المحرر موضوع: روسيا... أين موقعها في ميزان العمل السياسي الآشوري؟؟ نظرة مقارنة بين الماضي والحاضر  (زيارة 3258 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل أبرم شبيرا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 395
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
روسيا... أين موقعها في  ميزان العمل السياسي الآشوري؟؟
نظرة مقارنة بين الماضي والحاضر
=============================================

أبرم شبيرا

رجاء:
-----
أرجو من القارئ اللبيب أن يدرك بأن إستخدامي للمفردة القومية "الآشوري" هنا ينطلق من حقائق موضوعية تاريخية ومعاصرة لأن أولاً: تاريخياً، نشؤ الحركة القومية في مجتمعنا عموما جاءت بهذه التسمية القومية التاريخية وشارك فيها ضمن هذه التسمية عدد كبير من أبناء الطوائف والتسميات الأخرى بل كانوا رواداً لها وقدموا شهداء في سبيلها. وثانياً: الواقع المعاصر يؤكد بأن الأحزاب السياسية والتنظيمات القومية التي تتسمى بهذه التسمية القومية، رغم تبنيهم للتسميات المركبة هي أكثر نشاطاً وبرزواً على السطح السياسي، المحلي والإقليمي والدولي، وتحديدا ما يخص موضوع  بحثنا. وهذا كله  لاينفي وبتأكيد مطلق إيماننا الراسخ  بوحدة أمتنا بجميع تسمياته التاريخية والحضارية، الكلدانية والسريانية والآشورية.

الآشوريون والبحث عن حليف في وقت الأزمات والحروب:
--------------------------------------
عندم تعصف الأزمات والمصائب بأية أمة أو دولة خاصة وقت الحروب وإشتدادها لا بد مثلما لها عدو ومصدر هذه المصائب والحروب يكون لها أيضا حلفاء وأصدقاء  لأن لهم مصالح عامة مشتركة من هذه الصداقة أو التحالف. وهذا هو حال كل الحروب المعروفة في التاريخ، خاصة الحروب المعاصرة حيث من النادر جداً أن نرى دولة تدخل حرباً لوحدها بل يكون لها حلفاء وعلى نفس الجبهة. وحروب التاريخ خاصة المعاصرة كالحرب العالمية الأولى والثانية وحتى الحروب الإقليمية هي شواهد على ما نقوله. عصفت الرياح الهائجة للحرب الكونية الأولى بشعبنا في موطنه الأصلي، هيكاري وما جاورها من مناطق أخرى، ووضعته في دوامة الدمار والتشرد والفناء فكان على زعامة الأمة المتمثلة في المؤسسة البطريركية، وعلى قمتها الشهيد الخالد مار بنيامين شمعون البطريرك الأسبق لكنيسة المشرق الآشورية وأخته سورما خانم وشقيقه ربخيلا (قائد القوات) داود، البحث عن سبيل منقذ للأمة ولم يكن هناك إلا خيارين ممتين، أما البقاء في مواقعهم والتعرض إلى المزيد من المذابح وبالتالي الفناء الكلي أو الوقوف مع دول الحلف البريطاني الفرنسي الروسي ضد الدولة العثمانية. فكان الخيار الثاني أهون الخيارين وأقل مرارة رغم النتائج المأساوية التي كانت متوقعة الوقوع على شعبنا من جراء ذلك. فمن المعروف وبشكل عام بأن القيادة الآشورية في تلك الفترة وضعت كل البيض في السلة البريطانية ويتمادى بعض المؤرخين والكتاب القول بأن المؤسسة البطريركية أرتمت بالتمام والكمال في أحضان بريطانيا فأستغلتها لتحقيق مصالحها في الحرب ضد الدولة العثمانية وبعض العشائر الكوردية المتحالفة معها.

أن طرح مثل هذه التعميم على القيادة الآشورية غير صحيح لأنه يفتقر إلى تفاصيل العلاقات والتوجهات والأفكار التي كانت سائدة بين أفراد القيادة الآشورية. صحيح كل الصحة بأن سورما خانم وربخيلا داود كانا من أشد المناصرين للتحالف والتعاون مع بريطانيا ولكن على العكس من هذا بالنسبة للشهيد البطريرك مار بنيامين شمعون. كثيرا كتبُ عن عظمة الشهيد مار بنيامين وإيمانه القوي وحبه المفعهم بالأحترام لأبناء أمته وكنيسته وضخامة تضحياته ولكن قليلاً، أن لم يكن معدما، أية كتابة عن فكره الإستراتيجي في التحالف مع الآخيرين ضمن معطيات تعتمد على الظروف الموضوعية والواقعية. ففي خضم الصراعات السياسية والمصلحية والدينية والكنسية والتبشيرية التي كانت تنهش بجسم كنيسة المشرق، كان الشهيد مدركاً كل الإدراك بأن وضع روسيا غير ذلك ومختلف بعض الشيء. فبالنسبة للتبشير بين أبناء أمته وكنيسته، كانت الكنيسة الروسية الأرثوذكسية أقل شراسة في التبشير، أن لم يكن محدودا جداً أو معدوماً، في مقارنة مع تبشير الكنائس الكاثوليكية والبروتستانتية الإنكلكانية والأمريكية. فالخلفية التاريخية للكنيسة الروسية في تعاملها الإنساني مع مئات الألاف من أتباع كنيسة المشرق الذين نقلوهم هرباً من الإضطهادات العثمانية وحلفاءها في منتصف القرن التاسع عشر وأستقروا في المناطق الجنوبية لروسيا في جورجيا وأرمينيا وتحت رعاية هذه الكنيسة والذين عوملوا كمواطنين شكلت هذه الخلفية مصدر ثقة للبطريرك تجاه روسيا وكنيستها الأرثوذكسية خاصة وأن هذه الكنيسة هي أرثوذكسية بكل معنى الكلمة ولم يظهر فيها هرطقات أو إنحرافات كما هو الحال مع الكنائس الغربية. وعلى الجانب الآخر الموضوعي والجغرافي، أدرك البطريرك وبنظرة جيوسياسية بأن روسيا بلد شاسع وقريب من موطن الآشوريين لا بل محاذي له وتُمثل قوة إقليمية في المنطقة. فمثل هذه الجيرة والعلاقة الجيوسياسية، كعامل موضوعي ثابت على مدى الدهر كثبوت الجغرافيا، يكون عادة مصدراً  لمصالح ثابتة ومستديمة للطرفين. على العكس من بريطانيا وفرنسا فأن بعدهم الجغرافي عن موطن الآشوريين وشراستهم الإستعمارية جعل من العامل الجيوسياسي والجغرافي غائباً كلياً في خلق مصالح ثابتة ومستديمة للطرفين بل كان حال كلا الدولتين كحال اللص الذي يأتي من مكان بعيد ويسرق البيت ثم يهرب، لهذا السبب عندما حقق الدولتان مصالحهما الخاصة في المنطقة تركا الآشوريين للذئاب المفترسة.

