المحرر موضوع: هل من وسيلة تنور شعبنا المهجر بواقعه ؟  (زيارة 901 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سعيد شامايا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 125
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
                     
                         هل من وسيلة تُنَور شعبَنا المهجر بواقعه ؟
             فيقتنع أن العودة الى بلداته بحجمه ضرورة تؤهلنا للبقاء في وطننا !!!
                 وليس فقط التغني بحقوقنا وتاريخنا والصراخ بمظلومياتنا
             كيف نعزز ونغني رغبة البقـاء ؟ بالعودة الى بلداتنا لتزدهر عامرة نقية بابنائهـا ؟؟ كيف نرفض رغبة الهجرة ولو(في اضعف الايمان) لاشهر تنتظر المستجدات المتوقعة المقبلة في الوطن والاقليم، فنناضل،  ان لنا بلدات ينتظر اهلها العودة، فيكون سعينا مجديا ومبررا من اجل حقوقنا المرجوة  في بلداتنا محررة صالحة آمنة متحملة مسؤولية حياتها  .
دأبت ولا زالت بعض منظماتنا للمجتمع المدني او بعض توابع احزابنا تعقد الندوات من اجل حقوق شعبنا في الوطن وبقائه حرا كريما مُصانة حريته وامنه، ومن اجله تُدْعى شخصيات متعاطفة معنا من غير قومنا او من مثقفينا، ملمة بتاريخنا وماضينا وحاجة الوطن لبقائنا وتكون محاضراتهم والمواضيع المطروحة غنية تاريخيا وقانونيا واجتماعيا مدعومة باستشهادات من الدستور العراقي ومن مقررات دولية كهيئة الامم ومجلس الامن والبرلمان الاوروبي ومنظمات حقوق الانسان وغيرها، وتاتي المداخلات والاسئلة ايضا غنية ولكن لمن ؟؟؟ قد لا تثير ابن شعبنا البسيط المعاني من نزوحه او ربة البيت او الشاب اليائس الذي يتشبث بحلم جميل في المهجر يجعله هدف حياته لا غيره، لمن تلك المحاضرات ومعظم من يقرر العودة غائب عنها لا يصله الهدف منها، إنها لا تضم إلا العشرات من نخبة مثقفة تحضرها، بينما تتراكم على الاكثرية الغائبة احاسيس اليأس والبؤس وفقدان الثقة بالاتي، لمن ؟هل لحضور لا يتجاوز العشرات من المجدين المخلصين يتكرر وجودهم في كل نشاط ليعود الى داره مشحونا بالهدف الذي سعت اليه الندوى لكنه قد يتلاشى المشحون في اليوم الثاني او في الايام الزاحفة بأسوأ اخبارها .
المهم أن نفلح في جهودنا  لايصال هذه المساعي والجهود الى من هم المقررون لمصيرنا، الى ابناء بلداتنا المطلوب عودتم لتكون لنا المبررات لنضالنا أن لنا بلدات ينتظر اهلها العودة، الى الام التي تشتاق لبيتها ومحلتها وجيرانها والى الاطفال اصدقاء اولادها،أن نعزز رغبة البقاء لدى الشباب وذكرياتهم، الى اصحاب المصالح والاعمال لانهم في بلدتهم يجدون وجودهم الانساني، امر صعب أن ننجزه  تعزيزا لهذا البقاء وألأمَرْ أن هذا الواقع السئ يزداد سوءا في هذه البيئة السياسية والامنية والاجتماعية المجردة من الاخلاق فتزداد الخيبة، ولكن ! يجب ان نجد الوسيلة والاسلوب اللذان يدعمان تلك الندوات يساعداننا لتحقيق هدف البقاء والوصول الى اولئك اصحاب القضية الحقيقيين وليس فقط الاعتماد على تلك النخب المحصورة فقط بين قلة معدودة تحضر وتزداد وعيا وإن مخلصة لكن المطلوبين الحقيقيين غائبون .
