المحرر موضوع: الإنشقاقات والنكبات التي عصفت بالأمة الكلدانية وكنيستها والمآسي التي حَلَّت بها عِبرَ الزمَن الجزء الثاني والأربعون  (زيارة 3802 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل كوركيس مردو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 563
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

الإنشقاقات والنكبات التي عصفت بالأمة الكلدانية وكنيستها والمآسي التي حَلَّت بها عِبرَ الزمَن
الجزء الثاني والأربعون
قتل مقاتلي وادي ليزان وأشيثا
ويكتب بولص يوسف ملك خوشابا سردا تفصيلياً، كيف تمَّ قتل مقاتلي وادي ليزان وأشيثا على الطريقة الإنكليزية في مقالته بتاريخ 17/2/2013م بموقع عنكاوا.كوم. وإننا ننقله بتصرُّفٍ صياغي لا يُخِلُّ بمحتواه:
في الايام الاولى من وصول الاثوريين الى همدان بعد تلك الرحلة المروعة القاسية وهم في حالة ضعف ومرض وتعب شديد . فالعوائل لم تلم شملها بعد ولم تعلم شيئا عن افرادها الغائبين والقسم الاعظم منها لم تنشف دموعُها بعد على فقدان اعزائها في الطريق والذين اصبحوا طعاما للحيوانات والطيور. وإذا بهم يُفاجأوا باوامرمن الانكليز بواسطة مارشمعون العشرين بولص وسرمة خانم بوجوب التحاق كل شخص قادر على حمل السلاح بالجيش الذي تشكل تحت ادارة الانكليز وبقيادة داود شقيق مار شمعون بولص وعلى الفور . فامتنع ابناء عشائر تياري السفلى الموالية لملك خوشابا عن اطاعة الاوامر في الوقت الذي كان ملك خوشابا لا يزال غائبا وكان مصيره ومصير رفاقه مجهولا . وفي أثناء خلودعوائل هذه العشائر الى النوم، وما إن استيقظت صباحاً حتى رأت أنَّها مُحاطة بجنود من الهنود والانكليز وقد صوَّبَت رشاشاتها نحوها منذرةً إياها طالبة منها تسليم اسلحتها والا سيكون مصيرها الموت. وبهذه الطريقة الدنيئة تمَّ تجريد أبناء تلك العوائل من سلاحها بين عشية وضحاها، بينما عجزت القوات التركية والايرانية والكردية من القيام بذلك بالرغم من التضحيات الجسيمة التي قدموها في سبيل الدفاع عن حياتهم وكرامتهم. فخاب أمل هؤلاء البسطاء الذين اعتقدوا بان حياتهم وكرامتهم ستكونان في مامن من الخطر بعد دخولهم تحت حماية الانكليز.
كان عددُ الخارجين من اورميا المتوجهين الى همدان يقرب من السبعين الفاً، لحقت بهم خسائر بشرية كبيرة بحيث لم يصل الى همدان سالمين سوى خمسين الفاً، ومع كل هذه الخسائر الفادحة التي لحقت بهم لم يتحرك ضميرُ الانكليز لينصف أبناء هذا الشعب الذي قدم اكثر من نصف تعداده من اجل ان ينتصر الحلفاء آملاً بذلك أن يتمكن من العيش بكرامة وحرية على ارض ابائه واجداده، ولكنه بدلا من ذلك وجد نفسه واقعاً بين فكي مفترس اشرس من الاتراك والايرانيين ألا وهم الانكليز الذين تفننوا في خداع قيادات هذا الشعب المسكين ليصبح مرة اخرى ضحية لمصالح الاجنبي عن طريق بعض اصدقائه بل عملائه من أبناء هذا الشعب نفسه ..........
1: اقتبس ممّا ذكره كورش شليمون: <انه بعد يومين من وصولنا الى همدان في اب 1918 جاء الجنود الانكليز، وباشروا بجمع الرجال ونقل مَن قبل الإلتحاق بالجيش الليفي الى موقع افشينة جنوب همدان  لتدريبهم على النظام العسكري من قبل العسكريين البريطانيين، وكان اغا بطرس هناك معهم. بينما جرى في هذه الاثناء نقل العوائل على شكل دفعات الى مخيم بعقوبة في حين أفرِز المعترضون على الانضمام الى الليفي لسوقهم الى موقع العمل تحت صخرة بهستون. وبعد ان امضينا ثلاثة اشهر في التدريب في افشينة تقرر نقلنا الى مخيم بعقوبة في العراق وفي الطريق عندما وصلنا الى كرمنشاه عثرت على اهلي بين الجموع الاشورية الكبيرة تحت بهستون> انتهى الاقتباس ..
