المحرر موضوع: أنا والحمار .... قصة قصيرة  (زيارة 1260 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل جان يلدا خوشابا

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1834
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
أنا والحمار .... قصة قصيرة
« في: 13:58 12/10/2016 »
 

ايها الاحبة

تحياتي

عشت فترة من شبابي في الثمانينات من القرن الماضي في الرمادي وخاصة في ايام العطلة المدرسية حيث كنت أتنقل مع والدي المرحوم  بسب عمله الذي يتطلب بقاءنا خارج البيت لفترات وأسابيع في بعض الأوقات .

وفي أحدا المرّات تعرفنا على شيخ عشيرة كبير ومعروف ومشهود له يومها ومدعوم من الحكومة .

وقتها اهدي هذا الرجل لنا حمار .... نعم كانت هديته لنا حمار .

فقلت لوالدي وقتها : وماذا سنفعل بالحمار فنحن لا نحتاج الحمار ولا نستطيع أن ناخذه الى بغداد ولا سنستفيد منه أبداً .

ضحك ابي وابتسم وقال : أن هذا الحمار سيكون لك وعليك ان تعلمه الكلام والحوار والثقافة  .

فقلت : يا ابي أرجوك لا تحرجني هكذا .....  فهل انت جاد بما تقول .

فقال : نعم وستعطيه اسماً وتعتني به وهذا أمر مني

فقلت : ولكنه  حمار فكيف تعلم الحمار الثقافة .

فقال :  جرب وسترى

بقيت تلك الليلة واليالي بعدها أفكر كيف تستطيع تحويل الحمار الى حمار مثقف  .

وكيف تعلمه الحوار وكيف تعلمه التاريخ والثقافة ففي النهاية هو حمار .

ولكن ما أردت أن اكسر كلمة أبي

وقلت هي محاولة عسى ولعل  قد أنجح واصنع من الحمار شيئاً  .

فبدأت اعمل معه وأعطيته اسماً خفيفاً وهو  حمور أفندي وبدات أتحرك أمامه وأتكلم معه  وارسم صور ولوحات أمامه

 وابي كان يرقبني  من بعيد .

وانا اعتبرت الشغلة مساءلة تحدي ويجب ان يفهم الحمار الكلام ويكون حماراً محترم وله اسماً لامع  .

لكن بعد ايام تعبت فلا الحمار تعلم مني ولا أنا تعلمت من الحمار .

فجاء ابي عندي ووجداني متعب منهك وانا احاول المستحيل في المهمة الصعبه ان ادرب الحمار كي يتحول فكره وعقله ويكون مختلف عن غيره ويعلم ويتعلم  اننا نحبه ونحترمه ولا نستغني عنه . 

 فقال والدي : لقد حاولت يا ولدي وانت مشكور على تعبك وجهدك وأناكنت اراقبك وانا فخور بك لانك حاولت وحاولت ان تصنع وتساعد الحمار كي يتثقف ويتعلم ويعرف دربه ومصيره بدايته ونهايته.

وقال بعدها وبصوت عالي وحزين وهى ينظر في وجهي:         الحمار يبقى حمار وانت تبقى انت  .

 ولكن هل تعلمت الدرس ؟

 

ضحك والدي وقبلني وقال : انه الخميس وقد انتهى العمل فهيا احزم حقيبتك بسرعة وعلينا العودة الى بغداد 

والبقية تأتي ....

 

أناهنا لا انتقص من قيمة الحمار  ولكن للقصة قضية   .