المحرر موضوع: السريان وأهل البيت/ سعادة سفير العراق في الدنمرك د.علاء الجوادي  (زيارة 4531 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل موفـق نيـسكو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 362
  • الحقيقة هي بنت البحث وضرَّة العاطفة
    • مشاهدة الملف الشخصي
أتقدم بالشكر الجزيل لسعادة سفير العراق في الدنمرك الأستاذ الدكتور علاء الجوادي المحترم على هذه الهدية القيمة، وافتخر واقدِّر عالياً ثقافته الواسعة بمختلف الأمور وإطلاعه الواسع في تاريخ العراق وأديانه وطوائفه وقومياته،فالعراق  اليوم بأمس الحاجة إلى شخصيات مثله تلعب دوراً كبيراً تطفي حباً ونقاءً وبهاءً وجمالاً على أصرة الهوية العراقية بين جميع العراقيين، وتساعد في تقوية علاقات المحبة والأخوة بين الجميع للعيش بمحبة سوياً على تربة الوطن وتحت خيمة الواحدة.
بارك الله فيكم ودمتم ذخراً للقيم العراقية والمثل النبيلة.
أشكر سعادة السفير لتخويله لي بنشر المداخلة من موقع النور

http://www.alnoor.se/article.asp?id=308997&msg=sent#comments

السريان وأهل البيت/ سعادة سفير العراق في الدنمرك د.علاء الجوادي

الدكتور السيد علاء الجوادي
ارغب أن أقدم مداخلة تأصيلية حول الجذور العراقية الأصيلة لقريش وبني هاشم وأهل البيت وأهديها بالذات للأستاذ الباحث موفق نيسكو وكل الإخوة المسيحيين المتداخلين على هذه المقالة وستظهر كتعليق في النور والأخ موفق مخول بنشرها في الأماكن المناسبة كذلك... فأقول بعد الصلاة والسلام على سيدي روح الله المسيح وسيدي وجدي حبيب الله محمد وعلى أهل بيته الأطهار:
 
الإسلام والثقافة الإسلامية تحترم كثيرا السريان والثقافة السريانية وفي المقابل وكما أكد المطران جورج صليبا أن: التواريخ السريانية تضع الإمام علي في مقام أصفياء الله لكل ما خصّه به الله من معرفة وحكمة ومقدرة... وقد ألقى مطران جبل لبنان للسريان الأرثوذكس المطران جورج صليبا كلمة تحدث فيها عن شخصية الإمام عليّ صلوات الله عليه وقال: إنه شخصية نادرة وفريدة في العالم عموماً وفي الإسلام خصوصاً... وأضاف صلیبا قائلا: هو ابن عمّ الرسول العربي الكريم وهو الرجل الثاني بعد الرسول في الإسلام، فالإمام عليّ عالم كبير سماته التقوى ومكارم الأخلاق والنباهة والشجاعة، كرّمه الله ووهبه الذكاء والفطنة والشجاعة ويشهد له بذلك الإسلام وعلماء من غير المسلمين، ومنهم مار ميخائيل الكبير البطريرك السرياني (1199) وهو من أكبر مؤرخي السريان والعالم.
وقال: كانت للإمام عليّ علاقات مميّزة مع السريان، ومعاصراً لأقطاب كبيرة من هذه الأمة، أذكر منهم صديقه البطريرك أثناسيوس الجمّال 595 - 631، وماروثا التكريتي (628- 649)، والبطريرك تيودور 631- 648، وكانت تربطهم علاقات عبادة الله ومحبّة الناس وخدمة المواطنين، وتضعه التواريخ السريانية في مقام أصفياء الله لكل ما خصّه به الله من معرفة وحكمة ومقدرة.
 