 إن هذه الجموع كانت تعمل تحت صخرة بهستون منذ ثلاثة اشهر خلت وانها استمرت بالعمل هناك بعد ان غادر الليفي تلك المنطقة. ماذا جرى تحت صخرة بهستون؟ ان بهستون جبل صخري منتصب عموديا في ارض قاحلة(انا شخصيا شاهدته اثناء عودتي من الاسر) حيث قيدَ المعارضون للخدمة في الليفي الى هذه الصخرة وأجبروا تحت التهديد والضرب وتعريضهم لشتى انواع التعذيب كحرمانهم من الطعام والماء والنوم، وإلزامهم للقيام باشغال شاقة مضنية آناء الليل واطراف النهار مثل كسر الصخور وتسوية الارض وحمل الاحجار والقضبان الحديدية لسكة القطار بقصد انهاكهم وايقاع أكبر الاذى بهم للتخلص منهم حتى يكونوا عبرة لكل من يفكر بالتمرد على الانكليز.  وتقول المصادرُ المطلعة بانه كان الموت يخطف العشرات منهم يومياً،  ويدفنون تحت صخرة بهستون بدون ان يبلغوا عوائلهم بذلك.  وكانت عوائلهم التي استقرت في مخيم بعقوبة لا تعلم ايَّ شيء عن مصير ابنائها، وقد بلغ عددُ المتوفين منهم خلال الأشهرالثلاثة 750 فرداً من خيرة رجال وادي ليزان واشيتا، ومثلهم من القبائل الاخرى ليصل المجموع الى ما يقرب الالف وخمسمائة رجل. ولو قارنا هذا العدد باعداد القتلى الذين كان يقدمها هذا الشعب الشجاع في معاركه التي كان يخوضها مع الاتراك والايرانيين لوجدنا الفرق الهائل، حيث لم تصل خسائره في اكبر المعارك التي خاضها ضِدَّ فيالق وفرق نظامية تركية وايرانية الى نسبة مائة مقاتل لكل معركة وهذه خسارة كبيرة لشعب كان يُعَوِّض دائما التفوق العددي للعدو بالتفوق النوعي لمقاتليه! ولم تنتهِ هذه المأساة إلا بعد وصول ملك خوشابا الى همدان واعتراضه الشديد على هذا العمل المُجحف واللاإنساني. وتضامناً مع هؤلاء المظلومين تحرَّك إخوتُهم ابناء اثوريي اورميا الذين فضلوا البقاء في ايران، وأبلغوا قنصليات دول الحلفاء بما يجري من أعمال مُشينة، فمارس الحلفاء ضغطاً كبيراً على الحكومة البريطانية، فقامت بترحيل المتبقين منهم الى مخيم بعقوبة .......
المصادر :
1 : نينوس نيراري ( اغا بطرس سنحاريب القرن العشرين )
2: يوسف ملك خوشابا( حقيقة الاحداث الاثورية المعاصرة )
3 : تيودورس بيت مار شمعون ( تاريخ الوراثة المارشمعونية )
4: كورش ياقو شليمون ( تاريخ الاثوريين في القرن العشرين )
5 : اوديشو ملكو كوركيس اشيثا ( سفر اشيثا )
6 : قسطنطين بر متي ( الاشوريين والمسألة الاشورية )
7 : هرمز م ابونا ( الاشوريون بعد سقوط نينوى ) المجلد السادس
8 : المذكرة البريطانية عن شؤون اللاجئين في مخيم بعقوبة والتي كتبها ا ج ل جارج ورفعها "ا ت ولسون" الى وزير الدولة لشؤون الهند
واخيرا اقدم خالص شكري وتقديري للاخ الدكتور ايوب بطرس للجهد الذي بذله في تتبع هذا الحدث المهم باقتفائه المصادر ومن يريد التعرف على تفاصيل اكثر عليه قراءة الكراس الذي نشره الدكتور ايوب بعنوان (الموت تحت صخرة بهشتون) ووزعه مجانا رحمة بارواح الذين قتلوا بايادي اصدقاء بعض قادتنا العملاء!

