المحرر موضوع: المؤمن بالكتاب المقدس ، عليه إحترام ما جاء ذكره عن غضب الله على الشعب الآشوري القديم وإنتهاء حقبتهم السوداء-الجزء الأول  (زيارة 3890 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Wisammomika

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 530
  • الجنس: ذكر
  • السريان الآراميون شعب وأمة مستقلة
    • مشاهدة الملف الشخصي
المؤمن بالكتاب المقدس ، عليه إحترام ما جاء ذكره عن غضب الله  على الشعب الآشوري القديم وإنتهاء حقبتهم السوداء


إن ماجاء ذكره في الكتاب المقدس عن الآشوريين القدماء وغضب الله عليهم، وهذا مالم نتعايشه أو نشاهده ، وإنما دونه  الأنبياء في العهد القديم ومنهم النبي  ناحوم الألقوشي   والنبي إشعيا .
لذا يعتبر الكتاب المقدس هو المصدر الرصين والأقوى على الإطلاق لدلالة على ان الآشوريين القدماء وإمبراطوريتهم  الدموية إنتهت وزال حكمها المظلم، وذلك لغضب الله عليهم بسبب أعمالهم المخالفة لشريعة الرب .
ولكن الغريب في الأمر أن بعض الأخوة من أبناء الطائفة الكنيسية الآثورية يرفضون الأعتراف بما جاء عن الله في أسفار الكتاب المقدس بخصوص إبادة هذا الشعب وإنهاء نسلهم !!
ولم يتوقف الأمر هنا فحسب ،لا بل  قاموا بإتهام الأنبياء الذين كتبوا ودونوا عن الآشوريين بأنهم يهود ، ولهذا السبب أرادوا الإنتقام من الشعب الآشوري البائد فكتبوا أكاذيب عنهم ...وهذا حسب إدعاءات بعض المتعصبين !!؟
حيث وصل الأمر ببعض المتعصبين(( الآثوريين )) والمدعيين بالآشورية السياسية الى سب وشتم أنبياء الله من أجل مصالحهم وللوصول الى غاياتهم الدنيئة !
ولكن المسيحي الحقيقي هو من يؤمن بالكتاب المقدس ،ويحترم ويقدس كل ماجاء في هذا الكتاب ، لان كل المدون والمكتوب فيه هو كلام الله ورسالته السماوية والتي أوصلها  أنبيائه للبشر .

ومن خلال هذا  المقال  سوف انقل لكم بعضا مما جاء في سفر النبي ناحوم عن الآشوريين وغضب الرب عليهم وكذلك تفسير هذه الآيات :-

سفر النبي ناحوم الألقوشي ( الإصحاح الأول)
-----------

**انتقام الله وإحسانه :-

{1} وَحْيٌ بِشَأْنِ نِينَوَى، كَمَا وَرَدَ فِي كِتَابِ رُؤْيَا نَاحُومَ الأَلْقُوشِيِّ.
{2} الرَّبُّ إِلَهٌ غَيُورٌ وَمُنْتَقِمٌ. الرَّبُّ مُنْتَقِمٌ وَسَاخِطٌ. يَنْتَقِمُ مِنْ أَعْدَائِهِ، وَيُضْمِرُ الْغَضَبَ لِخُصُومِهِ.
{3} الرَّبُّ بَطِيءٌ فِي غَضَبِهِ وَعَظِيمُ الْعِزَّةِ، إِنَّمَا لَا يُبْرِئُ الْخَاطِئَ الْبَتَّةَ. طَرِيقُ الرَّبِّ فِي الزَّوْبَعَةِ وَالْعَاصِفَةِ، وَالْغَمَامُ غُبَارُ قَدَمَيْهِ.
{4} يَزْجُرُ الْبَحْرَ فَيُجَفِّفُهُ. يُنْضِبُ جَمِيعَ الأَنْهَارِ، فَتَذْوِي مَرَاعِي بَاشَانَ وَالْكَرْمَلِ، وَيَذْبُلُ زَهْرُ لُبْنَانَ.
{5} تَتَزَلْزَلُ الْجِبَالُ أَمَامَهُ، وَتَذُوبُ التِّلاَلُ، وَتَتَصَدَّعُ الأَرْضُ فِي حَضْرَتِهِ وَالْمَسْكُونَةُ وَالسَّاكِنُونَ فِيهَا.
{6} مَنْ يَصْمِدُ أَمَامَ سَخَطِهِ؟ مَنْ يَتَحَمَّلُ فَرْطَ اضْطِرَامِ غَضَبِهِ؟ يَنْصَبُّ غَضَبُهُ كَالنَّارِ وَتَنْحَلُّ تَحْتَ وَطْأَتِهِ الصُّخُورُ.
{7} الرَّبُّ صَالِحٌ، حِصْنٌ فِي يَوْمِ الضِّيقِ، وَيَعْرِفُ الْمُعْتَصِمِينَ بِهِ.
{8} وَلَكِنَّهُ بِطُوفَانٍ طَامٍ يُخْفِي مَعَالِمَ نِينَوَى، وَتُدْرِكُ الظُّلْمَةُ أَعْدَاءَهُ.
{9} لِمَاذَا تَتَآمَرُونَ عَلَى الرَّبِّ؟ إِنَّهُ يَقْضِي عَلَى مُؤَامَرَتِكُمْ، وَيُفْنِيكُمْ بِضَرْبَةٍ وَاحِدَةٍ.
{10} وَتَلْتَهِمُهُمُ النَّارُ كَمَا تَلْتَهِمُ شَجَرَةَ عُلَّيْقٍ كَثِيفَةً أَوْ سُكَارَى مُتَرَنِّحِينَ مِنْ خَمْرِهِمْ أَوْ حِزْمَةَ قَشٍّ جَافَّةً.
{11} مِنْكِ خَرَجَ يَا نِينَوَى مَنْ تَآمَرَ بِالشَّرِّ عَلَى الرَّبِّ، وَالْمُشِيرُ بِالسُّوءِ.



