المحرر موضوع: بياض يبعثرُ رحلة الغياب  (زيارة 853 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل كريم إينا

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1311
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
بياض يبعثرُ رحلة الغياب
« في: 20:59 26/09/2016 »
بياض يبعثرُ رحلة الغياب
كريم إينا
أبعثرُ بياضي
على شعرة الظلام
أسرقُ صحوة الذاكرة
لحظة دخول البياض
سأنتظرُ طلاء الأنوثة
رُغم مكر وزيف الأصدقاء
وليلُ القسوة يصنعُ
خيال الماء
فأراهُ كالمرآة
يتوسّلُ من بؤس غبار الأيّام
إئتلقتُ يوماً أبحثُ عنّي
فقرّرتُ أن
أدخلَ الظلّ المثقوب
الذي ما زال ماسكهُ" علي خيّون"*
كدمعة خجولة
إنهمرت وتلاشت
أمشي لأرهن قلبي
لقمصانك العاطلة
وأغسلَ ذنوبي بحروف القافية
كلانا يفترقُ في ظلمة النفق
على مرايا عاكسة
يتشابكُ الرحيلُ بيننا بخمرة الماء
وفي حلقي غبارٌ
جعل المساء ينثّ صمتهُ ويتبدّد
فتخرجُ منه الشرايين النابضة
ها هي إرتعاشة الحب
مزروعة في شفاه النسيم
تنتظرُ صوتك الرنّان
مرّة واحدة
جَلَستْ قصيدتي تسمع إنبعاج الحلم
كأنّه طين تكوّر قوتاً
لأحزان الشتاء
الظلّ الداخلُ خافقٌ مصباحهُ
يضاجعُ صحوة الغياب...
وروحي خجلة
تلطّخُ وجهَ كلّ ذهاب وإياب
أنشدُ خطاي وأصرخُ لمسافات الفراق
أشمّ رائحة التقبيل
فتراودني ظنونٌ وذكريات معزوفة
تؤجّلُ رحلتها لزمن إفتراضي
صفعَ الغيمُ ثقل أمواج الظلامْ
شقّ بقايا غربتهُ المشتعلة
يبقى القلبُ منزوياً
فوق رفوف الغياب
كلّما مسّ شواطئها المنسية
صاحت ياقاتها بألسنة من نار
وتحتَ عويل الظلام تهبط الكلماتْ
تتخطّى براعم الأوراق
كصوت المطر المغسول
لم أرَ سوى البريق
يهدرُ من عواصف رعدية
تنحتُ لها مومياوات معلّبة
كان البياض يوماً ينيرُ ظلمة العبيد
زهاءَ تنهّد الأذهان
في ذلك المساء كانت نكهة البياض
تتمشّى مغبرّة حمراء
تهرولُ خلفنا تتلعثمُ كأرملة
أجنحة النوارس ترتعشُ
تحتضرُ منفصلة عن جسدها
لم أرَ سوى شهوة البريق
مرّت داخل قطرة العلق
تطوي الحزن مخلّفة وراءَها
قطيع دخان أبيضْ
تغربلُ ضجيجَ المغاليق ْ
بإمكان الريح الطيران
على مغاليق القمر
دونَ توقّف
ترسمُ ملامح المسافة
دونَ جدوى
قد يأتيني
عاشق الغابات الوسواس
يحكي عن الحب
الذي ما زالَ ينتظرُ أفولَ
الظلام وبعثرته
إلى غياب غير
مسمّى...
....................
•   "علي خيّون" قاص وروائي عراقي
***