المحرر موضوع: جريمة نكراء في المالكية تؤدي بحياة الأستاذ غازي أسحق يونان  (زيارة 4646 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل A D O

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 129
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

جريمة نكراء في المالكية تؤدي بحياة الأستاذ غازي أسحق يونان

نبذة عن الجريمة:
بتاريخ الحادي عشر من شهر آذار الحالي وحين كان الفقيد غازي أسحق يونان يهم بالخروج بسيارته من محطة البنزين القريبة من بلدة المالكية، كان بانتظاره خارج المحطة سيارة فيها شخصان وامرأة يرصدون حركته بقصد اغتياله، وما أن اقترب منهم حتى انهالوا عليه بالرصاص وأردوه قتيلا ثم لاذوا بالفرار، ولكن تم التعرف بسهولة من قبل الشهود على هؤلاء القتلة الذين تبين أنهم ينتمون إلى إحدى العشائر العربية " عشيرة الشرابية" وأنهم من ذوي الشخص الذي تسبب والد الفقيد غازي بوفاته قبل تسعة وأربعين عاما خطأً.
والقصة بأساسها جرت قبل تسعة وأربعين عاما، حين كان السيد أسحق يونان والد الفقيد في مناوبة حراسة ليلية لقريته ( قرية خانيك) مع أفراد نوبة الحراسة الليلية المكلفة بحراسة مزروعات القرية من التعديات المعتادة من قبل الرعاة الأغراب الذين اعتادوا أن يجلبوا ماشيتهم وجواميسهم للرعي في مزروعات وبساتين القرية خلافا لكل التقاليد والأعراف، وبينما كان أحد هؤلاء الرعاة يرعى ماشيته في مزروعات القرية ليلا، وجهت لهم نوبة الحراسة طلقات تحذيرية أصابت إحداها ذلك الراعي وتسببت فيما بعد بوفاته، بالطبع كانت الرماية بقصد التخويف والتحذير ولم يكن الرماة يرون هدفا أمامهم يقصدون إصابته بسبب عتمة الليل، وقد تحمل والد الفقيد غازي مسؤولية هذه الواقعة بالرغم من عدم التأكد من كونه هو المسبب بإصابة ذلك الراعي.
وبعد مرور عدة سنوات على هذه الواقعة تمت عملية الصلح بين والد الفقيد غازي وبين ذوي الراعي المقتول وفق التقاليد والأعراف العشائرية المتبعة في المنطقة، وعلى يد الشيخ " ميزر المدلول" شيخ عشيرة شمر، وتم دفع ضريبة الدم المعروفة ب (  الدية ) أصولا، وهذا يعني بالتقليد العشائري انتهاء المشكلة وعودة الطرفين لحياة مصالحة عادية لا يجوز بعدها اللجوء إلى أي شكل من أشكال الانتقام أو الضغط أو الابتزاز.
ولكن يبدو أن التقاليد والأعراف في وادي وهؤلاء المجرمون في وادي آخر، فقد قرروا أن يأخذوا بالثأر بعد مرور تسعة وأربعون عاما على الواقعة وبعد أجراء المصالحة المتبعة وفقا للأعراف والتقاليد، وربما يكون جهة خططت لهم لها هدف النيل من المجتمع والوطن، وعليه فقد خططوا لهذه الجريمة بدم بارد واستخدموا امرأة من أقاربهم كدليل للتعرف على حركة المغدور اليومية بحجة أنها بائعة لبن وحليب، ونفذوا جريمتهم في وضح النهار يوم الحادي عشر من شهر آذار الحالي. ليثأروا من الأستاذ غازي الذي لم يكن مولودا أصلا وقت وقوع حادثة القتل الأولى.
 وهكذا يروي الفقيد غازي تراب الوطن بدمائه الزكية الطاهرة لتختلط مع دماء أبائه وأجداده، لتقول لهؤلاء المجرمين القتلة أننا باقون رغم حقدكم وتعصبكم وجهالتكم لأنها أرضنا وسنبقى فيها، ودمائنا ستروي كرمة وجودنا وحريتنا فيها رغم كل التحديات.

