تحية للقراء
في البداية اقول بان هناك اغلبية من كتاب في المنتدى تنطلق من افتراض وهو ان القراء كلهم عبارة عن اغبياء, وبان بمجرد قيام شخص بكتابة مقالة ويؤيده فيها بضعة اشخاص فهذا سيعني فوز ساحق لكاتب المقالة. ولكن الامور هي بالتاكيد ليست بهكذا بساطة سطحية .
اذ مهما تعددت المداخلات هنا فانني سارمي كل المداخلات التي تتهم الدكتور صباح قيا بمحاولته بتشهير شخصي ضد اسم معين في الزبالة, فانا قارئ واعي جدا وانا قرات مقالته وهو كتبها بشكل عام مبتعدا عن ذكر اي اسم. لقد حاول احد الاشخاص في شريطه بالقيام بالتلميح وهو السيد سامي, الان ان رد الدكتور صباح كان ايضا عام وحول التلميح الى شكل عام. ولكن اخيرا فهو ابتعد عن ذكر اية اسماء. والشخص الذي ادخل الاسماء هو صاحب هذا الشريط بنفسه . لماذا اذكر هذه النقطة؟ اذكرها حتى يعرف المداخلين باننا لسنا اغبياء ونستطيع ان نقراء بانفسنا ونرى كيف هي الحقيقة. والحقيقة تبقى بان الدكتور صباح لم يذكر اي اسم في مقاله.
الان ساتي الى بعض المداخلات
وانتقد بشكل عام مبتعدا عن اي اسم:
رابي انطوان، شلاما وايقارا
الاستفتاء العفوي على مقالتك يظهر بأنك رجل متزن ومحترم، لا أعرفك شخصيا،ولم يحصل اي تواصل بيننا، كل ما اعرفه عنك هو ما تكتب، ثمانية ردود حتى لحظة كتابة هذا الرد، سبعة ردود تؤيد ما ذهبت اليه ، واحد فقط معارض!!!! النتيجة الحالية سبعة - واحد.ولا تنسى انهم ( اي السبعة) نخبة نعتز بها .
وحدويون ( بعقلانية ) وبعيدا عن المصالح الذاتية .
احسنت بما تكتب . وفقك الله.
لو كانت الحقيقة وما هو صحيح وغير صحيح تعتمد على عدد الاشخاص فانت تستطيع ان تصبح ابتداء من يوم غد شخص مسلم, فاعداد المسلمين هو ليس سبعة وانما بالملايين.
حيث يؤكد الكثير من المحللين السياسيين ان حزب البعث كفكر وتنظيم سياسي قومي عربي انتهى في عام 1979 عندما استولى صدام على السلطة مقصياً كل منافسيه من البعثيين ومرتكباً أكبر جريمة بحق البعث بإعدامه لخيرة قياداته وأول من عارض دكتاتورية صدام في حينه هم البعثيون أنفسهم وكلفت الكثير منهم حياتهم ولا يمكن نسيان مواقف المفكر البعثي عبد الخالق السامرائي وعزت مصطفى وفليح حسن الجاسم ورياض إبراهيم حسين وشاذل طاقة والقائمة طويلة
اخوكم
انطوان الصنا
لقد تحول موضوعك في عدة مداخلات هنا من دفاع عن شخص معين الى دفاع عن البعث نفسه.
وما كتبته هنا عبارة عن مغالطة وهراء.
الحقيقة هي يا رجل ان في كل مرة تتيح الفرصة لحزب البعث في ان يستلم السلطة فسيحدث نفس الشئ بغض النظر عن من هم الاشخاص. صدام لم يحول حزب البعث الى حزب مجرم وانما العكس هو صحيح, حزب البعث حول صدام الى شخص مجرم.
وما قلته انت حدث في عدة احزاب اخرى تاريخيا, فحزب هتلر قام ايضا بقتل واعدام عدة قيادين كبار في حزبه. وستالين اعدم عدة قادة كبار في حزبه. هذه النتائج هي حتمية, ولماذا هي حتمية انا كنت قد شرحتها واثبتها رياضيا بشرحي لنظرية المجموعات في الرياضيات.
نظام حزب البعث يحوي في داخله نظام ارهابي, لذلك مقتل بعثيين من قبل بعثيين انفسهم هي نتيجة حتمية لحسن الحظ. انا سعيد جدا لان هكذا نتائج هي في الطبيعة حتمية.
وهذه الفقرة تجدها حتى في الاسلام الذي يحتوي على نظام ارهابي في داخله. فاكبر عدد من المسلمين الذين تعرضوا الى قتل وتعذيب كان على ايدي المسلمين انفسهم, وهذا سيستمر طالما هناك اسلام.
هل تستطيع القول بان الاسلام برئ ودين مسالم لان المسليمن قتلوا ايضا مسلمين؟ هل تستطيع القول بان حزب هتلر كان نظيف لان هتلر قتل ايضا الالاف من المنتمين الى حزبه؟؟
اتي الان الى نقطة اخرى وهي مغالطات والتي تحدث عنها اكثر من شخص وهي بمختصرها :
قانون المسالة والعدالة جاء من ايران وهو قانون من اجل الثار والانتقام... حزب البعث ينبغي التغاضي عنه ونسيان ما فعله, لماذا ؟ لان الاحزاب التي جاءت بعده فعلت نفس الجرائم.هذه النقاط انا لا استطيع تركها في الساحة.
