغاية الان لم ينصف الشعب العراقي بل بقى هو ايضا ً يشاهد الظلم، ولم يقدم  مساعدته الحقيقة في انهاء الارهاب من اراضيه، بسبب نهج مجلس الامن الدولي الذي هو المسؤول الاول للحفاض على السلم العالمي الا انه يتعامل مع الملف العراقي سياسيا ً لا قانونيا ً او انسانيا ً رغم كل الاعراف والمواثيق والعهود الدولية تدين وجود داعش على الاراضي العراقية.
 
  وكلنا امل بانتهاء هذه المحنة وتتحرر المدن المحتلة، وتسرع الحكومة في اعادة النازحين والمشردين الى ديارهم من خلال اعادة البنية التحتية المدمرة بأسرع وقت وازالة اثار الماضي، وتعويض المتضررين، ومنح امتيازات خاصة للأبناء المناطق المنكوبة، وتأهيل الاشخاص الذين كانوا تحت ظلم الدواعش، ومحاسبة الافراد من مرتكبي الجرائم ومن الذين كانوا ضمن تشكيلاتهم او من ساعد هذا التنظيم، وسن قوانين صارمة وتفعيلها لمنع حدوث اي مشاكل على اساس الدين او المذهب او القومية او تصفية حسابات او الانتقام ممن بقى تحت قبضة تنظيم داعش في المستقبل.
 
  رغم الصبر والانتظار الممل نأمل ان تكون قضية شعب سنجار وسهل نينوى وكل المدن المحتلة في ضمائر كل العراقيين والمجتمع الدولي لإعادة الكرامة والحقوق المغتصبة لضحايا انتهاكات حقوق الانسان ضحايا العنف والارهاب في العراق.


حميد مراد
hamid_murad@yahoo.com
7/آب/2016