لقد أحدثت هذه الجريمة البشعة حزنا عميقا وغضبا شديدا لدى شعبنا ليس في المالكية فقط بل في كل مكان في الوطن والمهجر، وجرت للفقيد يوم الثاني عشر من شهر آذار مراسم دفن لم يحدث مثيلها في المدينة، شارك فيها كل شرائح المجتمع وعبرت جميع القوى السياسية والاجتماعية بالمدينة عن استنكارها لهذه الجريمة التي لم يحدث مثيلا لها سابقا في مجتمعنا السوري. وطالب الجميع بإنزال القصاص العادل بالمجرمين.

وقد قام وفد كبير من المنظمة الآثورية الديمقراطية بتقديم واجب العزاء لأهل الفقيد غازي أسحق يونان، في مدينة المالكية بمناسبة اليوم الثالث لوفاته، وقد قدم الرفيق بشير سعدي مسؤول المكتب السياسي كلمة عزاء بهذه المناسبة في خيمة العزاء التي كانت مليئة بالمعزين من مختلف شرائح المجتمع باسم وفد المنظمة عبر فيها عن الحزن العميق الذي ألم رفاقنا في المنظمة وكل شعبنا لفقدان واحد من أبنائه راح ضحية جريمة نكراء أرتكبها مجرمون أعماهم التعصب والحقد، وقال بأن هذه الجريمة ليست موجهة للفقيد وأهله فحسب، بل هي موجهة لكل أبناء شعبنا، بل هي موجهة للمجتمع السوري بكل تنوعه القومي والديني، وهي موجهة بالوقت نفسه لتنال وتستهدف السلم الأهلي والنسيج الاجتماعي والاستقرار لشعبنا وللمجتمع عموما، إنها جريمة وحشية بشعة وعمل جبان يخالف كل القوانين والأعراف والتقاليد والقيم الاجتماعية والدينية التي اتسم بها مجتمعنا السوري عبر تاريخه الطويل الذي لم يشهد مثيلا لها، فلم نسمع من قبل عن عملية انتقام أو ثأر بعد خمسين عاما وبعد إتمام إجراءات الصلح ودفع الدية، ولهذا فنحن في المنظمة نضع علامة استفهام كبيرة حول هذه الجريمة، ولا ننظر إليها كجريمة فردية موجهة من شخص ضد آخر، بل نشك بأن هناك جهة خططت لها لتخلق فتنة أهلية تستهدف الاستقرار والأمن والسلم الأهلي في مجتمعنا خصوصا في هذا الوقت الدقيق والحرج التي تمر به المنطقة، ولهذا فنحن نطالب الدولة بأجهزتها المختلفة إيلاء هذه الجريمة أهمية خاصة والتعامل معها بجدية واهتمام بعيدا عن الروتين والإهمال الذي عوملت بها جرائم سابقة، فهي جريمة استهدفت المجتمع ككل، ونحمل المسؤولية كاملة للدولة بهذا المجال، بأن تعمل بكل جدية للقبض على الجناة وجلبهم للعدالة لينالوا قصاصهم العادل على ما اقترفته أيديهم ليصبحوا عبرة لمن يعتبر، ونرى أن من واجب كل القوى السياسية والاجتماعية والعشائرية في بلدنا بكل تنوعها القومي والديني أن تتضامن وتقف موحدة ضد المجرمين، وبشكل خاص مطلوب من أقارب المجرمين وعشيرتهم أن يستنكروا هذه الجريمة ويتضامنوا مع المجتمع ضد الجناة وعليهم أن يتجنبوا أية محاولة لخلق ذرائع وتبريرات من أي نوع كانت، وعلينا جميعا أن لا ننسى هذه الجريمة بعد انتهاء مراسم العزاء، وأن لا نقف مكتوفي الأيدي كما تجري الأمور عادة، بل يجب أن نتحرك سوية لمتابعتها ومطالبة الدولة ومؤسساتها بصوت واحد للقبض على الجناة وتقديمهم للعدالة بالسرعة القصوى، وقال في ختام كلمته بأننا سنبقى في المنظمة على تواصل معكم لمتابعة هذه القضية التي هي قضيتنا جميعا حتى النهاية حماية لشعبنا ومجتمعنا السوري من شرور قوى التعصب والظلام.