المحرر موضوع: شعبنا !!  (زيارة 2397 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سامي هاويل

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 365
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
شعبنا !!
« في: 19:37 10/09/2016 »
شعبنا !!

سامي هاويل- سدني
10-9-2016
   
  لا يختلف إنسانان سويان على أن عملية إصلاح الخطأ بخطأ آخر لا تسبب الفشل الذريع فحسب، وإنما تزيد الأمر تعقيداً، لا بل تعمل على وأد غالبية محاولات الإصلاح، وربما تقضي على جميعها إذا ما أصرّ عليها ذوو الشأن على وجه الخصوص. فعمليات الإصلاح ليست بالأمر اليسير، خاصة عندما تكون عواملها ضئيلة وضعيفة، قد تأخذ وقتاً من الزمن ولكنها بالنهاية نجدها مثمرة عندما تتسم بالعقلانية والهدوء والمرونة التي لا تكون على حساب المسائل الجوهرية. ولكي نستطيع الوقوف على أقرب مسافة من الحقيقة بغية الوصول إلى حلول فعالة فيما يخص عنوان هذه المقالة، علينا أن ندرج توضيحاً لما يعنيه مصطلح (شعبنا).

    الشعب هو عبارة عن كم متفاوت في العدد من الناس والمجموعات، تشترك جميعها برقعة جغرافية معينة، يمارسون حياتهم بحسب قوانين تسنّها حكومة ( منتخبة أو مفروضة بتأثير القوة أو الغالبية). ولنصبح على مقربة أكثر من فهم ما نود الوصول إليه، نضع أمام القراء الكرام مثالا بسيطا يعطي صورة حقيقية واضحة لمعنى الشعب. فالبلدان المختلفة التي يعيش فيها أجناس متعددة ينتمون الى أعراق مختلفة يشكلون شعباً معينا غالبا ما يتسمى بأسم البلد أو الوطن الذي يشتركون جميعهم به. لِذا يصح القول: (الشعب العراقي، الشعب السوري، الشعب الأمريكي، الشعب الفرنسي.... والى آخره من شعوب مختلف البلدان). وهنا أود التأكيد على أن في مقدورنا أستعمال مصطلح (الشعب الآشوري) أيضاً، كون الأمبراطورية الآشورية أنضوت تحت لوائها أعراق متعددة لم تكن على صلة بالعرق الآشوري، ولكن أبناء هذه الأعراق عاشت على الأرض الآشورية ملتزمة بقوانين البلاد، ومتبنية الهوية الآشورية الجامعة، يحصلون على ما لهم من حقوق، ويؤدون ما عليهم من واجبات.

