المحرر موضوع: السيد حسين السيد كريم الياسري كتب الادب الشعبي بكل فنونه واغراضه الشعرية  (زيارة 681 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل كاظم السيد علي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 737
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
السيد حسين السيد كريم الياسري
كتب الادب الشعبي بكل فنونه واغراضه الشعرية




بقلم : كاظم السيد علي
المدحتية من نواحي محافظة بابل الكبيرة ولكنها غنية بالطاقات الشعرية والتي اسهمت مساهمة فعالة في ساحة القصيدة والاغنية في البلاد عامة و مركز المحافظة خاصة .
فالشاعر الراحل  السيد حسين السيد كريم الياسري واحدا من رجال الادب الشعبي وواحد من ابناء هذه المدينة العريقة التي عرفت بثقافتها في مجال الادب العربي الفصيح والحسجة أي (الشعبي ) خاصة ولد فيها عام (1938 ) وشغف بحب هذا الادب ، وذلك لتأجيج قلبه في الهوى في ايام شبابه ، حتى كتب اول قصيدة ظهرت اليه في الساحة الشعرية بالضبط 22 /6 /  1948 حسب ما اكده لي طيب الذكر في احدى لقاءاتي الطويلة معه يقول فيها :
راح العنب يا وسفه وظلت خاليه السلة
اوطار البلبل الغريد وأثر بالكلب علّه
                 +++
سل كلبي افراك الغيد اوفكد اهواي اذاني
انوحن واشبه (ام سالم) ليل انهار خلاني
اون وابجي عالطيبين والحسرات ديداني
اون والون سكم حالي وكلبي الولفي اتسله
                   +++   
سل  الكلب افراكك يولفي اوبيك اهو  تولع
عاشرتك وانت جاهل دليلي بحبك اشبع
اعتقد من جتني اخبارك هرش دلالي اتكطع
وجسمي يادوه عيوني عن اصبيهه الكرى وله
                      +++
جسمي يادوه اعيوني عكبك  مايشوفه النوم
احط راسي عله وساده  وكلبي بالاكطار يحوم
راح الفكر تاه الراي لجلك كل وكت مغموم
سهم فركاك دوهني بيه  بين الخله
                   +++
خلتك بينت بيه اوسهم هجرك بلب احشاي
ياوسفه والف ياحيف ماظنيت تكصي وياي
نحل جسمي وركد حيلي واخبرك تاه مني الراي
هجرك ياشريج الروح دمعي على الوجن هله
                    +++
لقد كتب الادب الشعبي بكل فنونه واغراضه الشعرية ، فقد ساجل فيه كثير من الشعراء امثال السيد محسن الياسري وعبد الله الحسناوي وغيرهم من الشعراء آنذاك . فالشاعر السيد حسين  الياسري كان مولعا بكتابة الشعر الغزلي وكان يطغى على شعره هذا الطابع وفيه يعبر عن شغفه بالحب والشوق بما يدور في اعماقه من مشاعر ويستدر دموعه الساخنة والآمه الموجعة وحزنه العميق عندما يدلهم الليل تتثاقل همومه ويطول ليله ..يبقى يتسأل في قصيدة الموسومة "يالليل " نقتطف منها  :
يالليل يمته اتخلص خلصت بكايه الروح
ماشفت راحه ابد بس البجه والنوح
ولامثل نوحي اسمعت ناحت بنات الدوح
الله هذا الكلب!!   اشكثر بيها اجروح ؟
العين ميهه خلص دم عالوجن مسفوح
عندما يطول الفراق بين المحبين ..يتدفق الحنين ويتأجج الشوق بعتاب السيد الياسري بالزهيري (الموال ) كما يعرف بين عامة الناس وخاصة في مدن الفرات والجنوب :
روحي حملهه ثكل والشوك يوملهه
ماتدري عنها الترف زعلان يوملهه
ابنيران هجره سلاهه الروح يوملهه
يمكن جليل البخت عنها اشتمر وابعد
خلاها لمن يصد  صده  ابكره وابعد
درب الهوه شمطوله جن مادره وابعد
ولاحسب الروح تأخذ ثار يومالهه
في الايام الاخيرة من حياته اختص بكتاباته الشعرية في فن الابوذية فقد اجاد وابدع فيه . ففي احد الايام من جلساته معه سألته: انك مكثر في كتابة الابوذية ؟ولماذا الابوذية فقط ؟ .
فأجابني : "لأنه فن جمع كل محاسن الادب الشعبي" .
فكتب فيه كثير من الابيات المعبرة عن شوقه وحزنه كما جاء فيها يقول :
طلع والنور يتلاله من الدار
وله مبسم امرصعينه من الدار
تكول ام الحسن طلعت من الدار
ابثوب الرهبنه وفتكت بيه
وكان السيد الياسري لم ينسى  رزيته التي وقعت به في انتفاضة الشعب في اذار عام 1991 فهي معه ليل نهار باعتقاله مع ابنائه ال(6)من قبل جلاوزة النظام السابق وزجهم في اقبية سجونه ومعتقلاته حتى لاقوا ما لاقوا من تعذيب وحشي وجسدي ونفسي وخاصة شاعرنا طيب الذكر لكونه  قادة تلك الانتفاضة في مدينة المدحتية حتى خرج في حينها بعد ان اصيب  بمرض لازمه في سجنه ، لا ولم يعرف عن مصير ابنائه الذين ساهموا مساهمة فعالة معه ،فاخذ يتألم يوما بعد يوم على حجم المعاناة الرهيبة والجرائم البشعة التي لاقاه فأخذت قريحته تكتب دون هوادة في فن الابوذية الجميل يخاطبهم فيها :
يفاضل ليش تهجري منلهاك
شرايين الكلب يبست منلهاك
يبويه موخلص صبري منلهاك
اخذ روحي ولك ونغر عليه
+++
بيكم دوم اتباهه وفاضل
اوحرت ياهو الاجد منه وفاضل
لساني يلهج بميثم وفاضل
اخذ مني الكلب وابعد عليه
+++
يحيدر مادريت اشصار وجره
يمن نارك بلب احشاي وجره
هجرك رخص ماي العين وجره
على خدودي وشمت كل نذل بيه
+++
النهض نهضة شرف  ياخذ وسامه
ومن حيدر علي يحصل وسامه
اريد ادعي لبو سامر وسامه
يخليهم الي وينغر عليه
+++
عكب عينك حليم الجرح من شال
اوغيري للمصايب ولك من شال
ضعنك ياشريج العكل من شال
اخذ روحي اوطحت لأرض الوطية
+++
واخيرا ففي عام 1994 هوى نجمه فتوقف قلبه النابض بالحب والشوق الازلي لمحبيه وللوطن.  .



















...