- قانون المسالة والعدالة هو ليس قانون خاص موجود فقط في العراق وانما تم تطبيقه في المانيا بعد القضاء على النازية وطبقته محاكم نورمبرغ وايضا تم تطبيقه في اليابان وعدة اماكن اخرى. فهو قانون مشتق كما قلت في مكان اخر من اعظم نظرية سياسية علمية وهي نظرية Transitional justice العدالة الانتقالية.
العدالة الانتقالية:
تهتم بمرحلة الانتقال من مرحلة الديكتاتورية الى المرحلة الديمقراطية وترى بان الديمقراطية لا يمكن بنائها بدون اسس تعتمد على الحقيقة والمحاسبة والاهتمام بحقوق الضحايا. فالعدالة الانتقالية تنشئ لجان كشف الحقيقة لان العدالة الانتقالية ترى بان من المستحيل نسيان الماضي وبانه سيظهر دائما على السطح لذلك لا بد من التحدث عنه وكشف الحقائق والتعامل معها والاعتراف بها (هنا اقول وحتى الانجيل يقول الحقيقة تحرركم ). والعدالة الانتقالية هدفها الرئيسي عدم تكرار نفس انتهاكات الماضي فلذلك تقيم العدالة الانتقالية متاحف واماكن تذكارية للضحايا يتم تذكيرهم في كل سنة والى الابد حتى تعرف الاجيال القادمة هول ما حدث وحتى لا يعيدوا نفس الاخطاء, وهذه هي عملية تعتبر جزء من اعادة الكرامة للضحايا وتحقيق حقوقهم. ويعتبر واجب اخلاقي كبير لا يمكن تجاهله في مواجهة الماضي. وترى العدالة الانتقالية ضرورة القيام باجراءات المحاسبة لتقوية الديمقراطية باعتبارها الطريقة الصحيحة لاصلاح مؤوسسات الدولة.
هدف العدالة الانتقالية في كل هذه النقاط القضائية وانشاء متاحف وتخليد ذكرى الضحايا والمحاسبة وكشف الحقائق الخ في المرحلة الانتقالية من الديكتاتورية الى الديمقراطية هو ان يبتعد المواطنين بعد الانتقال من مرحلة الديكتاتورية عن عمليات الانتقام والثار والنزاعات الاهلية والعنف والعنف المتبادل. اي هدفها تماما عكس ما فهمه السيد انطوان صنا الذي يكتب كما يحلو له بدون ان يمتلك اي اساس في اي شئ.
الان اتي الى الفقرة الاخرى من المداخلات وهي:
حزب البعث ينبغي التغاضي عنه ونسيان ما فعله, لماذا ؟ لان الاحزاب التي جاءت بعده فعلت نفس الجرائم.في البداية اقول بان قانون المسالة والعدالة المشتق من العدالة الانتقالية كانت ستكون مفيدة للبعثين انفسهم, في تطبيق قوانين قضائية وذلك بان يتنازل الجميع عن العنف وتسليمه الى ايدي القضاء.
ولكن من الذي اراد افشال التطبيق؟
الجواب : البعثين انفسهم.
الامريكين عندما حرروا العراق وادخلوا قانون المسالة والعدالة فانهم كانوا ايضا على علم بتاريخ المنطقة. وكانوا ايضا قد اشاروا الى تصريحات للمجرم صدام حسين الذي كان يهدد بان العراق سيتحول الى بحر من دم اذا سقط البعث. وهو كان قد حضر لحرب اهلية بين السنة والشيعة, حيث قبل سقوط صدام قام صدام باستعمال البعثيين السنة ليقتلوا الالاف من الشيعة. الا ان الامريكين كانوا قد حضروا لتهدئة ذلك, حيث تحدثوا مع المرجع الاعلى للشيعة وهو علي السيستاني. حيث اول تصريح لعلي السيستاني كان "صدام لم يكن طائفي , بمعنى لم يخص الشيعة فقط وانما قام بتاذية كل اطياف الشعب العراقي." وبالفعل لم يحدث ما كان يتوقعه الكثيرين قبل سقوط صدام, حيث بعد سقوط صدام وحزبه لم تخرج جماهير شيعية كبيرة لغرض الانتقام.
ولكن كيف كان موقف البعثين؟
البعثيين اصروا على افشال الديمقراطية. حيث كانوا وخاصة في محافظة انبار وفي بغداد يقومون باعمال تفجيرات بين العامة وفي كل مرة كانوا يقولون "هل هذه هي الديمقراطية التي ارادتها امريكا, فانظروا تفجيرات وقتل ناس في الشوارع". بينما الحقيقة هي ان التفجيرات كلها من عمل البعثيين. حتى تنظيم داعش اغلبيته بعثيين بالاضافة الى تعاون البعث مع تنظيم الزرقاوي سابقا ومع تنظيم القاعدة.