**التفسير التطبيقي للآيات أعلاه :-

1 : 1 كان ناحوم, مثل يونان, رسولاً إلى نينوى, عاصمة الإمبراطورية الأشورية, وقد تنبأ بين عامي 663 , 612 ق.م. رأى يونان هذه المدينة وهي تتوب وتعود إلى الله قبل ذلك بقرن من الزمان ﴿انظر سفر يونان﴾, ولكنها عادت مرة ثانية ووقعت في الشر والإثم. كانت أشور هي القوة العظمى في العالم في ذلك الوقت وكانت تسيطر على الهلال الخصيب وتبدو أمةً لا تقهر. كان محاربوها القساة المتوحشون قد هزموا المملكة الشمالية كما كانوا سبب متاعب كبيرة ليهوذا. لهذا أعلن ناحوم غضب الله على شر أشور, وفي خلال بضع عشرات السنين, سقطت نينوى في أيدي البابليين.
1 : 2 إن الله وحده هو صاحب الحق في أن يكون غيوراً وأن يجري العدل والانتقام. قد نستغرب عندما ننسب الغيرة والانتقام لله. فالبشر, عندما يشعرون بالغيرة, يتصرفون بدافع الانتقام ويكونون غالباً واقعين تحت تأثير روح الأنانية. ولكن من حق الله أن يطلب ولاءنا الكامل له ومن العدل أن يعاقب عاملي الشر غير التائبين, فغيرته وانتقامه لا تشوبهما أي روح أنانية بل الهدف منها القضاء على الخطية واستعادة السلام للعالم.
1 : 3 إن الله بطيء الغضب, ولكن عندما يشرع في الانتقام, فحتى الأرض ترتعد من غضبه. كثيراً ما يتجنب الناس الله لأنهم يرون الأشرار في العالم والمنافقين في الكنيسة ولا يعرفون أنه لأن الله بطيء الغضب, فإنه يعطي المخلصين له فرصة ليظهروا حبه وحقه لعاملي الشر, ولكن الدينونة سوف تأتي فلن يترك الله الخطية بلا عقاب للأبد. عندما يتساءل الناس لماذا لا يعاقب الله الخطية في التو واللحظة يجب أن نساعدهم على أن يتذكروا أنه إذا فعل ذلك فلن يبقى إنسان على ظهر الأرض. إن علينا أن نشكر الله جميعاً لأنه يعطي البشر فرصاً كثيرة لكي يرجعوا إليه.
1 : 6 لا يستطيع إنسان على الأرض أن يتحدى الله كليّ القدرة, فالله هو الذي يحكم الشمس والمجرات والكون الشاسع, ويتحكم أيضاً في قيام وسقوط الأمم, فكيف يمكن لمملكة صغيرة محدودة بالزمان والمكان كأشور, مهما كانت قوتها, أن تتحدى قدرته المرهبة؟ آه لو كانت أشور قد رأت مصيرها البائس وما آلت إليه إذ صارت أطلالاً مهجورة بينما ظل الله حيّاً وسيداً قوياً! لا تحاول أن تتحدى الله, فهو القوي الباقي إلى الأبد وسيظل هو أقوى من كل الأمم والجيوش مجتمعة.
1 : 6 وعلى أولئك الذين يرفضون الله أن يعرفوا أن عقاب الله نار آكلة تُهلك ولا تنتهي. أما رحمته فهي أمان وسلام لكل الذين يحبونه, وهي تشبع كل احتياجاتنا دون أن تتناقص. وعلينا أن نختار نوع علاقتنا بالله, فأي نوع من العلاقة تختار؟
1 : 11 ربمــا كـــان المــلك الـذي تـآمـــر علــى الــرب هــــو ﴿1﴾ أشوربانيبال ﴿669-627 ق.م.﴾ ملك أشور معظم فــترة حــياة نـاحــوم وقــد حقـق لأشــــور ذروة قـوتهـــا, أو ﴿2﴾ سنحاريب ﴿705-681﴾ الذي تحدى الله علانية ﴿2مل 18:13-35﴾, فكان مثالاً للتمرد على الله, أو ﴿3﴾ ربما لم يكن هناك ملك بالتحديد ولكن يقصد مملكة الشر كلها. لقد كان المقصود أن نينوى سوف تخرب بسبب تمردها على الله.
1 : 15 كانت الأخبار السارة بالنسبة لمملكة يهوذا التي دمرتها أشور, هي أن الأمة التي هزمتها وغلبتها سوف تبيد تماماً ولن تعود لتضايقها مرة أخرى. لقد محيت نينوى بالكامل حتى إن أطلالها لم تكتشف إلا سنة 1845 م.


Wisam Momika
ألمانيا
السريان الآراميون شعب وأمة مستقلة عن الآشوريون والكلدان