البطريرك لويس ساكو
بين حين وآخر ينشر البعض مقالات على المواقع الالكترونية منتقدين الكنيسة ومطالبين بدور أكبر للعلمانيين فيها، لكن السؤال الذي يطرح نفسه بوضوح هو: من هم العلمانيون الذين لهم الحق بدور في الكنيسة!
عندما نتكلم عن دور العلمانيين في الكنيسة، ليس عما يعرف عن العلمانية بالليبيرالية أو الأشخاص الذين لا يؤمنون وهم احرار بذلك، انما في الكنيسة نتكلم عن العلمانيين المسيحيين المؤمنين رجالاً ونساءً، أبناء وبنات الكنيسة. نتكلم عن جماعةٍ تجسِّد – قبل كل شيء -ايمانَها ومحبتها، بسلوك شخصيّ يوميّ؛ أي جماعة فاعلة ومتفاعلة وليس اسميّة فقط او منتقدة كلّ شيء: الطقوس، واللاهوت والرحمة والقوانين والإدارة والعمل الرعائي، معتقدة انها تمتلك المعرفة الكاملة في كل هذه المجالات.
يقول الدستور العقائدي نور الأمم رقم 14 ما يلي: " ينتمي الى الجماعة الكنسية انتماء تاما أولئك الذين، بعد ان نالوا روح المسيح، يتقبّلون تقبّلا كليّا نظامها وجميع وسائل الخلاص التي أنشئت فيها، والذين بفضل الروابط التي تقيمها شهادة الايمان والاسرار والإدارة الكنسية والمشاركة، هم متحدون، في مجتمع الكنيسة المنظور، بالمسيح الذي يقودها بواسطة الحبر الأعظم والأساقفة".
نتكلم إذاً عن جماعةٍ مؤمنة ومُصليّة وخادمة وواعية بدورها في الكنيسة وملتزمة به. جماعة تفهم حريتَها وطاعتَها لما يُريده الله منها، وتترجمه بمحبة وتواضع وتجرد وخفاء، وبانسجام مع روح الجماعة الكنسية
جماعة تسعى لقراءة البلاغ المتضمن في كلمات الله ونصوص الصلاة وليس الغلاف، جماعة تعي انها مرسلة للتبشير وخدمة المحبة الى جانب الخُدام المرسومين.
جماعة منفتحة، متزنة وغير متعصبة أو مهرّجة، مقتنعة ومحبة ومستعدة للتعاون بالفعل وليس بالقول، كلٌّ بحسب طاقاته واختصاصه. جماعة لا تُريد ان تأخذ مكان البابا أو البطريرك او الاسقف أو الكاهن، جماعة تقف الى جانبهم في الخدمة والتعاضد وليس أمامهم. جماعة تفكر وتعمل في سبل تعزّيز الحضور المسيحي المتجذّر في تاريخ وجغرافية هذه الأرض المباركة والذي لا يزال بالرغم من كلّ شيء مُفْعَماً بالرجاء.
في ظل قساوة الظروف التي نعيشها وما تخلّفه من مآسٍ وما تعكسه من مواقف للعلمانيين المؤمنين الدور الأول للوقوف الى جانب اخوتهم الفقراء (المهجرين) والسعي لتأسيس مراكز إغاثة وايواء، ومراكز اجتماعية وصحية وشبابية وثقافية؛ وهذا ايضا مطلوب من الرابطة الكلدانية للقيام به. كذلك لا بد ان يتحرك المؤمنون العلمانيون بقوّة للعمل الجماعي ضمن المجالس الراعوية والخورنية وجماعات الخدمة لتفعيل العمل الرعائي وقيم السلام والعدالة الاجتماعية والكرامة البشرية انطلاقا من رؤية الانجيل وتحقيق نهضة كنيستهم، نهضة روحية وثقافية واجتماعية واقتصادية وإدارية مستوحاة من تعليم الكنيسة. وهذا أبعد ما يكون عن نزق النقر الالكتروني على تعليق مشوش يقلب الموازين ويسيء الى سمعة الكنيسة وخدامها.
نشكر الله على وجود اشخاص كثر رائعين يعملون بصمت ومحبة وسخاء من اجل اخوتهم وكنيستهم، ضمن أنشطة متنوعة، وحنى عندما ينتقدون، انما ينتقدون بحرص بنوي وغيرة من اجل البَنّاء.