مَن هو مار طيمثاؤس؟ كيف ولماذا فشلت المصالحة بين مارايشاي شمعون وأغا بطرس؟ الجزء الاول

في: 08:33 30/03/2013  »
كان المطران مار طيماثيوس قد رسم مطرانا لابرشية الهند في 15 كانون الاول 1907 من قبل البطريرك مار شمعون بنيامين، وارسل الى الهند عن طريق البصرة حيث وصلها في شباط 1908 وكانت له صلة قرابة بالعائلة البطريركية لان شقيقه الشماس اسخريا كان متزوجا من خالة مار شمعون المسماة خنة، كما كان شقيق مار شمعون المدعو زيا قد تزوج من ابنة شقيق المطران المسماة إلِشوة وهي ابنة خالته،استمرَّ مار طيمثاؤس في خدمة أبرشية الهند النسطورية حتى وفاته عام 1945م تاركاً اثرا وذكرى طيبة في نفوس الهنود التابعين لابرشيته والذين هم من بقايا هذه الكنيسة التي تم تاسيسها على يد رسلها في القرون الاولى. كان الشخص الوحيد الذي لم يصل الى هذه الدرجة الكهنوتية عن طريق الوراثة، وخلفه بعد وفاته في رئاسة هذه الابرشية المطران مار توما درمو الذي خدمها حتى عام 1968 حيث تم استقدامه الى بغداد ورسامته بطريركا للكنيسة الشرقية القديمة، وبدوره قام برسم المطران مار ابرم والاسقف مار بولس الهنديين ليتوليا ادارة ابرشية الهند، وعلى غِرار المرحوم مارطيمثاؤس الذي اعاد الحياة الى ابرشية الهند وذلك ببنائه كنائس ومدارس وميتما ونصب ومطبعة لطبع الكتب الكنسية باللغتين الآرامية القديمة والحديثة والمجلات باللغتين الانكليزية والآثورية. كذلك حذا حذوه خلفه من مار توما درمو الى يوم مجيئه الى العراق بعد ان كان البطريرك مارايشاي شمعون قد جمده بسبب بعض الخلاافات بينهما.
كان مار طيماثيوس قد اغتاض جدا عندما رُسم مارايشاي شمعون بطريركا للكنيسة في بعقوبة عام 1920 من قبل خاله المرحوم مار يوسف خنانيشو بسبب صغر سنه الذي لم يكن يتجاوز الثانية عشر من عمره خلافا لقوانين الكنيسة وعُرف العشائر الكلدانية النسطورية المعروفة "بالآثورية.  وعند وصول مارطيماثيوس الى بعقوبة قادما من الهند كان قد حصل انشقاق كبيرٌ بين الكلدان النساطرة الآثوريين، حيث ان أغلبية الآثوريين لم تؤيِّد هذه الرسامة وعلى راسهم اغا بطرس وملك خوشابا، وطلبوا من مارطيماثاوس ان يصبح بطريركا لهم، إلا انه رفض ذلك مدعيا بانه لايرغب في توسيع شقة الخلاف بين الآثوريين ويزيد الطين بلة. ولما شعر انصارهذه الرسامة بتفاقم الوضع حاولوا ترضية مار طيماثيوس وذلك بتنصيبه وصيا على مارايشاي شمعون وذلك في شهر تشرين الاول عام 1920 حيث تم التوقيع على حجة الوصاية من قبل كل من المطران مار يوسف خنانيشو والاسقف مار زيا سركيس والاسقف ايليا وسرمة خانم وداود والد مار شمعون وزيا عم مار شمعون وفي ما يلي نصها:
< ليكن معلوما لكل من يطالع هذه الحجة التي حررناها باننا في اجتماعاتنا المتعددة التي عقدناها باسم ربنا يسوع المسيح درسنا وضع سيادة مارطيماثيوس مطران ملابار الهند وبعد مناقشة كل الامور اتفقنا جميعا على فكرة واحدة فقررنا انتخاب وصيٍّ على مار شمعون ايشا كاثوليك بطريرك الشرق. وتم في 8 تشرين الاول سنة 1920 وباتفاق الجميع انتخاب المطران مار طيماثيوس ليكون وصيا على البطريرك في كافة الامور .....>