   في أيامنا هذه، بعدما أشتدت وتيرة صراع التسميات المُفتعل بين أبناء الأمة الآشورية على أختلاف أسبابه ومسبباته، وشُرِعت الأبواب أمام أصحاب الأجندات العنصرية المتعددة، وأصبحت لهم اليد الطولى في شأننا الداخلي، يُضاف إلى ذلك عدم الأستقرار الناتج من جراء الصراع المحلي والأقليمي والدولي الدائر في كل من العراق وسوريا، كل هذه العوامل مشتركة أدخلتنا في دوامة مزقت الأمة الآشورية الى أشلاء ليصل بها الحال إلى درجة بات وجودنا مهدداَ بشكل مخيف. فكان من الطبيعي جداً أن نسخر كل طاقاتنا التي تكتمن بكافة مؤسساتنا القومية والكنسية والسياسية والاجتماعية وحتى الفردية، لكي نحافظ على خصوصيتنا القومية قبل أن نفكر في مسألة الحقوق التي باتت هي الأخرى موالاً يُبدع في غنائه من أختار الإرتزاق على حساب أمته. هكذا نرى كيف أقدمت قيادات غالبية أحزابنا السياسية على محاولة إيجاد مخرج للأزمة التي ألمت بنا كأمة. ولكن لو تمعنّا جيداً في الآلية المتبعة والتي تكمن في عقد ( مؤتمر التسمية المشؤوم في أواخر تشرين الثاني 2003) وحصيلة النتائج التي تمخضت عنها سوف نتيقن، بشكل لا يقبل الشك، أنها لم تكن ذا منفعة، لا بل أكاد أجزم على أن المخططين الرئيسيين، وليس جميع المشاركين من المغرر بهم، قد أرتكبوا خيانة بحق الأمة الآشورية، جعلتهم في مكان يصعب عليهم العودة إلى بر الأمان، لِذا، وبدلاً من أن يسارعوا لإنقاذ الموقف، بدأوا يتخبطون يميناً وشمالاً ليزيدوا من هول الكارثة التي أوقعوا أنفسهم، ومعهم أمتهم فيها. ومن بين جملة الأخطاء (لا مجال لذكرها في هذه المقالة) التي فصّلوها لإنقاذ موقفهم، وليس لإنقاذ أمتهم من المأزق الذي أوقعوها فيه كان مصطلح " شعبنا"!!!! ، أي شعب؟ لا أحد يدري، ولكن في الحقيقة هي ليست إلا زوبعة مُسيَسة الغاية منها جعل الأجواء أكثر ضبابية، لتعم الفوضى على الساحة القومية بحيث تقلل من رؤية الفرد البسيط، ليؤجل بذلك كشف الحقيقة ووضع اليد السليمة على الخطأ لإيجاد الحلول المثلى التي من شأنها أن تنقذ ما تبقى لنا، وتلملم بعض كنوزنا القومية التي بسطوها على الأرض لكي تدوسها حوافر خيول شذّاذ الآفاق، وتطأها فلول الخنازير البرية.

   هكذا كان على النخب القومية المستقلة والخيرة أن تتحرك بشكل سريع وفعال للحد من أستمرار تفشي جرثومة الإرتزاق الطائفي والسياسي، ولكننا وللأسف نرى بأن هناك من بين النخب القومية من يتردّد من المواجهة،  ليجعل من مسوخ السياسيين محطة يحتمي فيها لحين تنجلي العاصفة. ولكن فاتهم، هذه المرة، بأن الوقت الثمين يمر بسرعة البرق، وشدة الرياح الصفراء العاتية سوف تقتلع جذورنا وتمسح وجودنا بشكل شبه كامل بحيث تنعدم الفرصة التي ينتظرونها ليلعبوا ما في مخيلاتهم من أدوار. هكذا نجدهم يقبعون متسترين بمصطلح "شعبنا" ليتجنبوا المواجهة مع المنتفعين والطائفيين ومن يتبعهم من البسطاء المغرر بهم، وليتركوا بذلك فراغاً أكبر، ومساحة أوسع على الساحة القومية ليستغلها كل من هَبّ ودَب، ولا يدركون بأن هذا المصطلح بشكله المبهم ليس إلا تأكيدا على أننا قوميات مختلفة.

    لنكن واقعيين على الأقل مع ذواتنا، عندما نزرع زؤاناً فهل ننتظر أن يكون المحصول حنطة؟ إن أستعمال مصطلح "شعبنا" دون الإشارة بشكل صريح إلى أي شعب نقصد ليس إلا محاولة مسك العصا من منتصفها، وفي حالتنا هذه لا يعتبر ذلك حلاً، بل يساهم في خلط الأوراق أكثر فأكثر. وليعلم الذين قد أختاروا التريث والاستراحة تحت ظل هذا المصطلح، أنه ليس هناك في الأفق ما ينبيء بالأمل ليترقبوه وينتظروه، بل أنهم أشبه بأولئك الذين أختاروا الهجوع في مخادع أمينة وآمنة يوم أحاقت الأخطار ببني جلدتهم. وأستمرارهم في البقاء على موقفهم هذا لا يُعَدُ حكمة ولا إصلاحاً ولا أعتدالاً، بل هو في أحسن الأحوال أشبه بجرعة المخدر المحقون في جرح بدأت الديدان تتناسل فيه وتتآكله.
 