كان الشهيد مار بنيامين عظيماً في فكره الإستراتيجي عندما حاول الإقتراب والتحالف مع روسيا وللأسباب المار ذكرها، ففي أكتوبر من عام 1917 زار البطريرك حكومة روسيا القصيرية في القوقاز ومنح وسام القديسة آن من الدرجة الأولى وكما منح 200 ميدالية القديس جورج للمقاتلين الآشوريين الذين شاركوا مع القوات الروسية ضد القوات العثمانية والفارسية وبعض العشائر الكوردية. يؤكد بعض المؤرخين، خاصة الروس منهم، بأنه لولا قيام ثورة أكتوبر البلشفية عام 1917 وإنسحاب القوات الروسية من المنطقة ومن ثم عقد لينين زعيم الثورة معاهدة  برست ليتوفسك عام 1918 مع الألمان وخروجها من الحرب لكان الأمر مختلف ولكان التحالف الإستراتيجي الآشوري – الروسي أستمر وحقق نتائج غير تلك النتائج المأساوية التي جاءت من التحالف مع بريطانيا. صحيح إذا كان عامل إنسحاب الروس من المنطقة والحرب وترك الآشوريين في ظروف صعبة جداً وماحقة سبباً لإنهيار مثل هذا التحالف الإستراتيجي فأنه علينا أن لا ننسى أيضاً عامل داخلي مهم وحاسم وهو عدم الإتفاق أو الخلاف بين الآشوريين عن الجهة أو الدولة الواجب التحالف معها، خاصة بين البطريرك مار بنيامين مع روسيا من جهة وسورما خانم وربخيلا داود مع بريطانيا من جهة أخرى. فعندما تفعل الظروف المأساوية والمميتة باي شعب أو أمة تبدا الدسائس والمؤمرات بين بعض من ضعفاء النفوس وتحديدًا على مستوى القيادة أو المتنفذين، وهذا حال جميع الأمم بما فيها أمتنا خاصة في ظروف كظروف الحرب العالمية الأولى. ففي تلك الفترة كانت بريطانيا، الداعم الرئيسي لسورما خانم وربخيلا داود تتخوف جداً من ميل الآشوريين بقيادة مار بينامين إلى روسيا والتحالف معها ومن ثم قلب موازين القوى في المنطقة وإعاقة طريق تحقيق مصالحها الخاصة. لذلك لم ترغب بريطانيا القضاء مباشرة على البطريرك خشية من فقدان العلاقة مع سورما خانم وربخيلا داود ومن ثم إنفراط خيط التحالف معهما بل كل ما رغبته هو جذب وتوريط البطريك للوقوف في الحرب معها ضد الدولة العثمانية وحلفاءها لذلك تم تدبير رسالة مزورة بتوقيع البطريرك وفيها طلب منه إلى القوات البريطانية لمساعدته في حربه ضد العثمانين ووضعت الرسال في قطعة خبر وحملها شخص لتوصيلها إلى ضابط إنكليزي فتم إبلاغ السلطات العثمانية بالأمر فقبض على المراسل ومعه الرسالة مما سبب ذلك هجوما كاسحاً على الآشوريين ومن ثم إضطرارهم الإنضمام إلى القوات البريطانية. في كل الأزمان والأماكن إن إنعدام الإتفاق بين أعضاء القيادة من جهة والخيانة من جهة أخرى كانا عاملان حاسمان في إستحالة تحقيق مطامح الأمة وبالتالي دفعها نحو دوامة الصراعات حول المصالح الخاصة بعد ضياع مصلحة الأمة في متاهات هذه الصراعات والإنهيارات. ومن الملاحظ بأن هذا العامل الموضوعي الجغرافي في التحالف مع روسيا تتبين أهميته من خلال عدم تأثره بالمبادئ السياسية والفكرية الشيوعية التي كانت تحملها الثورة البلشفية حيث أستمر البطريرك الشهيد التراسل مع لينين زعيم الثورة البلشفية في روسيا في أكتوبر عام 1917 من أجل ضمان التحالف معها ضد العدو المشترك.

ليس هذا وعلى مستوى تحالف مار بنيامين مع الروس فحسب، بل كان له بعد جيوسياسي على المستوى المحلي حيث كان يرى في الكورد، وخاصة القبائل القوية والفاعلة على الساحة السياسية مثل قبيلة شيكاك بزعامة شيخها إسماعيل أغا المعروف بـ (سمكو) حليفاً إقليمياً. فالجغرافيا كانت العامل الموضوعي والواقعي يفرض قوته على الآشوريين وبقيادة بطريركهم للتحالف معهم وتشكيل قوة مؤثرة في المنطقة وكان الروس من المؤيدين له في هذه الخطوة فكان ضباط منهم يرافقون البطريرك أثناء محادثاته مع سمكو غير أن خدر وخيانة وخسة المجرم سمكو وقيامه بإغتيال البطريرك أفشل كل مخططات الآشوريين في التحالف معهم. لقد ثبت كون الدولة الفارسية من وراء دفع المجرم سمكو لإغتيال البطريرك، لكن مثل هذا الإغتيال صب في مجرى تحقيق المصالح البريطانية في المنطقة حيث أصبح الآشوريين بدون قيادة وضاعوا في متاهاة التهجير والضياع والإنسياق نحو "أبو ناجي".  حقا أصاب كبد الحقيقة عندما قال الأديب الكبير والمؤرخ الشماس كوركيس بنيامين أشيتا  في كتابه ( رؤساء الآشوريين في القرن العشرين) المكتوب باللغة الآشورية الحديثة  "بأن لو لم يكن الآشوريون قد فقدوا مار بنياميــن في تلك الفترة لربمـا كانت مسيرة تاريخ أمتنا قد تطورت بشكل آخــر، ومن دون أدنى شــك كانت بشكل احسن مما هو عليه الآن لأنه بالتأكيد ما كان يسمح للانتهازيين أن يلعبوا لعبتهــم كما فعلوا بعد الحرب العالمية الأولى وكما يفعلون اليوم" (ص25).
على الجانب المدني أو العلماني ظهر المفكر العبقري القومي التقدمي الشهيد فريدون أتورايا وهو مفعماً بتأثير العامل الجيوسياسي في عمله القومي السياسي. فإذا حسبنا الشهيد مار بنيامين على الجانب الديني واليميني فأن الشهيد فريدون أتوراياً هو محسوب على الجانب التقدمي اليساري ولكن بين اليمين واليسار كان هناك عامل قوي يجمع بينهما وهو التحالف والعمل مع روسيا ثم الإتحاد السوفياتي بالنسبة لفريدون أتورايا وكلا الشهيدين أدركوا إدراكاً عميقاً أهمية تحقيق المصلحة القومية من خلال هذا الإدراك والبناء عليه تحالف ومصالح دائمة ومستديمة. ففي بيانه المعروف بـ "منفستو أورمي" – أي إعلان أورمي لعام 1917  – أنظر عزيزي القارئ تأثيره بالماركسية وب "منفستو" المنشور تحت عنوان "يا عمال العالم أتحدوا" من قبل كارل ماركس وزميله فريدريك أنجلز – دعا فيه إلى تأسيس دولة آشورية حرة موحدة ورسم حدودها من منطقة أورمي مروراً بشريط حدودي فاصل بين تركيا والعرب إلى إنطاكية على البحر الأبيض المتوسط يجمع جميع جميع طوائف وكنائس أمتنا. وتجلى فكره الإستراتيجي في ضرورة وجود منفذ للدولة الآشورية على البحر لتكون رئة تتنفس من خلالها نحو العالم الخارجي. وحتى بعد قيام الثورة البلشفية أستمر المطالبة بمشروعه في قيام الدولة الآشورية وضمن جمهوريات الإتحاد السوفياتي. غير أنه مرة أخرى يعود عامل الخدر والخيانة والخسة المنبعث من بين أخاديد بعض الخونة في مجتمعنا وبنفس أسلوب التخلص من مار بنيامين. ففي عام 1925 عثرت السلطات الستالينية على رسالة مزورة وبتوقيعه يطلب من السلطات البريطانية التدخل لمساعدته فألقي القبض عليه وأعدم في عام 1926 بتهمة التجسس لصالح بريطانيا. وقد دلت الأحداث فيما بعد بأن المؤسسة الكنسية وعلى رأسها سورما خانم وربخيلا داود ومن وراءهم بعض البريطانيين كانوا وراء تدبير هذه الرسالة المزورة للإيقاع به والتخلص منه ومن مشروعه القومي في بناء كيان قومي آشوري ضمن جمهوريات الإتحاد السوفياتي، لأن بالنسبة إليهم كان الشهيد فريدون أتورايا شيوعيا وغوغائيا وفوضويا يسعى لسلب الزعامة من البطريرك والمؤسسة الكنسية. حقاً لو أفترضنا مجازا بأن الآشوريين كانوا قد قبلوا بمشروع فردون أتورايا وتحقق كما فعل الأرمن في تلك الفترة لكان في هذا اليوم للآشوريين دولة مستقلة حالها حال دولة أرمينيا.

