المحرر موضوع: أسباب فشل مؤتمر عنكاوا الشعبي!  (زيارة 2226 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سعد عليبك

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 471
    • مشاهدة الملف الشخصي
                 أسباب فشل مؤتمر عنكاوا... الشعبي !
 

كل شيء فيه يشبه المؤتمرات و ما اكثرها هذه الأيام ، بالتطبيل الإعلامي والكاميرات، الحشود و الشخصيات ، البرقيات والدعوات ، الكلمات و التمنيات ، البوسترات والشعارات، الكراسي و القاعات، المصاريف و الدولارات . كل هذه تدل على ان الذي عقد في عنكاوا بين 12 و 13 من الشهر الجاري يحق لهم ان يطلقوا عليه كلمة مؤتمر، لكن ان يوصف هذا المؤتمر بالشعبي ، فهنا تكمن العلّة ، فهو لا شعبي ولا هم يحزنون، بل فعلياً و عملياً مقتصر على بعض الأشخاص تسيّر حسب السيناريو. حيث في هذا الزمن اصبح زج بعض المصطلحات شيئاً عادياً ضمن عناوين الأحزاب والمؤتمرات و المجالس وغيرها لتعطيها بريقاً عسى ان تأخذ الناس انطباعاً جميلاً عنها ، اما حقيقتها فغير ذلك تماماً.
هكذا اذاً فهذا المؤتمر ان كان مؤتمرا خاصاً فلا بأس ، لكنه بالتأكيد ليس شعبياً و ليس شاملاَ، و الدليل كل الجهات بمثقفيها اعلنت امتعاضها منه ، ولو اُ ريد له ان يكون شعبياً بحق، لكانت الأحزاب و المؤسسات و الإتحادات لكل من الكلدان و الآثوريين و السريان كلها مشاركة معهم ، و لم لا؟ فهذه الكيانات لم تأتي من عالم آخر ، بل نبتت من صميم هذا الشعب و هي جزءاً فاعلاً فيه .
و عليه فإنه يعتبر خطوة الى الوراء ،لأن كثرة عقد المؤتمرات الفاشلة ستكون لها عواقب وخيمة على هذا الشعب و تؤدي الى زعزعة الثقة في التمكن من الوصول الى اية صيغة للعمل و التعاون وتوحيد الخطاب السياسي بصورة مشرفة و مرضية لجميع الأطراف من خلال مؤتمر عام و شامل و نزيه ، غير متأثر بأشخاص ولا بأطراف تحاول الإستفادة من وضعنا الحالي.

أسباب فشل هذا المؤتمر
1- ان عدم فسح المجال امام الأحزاب والإتحادات المدنية والمؤسسات الإجتماعية و الثقافية لأخذ مكانتها و دورها  و آرائها في هذا المؤتمر و حصر الحضور بالمؤيدين لما رسم له مسبقاً ،هو أحد الأسباب الرئيسية التي جعلت من هذا المؤتمر الشعبي! مؤتمراً لا شعبياً و جعله رقماً اضافياً في خانة المؤتمرات الفاشلة.