غير متصل نيسان سمو الهوزي

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3606
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: شعبنا !!
« رد #1 في: 07:07 12/09/2016 »
اخ سامي المحترم : في البدا استغرب من عدم مشاركة الأخوة على كلمتك هذه ( يمكن لأنك كنت عادلا وغير منحازا ) !
وثانيا : بالرغم من تاخر هذا الكلام ولكنه حقيقي ولكن أين دور الشعب في كل هذا ! الشعب الأصيل وذو ثقافة عالية هو الذي يصنع السياسي والحزب وحتى الدولة فأين دور شعبنا من هذا ! هو مجرد سوْال ! تحية طيبة

غير متصل خوشابا سولاقا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2340
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: شعبنا !!
« رد #2 في: 13:47 13/09/2016 »
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب المقتدر الأستاذ سامي هاول المحترم
تقبلوا محبتنا مع أرق وأطيب تحياتنا
نحييكم على هذا المقال الرائع في عنوانه وتحليل وتعريف مضمونه وكان بمثابة حجر تم تلقيمه على أفواه السياسيين الذين يتغنون به زوراً وبهتاناَ ونفاقاً ليسترون به كورقة التوت عوراتهم كبديل مهلهل وهزيل ورثْ . لقد أبدعتم في تفسير معنى " الشعب " أي شعب كان الذي فعلاً هو " تجمع بشري من أعراق متعددة على أرض مشتركة تسمى الوطن " ، أما فيما يخص أمتنا الآشورية الآن بوضعها الحالي فلا ينطبق عليها إطلاقاً ، فالآشوريين ليسوا شعباً بل أنهم عرقاً قومياً لهم خصوصياتهم وهم جزءً أصيل من الشعب العراقي ، فمتى ما يكون للآشوريين كيان أي شكل من أشكال الكيانات السياسية - الادارية على مستوى الحكم الذاتي أو أقليم فيدرالي أو غير ذلك بأسمهم على أرض محددة عندها سوف ينطبق عليهم مصطلح الشعب الآشوري مع من يشاركونهم العيش في ذلك الكيان السياسي الآشوري .
صديقنا العزيز .... نحن نواجه تحدي الأنقراض القومي في أرضنا التاريخية بسبب الهجرة العشوائية اللعينة ، ونواجه في المهاجر تحدي الأنصهار في بودقة مجتمعات المهاجر وعلى مدى الخمسين سنة القادمة إذا استمرة الحالة على ماهي عليه اليوم سوف لا يكون هناك إنسان آشوري بهوية خصوصياته القومية لا في أرض الوطن ولا في المهاجر وليس أمة آشورية بكل ما للكلمة من معنى !!! ...ونجد في المقابل أن الأحزاب السياسية المدعية بالقومية تتغنى بمصطلح " شعبنا " المسخ والمشوه لأنه بات كما قلنا ورقة التوت التي يغطون بها عوراتهم .... فالأحزاب القومجية وأنانية قياداتها الأنتهازية الهزيلة وتاريخها المشبوه بالعمالة والخيانة للمصلحة القومية وفقدانها للمصداقية والشفافية في تخاطبها مع جماهير الأمة وصراعات تلك القيادات واستقتالها فيما بينها من أجل المصالح والمنافع والمناصب المذلة هي المسؤولة عن كل ما حصل لمقومات أمتنا الآشورية من التفكك والتشرذم والتزق وسيادة ثقافة الحقد والكراهية بين مكونات أمتنا على المستوى القومي والكنسي وأوصلت وضع أمتنا الى ما هو عليه اليوم من هشاشة وتردي ، لأن بقاء واستمرار مصالح ومنافع تلك القيادات الشخصية كانت تقتضي ذلك ، دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                 محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد   

