المحرر موضوع: سلفيو مصر يطلقون مبادرة مشبوهة لحل الأحزاب الإسلامية  (زيارة 791 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31421
    • مشاهدة الملف الشخصي
سلفيو مصر يطلقون مبادرة مشبوهة لحل الأحزاب الإسلامية
مراقبون يصفون دعوة تيارات سلفية مصرية لحلّ الأحزاب الدينية، بأنها أقرب إلى حق يراد به باطل لا يفيد إلا في تأجيل أزمة الإسلام السياسي.
ميدل ايست أونلاين


'تقية' ذات أهداف خفية

القاهرة ـ أطلقت قيادات سلفية بارزة في مصر على رأسها قيادات من حزب النور السلفي، مبادرة لحلّ الأحزاب الإسلامية، مبررة دعوتها بان هذه الأحزاب أضعفت التيار الإسلامي وأفقدته ثقة الشارع المصري إلى الحد الذي بدأت معه قواعده في الاختفاء، خاصة وأن أنصار التيارات الاسلامية متفقون على أن "استخدام الدين كأداة لممارسة السياسة من وجهة نظر، يمثل خيانة للدين والوطن".

ويقول مراقبون إن المبادرة تبدو محاولة للعودة إلى الشارع من جديد من بوابة الدين كما أنها تمثل تخوفا من المزيد من الخسائر على الأرض بعدما تصدعت الأحزاب الدينية، وانهارت نتيجة الصراعات التي تشهدها، وما أثير عن علاقتها المشبوهة بدول أجنبية، مثل زيارات مسؤولين بحزب النور للسفارة الأميركية، ولقاء نادر بكار المستشار الإعلامي لنفس الحزب مع تسيبي ليفني وزير الخارجية الإسرائيلية سابقا.

وقالت صحيفة "العرب" اللندنية إن المبادرة اقترحت حلّ الأحزاب الإسلامية تشكيل مجلس علماء يضم شيوخ الدعوة من التيار الإسلامي، للإفتاء في الأمور الشرعية فقط، بعيدا عن كل ما هو سياسي، بحيث يكون المجلس بديلا للأحزاب، إذا أراد التيار الديني الاستمرار في الشارع، لأن السياسة أضرت بسمعة الإسلاميين أكثر مما أفادتهم، وأصبح الدين والفتوى هما سبيل العودة وتحجيم الخسائر.

ونقلت "العرب" عن محمد عبدالله وهو قيادي سلفي شريك في المبادرة، قوله إنه "من الشرع والدين، أن يتم حل جميع الأحزاب الإسلامية دون استثناء، لأنها أساءت للتيارات الدينية، فضلا عن أنهم يبحثون عن مصالح شخصية ضيقة، ويستغلون الدين بشكل سيء، أفقد الإسلاميين وجودهم في الشارع المصري، والبديل أن يتم تشكيل مجلس شرعي من علماء الدين العقلاء، للنظر في أمور الأمة".

وأضاف أن الأحزاب الإسلامية فشلت، لأن أهدافها غير واضحة المعالم، وكل منها يبحث عن مجد شخصي، وتسببت في تفريق الأمة المصرية.

وعلل المبادرة بالقول "نبحث عن الحفاظ على مصر من الانقسام بتوحيد التيارات الدينية تحت راية واحدة وهدف واحد"، من خلال مجلس علماء ديني يفتي في الأمور الشرعية فقط، معتبرا أن "هذه المبادرة تهدف إلى إعادة الهيبة للتيار الديني في البلاد وإبعاده عما يشوبه من اتهامات تسببت فيها الأحزاب".

ويقول محللون إن المفارقة تمكن في أن الأحزاب الإسلامية لم تعر المبادرة اهتماما، ما فسره متابعون بأنها أرادت النأي بنفسها عن الدخول في صراع “إسلامي – إسلامي" يزيد من الصعوبات التي تواجهها وتؤثر على وجودها في الحياة السياسية، ولو بقدر ضئيل، خوفا من اتساع نطاق الفكرة ودخول التيارات المدنية على خط المبادرة، وتتسع المطالبة بحل الأحزاب الدينية لتصل إلى عامة الشعب، وينتهي الإسلاميون إلى غير رجعة.

ويعد حزب النور، الحزب الإسلامي الوحيد الذي يتمتع بثقل سياسي نسبي، وشارك في خارطة الطريق بعد ثورة 30 يونيو 2013، وخاض الانتخابات البرلمانية وحصد 11 مقعدا حافظت على وجوده من الاختفاء عن المشهد.

وكانت الأحزاب الإسلامية الثمانية وهي الوطن والوسط والأصالة والفضيلة والإصلاح، والشعب ومصر القوية والحرية، قد توارت نسبيا عقب الانتكاسات التي مني بها التيار الإسلامي عموما.

وانطلقت مبادرات من تيارات مدنية لجمع توقيعات لحل هذه الأحزاب، لكن لم تحقق الهدف، كما أن القضاء رفض دعوى حل الأحزاب الدينية الراهنة، مع أن الدستور المصري منع تشكيل الأحزاب على أساس ديني.

وضاعف هذا البديل المقترح من السلفيين للأحزاب الدينية من الشكوك في نوايا هذا التيار الديني السلفي من هذه المبادرة.

ووصف سمير غطاس المستشار السياسي لحملة "لا للأحزاب الدينية"، ورئيس منتدى الشرق الأوسط للدراسات السياسية، مبادرة الدعوة السلفية، بأنها "مشبوهة" وتهدف إلى العودة إلى الشارع مرة أخرى من منظور ديني بحت، بعد فشل وجودهم السياسي.

وأشار لـ"العرب" إلى أن هناك نية لدى بعضهم في السطو على دور المؤسسات الدينية الرسمية (الأزهر والأوقاف ودار الإفتاء) من خلال مجلس العلماء المزعوم الذي يريدون تأسيسه، وهؤلاء يريدون حاليا "لعب أي دور حتى يكون لهم وجود في الشارع".

ولم يستبعد غطاس أن تكون مبادرة التيار السلفي "نفاق للدولة" يريد التقرب لأجهزتها الرسمية، بأن يبادر بلعب دور الجندي الذي يسعى لتخليصها من صداع الإسلاميين، ووضعهم في خندق "الدعوة فقط".

وتوقع بعض المتابعين فشل المبادرة، لأن التيارات الإسلامية في مصر مختلفة في التوجهات الفكرية والنظرة إلى الدولة بشكل عام، وكل منها يسعى إلى فرض سطوته على الآخر، ولا يمكن أن يكون لهم رأي واحد.

وقال غطاس لـ"العرب" إن "هذه الأحزاب لا يعنيها الدين، بقدر ما تبحث عن المكاسب المادية والمعنوية حتى لو كانت مشبوهة، وسوف تحارب من أجل الحفاظ على وجودها، وفي نفس الوقت يجد التيار السلفي نفسه مهمّشا، ويحاول البحث عن دور في حدود قدراته، بالدخول إلى الناس من بوابة دينية شرعية بأهداف أكثر شبهة".

ويرجح مراقبون تصاعد المعركة في المستقبل القريب بين تيار ديني يسعى إلى فرض سطوته بالفتاوى والشرعية، وآخر ديني سياسي يسعى لإنهاء التيار الأول وفرض كلمته، وقد تنتهي المعركة بقضاء الاثنين على بعضهما.