وفي عام 1922 عاد مارطيماثيوس الى الهند ليسافر من هناك الى كل من انكلترا واميركا بصفته وصيا على مار شمعون ليحاول حل مشاكل الآثوريين ومتابعة قضيتهم مع السلطات البريطانية. وفي شهر آب من عام 1923 سافر الى لندن حيث مكث فيها ثمانية اشهر ثم سافر الى اميركا لجمع التبرعات باسم الآثوريين . وفي لندن قام باتصالات عديدة مع المسؤولين البريطانيين حول مصير الآثوريين الا انه لم يتمكن من الحصول على اية وعود منهم لذا نفذ صبره. ويقول المطران ابرم الهندي في كتابه بانه وجد هنالك اغا بطرس الذي كان قد ترك العائلة الشمعونية ومد يده اليمنى لمصالحته ويسترسل مار ابرم في قوله بان الجنرال اغا بطرس كان كلدانيا (يقصد كاثوليكيا) وكان قد انعم عليه بوسام الشرف من قبل البابا ليو الثالث عشر وكذلك من الروس. وكان يعيش في فرنسا في ذلك الوقت الا انه جاء الى لندن لمصالحة مار طيماثيوس ولوضع خطة موحدة لقضية الآثوريين. وفي 21 تشرين الاول سنة 1923 كتب اغا بطرس الى مار طيماثيوس من فندق سيسل في لندن ما يلي :
ابانا المحترم مار طيماثيوس الممثل البطريركي ومطران عام الهند. ليحل السلام باسم ربنا مع تقبيلي اياديكم راجيا صلواتكم. علمت بوجود سيادتكم في لندن كممثل للبطريرك للسعي لدى الامة البريطانية من اجل مصلحة وكيان امتنا الآثورية. وانني لست فقط بمسرور جدا فحسب بل اود ان اعلمكم بان تلك هي رغبتي القلبية ايضا. وانطلاقا من ذلك اطلب من كل قلبي ان ننسى جميع الاحداث الماضية. وبقلب صاف ملؤه المحبة والسلام امد يد المصافحة بواسطة ابوتكم طالبا السلام والعفو من العائلة البطريركية وبكل تقدير واجلال. وعليه اعترف بالبطريرك المحبوب الشريف كرئيس عام لامتنا الآثورية ومنذ هذه اللحظة اني اضع جميع امكانياتي في خدمة ابوتكم كممثل للبطريرك لبلوغ هذا الهدف النبيل الذي يرمي الى ايجاد وطن قومي لامتنا تحت حماية ووصاية بريطانيا العظمى وفق الخارطة التي تجدونها ملائمة. واني اعاهدكم بانني ساوفي بكل ما كتبت لاكون اخلص خادم لعائلة بطريركنا المحبوبة المقدسة كما كنت في عهد سيدي المرحوم مار شمعمن بنيامين واكثر. هذا ولي الشرف ان اكون خادمكم وتحت امركم في جميع الخدمات الوطنية .... انتهى الاقتباس
وفي 8 تشرين الثاني سنة 1923 اجاب مارطيماثيوس على رسالة اغا بطرس بقبوله المصالحة آملا ان يقبل البطريرك عرضه. ثم قام على الفور بارسال نسخ من رسالة اغا بطرس الى الشخصيات الانكليزية التالية:
1.   اسقف كانتربري
2.   ماركوس كورزن (وزير الخارجية )
3.   دوق ديونشاير (وزير المستعمرات )
4.   السر جون شكبوري (نائب الوزير الدائم لدائرة المستعمرات )
5.   فخامة المستر اورمبسي كور (وكيل الوزارة )
وكان لمحاولة الصلح هذه صدى خطيرٌ في الشرق الاوسط لان القس الدكتور ويكرام الانكليزي الذي كان يعرف اغا بطرس كتب الى سكرتير اسقف كنتربري ضد تلك المصالحة وادناه بعض العبارات التي وردت في رسالته:
(اقتباس) < يظهر ان اغا بطرس موجود الآن في لندن. انا واثق بان لدى لندن معلومات بما تكفي ان لا تصدق مثل هذا المخادع المتمرس. لقد كانت هناك خطة لارساله الى العراق ثانية لتحريك الاحداث وليجعل من نفسه ذا فائدة. ان ذلك بمثابة تبديل مهنة بالنسبة اليه. احتج الناسُ هنا لمجيئه. ساد اعتقاد خاطيء بانه قد بدا رحلة العودة لذا كان على رصيف ميناء البصرة عدد من المسؤولين منتظرين وصوله وبحوزتهم بطاقة لاعادته فورا من حيث اتى الا انهم لم يجدوه على تلك الباخرة . ان السلطات في العراق تعرف من هو اغا بطرس ولكن عليها ان تعلم بوجود هذا المحتال هناك في لندن ... انتهى الاقتباس