غير متصل هنري سـركيس

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 976
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: شعبنا !!
« رد #3 في: 23:38 13/09/2016 »
الاستاذ سامي هاول المحترم
تحية قومية طيبة اتمنى بان تكون والعائلة الكريمة بخير. اخي العزيز.مشكلتنا نحن لا نرغب بان نتعلم بالعقل والتحليل العلمي للتطورات السياسية ، نحن منشغلون بصراعاتنا التي لا تنتهي، لاننا لم نكن عقلانيين فيها، لهذا زادت اوضاعنا سوءا، وغاب تفكيرنا العلمي وفهمنا العقلاني للتطورات السياسية،وبالتالي علينا ان نتعامل مع هذه التطورات بدراسة منفتحة وغير مغلقة، من اجل البحث عن صيغ للحلول الممكنة، اي اننا لن نتعلم الا بعدما نثخن بالجراح، وبعدها نستهلك نزيف الهجرة اعدادا كبيرة من ابناء امتنا المتبقية في الوطن. نحن امة اشورية عريقة تحتاج لنهضة فكرية وفعلية، ولن تستطيع ان تنهض الا بالتغيير واعادة النظر في تفكيرنا ومناهجنا وادواتنا واعمالنا، فنثبت الجيد الذي يخدمنا، وننبذ السيء الذي يشدنا للخلف، ولننظر من حولنا ولنقيم انفسنا دون عواطف حتى نعرف موق امتنا اليوم من بين الامم، وبكل تاكيد سوف نجدها بلا ريب في ذيل الامم، وهذا المكانة لا تليق بامتنا وتاريخها، ولهذا على الجميع بان يفكر بعمق لماذا هذا هو حالنا، وبالتالي نحن محتاجين الى نخب فكرية وثقافية وسياسية مؤثرة لرسم خارطة الطريق لمستقبلنا والوصول الى بر الامان والحفاظ على وجودنا في الوطن. وتقبل مروري والرب يرعاك
اخوك
هنري سركيس

غير متصل نذار عناي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 607
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: شعبنا !!
« رد #4 في: 21:46 14/09/2016 »
الاستاذ العزيز سامي هاويل المحترم
تحيه طيبه

- نتفق مع ما ذهبتم اليه من ان ما اوصل هذا المفهوم في ما يخصنا نحن المسيحيين الى هذه الضبابيه هو الاقتتال على اصحية التسميه القوميه بل وبصراحه هم دعاة القوميه الذين اقتصوا من الكتابات والمؤلفات القديمه المشكوك بموثوقيتها فكذبوا وثم كذبوا وثم صدقوا كذبهم وبعدها صدقهم (المنتفعين والطائفيين ومن يتبعهم من  البسطاء المغرر بهم - على حد قولكم).
- نفهم بأنكم ترفضون التسميات القوميه المتعدده وأن الخلاص هو في تبني تسميه قوميه واحده - برأينا المتواضع ان هذا الامر اصبح مستحيلا وحجتنا هي ان (لمنتفعين والطائفيين ومن يتبعهم من  البسطاء المغرر بهم) اصبحوا الغالبيه من ابناء هذا الشعب. لذا نرى ان الخلاص هو في رفض كل التسميات القوميه وايجاد بديل جامع غير قومي في البحث عن العوامل المشتركه واغطاء اية تسميه اداريه-دينيه-مناطقيه ولكن بالتاكيد ليس قوميه او سياسيه لمن نقصدهم بشعبنا وهم السييحيين من كافة الكنائس والطوائف والاثنيات الذين تربطهم روابط اللغه والدين والدم والتراث والتزاوج والألفه والكثير من ذلك - حينها سوف تتوضح الصوره ويكون لنا شعب نفهمه ويفهمنا ونعرف بوضوح وعلمانيه اهدافه ومصالحه الانيه والمستقبليه.
- قولكم (لكي نحافظ على خصوصيتننا  القوميه قبل ان نفكر في مسألة الحقوق) بصراحه نحن نختلف معكم في هذا, هل القصد هنا ان نقدم القوميه على الحقوق؟ لماذا؟ القوميه! لن نسأل ما هي نسبة ابناء هذا الشعب من الذين يهمهم موضوع القوميه ولكن نسأل كم هي برايكم نسبة الذين لا يهمهم موضوع التسميه القوميه ولكن تهمهم الحقوق واسس العيش الكريم (وخصوصا بين المهجرين واللاجئين في الداخل والخارج)
مع كل الاحترام والتقدير لشخصكم الكريم والقراء  الاعزاء
اخوكم, نذار