ماتركه رحيل ألنوارس
ما تركه رحيل ألنوارس
رجل وأمرأة ألتحفا بالسماء والنجوم في ليلة شتاء عز عليهما فيها الدفء وحيدان أصبحا بعد أن حلقت نوارسهما بالطيران نحو شواطىء ألأمان وراء ألبحار ....
زحفا نحو زاوية الدار ... عانقها ليحميها بأحضانه من تيارات الهواء وسوط البرد . نفخ في راحة يديها يدفأهما بأنفاسه الحارة التي أحرقت جوفه الفارغ ألا من ألقراءات التي يجترها كلما حن الى الكتب والقراءة .
أغمضت عينيها بأمان في أحضانه لتركب سفينة أحلامها تاركة أياه يلملم أفكاره المتلاطمة ليحجزها في مكان ما في رأسه لعله يوماً يخطها على الورق .. جمع أحلامه المبعثرة على ساعات ليله الطويل ليسجنها هي ألاخرى في ذاكرته ليحلمها ذات ليلة بعد أن يغادره ألأرق ذلك النديم الممل ..
أغمض عينيه ..تراكضت الصور أمام عينيه ألمغمضتين تصاحبها أصوات ترج دماغه . صور غامضة لوجوه غريبة وأجساد أغرب كأنه يعيش أحداث فيلم للرعب . يفتح عينيه هارباً من كوابيسه ليصبح شريد لحظة من الزمان...... يغمض عينيه من جديد صور أخرى لرجال ونساء وفتيان وفتيات وأطفال بثياب بيضاءو أصوات فرح ومرح و كأنه يزور الجنة ... غريبة عينيه وماتعرضه له ..
أيعيش في حلم أم يصطنع حلماً حسب ما تمليه عليه أفكاره المختفية خلف حزنه الممزوج بأبتسامة غامضة
لتحليق نوارسه بعيداً هرباً من البرد وألألم ..كانت أحلامه تلك مرة تحزنه ومرة تفرحه .. تيقن من ذلك أن بين الحزن والفرح خيط رفيع قد ينقطع في غفلة من ألأنسان أو يكون أنقطاعه قسراً عليه ... تأخذه أغفاءة الى سبات وقتي .. يطل النهار بشمسه عليهما ... يشعر ألأثنان أن لحافهما بدأ يتسلل من على جسديهما ببطء حزين لتتسلل أشعة الشمس اليهما لتعطيهم دفأً طبيعيا ..
فاق من غفوته ليستل قلمه وينقل مشاعره وما راوده من أفكار ليخط على أوراقه عنواناً ( ما تركه رحيل النوارس )
أمير بولص أبراهيم آل عكو
برطلة 27 شباط 2007