وفي 7 كانون الاول عام1924 كتب الدكتور القس ويكرام الى مارطيماثيوس ما يلي :
< املي ان تكون قد عرفت حقيقة اغا بطرس لعلمي بان نواياك صادقة ومقاصدك مسيحية وان هدفك الوحيد هو خدمة امتك الآثورية دون شك. ان للرجل قوة وقابلية حقيقية وبامكانه ان يقدم الكثير لامته اذا رغب بذلك واني واثق من انه يحب ذلك مثلما يحب نفسه لكن على المرء ان يسال احد الساسة في انكلترا هل يمكن لهذا الرجل ان يستقيم ؟ اني اؤمن بان الارادة الربانية قادرة على كل شيء حتى تبديل جلد الهندي او مسح التنقيط من جلد النمر. المطلوب من الآثوريين سواء عملت بريطانيا لصالحهم ام لم تعمل ان يوحدوا صفوفهم وعلى بطرس ان يفهم هذين الامرين :
1.   ان الكرسي البطريركي القديم هو محور هذا الاتحاد .
2.   كل الوعود التي تقطعها فرنسا للآثوريين لا يمكن الاتكال عليها او الثقة بها ويبقى املها الاخير والوحيد في الايمان بالله والاعتماد على النفس ووحدتها التي ضحى رجالها لاجلها. هذه كلماتي الاخيرة لبطرس ولكم ...>  انتهى الاقتباس ..
ومع ذلك استمر مارطيماثيوس على اتصالاته باغا بطرس الذي عاد الى فرنسا، الا ان البطريرك مار ايشاي شمعون وعمته سرما خانم رفضا مصالحة اغا بطرس، لذا امرا مار طيماثيوس بقطع كل اتصال معه. وعليه اتصل مار طيماثيوس في 14 كانون الثاني عام 1925 بجميع الجهات ذات العلاقة معلنا بانه استلم تعليمات من السلطة الشمعونية بعدم الموافقة على المصالحة المذكورة لذا فانه غير قادرعلى ان يكون طرفا في اية اتصالات من المحتمل ان يجريها اغا بطرس مع الحكومة الفرنسية ولاسباب اخرى فانه قد قرر ان يكون اتصاله فقط بحكومة صاحب الجلالة البريطانية في المستقبل باعتباره ممثلاً لمارشمعون.
تنحية مار طيماثئوس عن وصايته على قداسة مار ايشاي شمعون / الجزء الثاني
في: 08:13 11/04/2013  »

قدِمَ المطران طيماثيوس راعي أبرشية تريشور الهندية النسطورية الى لندن لمقابلة وكيل وزير خارجية بريطانيا في دائرة المستعمرات في كانون الثاني سنة 1924م.  بعد وصول مار طيماثيوس الى لندن ابرقت له سرمة خاتون طالبة منه ايجاد مدرسة ليدرس فيها قداسة مار ايشاي شمعون . فاتصل مارطيماثيوس بالمسؤولين في كنيسة كانتربري وأمَّن للبطريرك مقعداً دراسياً في كانتيربري وكامبرج، ثمَّ غادر الى أمريكا عام 1924م . فأُرسل مار ايشاي شمعون الى لندن عام 1925م حيث أمضى سنتين دراسيتين في كانتربري وكامبرج.  وفي امريكا اتصل مار طيماثيوس برجال الدين لجمع التبرعات للاثوريين. وهو في أمريكا تلقى رسالة في 15 نيسان 1924م من القس ج. أ. دوكلس صديقا للكنائس الشرقية عامة والكنيسة النسطورية الاثورية بصورة خاصة، ذكر فيها بان قضية الاثوريين قد طرحت على بساط البحث في مؤتمر لوزان مرتين وانه لم يكن في الامكان حمل الحكومة البريطانية على اعطاء اي وعدٍ، الا ان السير صاموئيل هور كان مقتنعا بعدم وجود اي خوف من التخلي عن الموصل. ويسترسل في قوله بانه قد اتخذ الخطوات اللازمة ضد بطرس (اغا بطرس) وانه متأكد بان السير برسي كوكس لن يقابله ولا رئيس الوزراء، وانه مُستمرٌّ بمراقبته كي لا يتمكن من عمل اي شيء . وفي اب 1925 ترك مار طيماثيوس نيويورك الى ستوكهولم عاصمة السويد لحضور بعض المؤتمرات المسيحية ثم سافر الى المانيا ثم الى جنيف . وفي عام 1926 عاد الى تريشور في الهند حيث مقر كرسيه . وفي عام 1927 قام مار طيماثيوس بزيارة ثانية للعراق انتهت في عام 1928.
