الاخ العزيز المهندس والكاتب القومي القدير خوشابا سولاقا المحترم
تحياتي الخالصة لكم
بلا شك ان مقالكم القيم هذا نابع من الشعور القومي النبيل وحرصكم على الحفاظ على هوية شعبنا من الضياع بسبب الهجرة العشوائية. لكن لفت انتباهي بعض النقاط في المقال وردودك قد يكون لي رأي مخالف فيها. اختصرها بنقطتين فقط.
اولا. لا يمكن مقارنة الهجرات الجماعية قبل قرون الى الامريكيتين واستراليا بما يحصل لشعبنا. تلك الهجرات بدأت استكشافية من قبل سلطات دول متنفذة في ذلك الحين, ثم تحولت الى سياسية ودينية واقتصادية. السلطات الاستعمارية استغلت ظروف الاقتصادية المتدهورة لشعوبها لتنظيم هجرات جماعية وخاصة للفقراء لملئ الاراضي الفارغة اصلا في تلك المناطق وللتخلص من السكان الاصليين الذين لم يكن لهم نظام سياسي او اقتصادي او ثقافي لمواجهة الغرباء المنظمين من كل النواحي حتى الدينية منها, من اجل استغلال الموارد الاقتصادية لتلك الاماكن المكتشفة.
في حين شعبنا مضطهد من كل النواحي, لا مجال للسرد لانها معروفة للقاصي والداني, " كل ايريد ايخلص روحة". حكومات دول المهجر لا تقبل بالهجرات الجماعية لناس بثقافة وهوية واحدة في بقعة جغرافية واحدة لاسباب وجيهة ومعروفة. حتى قبل مئة عام كما تعلم, عندما كان اشوري الجبل بعضهم ينادي كندا والاخرون " بوقا" (لا اقصد الاساءة), حكومة الكندية رفضت استقبالهم بشكل جماعي. لذلك الهجرات لا بد ان تكون عشوائية غير منظمة.
ثانيا. ان الذين هاجروا وسيهاجرون لا يفكروا بما يشبع بطونهم ورغباتهم وغرازهم الانانية كما تقول. بل لانهم يعانون فعلا, ليس فقط من الفقر وانما بالدرجة الاساس من الظلم والتميز والاضطهاد الديني والقومي الممنهج وهذه حقيقة. ليس بالضرورة ان يكون الاضطهاد الممنهج بسن قوانين اونشرها في الدستور, هذا لا تقوم به اكثر الدول رجعية او شوفينية او دينية لان العالم والامم المتحدة تكون بالمرصاد لهذه الدول, وانما ثقافة السائدة في المجتمع تكون ممنهجة لاضطهاد الاقليات الدينية والقومية وهذه الثقافة السائدة الممنهجة اجتماعيا لها دعم من مراكز القوة سواء كانت دينية او سياسية حكومية. وهذا الذي يحدث في العراق حاليا.
اما ردك للاخ NASeed بان ما ذكره عن الاضطهاد المعنوي الذي كان يمارسه الاخوة في الوطن ضد المسيحيين في العهود السابقة بانها حالات استثنائية وشاذة, اعتقد بانها كانت تبدوا استثنائية لان ظلم البعث كان بالتساوي على الجميع, وان الثقافة السائدة ونظرة المجتمع كانت نظرة دونية للمسيحي. كيف تكون استثيائية وهو نفس الشعب, هل تتغير ثقافة السائدة لشعب 180 درجة في لمحة 13 سنة؟
صراحة انا احسدك لانك وصلت الى درجة مدير عام بدون ان تكون بعثيا, لان حسب معلوماتي, وانا كنت موظف ايضا, درجة مدير العام او اعلى لا يشغلها غالبا الا من المنتمين الى حزب البعث العربي الا في حالة عدم توفر المهارات المطلوبة كحالتك مثلا, كما ضباط الجيش والشرطة والمعلمين والمدرسين وغيرهم وان المسيحيين كانوا لا يقبلون في القوة الجوية واماكن حساسة اخرى. ما اقصده بان الاضطهاد الديني والقومي كان موجود وممنهج في الحكومة العلمانية الديكتاتورية والمجتمع ايضا. هذه وجهة نظري فقط ولا تقلل شيئا من قيمة مقالكم. شكرا