المحرر موضوع: اليكم أنتم الذين تستلذون بوقوفكم على سفوح التلال  (زيارة 3488 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ميخائيل مـمـو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 695
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
اليكم أنتم الذين تستلذون بوقوفكم على سفوح التلال
[/size][/color]

بقلم : ميخائيل ممو / رئيس تحرير مجلة حويودو

mammoo20@hotmail.com


يطل علينا في كل عام صيف الفقراء بحلته التي تدعنا نعد العدة لرسم خطط الأستمتاع والأستئناس بعيدين عن متاعب ومشاق العمل ، حيث ندع جانباً ما يحمينا من برد الشتاء بما يثقل أجسادنا ، ويكون همنا الأكبر أن نستغل أفراح وزهو الطبيعة التي هي الأخرى تودع ضجيج الرعود ، قساوة الجليد ، حملات الأمطار وركام الثلوج لتستقبل النِـسام اللينة العليلة التي تبعث الدفء الذي يغازل النفوس ، والبراعم التي تبشر بالأمل ، وجمالية الزهور التي تنشر الأنشراح ، وتجعـل حتى أسراب الطيور تهيم في أجواء السماء حرة ،  ناشرة التغاريد لتحاكي الطبيعة المخضوضرة والأنسان الهائم.
هذا ما نتأمله على مدار السنة ، ونعيشه واقعاً ملموساً عنوانه خدمة الأنسان لفترة زمنية يزدحم فيها التواصل برفاهية وطمأنينة. ونحن نعيش هذه الأشراقة الساطعة ينبغينا التساؤل هل يدع ذلك الأنسان في مخيلته أن يمتثل بتخمينه العقلاني لهذا التجديد انطلاقاً من ظروف التغيير التي تطرأ على الحياة ؟ وهل يحاول أن يضع في كفة الميزان ما يقدم عليه في تعامله مع الآخرين؟ وهل يلقي نظرة فاحصة على ماضيه ليراجع نفسه ويحدد مواقفه المستقبلية؟ وهل يعتبر مسؤولياته في أي حقل من حقول الخدمة القومية والأنسانية عنوان القدسية الدائمة لخلق ما يخدم التواصل الدائم؟
تظل هذه المفردة التساؤلية " هل " تتردد لتتألب والمفردات الحائرة  وتفرض نفسها لتقتات على معانيها حين لا تجد من لا يعيرها اهمية. كما وتظل شاخصة تحاكي بإستئناس وحيرة مفردات القرابة المتمثلة بكيف ومتى وحتام وغيرها من مفردات  مكونات العبارات التساؤلية الهادفة. وحين لا تلق الجواب الذي تؤطره أطـُر الصراحة،  وتعطره معاني الفصاحة ، يضطرها الأمر على تجسيم الأشارة وإبعاد التباس الدلالة الى القول :
أنتم الذين تستلذون بوقوفكم على سفوح التلال وتشخصون رؤياكم لقمم الجبال استفيقوا من غفلتكم وراجعوا انفسكم علّكم تضعون حداً لنرجسية الذات ، ولعلكم تواكبون مسيرة الإبداع والأنتصار في العصر الذي بات معظم رواده يقدمون على نخر جدران الأصالة، وهدم أسوار الحضارة ، وتعميق هُـوّة الضياع. 
دعوكم من مهاترات التبجح الأعمى الذي عادة ما يقود الى الهاوية .. دعوكم  من الأصطياد في الماء العكر باستثئاركم الذي ينحصر في دائرة مغلقة .. ودعوكم من تلويث السنتكم بما يُملى عليكم بغية التشويش والتأثير على قوة الجذور التي تحدّت صلابة الأرض وما  أحاطها واعتراها من شوائب ، لم يتسع لها من ايقاف مسيرة امتدادها ، وتوسع انتشارها وتماسكها ، فشاع شأنها في بلوغها العلى المتمثل بالعطاء  وبما أثمرت  به النتائج.

دعونا نضع حداً ـ قولاً وكتابة وفعلاً ـ لكل من تسوّل له نفسه أن يسرح ويمرح في حقل الممارسات الوطنية والقومية التي أعيد حرثها وتشذيبها من كل ما يعيق العطاء المثمر في عصر الثورة التقنية التي لا يُخفى عليها أي سر وأي مضمون ضمني مغلف بالتوجس والاعتبارات السلبية المقصودة والغامضة غموض من لا رأي له ، ومن لا يستدرك اقاويله واعماله وتصرفاته.