المحرر موضوع: كنيسة مريم العذراء للأرمن الأرثوذكس في بغداد شيدت في القرن السابع عشر  (زيارة 6748 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Sound of Soul

  • الاداري الذهبي
  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 13100
  • الجنس: أنثى
  • اردت العيش كما تريد نفسي فعاشت نفسي كما يريد زماني
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • http://www.ankawa.com/forum/index.php/board,53.0.html




تقع الكنيسة القديمة – مريم العذراء – في ساحة الميدان قبالة شارع الرشيد، ويعتقد انها أقدم كنيسة بنيت في بغداد اذ شيدت عام 1640م من قبل الأرمن على قطعة الأرض الممنوحة لهم من قبل السلطان العثماني مراد الرابع، يقول مطلعون- يرجع تاريخ وجود الأرمن في العراق بصورة عامة إلى أجيال موغلة في القدم ولربما إلى عهد الملك الأرمني دكران الكبير الذي أسس إمبراطوريته بين عامي (55 – 95) قبل الميلاد .

قطعة أرض لبناء الكنيسة

يقول الباحث التاريخي نعمان يوسف : في عام 1638 عندما حاصر السلطان مراد الرابع بغداد وطال أمد الحصار جمع أركان حربه للتشاور بالأمر وقد كان من ضمن أركانه القائد المدفعي الارمني (كيورك نزريتان) الذي اقترح على السلطان منحه فرصة يصنع فيها مدفعا ذا مواصفات خاصة لاستخدامه في الهجوم، فكان له ما أراد، وبفضل المدفع الجديد تمكن جند السلطان من دخول بغداد في اليوم (25 من شهر كانون الأول سنة 1638م)، وتثميناً لجهود القائد (كيورك نزريتان) طلب إليه السلطان أن يختار هو التكريم المفضل لقاء عمله، ونتيجة مشاورته طائفة الأرمن في بغداد عن حاجتهم، فقد تم الاتفاق على طلب قطعة ارض لبناء الكنسية عليها وقطعة أرض أخرى في أطراف باب المعظم لاستعمالها مدفنا لموتى هذه الطائفة، وهكذا اصدر السلطان فرمانا بمنح قطعتي الأرض وكذلك السماح للأرمن بالسكن والاستقرار في بغداد. ونتيجة لتحريف اسم القائد (كيورك نزريتان)، أصبح الموقع يعرف بـ” كوز نزر” وهو الاسم الذي لا تزال المنطقة تشتهر به.

الأربعون شهيداً من القديسين

وعلى ما يبدو فان كنيسة مريم العذراء هذه، مزار على مدار السنة لمختلف البغداديين، وكانت نافذة للدعاء والتقرب حتى من قبل المسلمين، يقول راعي كنيسة الأرمن الأرثوذكس الأب ميسروب كابرئيليان” أن هذه الكنيسة تزحم بالزوار في مواسم الزيارة وخاصة موسم عيد سيدتنا العذراء، وفيها راع مقيم يعنى بأداء الطقوس الدينية في الأعياد والمناسبات. ويلفت الأب كابرئيليان إلى أن الأرمن شيدوا كنيستهم على الأرض المهداة هذه وكرسوها باسم القديسة مريم العذراء( مريم أنا ومعناه الأم مريم ) وقد تم ذلك في عام 1640 م.

هناك كوة في الزاوية الكائنة في أقصى جدار الكنيسة الشرقي تحتوي على علبة رخامية فيها جزء من ذخيرة أربعين قديسا استشهدوا ابان اضطهاد ديني وقع في سباستيا (سيواز حالياً) في أوائل الانتشار المسيحي، مشيراً الى انه من المعتقد أن (كيورك نزريتان) هو الذي جلب ذخيرة القديسين هذه من بلدة سباستيا، باعتباره من أبناء تلك الديار، ووضعها داخل الكوة المذكورة مع سلسلة مربوطة بالقوس والشبكة المعدنية التي تسد فوهة الكوة، وفي عهد المطران المثلث الرحمات اسوغيك غازاريان عام 1970 رممت الكنيسة وعند حفر الأسس وجد الصندوق الحجري وهو ذو ثماني زوايا مزين بنقوش وزخارف جميلة، أما غطاؤه فمحفور عليه وبالأحرف الارمنية كتابات يشير السطر الأخير منها إلى عام 1639 ميلادية، وهذا دليل آخر قاطع بأن بداية تشييد الكنيسة كان في هذا التاريخ، وتحتوي هذه العلبة على ذخيرة الأربعين شهيداً من القديسين التي كان (كيورك نزريتان) قد جلبها من سباستيا ووضعت في كوة الجدار الشرقي للكنيسة.