البيروستروكيا وكنيسة المشرق الآشورية:
----------------------------------
كان البطريرك الشهيد مار بنيامين في إتصال دائم مع الآشوريين في روسيا وجمهوريات القوقاز حتى بعد قيام الثورة البلشفية في أكتوبر عام 1917. غير أن إستشهاده في بداية شهر آذار من عام 1918  حالت خلال هذه الفترة القصيرة دون بناء أسس قوية ومستمرة لهذه العلاقة في ظل النظام الجديد. ثم جاءت مأساة الحرب والتشرد والضياع وهيمنة بقية أفراد العائلة البطريركية الموالين لبريطانيا على مقدارات الآشوريين وما تلاه من نتائج مأساوية مضاعفة مثل مذبحة سميل لعام 1933 ونفي بطريرك الكنيسة وعائلته خارج العراق في الوقت الذي كان ستالين يشدد من قبضته الإستبدادية على السلطة ويقضي على معارضيه والمشتبهين بهم فشمل هذا إعدام العشرات من كبار المثقفين والأكادميين والقوميين الآشوريين بمن فيهم الشهيد فريدون أتورايا. كل هذه العوامل فعلت فعلها القوي في قطع علاقة الآشوريين في الإتحاد السوفياتي مع غيرهم من الآشوريين خاصة مع أخوتهم في بيت نهرين فأندمجوا في المجتمع السوفياتي وأصبحوا بحكم الآشوريين المنسيين إن لم نقل الضائعين. 

البيروستروكيا ((Perestroika والتي تعني إعادة البناء كان المنهاج الإقتصادي للرئيس الأسبق لجمهوريات الإتحاد السوفياتي ميخائيل غورباتشوف في الثمانينات من القرن الماضي والتي كانت البداية التي هزت العالم وإحدثت تغييرات جذرية سواء على المستوى السوفياتي أو العالم. فتأثيرها كان شاملاً وعاماً على جميع شعوب ودول العالم ولم يستثنى منها حتى الآشوريين ومؤسساتهم في الإتحاد السوفياتي وعلى كنيسة المشرق الآشورية في العالم أيضا. وفعلاً فقد تم إعادة بناء هيكلية المجتمع الآشوري في الإتحاد السوفياتي والجمهوريات المنضوية في رابطة الدول المستقلة (Commonwealth of Independent States ) وإختصارا بـ (CIS) التي كانت في السابق من جمهوريات الإتحاد السوفياتي. فعندما تسنم البطريرك الراحل إلى الأخدار السماوية قداسة مار دنخا الرابع كرسي البطريركية وضع نصب عينيه أهمية الإتصال بالآشوريين في الإتحاد السوفياتي وإرجاعهم إلى كنيسة أبائهم. وفعلا قام قداسته في عام 1982 بزيارة إلى الآشوريين في الإتحاد السوفياتي ثم تكررت الزيارة في عام 1988. وفي المجمع السنهادوسي للكنيسة المنعقد في سدني – أستراليا في شهر آب من عام  1994 أسندت مسؤولية الإهتمام بالآشوريين ولم شملهم حول الكنيسة إلى قداسة البطريرك مار كوركيس الثالث صليوا (في وقتها كان مطربوليت للكنيسة في العراق) الذي زراهم في شهر مايس من نفس العام ووعدهم بإرسال كاهن ليقدم لهم الخدمة حسب طقوس كنيسة المشرق. وفعلاً وفي شهر كانون الثاني من عام 1995 زار قداسته وبصحبته القس خامس هرمز، حاليا مار أسحق خامس أسقف دهوك، معظم الآشوريين في روسيا وبعض دول رابطة الكمونولث فأقاموا القداديس حسب طقس كنيسة المشرق بعد إنقطاع طويل دام أكثر من قرنين ونصف القرن. وكنتيجة لذلك فقد أعترفت السلطات الروسية بكنيسة المشرق الآشورية وسجلت ككيان كنسي في وزارة العدل الروسية. وبفعل التبرعات السخية الضخمة لبعض الآشوريين تم بناء كنيسة مريم العذراء الضخمة في موسكو التي أصبحت الخيمة الجامعة للأشوريين المتحمسين للعودة لجذورهم. وفعلاً شاهد شخصياً أثناء زيارتي لموسكو في شهر مايس من عام 2002 القداس الذي أقامه القس/الأسقف مار أسحق في هذه الكنيسة الضخمة التي أحتشد فيها المئات من أتباع الكنيسة فكانت فرحتهم لا توصف ولا تقاس عن مدى تعلقهم بكنيستهم وأمتهم الآشورية.

