المحرر موضوع: انظروا ماذا فعلت " الأسلمة " ‏  (زيارة 1047 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل متي اسو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 926
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
انظروا ماذا فعلت " الأسلمة " ‏
يمكن ان يتحوّل الانسان السييء الى انسان جيد بين ليلة وضحاها ، بل ربما  في ‏لحظة او نتيجة موقف واحد يضعه على المحك لينهض ضميره الذي كان دائما ‏ينازعه كثيرا على اخطائه ... ولنا في ذلك  الكثير من الامثلة  ... اما الذي مات ‏ضميره وعمل هو على دفنه ، فإن امر إصلاحه يكاد يكون معدوما .‏
لكن من الصعب جدا ان يتحول الانسان الجيّد الى انسان سييء فجأة ، بل يكاد   ‏الأمر ان يكون مستحيلا في كثير من الأحيان ، فالذي لا يسرق ولا يقتل يكون ‏مستعدا ان يموت جوعا وكمدا دون ان يخطر على باله أن يرتكب سرقة او قتل .‏
هل تحول العراقيون ( وعرب الربيع العربي ) الى وحوش مفترسة فجأة ؟ يقتلون ‏ويتقاتلون وينهبون ويغتصبون ويهجّرون ؟  ... وليسأل كل واحد منا نفسه نفس ‏السؤال : " هل باستطاعته ان يتحول فجأة الى وحش كاسر ينهب ويسرق ويسفك ‏الدماء مهما تبدّلت الظروف ؟ " .... عندما يجيب على هذا السؤال الموجّه الى نفسه ‏يكون قد فهم ما حدث .‏
خابرت صديقي في بغداد لأطمئن عليه بعد سقوط الدكتاتور ، قال لي ببالغ الحزن ‏والأسى : " لم اكن اعرف ان العراقيين بهذا السوء " !!! ... لم تكن " القلّة " القليلة ‏التي انطلقت تمارس الاجرام ... لو كانت قلّة ، لتصدّت لها غالبية الشعب وقمعتها ‏كما فعلت شعوب اوربا الشرقية عندما ارادت المافيات الاجرامية ان تعيث في بلدانها ‏فسادا بعد سقوط الانظمة الاشتراكية فيها .... لكن يبدو انها كانت الاكثرية في بلداننا ‏‏!!!!‏
لم تتحوّل اخلاق الناس فأصبحت سيئة فجأة بعد التغيير ، إنما كانت قد تغيّرت على ‏مدى سنوات طويلة  وأجيال من السيطرة الدكتاتورية في جميع الوطن العربي ‏والاسلامي . عانت فيها هذه المجتمعات من الفقر والمرض والجهل والحروب ‏وغياب حرية التعبير،  فتشوّهت الصفات التي كانت تحملها لتحل محلّها الانتهازية ‏والنفعية والوصولية بأي ثمن فكان الطريق الى خراب النفوس   ... وعند غياب ‏السلطة القمعية والأمن ، جاهرت بحقيقتها التي كانت مكبوتة لتنفجر على نحو ‏عشوائي . ‏
كانت " الاسلمة " في المجتمعات العربية والاسلامية قد غزت البيوت والعقول ، ‏بسلاح " أموال الخليج وتطرّف شيوخه " ، وبمباركة أو " غض الطرف " من ‏الحكومات الدكتاتورية التي وجدت في أسلمة المجتمع " دواءً ناجعا " للقضاء نهائيا ‏على الافكار العلمانية  واليسارية . كان كل ما يهم الدكتاتور ( في كل بلد عربي او ‏اسلامي ) هو إحاطة نفسه بالانتهازيين والنفعيين من كل حدب وصوب ، وتقوية ‏جهازه القمعي  للحفاظ على كرسي الحكم  فقط .... له ولأولاده من بعده ..... ووجد ‏ان ركوب " الموجة الاسلامية " ، او مجاراتها ، مفيد في مثل هذه الاحوال .  ‏
كيف تمّت أسلمة المجتمع المصري ؟ ، وماذا عن شمال افريقيا والسودان ؟ لماذا ‏يفوز الاسلاميون في الاردن ؟ ، كيف يسيطر الاسلاميون على الوضع السياسي في ‏لبنان ؟ كيف تفشّت " الأسلمة " في العراق وسوريا  بمباركة الحكومتين البعثيتين ؟ ‏ما الذي حدث في افغانستان وفي باكستان بعد إنقلاب محمد ضياء الحق ؟ ،  ما الذي ‏جعل المسلمين في جمهوريات الاتحاد السوفيتي سابقا وفي البانيا والصرب ان ‏يتحوّلوا من اناس علمانيين الى مسلمين متطرفين  ؟..... اني لا أتحدث هنا عن ‏السعودية ولا عن ايران..... الدولتان اللتان لا زالتا  تعملان على النهوض بـ " ‏الأسلمة " وتصديرها  رغم كل البشاعة والمآسي التي ولّدتها ...‏
ان تحوّل الناس من مسالمين حالمين بِغد أفضل الى متطرفين يحلمون بتفجير انفسهم ‏وسط ابرياء لينالوا " جنة الحوريات " في ألآخرة  لم يحدث فجأة ، إنما " الأسلمة " ‏هي التي صنعته على مدى اكثر من خمسين عاما ... وها نحن نحصد نتائجه ... ان ‏تحوّل الانسان الاعتيادي الى ارهابي في هذه الدول حدث بطريقة " سهلة " الى حد ‏ما ... لقد إستطاعت " ألأسلمة " ان تضيف مسحة " القداسة " على العمليات ‏الجهادية التي أصبحت مرادفة للعمليات الارهابية . تقبلها عدد كبير من المسلمين ‏الذين عانوا من الحكومات الفاسدة  بـ " ضمير مرتاح " و متفائل الى حد ما !!! . لقد ‏وجدوا فيها " الحل " لمشاكلهم المزمنة ، ولو بالآخرة !!! .‏
إن قاتل الدكتور فرج فودة عام 1992 كان أميا  ، قتله بعد ان  شنّت "جبهة علماء ‏الأزهر " هجوما كبيرا عليه ثم أصدرت بيانا بتكفيره .‏
لكن " الأسلمة " لم تقف عند حدود تجنيد " الأميين " ..  ولكي يسهل عليها تجنيد ‏الشباب المتحمس ، كان يجب عليها ان تجند متعلمين يحملون شهادات جامعية او ‏درجة دكتوراه ، واستطاعت ان تعثر على اولئك المتعلمين  الذين وجدوا في ركوب ‏الموجة الاسلامية اقصر الطرق لـ " الوصول" !!!   .. في السعودية الكثير منهم .. ‏وفي ايران كذلك ... وفي الحكومة العراقية أيضا وكذلك في المعارضة  ...: هؤلاء ‏الاسلاميون الذين يحملون  شهادات دراسية عالية " هم الأخطر ... لأن تجنيد الاميين ‏يحدث بسبب تنظيراتهم  وقابلياتهم في التمويه والكذب والتخطيط . ‏
قاتل الدكتور فرج فودة كان شابا فقيرا وأميا ...‏
لكن قاتل المرحوم ناهض حتر يحمل شهادة جامعية في " الهندسة " وفي التاسعة ‏والاربعين من عمره .‏
لكني رغم كل ذلك متفائل ، الاسلام السياسي ظهر على حقيقته  وفضح نفسه ، وهو ‏في طريقه للزوال عاجلا ام آجلا ... غدا سيتعافى الجيل الصاعد وينفض غبار ‏الماضي العفن عنه .‏



