المحرر موضوع: أبنةُ جُحا !  (زيارة 775 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل يوسف أبو الفوز

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 680
    • مشاهدة الملف الشخصي
أبنةُ جُحا !
« في: 23:25 09/10/2016 »
الكلام المُباح (123)  

أبنةُ جُحا !

يوسف أَبُو الفوز
حين وصلنا بيتِ صديقي الصَدوق أَبُو سُكينة، لم تستطع زوجتي أخفاء قلقها وتضامنها مع صديقة لها، تشكو كثيرا من زوجها، الذي بسبب ضغوطات العمل ومشاكل عديدة أخرى ،تنعكس على مزاجه، فصار يعاملها بخشونة، وسرعان ما ينتبه لنفسه ويشعر بالذنب فيغرق في الحزن والكأبة ! تكرر الامر لاكثر من مرة ، مما جعل الصديقة تلجأ لطلب النصيحة من صديقاتها، ومنهم زوجتي. كانت زوجتي تتحدث عن الحالة دون ان تذكر أسماءً محددة. وعلى عادته، حتى لو كان حديثك عن أكل الكباب والدولمة فأن جَلِيل يلويه ويدخلك في أبواب السياسة وعوالمها. علق مبتسماً :

ـ اعتقد ان هذا الزوج بحاجة الى إستجواب علني في البرلمان العراقي، ومن ثم تصويت سري و ... البقية تعرفونها !

أحتجت زوجتي لانها تصورت أن جَلِيل يسخر من مشكلة صديقتها. فتدخلتُ محاولاً تغيير الموضوع وفتح محور أخر بعيد عن هذا كله، فقلت : البارحة كنت اقرأ في كتاب ...

فقاطعني جَلِيل ضاحكا : أعرف مناورتك جيدا، دع كتبك الان جانبا، وأخبرني الا ترى ان هذه الزوج ناكر للجميل ويستحق المسائلة على ما يفعل مع زوجته ، رغم انها ــ كما تقول زوجتك ــ زوجة وفية ومحافظة على بيتها، وانها لا تستحق ما يجري لها؟! وأن حالها مثل حال شعبنا الذي يستحق حياة افضل وان لا يكون مصيره ومستقبله بيد سياسيين غير أبهين ولا ينتابهم حتى الشعور بالذنب لما يفعلوه ؟!

وضحك أَبُو سُكينة وهو يغالب سعاله، ومد ساقه وعيناه تلمعان وتوجه لي بالكلام : ما دام جَلِيل والجماعة خلطوا الموضوعين مع بعض وصار لكل شيء أسمه.. فالزوجة صارت بمحل شعبنا المبتلى بنتائج الاعمال الارهابية والفساد والمحاصصة، والزوج صار بمحل السياسيين واصحاب الامر ناكرين الجميل والخ .. فأعتقد ان الامر المناسب هنا ان تحكي لنا عن بنت "الملا نصر الدين" وزوجها وماجرى لها، لان حالها هو المثال الاصدق لحال شعبنا مع أهل الحل والربط الذين ... !

وكنت مرة ـ عزيزي القاريء ـ رويت لأبي سُكينة، كيف أن الكاتب الافغاني خالد حسيني (مواليد 1965)، أورد في روايته المعروفة "عداء الطائرة الورقية " ــ صدرت عام 2003 ــ أحدى حكايات "الملا نصر الدين" ،كما يسمونه في افغانستان وايران، والذي نسميه في العراق "جحا"، وكيف ان أبنة جحا عادت الى المنزل تشكو من ان زوجها ضربها، فضربها جحا ضربا شديدا هو الاخر، ثم ارسلها لتقول لزوجها ان جحا ليس احمقاً : اذا كان ابن الزنا هذا يضرب أبنته، فان جحا سوف يضرب له زوجته !