البيروستروكيا والآشوريون القوميون:
-----------------------------
قد أكون أسرفت بعض الشيء في بيان دور كنيسة المشرق الآشورية في إعادة معظم الآشوريين في روسيا ودول الكمونولث المستقلة إلى إيمانهم بكنيستهم الأم بعد أكثر من قرنين. وهذا الإسراف في هذا الدور ليس القصد منه إلا بيان مدى تأثير ذلك على الجانب القومي والمدني للأشوريين هناك. فعلاً فقد كانت البيروستروكيا أعادة كاملة وواسعة وجذرية لبناء المجتمع الآشوري في الإتحاد السوفياتي نحو التحول من المجتمع السوفياتي الشيوعي إلى الساحة القومية الآشورية. ففي شهر تشرين الثاني من عام 1990 عقد في موسكو أول مؤتمر آشوري للجمهوريات السوفياتية الإشتراكية المعروفة بـ (USSR) فكان أول نافذة جديدة يطل من خلالها عدد كبير من المثقفيين القوميين وكبار الإكادميين الآشوريين. قد يستغرب القارئ الكريم عندما أقول بأن عدد الأكادميين الآشوريين وحملة لقب البروفسور موجودون في روسيا وجمهوريات الإتحاد السوفياتي السابقة أكثر بكثير من جميع الأكادميين وحملة لقب البروفسور ليس في موطن الآشوريين التاريخي، بيت نهرين، إيران، تركيا وسوريا، بل في جميع أنحاء دول المهجر أيضا. فللكثير منهم بحوث قيمة جداً وعلمية في دراسة تاريخ الآشوريين ومن نواحي مختلفة ولهم كتب ونشرات غنية في البحث الموضوعي معظمها مستمدة من الأرشيف الروسي الخاص بتاريخ الآشوريين الذي يعد أكبر وأعظم أرشيف في العالم فحتى مركز الوثائق البريطانية الذي في معظمه وثائق وتقارير لا يضاهيه في مجال البحوث الموضوعية والدراسة العلمية والأكاديمية لتاريخ الآشوريين. وقد يكفي هنا أن أشير إلى مجلة (ملثا) التي يصدرها النادي القومي الآشوري باللغة الإنكليزية،  والتي كان يحررها مجموعة من العلماء والبروفسوريين الآشوريين وعلى رأسهم البروفيسور الدكتور سركيس أوسيبوف، ففي كل عدد منها نجد بحوث سياسية قومية في غاية الأهمية قلما نجد مثيلا لها وتجلت أهمية بعضها في ترجمة العديد من البحوث التي كتبت بالروسية خاصة التاريخية منها المحفوظة في الأرشيف الروسي.
في شهر مايس من عام 2002 أستلمنا أنا وبعض من زملائي دعوة لحضور المؤتمر الآشوري العالمي الذي نظمه الإتحاد الآشوري في موسكو (خويادا) وبتعضيد ومشاركة هيئة تحرير مجلة (ملثا) الذي أنعقد في موسكو لعدة أيام حضره عدد كبير من الآشوريين المثقفيين من دول المهجر وشاركوا ببحوثهم القيمة فيه وشاهدنا فيه عجب العجب من المستوى الراقي للوعي القومي والعلمي للآشوريين الذي حضروا من روسيا ومن دول كومنولث المستقلة وشاركوا ببحوثهم التاريخية والقومية القيمة، حقاً أقولها وبصراحة كان مستواهم الفكري والعلمي والقومي يفوق كثيراً المستوى الذي نعرفه في موطننا الأصلي وفي بلدان المهجر... ولكن... ولكن أين نحن من كل هذا... أين نحن من فهم الأهمية الجيوسياسية لروسيا وبقية الدول كومنولث المستقلة والأكثر من هذا التساؤل هو أين قياداتتنا السياسية والحزبية من هذا العامل الفكري والجيوسياسي في علمهم السياسي القومي؟؟؟؟     

اليوم... أين "القيادة الآشورية" من هذا الفكر القومي والجيوسياسي؟:
---------------------------------------------------
عاملان مهمان، الذاتي والموضوعي أو الفكري والواقعي، يشكلان عنصران حاسمان في كل ظاهرة ومنها الظاهرة السياسية وتحديداً لكل حركة قومية سياسية بما فيها الأحزاب والمنظمات القومية، وهو الموضوع الذي يخصنا هنا. أسهبنا بعض الشيء في أعلاه عن هذان العاملان: الموضوعي المتمثل في الموقع الجيوسياسي لروسيا وبقية دول كمونولث المستقلة، خاصة جورجيا وأرمينا حيث عدد كبير من الآشوريين هناك، وعن العامل الفكري المتمثل في المستوى الراقي للوعي القومي الصميمي لمعظم المثقفيين والمفكرين الآشوريين في هذه الدول. ولكن مع الأسف الشديد بأن قيادتنا السياسية والقومية تتجاهل مثل هذه العوامل أو لا تدرك أهميتها في العمل السياسي خاصة عندما ننظر إلى الموقع الجغرافي لموطننا الأصلي المحيط بدول وشعوب مختلفة عن شعبنا من جوانب عديدة وكثيرة وضرورة البحث والإعتماد على العاملين المذكورين للخروج من المأزق الجغرافي لوطننا. اليوم تضع قيادة أحزابنا السياسية وتنظيماتنا القومية كل البيض في السلة الأمريكية ودول الغرب كما فعل قادة الأمس عندما وضعوا كل البيض في السلة البريطانية والفرنسية ولم يجنوا منها غير الدمار والتشرد والضياع. ألا يتعلم قادتنا من التاريخ... ألم نقل في السابق من يتعثر بحجر مرتين فهو جاهل. أفهل حقاً قادتنا جهلاء ويجهلون العوامل الفكرية والموضوعية المهمة في مسيرة كل حركة قومية؟

اليوم يهرع معظم قادة أحزابنا السياسية وتنظيماتنا القومية إلى الولايات المتحدة الأمريكية وأحياناً إلى الدول الأوربية وأستراليا ويلتقون بأبناء أمتنا هناك ويعقدون الندوات المباشرة والتلفزيونية ويجتمعون، إذا سنحت الفرصة، مع مسؤول حكومي أو غير حكومي ويبدأ الكلام والحديث عن الوضع المأساوي في الوطن عن دور حزبه أو تنظيمه في مواجهة التحديات هناك ثم يعدون إلى الوطن وليس في جعبتهم غير التصفيق والكلام المنمق والمديح الذي لا يمكن صرفه في المصرف القومي لحساب أمتنا. في هذه الأيام الحديث يدور وبسخونة عن تحرير سهل نينوى و "الأخوة الأعداء" في تسابق نحو الحصول على حصة من الكعكة، فيما إذا ترك الكورد أو الشيعة أو السنة او غيرهم، جزءاً منها لنا. أعود وأكرر أسفي الشديد عن جهل قادة أحزابنا لمسألة مهمة وهي خلق التوازن في العمل السياسي فوضع البيض في سلة واحدة هو أمر خطير يحشر الأمة في زاوية واحدة وضيقة لا خيارات لها ولا إرادة حرة. من هنا يستوجب البحث عن خيارات أخرى لخلق توازن في العملية السياسية مع الغير ولم نجد حالياً طرف مؤثر في خلق التوازن غير روسيا والمثقفين الآشوريين القوميين هناك. فعلى قادة أحزابنا السياسية وتنظيماتنا القومية إعادة الوصلة مع أبناء شعبنا هناك وبناء أسس للولوج نحو الجهات الرسمية والتنظيمات غير الحكومية واللقاء بهم كما يفعلون مع شعبنا والمسؤولين في الولايات المتحدة وأوربا وأستراليا. أتذكر في صيف العام الماضي وبينما كنًا مع مجموعة من المثقفين الآشوريين مجتمعين في الجمعية الآشورية الأمريكية في شيكاغو ذكر الناشط القومي والمحلل السياسي نمرود سليمان (أبو طارق) بأنه سيشارك مع وفد المعارضة السورية لزيارة موسكو واللقاء بوزير خارجيتها سيرغي لافروف وطُلب منه أن يقدم جدول بالمطالب الآشورية للوزير فكان رد فعلنا إيجابيا بضرورة تزويده بمثل هذه المطالب والإستفادة من هذه الفرصة التي قد لا تتكرر. وكعادتنا الدائمة خرجنا من اللقاء ولم يحصل أبو طارق غير نتيجة هذه المعادلة (طلب X صفر = صفر).