‏   ‏


غير متصل نيسان سمو الهوزي

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3606
    • مشاهدة الملف الشخصي
سيدي الكريم متي : هذه فلسفة عميقة وطويلة وجذورها تمتد لمآت السنوات ... الموضوع محبوك ومدروس وفي كل المذاهب وإن اختلفت الدرجة او المشهد . سأنقل لك منظر ومن ثم اتركرك معه : منظر ومشهد مقتل الحُسين !! شاهد المنظر بكل تفاصيله وستعلم كم هو الجهد المبذول في زرع فتنة الشيعي على السني وهكذا الباقي المناظر . كل الذين يلطمون في ذلك المأدب والمنظر من الدكاترة والمحاميين واساتذة جامعات وغيرهم . ثلاثة اربعاع خزينة السعودية وقطر تُصرف لغرس هذه المفاهيم في رأس ذلك الإنسان ! عبروا الصحراء وبدأوا في الغرب المياع للدولار .. طولناها .. تحية .

غير متصل falpatty

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 393
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الصديق متي ٲسوا المحترم
قراءه موضوعيه لما يحدث في عالمنا من قتل وتدمير بلدان مثل العراق وسوريا واليمن وامتدادها الى البلدان اﻻوربيه بسبب تهجير ملايين البشر من بؤر التوتر والمناطق الساخنه وحصل ذلك  بعد تٲثير اﻻفكار الاسلاميه المتطرفه وغزوها لهذه البلدان بعوامل عديده اهمها الربيع العربي الذي تحول الى شتاء مظلم لهذه البلدان مع خالص تحياتي
 فريد قرياقوس داود

غير متصل كنعان شماس

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1136
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
الاخ متى اسو  المحترم
    اقبـــح واحــــط حكومتين في سجل حقوق الانسان هما مملكة الســــعاودة  وجمهوريــــة  الملالي والعمامات الايرانية والحكومتين المصدر رقم واحد والاساسي للاسلمة والارهابين في العالم اجمع .  اهي صدفة ان الحكومتين  الاكثر تدليلا ومداهنة من امريكا والغرب  ؟؟؟ حتى لا تطالب الحكومتين بمبداء المقابلة بالمثل الاعدل بين كل  دول العالم . شخصيا اميل للاعتقاد بان امريكا والغرب  سيفرضون الاسلام على على المسلمين ومن يعيش بينهم بالقوة والعنف     تحية