كان قداسة مارايشاي شمعون الشاب قد عاد من انكلترا. وفي تلك السنة قامت سورمة خاتون وسيادة المطران مار يوسف خنانيشو بحملة ضد مارطيماثيوس طالبين عزله من وصايته على البطريرك. حاول القس بامبل رئيس بعثة كنيسة كانتربري المرسلة لمساعدة الاثوريين والمشرف على الكنيسة الاثورية مصالحتهم، الا ان جميع المحاولات باءت بالفشل وعلى اثر ذلك قام مارطيماثيوس برسامة الشماس يوسف ايليا قليتا قسيسا في الموصل خلافا لرغبة البطريرك الذي جمد تلك الرسامة . بيدَ أنَّ القس يوسف قليتا استمر بمزاولة المراسيم الدينية كقس متجاهلا اوامر البطريرك. حاول مار طيماثيوس كسب الاثوريين الى جانبه وخاصةالعناصرالمناهضة للبطريرك في السابق . فكان جوابهُم بانه قد فوت الفرصة على نفسه لانهم عندما ارادوا تنصيبه بطريركا رفض في حينه، فليس بمقدورهم مساعدته الان لخلوِّ الميدان من الرجال القادرين على ذلك وان الميدان غدا بأيدي أنصار البطريرك بمساندة الانكليز. ولما شعر قداسة البطريرك وانصارُه بتحركات مار طيماثيوس وخاصة عندما حاول زيارة جنود الليفي في الموصل، لم يسمح له الضابط الانكليزي المسؤول (الميجر هورن) بذلك ما لم يحصل على موافقة (رب خيلا) داود والد البطريرك الذي كان قائدا لتلك الوحدات، وعلى إثر ذلك طلب البطريرك من من وزير داخلية العراق بوساطة الانكليز ابعاد مارطيماثيوس من العراق . بصدر امرٌ بابعاده وأُبلغ به رسميا، الا انه اعترض تحريريا على ذلك الامر وهدد برفع شكوى الى عصبة الامم والعالم اذا لم يُلغى ذلك الامرعلى اساس انه رجل دين ولم يقم باي عمل يخالف القانون الذي يستوجب ابعاده.
فتمَّ الغاء امر ابعاده بايعاز من المندوب السامي البريطاني الى وزير داخلية العراق. بعد ذلك قام بعض الضباط الاثوريين من قوات الليفي ومن انصار البطريرك بتهديده بالقتل اذا لم يغادر العراق ويعود الى الهند، وتحاشيا لمشاكل اخرى عاد المطران مارطيماثيوس الى الهند دون ان يتمكن من ايجاد اي حل لقضيته مع قداسة البطريرك وانصاره وبقيت علاقتهما مقطوعة حتى وفاته. وقد كتب مار طيماثيوس ردا على إدانة البطريرك له بعد ان قام برسامة الشماس يوسف قليتا قسيسا ... أقتباس
< باركني سيدي ثانية باوامرك، راجيا ان تتحمل من تأمركَ (يقصد سرمة خانم) نتائج الاعمال الشريرة والشيطانية الصادرة من مقامكم. وعليك ان تعلم بانك اصبحت بطريركا خلافا لقانون الكنيسة التي تحرم الوراثة فكيف يمكنك ان تتحدث عن قوانين الكنيسة المقدسة التي لم تترك حتى قانونا واحدا لم تطأه تحت قدميك ؟ وحقا اقول لك لو كنت تملك ذرة من ضمير حي كرجل محترم، لَما اقدمتَ على ذلك! اما تبجُّحك عن مراعاة واحترام القوانين والانظمة الكنسية المقدسة فغير وارد مطلقا بعد ان دنَّستَ جميع القوانين عن قصد وبرضاك، وجردت الكنيسة المقدسة من جميع قوانينها من اجل مصالحك الخاصة دون رحمةٍ او إلتفات الى رجال الكنيسة والقادة في حينه. وبالرغم من انك جالس الان على كرسي فارغ وخالٍ من الإنصاف والعدل ومخافة الله فانك تدينُ كذبا وزورا اولئك الذين نذروا انفسهم من اجل الكنيسة والعقيدة، فلا اراني بحاجة للسؤال منك عن اي قانون قد احترمته بل الافضل ان اسالك عن أي قانون قد ابقيته دون ان تُلحق به العار ودون ان تَطأه تحت اقدامك او ترميه في سلة المهملات! هل يمكن ان تشير على الاقل على قانون واحد فقط لم تدنسه ؟ لا بحقٍّ لا. فاذا استطعت ذلك فانه سيُعتبر امرا عجيبا. ففي الوقت الذي انت غارق حتى الرقبة تحت وطأة مخالفة قوانين الكنيسة وفي قبضة عقاب الحق والضمير تتجاسر على ادانة ابرياء مخلصين راعوا قوانين الكنيسة وقدسوها من المؤمنين الصادقين لكنيستنا الرسولية أسالك بالله على اي من قوانين الكنيسة قد استند تنصيبك بطريركا ؟ الا تشعر بوخزة الضمير؟
انتهى الاقتباس .....