 في السياسية هناك حقيقة واضحة بأن الفرد الواحد لايمكن أن يكون مؤثرا ويحقق نتائج على المستوى القومي ما لم تكن جهوده عبر منظمة أو حزب سياسي، فاللاعب الأساسي في السياسة هي أحزاب وتنظيمات وكتل وإتحادات وغيرها. ولما كان "تجمع التنظيمات السياسية الكلدانية السريانية الآشورية" لا زال، رغم علاته وعثراته، هو الموجود حالياً كتنظيم سياسي قومي لعدد من الأحزاب والتنظيمات، عليه نقترح أن يقوم وفد من هذا التجمع لزيارة أبناء شعبنا في روسيا وجورجيا وأرمينا وتاترستان وغيرهم واللقاء بهم  وبتنظيماتهم وإيجاد السبل للقاء مع المسؤولين الحكوميين وغير الحكوميين وطرح وضعنا المأساوي لهم ومحاولة كسب بعض الدعم المعنوي والمادي منهم ليصب في نهاية المطاف في لعبة توازن القوى المطلوب في التعامل مع الدول المختلفة.

لقد سبق وأن ذكرنا في مناسبات سابقة بأن في السياسة لا صديق دائم ولا عدو دائم بل مصلحة دائمة وهذه لا تقوم لها أسس الدوام والإستمرارية مالم يتوفر لها العوامل الذاتية والموضوعية التي سبق وأن ذكرناها. للولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الأوربية مصلحة خاصة في منطقتنا تأسست منذ زمن طويل، منذ مرحلة الإستعمار الكولينيالي والحرب الباردة. وروسيا لها مصلحة خاصة في المنطقة أيضا ولكن تسعى لتعزيزها وتوسيعها، أي بما يعني بأنها لازالت تبحث عن رقعة أوسع لثتبيت قدمها بعد أن ثبتها مع إيران وسوريا وحتى تركيا. وهنا من المهم أن ندرك أيضا الأهمية الإستراتيجية لهذه الدول الثلاث لكونها محيطة بأرضنا ووطننا التاريخي في شمال بيت نهرين. ولكن يجب أن نعرف جميعاً، وأولهم قادة أحزابنا وتنظيماتنا، بأن "الخبر الحار والمكسب" في السياسة ليس ببلاش بل له ثمن. فهل نملك الثمن لكي نشتري مثل هذا الخبز ... أي بعبارة أوضح هل لنا ثمن نعطيه للمقابل حتى يتحالف معنا على المصلحة المشتركة ونحقق مطمحنا القومي بالعمل معه وليس له. فالتحالف السياسي قائم على الأخذ والعطاء أفهل لنا شيئاً نعطيه حتى نأخذ بمقابله ما يفيد أمتنا؟؟؟ طبعاً الجواب بكل صراحته هو كلا ... لا نملك أي شيء حتى نكون قوة مؤثرة تجلب أنظار الغير نحونا بجدية وفاعلية. لا أنا شخصياً ولا أنت عزيزي القارئ ولا أحد في العالم يرغب أن يعقد صفقة مع شخص مفلس وغير متسق ومنتظم في حياته وعمله. هكذا هو الحال مع الدول والأحزاب والتنظيمات أيضاً فلا أحد منهم ينظر بجدية وفاعلية على مطاليبنا القومية ولا يسمعون صراخ أبناءنا في الوطن مالم تكون قوية ومدوية.. فأين نجد هذه العوامل التي تجعل من أمتنا شيئا أو بضعة غرامات من الوزن في ميزان القوى السياسية ونحن أمة فقيرة لا سند لنا ولا قوة ؟؟؟ دعونا نعيد مرة أخرى صرخة المثلث الرحمات مار روفائيل بيداويد البطريرك الكلداني الأسبق عندما قال:(لا خلاص لنا إلا بالوحدة... فبالوحدة نحترم أنفسنا ويحترمنا غيرنا). إذن إذا توحدنا سوف نحترم أنفسنا ويحترمنا غيرنا وهذا هو بيت القصيدة نحو الغير لكي ينظر إلى وضع أمتنا وطموحاتها بنوع من الأحترام والجدية والتعامل السوي وإلا فالمأساة والفواجع والتهجير ستظل تلاحقنا لسنوات وسنوات.


غير متصل خوشابا سولاقا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2340
    • مشاهدة الملف الشخصي
الى الأخ وصديق العمر الكاتب الكبير الأستاذ الفاضل أبرم شبيرا المحترم
تقبلوا محبتنا الأخوية مع أرق وأطيب تحياتنا الصادقة
مقالكم البحث رائع ومستوفي لنسبة كبيرة من مستلزمات الكتابة عن العلاقة الآشورية - الروسية - السوفييتية بالرغم من تعقيدات المرحلة وضبابيتها بالنسبة للآشوريين في خضم الصراعات بين القوى الدولية الكبرى لضمان مصالحها في شرق الأناضول وسعيها لأستغلال الأقليات القومية والدينية المضطهدة والمظلومة في المنطقة والتي ذاقت الأمرين من سياسات العثمانيين الشوفينية والعنصرية القومية والدينية وحتى المذهبية وكانت أمتنا والأرمن الأشد معاناة من هذه السياسة الشوفينية الحمقاء لكون تناقضهما مع العثمانيين تناقض مزدوج قومي وديني ، وعليه فإن دقة المعلومات السياسية والتاريخية عن كل ما جرى لأمتنا من مظالم ودسائس على يد المتصارعين الدوليين الكبار إبان الحرب الكونية الأولى كانت محدودة ومفبركة في أغلبها ويشوبها الشك والغموض .
وفي ضوء هذه المقدمة المختصرة نتفق معكم في الكثير مما أوردتموه أو استنتجتموه من المعلومات باستثناء المعلومات الخاصة باستشهاد البطل الآشوري " فريدون آثورايا " واتهام سورما خانم وشقيقها قائد القوات داوود لأنه ليس هناك ما يبرر لهما ذلك ولا تتوفر أية وثيقة تؤيد وتؤكد ضلوعهما في حادثة استشهاد فريدون آثورايا ولربما بل قد يكون من المؤكد أنه تم فبركة هذه المعلومات وتنسيبها لسورما وشقيقها من قبل المعادين للأسرة البطريركية وبتدبير من الأنكليز لتوسيع الخلافات بين القيادات الآشورية ... هنا نتساءل يا صديق العمر ، لو كانت سورما خانم وشقيقها داوود وابنه البطريرك مار إيشاي شمعون عملاء للأنكليز أو من أتباع الأنكليز والأنكليز كما تعلمون يمتلكون قرار العراق السياسي بيدهم في ذلك الوقت ، فهل كان الأنكليز سيسمحون للحكومة العراقية العميلة برآسة المجرم رشيد عالي الكيلاني بنفي البطريرك مار إيشاي شمعون ووالده داوود وعمته سورما بهذه الطريقة المهينه الى خارج العراق وسحب الجنسية العراقية منهم ؟؟؟؟ وهل كانوا سيسمحون باصدار قرار حكومي بتعيين الرئيس خوشابا يوسف رئيساً للآثوريين مكافأة له لتعاونه مع حكومة الكيلاني التي نفذت مجزرة سُميل عام 1933 م ؟؟؟ لا نعتقد ذلك يا صديق العمر ، ويجب أن نخضع استنتاجاتنا الى منطق العقل والواقع لتاتي منسجمة مع ما هو الأقرب الى الحقيقة المطلوبة ..... من وجهة نظرنا المتواضعة إن ترويجكم لهذه المعلومة قد أضرت بمستوى مصداقية مقالكم بشكل عام حبذا لو تسحبون هذه الجزئية منه طالما ليس لديكم شيء موثق من مصادر وثيقة ومعتمدة .
لقد سبق لنا وإن كتبنا مقالاً بعنوان " روسيا القيصرية والثورة البلشفية وانعكاساتها السلبية على الوضع الآشوري " ونرفق لكم الرابط أدناه للأطلاع .http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,677200.0.html?PHPSESSID=asf1j8ghmjputgq4pu811pjpg2

http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=680806.0

http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=680806.0




 ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                   محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد   

غير متصل أبرم شبيرا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 395
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

جواب وتوضيح لصديق العمر المهندس خوشابا سولاقا

عزيزي وأخي وصديق العمر المهندس خوشابا سولاقا
تحية من الأعماق...