الوحدة جسم واحد لا أجزاء متفرقة، والوحدة لا تنفي التنوع. فاختلاف الجنس والاعمار والثقافة والمواهب والآراء والمزاج يجب ان يمر عبر إطار الوحدة "المواهب كثيرة، ولكن الروح واحد". بهذا الروح يتحول هذا التنوع المتناغم وتبادل الآراء الى مصدر ايحاء لنهضة كنيستنا وبشريتنا، ولا يمكن ان ينتقل الى انتقادات لاذعة وصراعات مضيعة للوقت والطاقات. لنعمل كفريق واحد مؤمن لكي يتجلى حضور المسح فينا، ليدفعنا هذا الحضور الى الاتجاه الصحيح والاساسي لتمضي الكنيسة في طريقها لبلوغ ملء قامة مؤسسها ومخلصها.
رابط الموضوع
http://saint-adday.com/?p=14104انتهى الموضوع الذي تمت مشاركه من موقع البطريركيه الكلدانيه الموقر.تحيه و احترام :
غبطه ابينا البطريرك ساكو نحن نعلم مقدار المسؤوليه التي تحملوها في قياده الكنيسه الكلدانيه وشعبها في العراق و العالم وبالتاكيد هي كبيره و صعبه ونطلب من الرب ان يعينكم ويقويكم بحملها.وخصوصا في هذا الزمان و المكان الصعب واخص هنا العراق والدول المجاوره له حيث تعيش الكنيسه الكلدانيه في هذه المنطقه على فوهة بركان والقادم بالتاكيد اصعب وهذا ما تدل عليه النظره البسيطه للامور .
غبطتكم تعلمون ان البشر لا ينتقدون ما لا يهمهم .ابنائكم (العلمانيون) كما سميتهم غبطتكم المهتمين بالشأن الكنسي ينتقدون سلبا وايجابا كل مفاصل الكنيسه وما يتعلق بها
الطقوس، واللاهوت والرحمة والقوانين والإدارة والعمل الرعائي .ومن المهم ان يعلم الجميع انه ليس كل نقد ايجابي يكون بناء , فهناك من يتكلم ويمدح كل صغيره وكبيره من اجل نيل الرضى عموما لغايه في نفسه وهذا ما اسميه انا ( اللوكي ) , وهناك من ينتقد نقدا ايجابيا وبمحبه وغيره للبناء لكن البعض من الرؤساء لايكونون راضين على هذا النقد لانه يخالف رؤيتهم , وهذا النقد مهم جدا ان ينتبه اليه اصحاب القرار ولا بأس ان يدرسوه ويستفادوا منه وهذا ليس معناه انهم قليلوا الفهم لا سامح الرب لكن الانسان و اخص هنا رجل الكنيسه مهما وصل من مراتب عليا في الدراسه و الثقافه و العلم تفوته احيانا نقطه صغيره ينبهه اليها بشر عادي له غيره كبيره على كنيسته .
اما النقد السلبي و الهدام بأنواعه لا حاجه لاعطائه اهميه اكبر من حجمه وخصوصا نقد المهرجين . وكما قال مخلصنا وفادينا يسوع المسيح
لكِنَّ الحِكمَةَ يُبرِّرُها جميعُ أبنائِها.(لوقا 7\35) وهكذا يتميز النقد البناء عن الهدام ويعرف للاغلبيه .
قول غبطتكم
للعلمانيين المؤمنين الدور الأول للوقوف الى جانب اخوتهم الفقراء (المهجرين) والسعي لتأسيس مراكز إغاثة وايواء، . اكلمكم حسب خبرتي وما اراه و اسمعه على ارض الواقع وخصوصا في البلدان التي التجئ اليها ابناء شعبنا المهجر قسرا في تركيا ولبنان و الاردن ان نسبه غير قليله من هؤلاء المهجرين يتجهون نحو الكنائس الانجيليه وينظمون اليها ! فهل يكون سبب هذا الاتجاه من المهجرين هو لان العلمانيين بعيدين عنهم ام هناك سبب آخر ؟؟ وخصوصا نحن ككنيسه كلدانيه لنا كنائس كلدانيه في كل هذه الدول !!ومنظمات كريتاس !!!!
قول غبطتكم
نزق النقر الالكتروني على تعليق مشوش يقلب الموازين ويسيء الى سمعة الكنيسة وخدامها. غبطتكم تعلمون جيدا انه من بنى بيته على الصخر لا يخاف المهرجين وتشويشهم .
ونحن ايضا نشكر ربنا من اجل هؤلاء الجنود المجهولون الذين قلتم عنهم
نشكر الله على وجود اشخاص كثر رائعين يعملون بصمت ومحبة وسخاء من اجل اخوتهم وكنيستهم، ضمن أنشطة متنوعة، وحنى عندما ينتقدون، انما ينتقدون بحرص بنوي وغيرة من اجل البَنّاء. ربنا يباركهم ويبارككم .