الكنيسة تعود أصلا للأرمن

ويذكر الأب ميسروب كابرئيليان من المعروف أن كنيسة مريم العذراء هذه كانت الكنيسة الوحيدة في بغداد حيث لم يكن للملل والطوائف الأخرى كنائس فيها، فكان من طبيعة الواقع أن تفتح الكنيسة أبوابها لكافة الملل وتستضيفهم وتقدم لهم كل الإمكانيات للقيام بشعائرهم وطقوسهم الدينية الخاصة بهم، الأمر الذي سوغ لبعض الطوائف أن تتجرأ وتسمح لنفسها بالتجاوز على حقيقة عائدية الكنيسة بادعائها عائدية الكنيسة إليها أصلا، مضيفا، ولوضع حد لمثل هذه التجاوزات والادعاءات تقدمت طائفة الأرمن بواسطة بطريرك الأرمن في اسطنبول، بطلب إلى الباب العالي حيث حظي بالعناية التامة لدى السلطان محمد خان مصطفى الذي أولى الموضوع دراسة وافية أسفرت عن إصدار مرسومه الهمايوني المؤرخ في (26 صفر 1058 ) المقابل ليوم 16 شباط 1648 الذي يوعز فيه إلى قاضي بغداد وكذلك نائب بغداد بأن يمنعوا كل تعرض أو تجاوز على عائدية هذه الكنيسة من قبل أية ملة، باعتبار الكنيسة تعود أصلا للأرمن، ويوعز السلطان محمد خان مصطفى أخيرا بإبقاء هذا المرسوم الهمايوني لدى طائفة الأرمن، كما حصل ثمة تجاوز آخر في حوالي سنة 1800 م، صدر بصدده حكم من المحكمة الشرعية في بغداد بتاريخ (3 صفر 1215 هـ) يؤكد عائدية ملكية الكنيسة إلى ملة الأرمن.

معتقدات وطقوس

وتمارس بعض التقاليد المتصلة بالفولكلور الشعبي هناك كوضع سلسلة حديد فيها قفل حول رقبة الشخص ويغمض عينيه ويقوم بالدعاء سراً، فإذا فتحت تلقائيا، فمعنى هذا أن دعاءه قد استجيب وأن أحلامه ستتحقق، ولزوار الكنيسة إيمان عميق بما لهذه السلسلة من قدرة على إزالة الهموم والمشاكل.

تقول المواطنة أم حنان انها اعتادت على زيارة كنيسة العذراء مريم والدعاء، رغم أنها مسلمة.

ولا عجب أن تشتهر هذه الكنيسة بطقوس خاصة بها.. يقول المسؤول الإداري عن الكنيسة أبو يعقوب ” ان من أهم الطقوس المفروضة على زائري هذه الكنيسة من أي دين أو طائفة، إيقاد شمعة، ثم التوجه بالدعاء. وفي باحة الكنيسة الخارجية، تمرح هناك طيور الحمام، وفي الزاوية تقبع زيتونة كبيرة عُقدت على أغصانها مختلف الأشرطة الملونة.. تقول المواطنة أم ريتا انها عقدت شريطاً منذ أشهر ولا تفكه حتى يحقق الرب ما تبتغيه.

الصباح/ بغداد – ابتهال بليبل

 
http://www.aztagarabic.com/archives/19905

http://www.ankawa.org/vshare/view/10418/god-bless

ما دام هناك في السماء من يحميني ليس هنا في الارض من يكسرني
ربي لا ادري ما تحمله لي الايام لكن ثقتي بانك معي تكفيني
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,603190.0.html
ايميل ادارة منتدى الهجرةsound@ankawa.com