أولا أود التأكيد بأن هذا ليس إطلاقاً رد على ما مذكور في ردكم على الموضوع بل هو جواب لبعض التساولات وتوضيحاً لبعض المعلومات التي وردت في ردكم:

أولاً: بالنسبة لإستشهاد البطل فريدون أتورايا هناك وثائق ومذكرات لأشخاص عاصروا تلك الفترة وأكدوا وبالأسماء الأشخاص الآشوريين المتورطين في تزوير الرسالة القاتلة ضد الشهيد فريدون أتورايا وكانوا هؤلاء يعملون كمستشاريين أو معاونيين للبيت البطريركي خاصة لسروما خانم وربخيلا داود لأن بالنسبة إليهم كان الشهيد شيوعياً وكافراً وفوضوياً كما ذكرت. وهناك رسالة، من المؤكد هي مزورة كما يؤكدها بعض المؤرخين الآشوريين والروس وبعضها مذكورة في مجلة "ملثا" مرسلة بأسم البطريرك الشهيد مار بنيامين إلى السلطات الروسية يرفض فيها رفضاً شديداً مشروع فريدون أتورايا المذكور في منفيستو أورمي ويصفه بالغوغائي والفوضي. وهناك رد للبطل فريدون أتورايا على هذا الكتاب يؤكد فيه شكه في هذه الرسالة خاصة وهو كان في علاقة جيدة مع البطريرك الشهيد ويعتبره فعلاً قائداً للأمة الآشورية. ومثل هذه التفاصيل بعضها مذكورة في مجلة "ملثا" التي ذكرتها وهي موثقة بمواثيق من الأرشيق الروسي وبشهادة من أشخاص عاصروا البطل فريدون أتورايا.

ثانياً: أنا لم أقل ولم أذكر بأن سورما خانم وربخيلا داود والبطريرك مار شمعون إيشاي كانوا عملاء للإنكليز فذلك ليس من شيمتي أن الصق جهاراً تهم بأشخاص معروفين في تاريخنا القومي والكنسي. كل ما ذكرته (أرجو قراءة الموضوع مرة أخرى) هو أنهم كانوا من المتعاونيين والمتحالفين مع بريطانيا وكانت وجهة نظرهم بأن مثل هذا التحالف هو خلاص لأمتنا من محنتها المميتة في تلك الفترة وبالمقابل كان لأمير الشهداء وجهة نظر أخرى تختلف عنهم. ومن الطبيعي جداً أن تسعى بريطانيا للخلاص من البطريرك الشهيد بطريقة أو أخرى بسبب ميله للتحالف مع روسيا. ومن الطبيعي أيضا، بل الطبيعي جداً، أن يكون هناك خلاف أو إختلاف أو حتى تناقض في أراء وأفكار ومشاريع أعضاء قيادة أية أمة، وامتنا لم تكن وليست مستثناة من هذه الحالة البشرية الطبيعية.

ثالثا: وفي العراق وبعد النزوح المأساوي للأشوريين الحيكاريين وتأسيس كيانه السياسي عام 1921 لم يكن أمام القيادة الآشورية المتمثلة في سورما خانم والبطريرك مار شمعون إيشاي من خيار خير التعاون مع القوات البريطانية، اليد الطولى في مقدرات البلاد، ولأجل هدف واحد مشترك آشوري/بريطاني وهو ضمان إستقرار البلاد وبحكومة مستقر ومرتبطة بمعاهدة مع بريطانيا لتحقيق بريطانيا مصالحها الخاصة من جهة، وتحقيق الآشوريين الإستقرار المنشود من جهة أخرى. هذا التحالف لا يمكن أن يوصف بالعمالة كما يفعل رجال الفكر العراقي المستبد ورجال الأنظمة الإستبدادية التي تعاقبت على السلطة في العراق ونحن بعيدين كل البعد عن مثل هذه التهم لأنه كما ذكرت في أعلاه ليست من شيمنا وأخلاقنا وفكرنا وإيماننا أيضا.

رابعاً: بالنسبة لمثلث الرحمات البطريرك مار شمعون إيشاي، فمع الأسف الشديد هناك أسرار وخفايا عن هذا البطريرك التي تؤهله أن يكون البطل الآشوري التاريخي للآشوريين بسبب مواقفه الصلبة في مواجهة الحكومة العراقية المستبدة في تلك الفترة. ويكفي أن نشير إلى رده للمجرم حكمت سليمان (التركي الأصل) وزير الداخلية أثناء مذبحة سميل عندما عرض عليه رسالة تعهد للإستسلام والذل وطلب من البطريرك التوقيع عليه غير أنه رفض البطريرك التوقيع عليه وقال كلمته المشهورة "بأنني قائد شعبي ولا أستطيع أن أخونه"  فثار ذلك غضب وهيجان المجرم حكمت سليمان فأصدر قرار نفيه من دون سند قانوني. ليس هذا فحسب بل هناك مواقف بطولية أخرى للبطريرك تجاه بريطانيا خاصة أثناء وبعد مذبحة سميل لعام 1933. ففي المنفى في قبرص وبريطانيا وحتى وهو في أميركا كان قد رفض كل مشاريع الإسكان الأشوريين في غير بلاد ما بين النهرين وهناك قول له مذكور في أحدى الكتب (أرجو المعذرة لعدم إستطاعتي في هذا الوقت البحث عنه فهو من محتويات مكتبتي الصغيرة) حيث قال (هذا شعبي الذي حارب وضحى بدماءه من أجل الإستقرار في موطنه الأصلي الآن يطلب منه أن يستقر في بلدان بعيدة جداً (البرازيل) عن موطنه بيت نهرين.
يقال، وأنا سمعته من عدة أشخاص كانو مقربين من البطريرك، بأنه عندما تزوج في منتصف السبعينيات من القرن الماضي، أنصدمت سورما خانم وربخيلا داود من زواج البطريرك وأعتبروها وصمة عار جلبها للعائلة البطريركية. ويقال أيضاً بأن سورما خانم وربخيلا داود قالا له بأنهما في حالة وفاتهما لا يرغبون إطلاقاً أن يشارك البطريرك في جنازتهم، فكان رد البطريرك عليهما، كما يقال، : أسكتوا وإلا سافضحكم أمام الآشوريين عن الجرائم التي فعلتموها مع الإنكليز بحق الآشوريين... طبعاً هذا كلام شفهي وليس هناك ما هو موثق حتى يتم التأكيد عليه حيث من الصعب جداً توثيق هكذا حديث خاص وشخصي.