2- طريقة توجيه الدعوات لحضور المؤتمر كانت غامضة و معتمة جداً ، ولا احد يعرف  عن الصفات الواجب توفرها في الشخص المدعو ولا تم الإعلان عن اسماء المدعويين، فالمثقفين و المهتمين بأمور هذا الشعب كلهم خارج القوس و غالبية ممن حضروا لا يهمهم من الأمر ولا النتيجة شيء سوى ان لهم القابلية في ترديد كلمة نعم  والتصفيق عند الضرورة او تراهم في غفوة سارحين في خيال بعيد.
كما ان بعضاً منها خلال فترة اقامتها في الخارج لم يكن لها دور يذكر في خدمة الجالية ، بل كانت احياناً طرفاً في خلق البلبلة و زرع الفتنة و التنافر بينها ، همها الوحيد هو المنفعة الذاتية من كل شيء ، و حتى حضورها لهذا المؤتمر بالنسبة لها كانت فرصة لقضاء بعض الأعمال و زيارة الأقارب و متابعة مصالحها الشخصية في الوطن.
كان من المفروض وكأضعف الإيمان من الذين زودوا ببطاقة المؤتمر ممن يعيشون في الخارج ، ان يقوموا بعقد ندوات و لقاءات في الصحف و وسائل الإعلام الأخرى من اجل الوصول الى حقيقة الرأي العام في كل بلد من بلدان المهجر و من ثم ينقلوا هذا الرأي بكل امانة الى المؤتمر لكي يثبتوا بانهم حقاً اهل للقيام بهذه المهمة، لكن الحقيقة كانت عكس ذلك تماما ، حيث سافر هذا البعض بخفية و دون ان يشاور أحداً ، وعليه فإن النظرة العامة للمقيمين في المهجرعلى هذا المؤتمر من خلال هؤلاء المشاركين، كانت غير مرضية و يساورها الشكوك في نواياها واكدت بأن المؤتمر تحكمه العلاقات الشخصية و الهدف منه هو ملء القاعة لا غير.
كما ان ما يقارب نصف عددنا جميعا من الكلدان و الآثوريين و السريان العراقيين يعيشون خارج الوطن ، وعليه كان ضروريا جداً حضور من يمثلهم تمثيلاً حقيقياً  الى هذا المؤتمر ، و خاصة ان المؤتمر بدأ اساساً من خارج الوطن(ستوكهولم) ، اي ان دور المغتربين و المهاجرين ما زال مؤثراً ، لكن على خلاف من ذلك نجد  افتقار اصحاب المؤتمر الى معلومات مهمة حول اعدادنا في المهجر عموما و كذلك الشخصيات المثقفة و المؤثرة فيه  والإتحادات و المؤسسات الفاعلة هناك و التي تم تغييبها عن هذا المؤتمر اما عن قصد او عن عدم دراية ، و في كلتا الحالتين يصبح السبب واحداُ في طريق فشل هذا المؤتمر.

3- اخفاء الحقيقة و الضبابية بخصوص سرعة انعقاد المؤتمر والفصح بصراحة عن جهة تمويله  وآلية تشكيل لجانه و الأهداف الحقيقية من وراء المؤتمر ، كل هذه ادت الى انسحاب قسم من المدعويين وجعلت شريحة كبيرة من المثقفين و الكتاب و المؤسسات السياسية و المدنية تنتقد القائمين عليه بشدة ، دون ان يكون هناك اي رد واضح لحد الآن ،مما أضافت شكوكاً حول استقلالية المؤتمر و الصلاحيات الممنوحة له .

4- المؤتمر لم يأتي بشيء جديد ، بل خرج معوقا في بيانه الختامي الذي ركزّ و اكّد فيه على كلمة"سورايا" التي جاء ذكرها خمسة مرات .
فإن خلق تسمية جديدة و التطبيل لها ستجعل صراع التسمية يعود الى الساحة من جديد ، لأن ما هو مدون الآن في الدستورين العراقي و الكوردستاني بخصوص التسمية كان برضى الشعب بأكثريته من خلال الدعوات و الرسائل التي وجهت الى لجنة كتابة الدستور في حينها. ثم هل من المعقول ان تكون قوميتنا " سورايا" في العراق و في خارجه كلداناً و آشوريين؟؟. و عليه فإن المؤتمر قد جاء ليشتت و لم يأت ليجمع و ان تسمية " سورايا" سوف لن تعيش طويلاً مهما ترددت في الإعلام بكل انواعه و ستكون نهايتها كسابقاتها التي جاءت في مؤتمر و ماتت بعده.

و أخيراً على كل جهة تفكر مستقبلاً في عقد مؤتمر من أجل توحيد الخطاب السياسي لهذه الأمة عليها ان تكون منذ البداية واضحة و شفافة في كل الأمور و ان تجعل منه مؤتمراً شاملا  لكل الأطراف و بكل مؤسساتها، سواء اكانت هذه الأطراف متفقة مع بعضها ام مختلفة ، و الاّ فلا داعي لعقد مؤتمر نتيجته الفشل.

   
سعد عليبك
19/3/2007 ملبورن
saad_touma@hotmail.com