النشاطات المطلوبة يجب أن لا تقتصر على تلك الندوات بعشراتها فقط وانما تغنيها نشاطات عملية فعلية يندمج فيها المشترك باعداد تتجاوز المئات، وممكن أن تكون لكل الفئات الاجتماعية من رجال ونساء وشيوخ واطفال، ممكن ان يندمج فيها من كل المستويات الثقافية والعلمية، وهي لا ترمي الى تشغيل الافكار فحسب وانما العاطفة والاحاسيس والافكار في آن واحد، كما ممكن أن تتعاون المنظمات باختلاف مهماتها في عمل مشترك، ولس كما يحصل وكأننا في مباريات تنافسية بين تلك المنظمات لتقديم الافضل والاكثر من النشاطات والندوات، والاهم إن عززنا هذه النشاطات باخرى لها طابع احتفالي ممكن أن يشترك (بل من الافضل ان تشمل)الرجل والمرأة والشاب والطفل في نشاط واحد، بذلك ترتفع المعطيات من ثمارها  نتائج فاعلة كصرخات جامعة مؤثرة بمن ننشده ليكون عونا وفاعلا حسب مواقعهم .
إنها النشـاطـات الثقـافية كالادب والفن،فالاحتفال المشترك ذي القيمة العالية بثراء مواده المقدمة أدبا/ نثرا وشعرا نتمناه تعبيرا لما يعتمل في دواخلنا من قلق وخوف وياس، لا نتمناه قصائد مطولة تتبارى نحو الموقع الاول في موكب الشعراء مشحونة بالمفردات الصعبة والاستعارات الغامضة التي لا تروي الا نخبة صغيرة من فطاحل اللغة، نتمناها اناشيد تثير ابسط الناس وعيا وثقافة، لا اقصد تقديم المبتذل الرخيص بل السليم الرفيع الذي لا يشعر المذلة بجانب الاخر الرفيع المستوى وهكذا بالنسبة للفن مسرحا وتشكيلا وموسيقى ورقص باغنيات تخلد فنوننا الشعبية، ليشترك خيرة الادباء والفنانين وللاطفال ايضا  الذي بارى الكبار واسعد هم بنشاطات اعجبت البالغين قبل الصغار ،
مطلوب أن تهتم الاحزاب والمنظمات (خصوصا ذات الاختصاص) للمجتمع المدني والكنيسة بهذه الوسيلة الاكثر جدوى وتاثيرا واسعا وان نجتهد في تفعيلها ومد يد العون خصوصا الدعم المادي الذي يوفر فرص اقامة تلك النشاطات،  كي لا يدركنا الوقت فتتحرربلداتنا من محتليها  وتعد لعودة اهلها فلا نجد غير القلة، بينما الاكثرية ترفض العودة او تكون قد مهدت من اجل الهجرة، فتضيع اصوات المخلصين وجهودهم وسط واقع لا نتمناه لشعبنا الحالم ببيت وموقع ووحدة ادارية يكون هو مسؤول ادارتها تحظى بحماية وطنية ودولية . 
شعبنا مقبل الى اصعب تجربة تقرر مصيرا تاريخيا لشعبنا بل للمسيحية في العراق ولها تأثيرها على وجودنا في بلدان الشرق الاوسط، وتعتمد التجربة على حجم وجودنا في الوطن على ارضنا، احقيته يعززها حجم وجودنا كلما اغتنت بلداتنا بساكنيها وكلما كان ابناؤنا مجدون مبدعون يكون الوطن بحاجة اليهم، وكان مبررا ان نطالب بنقائها الاثني والديني ، خصوصا وأن المنطقة مقبلة الى تغييرات ربما كبيرة، وليس كثيرا أن يحظى شعبنا بمكسب يحدد سلامة وجودنا ونقاء بلداتنا، كم نوهنا في مطالبتنا بحقوقنا أن بلداتنا هي ملك اهلها وليست ارضا متنازع عليها ووجودنا بعد اي تغيير إن جاء لصالحنا كاسبين حقوقنا سنكون فيه اداة سلم  ووفاق وفي ذات الوقت نرنو الى علاقات جيدة اضافة الى وجودنا في سهل نينوى تطلعاتنا الى بلداتنا وقرانا في الاقليم الذي كنا دوما مناصرين لثورته ضد الحكومات التي اضطهدت كوردستان بساكنيها منهم اهلنا، وفرصة استثمار الظرف الاني قادمة خصوصا للتعاطف العالمي مع قضيتنا التي اعتبرت ضمن الابادة الجماعية وتحتاج الى تعويض، لينشط ابناؤنا في المهجر اعلاميا لا تشغلهم قضايانا الداخلية التي تشدهم الى حواراتها عشرات الاقلام بعشرات الصفحات من حورات ومناقشات وخلافات تضر قضيتنا الرئيسة ومستقبل جودنا في الوطن .
                                            سعيد شـامـايـا     27/8/2016