خامساً: تتساءل يا صديق العمر في ردك وتقول (لو كانت سورما خانم وشقيقها داوود وابنه البطريرك مار إيشاي شمعون عملاء للأنكليز أو من أتباع الأنكليز والأنكليز كما تعلمون يمتلكون قرار العراق السياسي بيدهم في ذلك الوقت ، فهل كان الأنكليز سيسمحون للحكومة العراقية العميلة برآسة المجرم رشيد عالي الكيلاني بنفي البطريرك ما إيشاي شمعون ووالده داوود وعمته سورما بهذه الطريقة المهينه الى خارج العراق وسحب الجنسية العراقية منهم ؟؟؟؟ )
أخي العزيز أبو نرام الورد... هذا الحدث لهذا الموضوع لا يمكن أن نفهمه بأخذه على علاته وعلى سطحيته ما لم نفهم مرحلة التحول الإستعمار البريطاني من مرحلة الكولونيالية إلى مرحلة الإستعمار الإقتصادي أو الحديث وهذا ما حدث في العراق بعد إنهاء نظام الإنتداب، الذي هو شكلا من أشكال الإستعمار الكولونيالي، ومنح العراق إستقلاله الشكلي وقبول عضويته في عصبة الأمم. الإستعمار التقليدي أو الكولونيالي يتطلب وجود قوات عسكرية لضمان السيطرة على البلد أما الأستعمار الإقتصادي الفكري فلا يلزمه مثل هذه القوات بل يتطلبه وجود حكام أو نظام سياسي مرتبط بالدولة الإستعمارية ذلك لكونه أقل كلفة وخسارة للأرواح وأكثر تحقيقها للهدف النهائي: الإقتصاد. هذا ما حدث في العراق فعند السيطرة عليه بعد الحرب الكونية الأولى وجدت بريطانيا في ظروف الآشوريين المأساوية المهجرين من حيكاري مناسبة لإستغلالها وتجنيدهم في قوات مسلحة المعروفة بـ "الليفي" لمساعدة القوات البريطانية في ضمان السيطرة وإستمرارها على العراق. غير أنه عقب الأزمة الإقتصادية التي إجتاحت العالم في الربع الأول من القرن الماضي وجدت بريطانيا في أسلوبها الكولونيكالي وفي نظام الإنتداب مكلف جدا للخزينة البريطانية فكان هذا عاملاً أساسياً للتحول إلى الإستعمار الإقتصادي الفكري الحديث. لهذا السبب تم إنهاء النظام الإنتداب ومنح الإستقلال الشكلي للعراق وقبوله في عصبة الأمم المتحدة وربط العراق بمعاهدة مع بريطانيا ضامنة لمصالحها الإقتصادية. وبهذا تحول الإستعمار البريطاني الكولونيالي إلى الإقتصادي الفكري بوجود حكومة مرتبطة من جميع الجوانب ببريطانيا، والتي توصف عادة بالحكومة العميلة. فوفق هذا التحول لم تعد بريطانيا بحاجة إلى قوات على الأرض ولا ألى قوات مساندة لها "الليفي" فتم تسريح هذه القوات وبأعداد كبيرة فلم يبقى منها إلا قوات خدمية تخدم القاعدة الجوية البريطانية في الحبانية والشعيبة.  من هذا المنطلق في التحول أنتفت حاجة بريطانيا إلى الآشوريين وإلى قوات الليفي فموضوع التخلص منهم أصبح مطروحاً لضمان حسن نيتها تجاه حكومة العراق العميلة لها. فجاء نفي البطريرك وأفراد عائلته ثم مذبحة سميل وغيرها من المأساة والفواجع كلها جاءت ضمن التخلص من الآشوريين ومطاليبهم المزعجة لمطامح بريطانيا بعد منح العراق الإستقلال الشكلي.
يا صديق العمر، أن كل ما ذكرته في تساؤلك من نفي البطريرك وعائلته فأنه تم ضمنياً بموافقة بريطانيا لغرض التخلص منهم بعد إنتفاء الحاجة للأشوريين وقادتهم ... أقطع الرأس تقضي على الجسم.. هكذا عملت بريطانيا والحكومة العميلة في العراق في تلك الفترة. أما بخصوص تعيين خوشابا يوسف رئيساً للأشوريين فهذا أمر تم فيما بعد كمساوة بينه وأتباعه مع الحكومة العراقية ومكافئة له لوقوفه ضد الحركة الآشورية لعام 1933 وقادتها من جهة وحفظ ماء وجه الحكام في العراق أمام الرأي العالمي بعد أرتكاب فضائع مجزرة سميل من جهة أخرى.
وأخيرا أرجو المعذرة من الإطالة بعض الشيء في أخاديد التاريخ الذي أرى بأننا في الوقت الحاضر ليس لنا مصلحة من النبش فيها مالم تكون تجربة ونستفاد من دروسه وهذا كان غرضي من السرد في التاريخ  وهو الإستفادة من دروسه في عملنا السياسي في الوقت الحاضر والتي ذكرتها وهي:
1.   إفتقارنا، أو بالأحرى إفتقار أو جهل قادة أحزابنا السياسية وتنظيماتنا القومية، إلى البعد الجيوسياسي في التعامل مع الغير.
2.   الخيانة والغدر والخسة التي ظهرت في البعض من أبناء أمتنا وخاصة على مستوى القيادة.
3.   الوحدة أو التفاهم بين تنظيماتنا السياسية والقومية هو السبيل الأمثل، إن لم يكن الأوحد، للخلاص أو التخفيف من مأساة أمتنا الحالية والمسك برأس خيط تحقيق مصالحنا القومية في أرض الوطن...
وأخيراً تقبل تحياتي الحارة ... مشتاقين إلى جلسات المحبة والنقاش الفكري... وإلى (رزه بالخرطمانه!!!).

غير متصل Abboud Dankha

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 87
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
استاذ ابرم شبيرا ، تحية واحترام
ان مقالتك هذه ستقسم المقسم وتجزأ المجزأ  ، لا يجوز اتهام رموز الامة الآشورية اتهامات باطلة.
من لديه الأدلة الدامغة لينشرها ليتسنى لابناءالامة الآشورية معرفة الحقيقة. بالوثائق والتوافيع!!!!!
وهل نصدق ما قالته خالتي ريحانة عن عمها درياوش عن جده يوسف..
انا اتفق قلبا وقالبا بما كتبه الكاتب الصديق خوشابا سولاقا بهذا الخصوص.
لا تفيد التبريرات .وشكرا.