غير متصل متي اسو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 926
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
الاستاذ نيسان : نعم ، ما تقوله هو عين الصواب ، بدأ المسلمون بصراعاتهم على السلطة ‏قبل ان يدفنوا نبيهم .. التاريخ الاسلامي يخبرنا بذلك ... وهم ، بعد ان عجزوا من غزو ‏العالم عسكريا ، بدأوا بغزه بـ " فلوسهم  والمهاجرين "  وهناك  من يسهّل عليهم الامور ‏لأغراض نفعية مثل اللبراليين والديمقراطيين ، او لأغراض سياسية وانتخابية مثل اليسار.. ‏لقد استطاعوا فرض اجنداتهم على الكثير من الجامعات الغربية بعد اعطائهم " المنح ‏‏السخية " ‏. حتما هناك اختراق وفساد في معظم مرافق الدول الغربية ، وكذلك في دوائر ‏الهجرة  وفي الامم المتحدة نفسها وفي منظمات حقوق الانسان ... تحياتي .‏
صديقي العزيز فريد : نعم ، ان مشكلة العالم العربي والاسلامي ، كانت ولا تزال ، بفعل ‏القبضة الحديدية للدين وللعشائرية ... إستطاع الغرب ان يتخلص منها بنضال ابنائه وليس ‏توسّلا بدول من عالم آخر ، تحياتي القلبية .‏
الاخ كنعان شماس المحترم : نعم ان مشاكلنا كلها كانت من " رأس الحية " السعودية ، ثم ‏تبارت معها ايران الملالي في هذا الخصوص . لكني اختلف عنك في ايجاد " شماعة " ‏وتبرير مجاني  لما تقوم به " الأسلمة " ... كل ما نحتاجه هو قراءة التاريخ لنجد ان الدماء ‏كانت تسيل على نحو بشع منذ صدر الاسلام ( بالمناسبة ، ثلاثة من خلفاء الراشدين تم قتلهم ‏‏) يوم لم تكن هناك امريكا ولا الغرب على الساحة العربية ، وامتد القتل المتواصل الى ‏تاريخ سقوط الخلافة الاسلامية عام 1924 ... لم تشهد الاجيال بعد هذا التاريخ ، إلا فيما ‏ندر ، تلك الانهار من الدماء ... الآن حان وقت إعادة " الخلافة " ، وما يحصل الآن هو ‏من مستلزمات هذه العودة .‏
نعم ، نحن نتهم الغرب لاحباطاتنا وترديدا لما يقوله المتطرفون المسلمون انفسهم ، لن ‏تستقيم الامور في هذه البلدان إلا بعد ان يقوم المسلمون انفسهم بعزل دينهم عن التدخل في ‏السياسة كما فعلت شعوب الارض . تحياتي .‏



غير متصل متي اسو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 926
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
اود ان اعطي بعض الامثلة لما حصل :
من الاكاديميين المصريين الذين ركبوا الموجة الاسلامية بعد ان كانوا يساريين :‏
‏ سيد قطب خريج دار العلوم ، كان ليبراليا ينتمي الى حزب الوفد ، ثم ليصبح منظرا ‏اسلاميا متطرفا يطالب بتطبيق الشريعة ( اعدم في زمن عبد الناصر .  ،
‏ المستشار طارق البشري ، ذاع صيته عبر مقالاته التي نشرها في المجلة اليسارية الشهيرة ‏‏"الطليعة" ودافع ‏فيها عن تصوراته اليسارية . عام 1980 يظهر البشرى تحوله إلى الفكر ‏الإسلامي خلال مؤتمر "القومية ‏العربية والإسلام .‏
الدكتور محمد العمارة ‏ ‏ ،  بدأ حياته اشتراكيًا حتى صار فيلسوف الاشتراكية المقدَّم، وبينما ‏الاشتراكيون فرحون به، تحول عن الفكر ‏الاشتراكي لينضم إلى الركب الإسلامي وليصبح ‏المنظًر للحركة الإسلامية . بلغ به التطرف الى إهانة المسيحية والمسيحيين . في كتاباته .‏
الكتور عبدالوهاب المسيري ‏، بدأ حياته لفترة قصيرة منتميًا لجماعة الإخوان المسلمين، ثم ‏انتمى إلى اليسار المصري وتحديدًا للحزب ‏الشيوعي، وفي 2004 انضم لحزب الوسط ‏الإسلامي ليصبح من أوائل المؤسسين له !!!.‏
المحامي محمد الدماطي ‏ ، المعروف بميوله الماركسية اليسارية اتهمه اليساريون بالتخلي ‏عن مبادئه وأفكاره والاتجاه ‏إلى جماعة الإخوان، وظهر جليًا بعد انضمامه لحملة الدكتور ‏محمد مرسي لانتخابات الرئاسة ودفاعه ‏المستميت عنه، ولم يتوقف الأمر على ذلك بل اتجه ‏إلى الدفاع عن مرسي بعد عزله يوم بالإخوان عام ‏‏2008 حين تم ترشيحه على قوائم ‏الإخوان في نقابة المحامين.‏ .‏
اما إذا اتينا الى العراق فسوف نجد ان معظم جنوب العراق كان يساريا في زمن المرحوم ‏عبد الكريم قاسم  قبل ان تخطفه الموجة الخمينية في نهاية السبعينات .‏


، ، ، ‏