الاخوة الاعزاء الاساتذة، قيصر السناطي، ظافر شنّو، فارس ساكو، مايكل سيبي، كوركيس أوراها، بطرس آدم
مع التحية الى مداخلة الاستاذ مايكل سيبي الرقيقة وتنويهه المهم عن الشأن الكتابي، وما أورده من استشهاد موثق، وإلى الاستاذ بطرس آدم وتثنيته على الاراء التي المطروحة، مع تعزيز المطالبة بالاجراء المناسب، أود أن أتقدم الى حضراتكم بشكري العميق لمداخلاتكم الراقية، مع تميز خصوصية كل طرح، والتفاعل الاخوي في هذا الشأن. لكن أود أيضا أن الفت انتباه حضراتكم، على شأن طالما كان مثار تساؤل لديّ هو ما طرحته، ربما بنحو غير واضح بشأن الشق الأول من طرحي وجاء فيه:
((الشق) الاول: عندما تقوم مواقع شعبنا باطلاق العنان للعلمانية الليبرالية، بحيث إذا جاء مقال لكاتب يظهر عليه الخط العلماني، سياسيا أو فكريا، ويكون من خلفية غير مسيحية، ويتحدّث عن محيط خلفيته الدينية الاصلية، سواء انتقد ظاهرة في الغيبيات، او شكك في مجال فقهي، وفي الوقت عينه نرى كتابا آخرين من خلفيات مسيحية، ينبرون في التعقيب، وبالاجندة العلمانية الفكرية أو السياسية إياها، لينكلوا بديانة مولدهم وأهلهم ومحيطهم، منطلقين من معلومات غالبا ما تكون سطحية. وهنا يكون التساؤل في الشق الاول: لو كان الخط علمانيا وليبراليا وبخلفية مضادة للدين وحسب، فهذا خط يفهمه متصفح الانترنيت فيميز اختياره لهذا الموقع أو ذلك، من حيث طابعه الفكري والسياسي. ولكن أن يكون هذا الخط في الوقت عينه، مفتوحا لمنابر مسيحية، تلك عندئذ تكون المسألة، وما سنراه في الشق الثاني....))
وللتوضيح هنا أورد لحضراتكم مثلا، عن كاتب أقيم دماثة أخلاقه، ولا أملك سوى أن أحترم حريته في التعبير بنحو حضاري، وإذ لا أشير إلى اسمه، فهو ليس الوحيد في هذا الخط الذي اشير اليه بالبنان، فهذا الكاتب، كما آخرين أيضا هو ممن يحملون فكرا لا دينيا، مع رد فعل خاص عن ديانته الاصلية، وهو يمضي في التركيز على جانب لا ديني بل إلحادي، في المصادر التي يقدمها، ويستهدف فيها ضمن ما يستهدف ما رآه في جانب ديانته الاصلية، وقد جاءته مداخلات متوازنة، تكشف وجهة النظر المسيحية، منها ما عبر عنها الاخ كوركيس اوراها، وغيره ايضا، ولكن غالبا، ما تكون مواضيع الكاتب المذكور بدون تعليق، أو تأتيه تعليقات ممن يحملون اسماء مسيحية، وهي من قبيل ما يلي:
((الاستاذ ... المحترم
الدين عموما يجعل الانسان متوحشاً ينزع عن انسانيته الانسانية!
والتاريخ يؤكد انتزاع الدين لانسانية الانسان من خلال الحروب الدينية التي يحاول البعض نسبها الى السياسة.... كذلك الحروب الصليبية كانت نتيجة للفزع الاوروبي من الاسلام والسيطرة على الشرق من خلال المسيحية وبثها في الشرق. واسترجاع اسبانيا من المسلمين لم يتم الا بشحن الانسان الاسباني بالفكر الكاثوليكي، وبالتالي تجريده من انسانيته وخلق حالة من التوحش التي تشابه حالى التوحش عند المتطرفين المسلمين في وقتنا الحاضر (القاعدة، داعش، بوكو حرام ... الخ من هذه الحركات). فاسترجاع اسبانبا تم باجراءات وحشية يندى لهى جبين الانسانية، كما يندى الان من ممارسات الحركات الاسلامية المتطرفة.
وهكذا حتى الوطن والوطنية تنتزع من جراء الانجرار غير العقلاني وراء الدين، وهذا ما نشاهده على الاقل في موجة الهجرات الجماعية الخطرة باتجاه اوربا...))
واذ لا أملك ايضا إلا أن احترم حرية الشخص ذي الاسم المسيحي، لكن اتساءل، في أي منبر نحن، وفي أي موقع، هل هو موقع يروج للالحاد واللادينية، من خلال اشخاص بخلفيات إسلامية ومسيحية؟ فإذا كان الموضوع كذلك، ما شأن الموقع بطروحاتنا الدينية الكنسية الخاصة. والحال إننا نفهم صفة الاعلام العلماني لموقع يهتم بشؤون شعبنا، هو في الأقل أن يستقل عن الحالة الاكليروسانية وأن يكون محايدا باتجاه الدين. ونفهم أن الانترنيت هو حقل لكل الافكار الايمانية وغير الايمانية ولا رقابة عليها، ولكن مثار الاستغراب هو أن تفسح مواقعنا المهتمة بشؤون شعبنا المسيحي، أن تفسح لكاتب ومعلق منبرا لترويج الالحاد واللادينية، والتهجم على الديانات بما فيها ديانة شعبنا، وأن يختم المقال، أما صمت الموقع وإدارته، بهذا الاستخلاص من الكاتب الاصلي إياه، إذ يعقب بالقول:
((الصديق العزيز
كما أوضحت حضرتك / الدين كان دائماً عامل قلق وبعث المشاكل بين البشر !
هذا منطقي جداً . لأنّهُ ببساطة كلّ صاحب عقيدة يعتقد أنّ الحقَّ معه من دون غيره !
وكذباً ونفاقاً فقط نسمع من رجال الدين عن تقارب الأديان ومشتركاتها العديدة !
في الواقع كلّ دين (بداخله ومع أتباعهِ) يُنكر الآخرين ويعتبرهم محض كذبة أو مجانين تستدعي الحاجة مجاراتهم قليلاً لإتقاء شرورهم !
لذلك نحن نقول دوماً / أنّ السلفيين الإسلاميين ومنهم القاعدة وداعش وباقي الزبالة ,هم خير مُمثّل للدين الإسلامي . كونهم ينهلون من نبعه مباشرةً دون تزويق وخجل !!!
إنّما شئنا أم أبينا فجميع الأديان هي مرحلة من مراحل البشر / إستمرت وسوف تستمر ربّما بضعة آلاف من السنين / لكن ليس الى الأبد ! فطبيعة تطوّر الحياة يبقى الأقوى !))
وإذ لا عتب عندي على الكاتب والمعلق، اثير فقط التساؤل الذي خلصت إليه في المقال هو لماذا لا يفصح الموقع عن هويته كموقع لأبناء شعبنا الذي غالبيته مسيحية، مع التحديد هل الموقع علماني، مجرد حيادي بين الأديان، أو أنه هو منبر للترويج ضد الاديان، عموما بما فيها المسيحية ديانة غالبية شعبنا. واذا كان الامر كذلك،
فهل نكتفي بالاقرار أننا أمام موقع يروج منبره للالحاد واللادينية، ولكنه يفتح المجال للشان المسيحي وأخبار شعبنا، بما في ذلك التنكيل المتبادل في الشأن المسيحي.
يا للحسرة!