غير متصل فاروق.كيوركيس

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 462
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاخ الكاتب أبرم شبيرا المحترم
تحية طيبة
في البداية لابد ان نثني على جهودك المبذولة في كتابة هذا الموضوع الذي يربط التاريخ الحديث لشعبنا الاشوري الاشوري بواقعه الحالي ، ورغم ان  بعض الاخوة الكتاب الاعزاء قد سبقوني في بعض الملاحظات المهمة  .. ألا انني سوف اكتفي بالملاحظات القليلة ادناه لكي لا نخرج من  صلب الموضوع :
اولا ـ نشكرك على التعقيب والرد ، وهذه نقطة ايجابية اشرت اليها  في مواضيع وردود سابقة .. من ان الكاتب يجب ان يكون مستعدا للدفاع عن ارائه وطروحاته وبالتالي  فان الردود الهادفة والردود المقابلة   تضفي على الموضوع تكاملا وتغطية من مختلف جوانبه  ، بالاضافة الى انه  دليل على   احترام الكاتب لبقية القراء .
ثانيا ـ  لم تعجبني العبارة التي بدأت بها الموضوع "أرجو من القارئ اللبيب أن يدرك بأن إستخدامي للمفردة القومية "الآشوري" هنا ينطلق من حقائق موضوعية تاريخية ومعاصرة " وشعرت وكأنك تريد الاعتذار عن أستخدامك تسمية القومية الاشورية  ،  والذي لم يعجبني هو هذا الاصرار على استهدام التسميات الكنسية السريانية والكلدانية   " كتسميات قومية  " في وقت  بتنا ندرك ان تلك الكنائس  اخذت تتنكر  لأصولها الاشورية  خلال السنوات القليلة الماضية  ، قد يكون استخدام هذه التسميات من قبل الاحزاب السياسية تسمية  مصلحية  لكسب بعض المواقع هنا وهناك ، ولكن اتمنى من الكتاب والمثقفين  ان يتمسكوا بهويتهم الاشورية  وتسميتهم القومية التي كتبوا عنها  وألفوا العديد من الكتب من دون ان يذكروا  تسمية السرياني والكلداني  ، بعبارة أخرى ان لا ينجروا الى خلف الاحزاب السياسية  .
ثالثا ـ في تقديري الشخصي فأن تنكر الانكليز للحقوق القومية المشروعة للاشوريين لم يكن سببها انتقال الانكليز الى الاستعمار الاقتصادي .. ذلك ان الانكليز كان بأمكانهم  وبموازاة مشروعهم  للاستعمار الاقتصادي ان يمنحوا الاشوريين  الحكم الذاتي  وخصوصا ان لواء الموصل قد اصبح ضمن حدود العراق  من  اجل تلك الحقوق  ، بالاضافة الى كون الحكومة العراقية  مجرد دمية بيد الانكليز وكان بامكانهم  أملاء كل ما يريدون املائه على الحكومة العراقية  من دون اي اعتراض  وان يصبح الحكم الذاتي للاشوريين  جزءا من   استعمارهم الاقتصادي .. وكما تعلم  قام الانكليز بجلب  الملك فيصل الاول من  خارج العر اق كدليل على ما ذكرته  ، ولو كان العراق قادرا على الاعتراض على الانكليز لكان اعترض  على الملك .. ولكن الحقيقة كانت تكمن في  رغبة الانكليز لأقامة الدولة اليهودية في فلسطين  التي كان مقررا لها قبل 1948 ،  وكانت الصهيونية العالمية  هي التي  تقوم بتسيير  الدول الغربية  الكبرى  الى يومنا هذا ... ومثلما نعلم جميعا .. وكما قال المرحوم والدي .. بأن الانلكيز كانوا قادرين  على   اقامة الاوطان حتى  " للقرود " ان طالبوا بوطن خاص بهم  .. فلماذا لم يقبلوا بوطن للاشوريين ان لم يكن هناك خط احمر على ذلك الى يومنا هذا .
رابعا ـ أما بخصوص تجمع التنظيمات والاحزاب السياسية فأعتقد انه  منهي الصلاحية  وغير صالح  لىستهلاك سياسيا وقوميا بسبب فشله في التمسك يالقضية الاشورية .
خامسا ـ أنا اتفق معك حول موضوع عدم وضع البيض في سلة واحدة ، وعلينا طرق كل الابواب  من الصين الى روسيا الى اوربا وامريكا وغيرها  ، وهذه المهمة  وكما ترى فشلت الاحزاب السياسية في تحقيقها ، لأنها جعلت من   اشوريي المهجر  توابع لبرامجها السياسية  العقيمة  ، لذلك فأن الحل الصحيح يكمن في  البداية بتأسيس مرجعية قومية اشورية  قائمة على اسس  القضية الاشورية وحقوق  شعبنا الاشوري المشروعة على ارضه التاريخية  ، وان هذه المرجعية ومن خلال  استنادها الى دستور اشوري مكتوب  على اسس القضية الاشورية  يمكن ان يكون الخطوة الاولى في رحلة  الالف ميل الصحيحة .
BBC

غير متصل بطرس هرمز نباتي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 440
    • مشاهدة الملف الشخصي

لولا ان المقال يتضمن دراسة جادة حول فترة مهمة من تاريخ شعبنا الاشوري في  بعض مناطق تواجده ،
لما كنت أدلو بدلوي هنا لكون وجدت اخي وصديقي ابريم شبيرا لا يبال أصلا بالردود على مقالاته ودراساته ويتركها لتحليل القرّاء
فعفوا الاخ الكاتب على تجاوز هذه القاعدة ، وإني سوف اكتفي بهذه الأسطر لكون كما قلت في أعلاه المقال مهم ويصل لحد ورقة بحثية مهمه تخص تلك الفترة ،ولكن ما ينقصه فعلا هو تلك المصادر التي استقى منها الباحث لمعلومات تاريخية وخاصة ان بعضها مهمة فيما يتعلق بعلاقة بعض أولئك القادة بمقتل تصفية رمز قومي فاعل في الحركة القومية الآشورية الا وهو فريدون اثورايا كان الاولى بشبيرا ان ينشر نسخة من الرسالة المزعومة او يدعم ما ذهب اليه بذكر مصادر المعلومة ، لانه لم يعش احداث تلك الفترة ومعلوماته أستمدها من مقالات منشورة في مجلة رغم مدحه لها الا ان مقالاتها ان لم تستند الى مصادر موثوقة فإنها تفتقد الى إستاد معترف بحياديته ونزاهته ، والأخ خوشابا هو الاخر لم يذكر في دحضه لما ذهب اليه شبيرا اي من المصادر التي اعتمدها واكتفى بنقل عن بعض المعاصرين لتلك الفترة وتحليله لما قيل ويقال عنها وهذا برأي غير كاف لمثل هذه الدراسات التي تدور حول فترة كانت من اهم فترات تاريخنا فهي كانت السبب في النهوض القومي وفي الانتكاسة ايضا وما لحقها من احداث تراكمت على خلفية إخفاقاتها دمتم تحياتي للجميع
بطرس نباتي

غير متصل michaelgewargis

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 214
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

خير الكلام ما قل ودل
صح النوم للذين وضعوا البيض  في سلة الانكليز  (  ابو ناجي ) وسلة الامريكان ( العم سام ) ويكيلون  التهم للطرف الذي لا يشاطرهم الرأي ويتهمونه بالمساوم.مبروك  للقومجية  الجدد .


ميشيل كيوركيس زكريا

غير متصل خوشابا سولاقا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2340
    • مشاهدة الملف الشخصي
الى الأخ وصديق العمر كاتب المقال الأستاذ أبرم شبيرا المحترم
الى كافة الأخوة المتداخين والمعقبين على المقال المحترمين

لقد قمنا بأضافة روابط جديدة في نهاية مداخلتنا السابقة أعلاه لها أهميتها الخاصة وعلاقة وثيقة  بمداخلتنا السابقة وبمقال الأخ أبرم شبيرا موضوع البحث لذا ندعوكم بمحبة فتح الروابط وقرائتها وهي " خيانة بريطانيا للآشوريين ونكثها لوعودها لهم " ولكم جزيل الشكر .

                        أخوكم : خوشابا سولاقا