ونتيجة لهذه الصلة الوثيقة نجد بعض الروايات الإسلامية تشير إلى أسماء الأئمة الاثنى عشر الأطهار عليهم السلام من أبناء الرسول محمد وتذكر أن أسمائهم هي:
الإمام علي: اليا
الإمام الحسن: شبر
الإمام الحسين: شبير
الإمام علي بن الحسين: علوثا
الإمام محمد الباقر: طيموثا
الإمام محمد الصادق: دينوثا
الإمام موسى الكاظم: بجيوثا
الإمام علي الرضا: هيملوثا
الإمام محمد التقي: اعلوثا
الإمام علي النقي: ريبوثا
الإمام الحسن العسكري: علبوثا
الإمام المنتظر محمد المهدي: ريبوثا

وهذا يكشف مدى احترام أئمة أهل البيت للشعب الآرامي ومن ثم السرياني الذي سكن في العراق كبلد أصلي لهم وفي ما جاوره من أقاليم تستوعب منطقة الهلال الخصيب. وأنا شخصيا احترم كثيرا جدا هذا الشعب وكل المسيحيين وبكل أسمائهم الكريمة التي يرغبون أن يسموا بها أنفسهم...

ولم تكن مواقف أهل البيت مجاملة لشعب من الشعوب فلم يكن يومذاك نفوذا وقوة سياسية أو عسكرية للآراميين أو السريان في العراق والمنطقة بل كان بعض المسلمين ينظرون لهم بعدم احترام وفوقية، حتى قال احدهم: لو كنت مدينا وكان جارك نبطيا فبعه وفي دينك!!!!!  لكن أهل بيت الرسول كانوا يريدون تصحيح الموقف بما يتطابق مع الحق، فاظهروا اعتزازهم باللغة الآرامية القديمة لغة العراق قبل الإسلام. بل أن أهل البيت كشفوا حقيقة خطيرة في المجتمع المسلم يومها كانت صادمة للكثيرين، فاشرف أسرة عند العرب هم قريش واشرف قريش بنو هاشم واشرف بنو هاشم علي بن أبي طالب وأولاده، لكن هؤلاء الإشراف كانوا يفتخرون بأصلهم الآرامي السرياني العراقي وها هو عميد البيت الهاشمي وثاني رجل في العرب بعد محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم، علي بن أبي طالب عليه السلام يقول عندما سأله احد علماء النسب عن نسب قريش: (نحن قوما من كوثى). ويقول الإمام علي بصريح العبارة: " من كان سائلاً عن نسبنا فإنا من نبط من كوثى"... ويعني ذلك نحن من قريش وقريش من النبط والنبط من كوثى... وكوثي هذه هي عينها كوفي أو الكوفة وفي رواية أهل البيت كوثي ربي أي كوفة الكبرى التي تشتمل اليوم على المحافظات النجف وبابل وكربلاء!!!

بقي علينا أن نعرف أن مصطلح النبط عند العرب يومذاك يعني سكان العراق الذين كانوا يتكلمون اللغة السريانية وهي الآرامية المؤمنة حيث أن الآراميين الذين امنوا بالسيد المسيح اصطلح عليهم كلمة السريان تميزا لهم عن الآراميين ممن لم يؤمن برسالة السيد المسيح عليه السلام...

وتوجد عندنا روايات عديدة تؤكد أن أهل البيت النبوي كانوا على معرفة باللغة الآرامية ووليدتها السريانية.
وحتى القران الكريم المنزل باللغة العربية القرشية ترد به جمهرة من الكلمات الآرامية... لغة أجداد القرشيين القديمة المتحدرة من بابل موطن جدهم إبراهيم عليه السلام، فقد وردت الكثير من العبارات النبطية الآرامية في القران الكريم وأحاديث أهل البيت عليهم السلام والدخول بهذا البحث اللغوي يقود إلى تحبير المئات من الصحائف. ومنها على سبيل المثال لا الحصر: الطور هو الجبل أو التل. وفي قوله تعالى (وكلا تبرنا تتبيرا) أي كسرنا تكسيرا. وكلمة (الملكوت) والتي ورد ذكرها في أكثر من موضع في القران الكريم هي كلمة نبطية، فالملاحظ أن الكلمة العربية المرادفة لهذه الكلمة النبطية هي (الملك) أما عند النبط فهي (ملكوتا).
سيد علاء