فالبعثين كانو يريدون القول: اما ان يعيش كل العراقيين تحت حذاء شخص بعثي مثل صدام او انهم سيعيشون ضمن فوضى عارمة ستقتل الجميع.
بالطبع افشال العدالة الانتقالية من قبل البعث ادت الى ان تلاحق هذه المرحلة ظهور احزاب اخرى تقوم بالجرائم والفساد.
لذلك القول بانه ينبغي التغاضي عن ماضي البعث لان هناك احزاب اخرى جاءت بعد البعث وتقوم ايضا بجرائم هي عبارة عن هراء سخيف.
وهذه هي بحد ذاتها مغالطة لن يستعملها سوى شخص يفتقد الى ابسط انواع المنطق: المغالطة هي:
- الحزب المجرم AA ينبغي التغاضي عن ماضيه وجرائمه.
لماذا؟
لان الحزب الاخر وهو BB يقوم ايضا بجرائم.
هذه المغالطة لا يمكن ان تسري سوى على اشخاص لا يمتلكون ولا ذرة ذكاء. اذ الطريق الصحيح هو: ان كل من الحزبين AA و BB يجب ان يتعرضوا الى المحاسبة والمعاقبة.
وفي هذه الفقرة اخيرا اقول: العراق لن يهداء ولن تتحسن احواله مطلقا اذا لم يتم تطبيق قانون المحاسبة والعدالة اولا على البعثين ومن ثم يتم تطبيقه على الاحزاب التي جاءت بعد البعث والتي قامت ايضا بجرائم. فالعراق ليدخل الديمقراطية الحقيقة فلا بد من مرحلة انتقالية تهتم بالعدالة, وهذه هي بنفسها تسمى بالعدالة الانتقالية وتمتلك نظرية وهي التي انتجت قوانين المسالة والعدالة. ولهذا لا مفر منها. فاما ان يتم تطبيقها او ان العراق سبيقى في فوضى. ولان استمرار الفوضى الى الابد هو شئ غير واقعي, فان تطبيق العدالة الانتقالية سياتي لا محالة.
بعد كل هذه الردود التي كتبتها والشرح الذي قدمته اعود الى سؤال عنوان الشريط:
هل اصبح الانتماء السابق لحزب البعث سلاحا ووسيلة للتسقيط ؟
بما ان الموضوع كما شرحت تحول في عدة فقراته الى دفاع عن البعث نفسه فانني اقول هنا ايضا بان صيغة السؤال هذا عبارة عن هراء حقيقي والسؤال تم صياغته بطريقة خاطئة للغاية وانا ارفض تبني هذه الصيغة
ولهذا موضوع السيد انطوان غير صالح اطلاقا للمناقشة , وهنا انا ساقول لماذا:
اذا كان هناك شخص يمتلك ذرة من الشعور بالواجب الاخلاقي فعليه ان لا ينسى ابدا جرائم البعث, عليه ان لا ينسى جرائم البعث مهما طال الزمن والى ابد الابدين.
وفي نفس الوقت اذا كان هناك بالفعل شخص يمتلك شعور بالواجب الاخلاقي ولا يريد ان ينسى جرائم البعث ولكن غرضه من ذلك هو انتقام واخذ الثأر , فان ذلك ليس واجب اخلاقي حقيقي وهو شئ مرفوض.
لان جرائم البعث يجب ان لا يتم نسيانها الى الابد لغرض واحد وهو من اجل تذكر الضحايا . نعم يجب تذكر ضحايا الذين حدثت انتهاكات ضدهم من قبل البعث, يجب تذكر الضحايا الى الابد. وهذا هو الواجب الاخلاقي الحقيقي والصحيح.
ان من لا يتذكر الضحايا الذين حدثت ضدهم انتهاكات من قبل البعث فانه هنا يخلق ثقافة تسمح بسقوط ضحايا جدد في كل مرة وتسمح بنسيان الضحايا وعدم الاهتمام بهم. وعندما تنتشر هكذا ثقافة فان اي شخص لم يمتلك اهتمام بحقوق الضحايا قد يقع بنفسه ضحية بسبب نشره بنفسه هكذا ثقافة طوعيا, وهذه الثقافة التي ينشرها هكذا شخص لن تسمح لاحد بان يهتم به عندما يقع بنفسه ضحية. وهكذا شخص اذا وقع بالفعل ضحية فسيكون عبارة عن شخص اذى نفسه بنفسه طوعيا.
وفي النهاية اقول ايضا بشكل عام وبشكل جانبي: بانني استغرب كيف ان الرابطة الكلدانية تطلب بنسيان ماضي البعث وتدافع عن البعث وما قام به وايضا قيامه بالتعريب وفي نفس الوقت يتهجمون في كل صغيرة وكبيرة على الحركة القومية الاشورية التي قدمت عدة شهداء الذين تم اعدامهم من قبل البعث المجرم. هذه الرابطة الكلدانية انا لن انتمي اليها اطلاقا.
https://en.wikipedia.org/wiki/Transitional_justicehttps://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%AF%D8%A7%D9%84%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%86%D8%AA%D9%82%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A9