واخيرا قولكم
الوحدة جسم واحد لا أجزاء متفرقة، والوحدة لا تنفي التنوع. فاختلاف الجنس والاعمار والثقافة والمواهب والآراء والمزاج يجب ان يمر عبر إطار الوحدة "المواهب كثيرة، ولكن الروح واحد". بهذا الروح يتحول هذا التنوع المتناغم وتبادل الآراء الى مصدر ايحاء لنهضة كنيستنا وبشريتنا، ولا يمكن ان ينتقل الى انتقادات لاذعة وصراعات مضيعة للوقت والطاقات. لنعمل كفريق واحد مؤمن لكي يتجلى حضور المسح فينا، ليدفعنا هذا الحضور الى الاتجاه الصحيح والاساسي لتمضي الكنيسة في طريقها لبلوغ ملء قامة مؤسسها ومخلصها. هذا ما على الكل فهمه وعندما اقول الكل اقصد هنا من رأس هرم الكنيسه الكلدانيه الى اقل شخص تابع لهذه الكنيسه وشعبها , مع الانتباه انه هناك من الكلدان اليوم الذين لا يعترفون بالدين وبالكنيسه ,وهناك من الكلدان المهجرين من يمرون بأسواء ايام حياتهم بسبب الهجره القسريه , فعندما يتكلم رجل الكنيسه عن الشعب الكلداني هؤلاء يكونون مشمولين بكلامه ,وسأضرب مثلا بسيطا وواقعيا جدا فعندما يقول رجل الكنيسه لا نريد عراقا بدون مسيحيين ويطالب دول العالم ان لا يشجعوا الهجره لدولهم وان يتريثوا بقبول طلبات الهجره لهؤلاء المسيحيين فماذا تتوقعون ان تكون رده فعل مثل هذا الشخص المهجر قسرا ويعيش في بلدان الانتظار اسواء الظروف وهو لا يريد منكم شيئا وانتم تتكلمون بأسمه ؟؟
فعلى الاقل ان لم تكونوا قادرين على مساعدته هذا في حال ان ارادها بالاصل فلا تكونوا سدا له وتغلقوا امامه الابواب وتزيدون من عنائه وغربته و تطالبوه باحترام ارائكم وتتضايقون في حال انتقدكم . والمهجرين عموما من الكلدان في دول الانتظار اعدادهم عشرات الالاف ولا احد منهم يفكر بالرجوع الى العراق بل بالعكس اعدادهم تتزايد .
المسيح له المجد ولد في بيت لحم وعاش في الناصره ومنها في جميع ارض اليهوديه و اسرائيل قبل 2000 عام لكنه اليوم موجود في جميع بقاع العالم وليس اسرائيل فقط ولم يجبر المسيحيين ان يعيشوا في اسرائيل او يطالبهم بذالك و لم يقل لا ارضى ان تكون اسرائيل خاليه من مسيحيها وهذا ما يحصل فعلا اليوم وسيتحقق في الغد !!!! اذن فلتتوحد افكارنا للمنفعه العامه فاجسامنا لن تتوحد ابدا . فهناك اليوم كنيسه كلدانيه في كل بقاع العالم واصبح نفوسها في الخارج يفوق كثيرا نفوس المتبقين في داخل العراق , فهل يستطيع احد ان يطالبهم بغلق كنائسهم والعوده الى العراق ؟؟ وماذا سيكون رد فعلهم ان طالبهم احد بهذا الامر ؟؟؟ والسبب انه لا يجب ان يكون العراق خاليا من المسيحيين !!!.اذا كانت الارض مهمه للمسيح وتعاليمه وتوصياته كما ارض الميعاد مهمه بالنسبه لليهود لماذا بولس وبطرس بنوا كنيستهم خارج اورشليم ؟؟ الارض التي ولد فيها المسيح وعلم وعمل المعجزات وصلب وقام فيها !!! ولماذا بابوات روما لم ينقلوا كرسي روما الى اورشليم ؟؟ هل هم غير قادرون على فعل ذالك ام هناك امور ليس على (العلمانيين ) معرفتها لانها اكبر منهم ومن فهمهم . هذا ابسط سؤال ممكن ان اوجه لرجال الكنيسه وهناك اسئله اضمن للجميع انه لا احد من رجال الكنيسه يريد سماعها.
تحياتي و احترامي .
ظافر شَنو