كان مارطيماثيوس قد قبل رسامة البطريرك في بعقوبة في حينه من اجل الحفاظ على كيان الكنيسة من الانشقاف والتمزق وذلك عندما كان بعيدا في المهجر، واعترف بالبطريرك عندما تم تعيينه وصيا عليه. وبالرغم من انه استاء جدا عندما تم عزله عن الوصاية عام 1927 من قبل انصار البطريرك الا انه بقي ضمن الكنيسة من اجل الحفاظ على وحدتها.
ماذا كان سبب الخلاف بين قداسة البطريرك وغبطة المطران يوسف خنانيشو من جهة والقس يوسف قليتا من جهة اخرى ؟
بالرغم من صلة القرابة التي كانت تربط غبطة المطران مار يوسف خنانيشو بالقسيس يوسف قليتا حيث ان شقيقة المطران كانت متزوجة من ابن القس يوسف قليتا المدعو (ابرم) الا ان عدم الاتفاق بين سيادة المطران والقس يوسف قليتا كان نتيجة لأسباب عديدة ومنها :
تبرعت جميع الفئات الاثورية في مخيم بعقوبة لجمع مبلغ من المال لشراء مطبعة من الهند لاستخدامها في طبع الكتب باللغتين الانكليزية والآثورية الجديدة والقديمة لسد احتياجات الكنيسة من الكتب الدينية واحتياجات المدارس الاثورية من الكتب المدرسية. وسلم هذا المبلغ الى الشماس يوسف ايليا قليتا الذي كان ذا المام كبير باللغة الاثورية الحديثة والقديمة وباللغة الانكليزية وكان من المتحمسين للحفاظ على تراث اللغة الاثورية وطقوس الكنيسة الشرقية. وبعد شراء هذه المطبعة من الهند جلبها معه الى الموصل لان الاثوريين كانوا قد تركوا بعقوبة آنذاك وبقيت في حوزته حتى عام 1928م. ثم اخذت منه من قبل البطريرك الذي قال بان الشماس يوسف كان يستغلها لمصلحته الخاصة بينما صرح الشماس يوسف بان عائلة البطريرك قد خانوا الكنيسة الشرقية وربطوها بعجلة كنيسة كانتربري الانكليزية، فسبَّبَ ذلك حصول نزاع بين الطرفين بشان تلك المطبعة، وتمَّ اللجوء بشأنها  الى القضاء، فتمَّ تسليم المطبعة بعد ذلك الى القس يوخنا التخومي الذي اخذها معه الى سوريا بعد احداث 1933م حيث بفيت دون استعمال لعدم وجود من يحسن استعمالها كما تلفت الكتب التي كان قد طبعها القس يوسف قليتا لاهمال القس يوخنا العناية بها او استغلالها وفق شهادة المرحوم مالك لوكو بداوي .......
المصادر: (كتاب سيرة مار طيماثيوس ص 759 / لمؤلفه مار ابرم الهندي رئيس ابرشية الهند لكنيسة الشرق الاشورية
من مذكرات سليم خان البازي). والى الجزء الثالث والأربعين قريباً.
الشماس د. كوركيس مردو
في   15 /  12/  2015