المحرر موضوع: أمير بولص و ..... عندما نطقت الحجارة  (زيارة 1323 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل نمرود قاشا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 407
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني


أمير بولص و ..... عندما نطقت الحجارة


كتابة : نمرود قاشا

تصوير : جورج عرب

كم  هو جميل أن تنصب جدارياتنا  الشعرية في ساحات أوطاننا , لا لنتباهى بها بل لنروي للأجيال حكايات زمن غلبته القوة و تلاشى فيه السلام والمحبة ...
هكذا يريد الشاعر أمير بولص أن يختصر زمن ضاع فيه الحب وتلاشت فيه  القيم الأصيلة لتتحول إلى مجرد فقاعات تغادرنا بعد مغادرة شفاهنا , قصيدة حملت عنوان " أوجاع بلا أبعاد , في بلاد موت الأجساد " يحولها الشاعر إلى نص مسرحي بعنوان ( عندما نطقت الحجارة ) .
وفي أول ضربة لفأسي على وجه الأرض
سمعت ألأرض تصرخ
لا .. لا تحفر هنا
فهنا تدفن كامل ألأجساد
هذا العرض قدمه منتدى برطلي للثقافة والفنون السريانية بالتعاون من كنيسة برطله السريانية على قاعة جمعية الثقافة الكلدانية مساء الاثنين 17 تشرين الأول 2016 , تأليف الشاعر أمير بولص وإخراج طاهر سعيد متي .
هي صرخة مدوية بوجه الإنسان  تطلقها الحجارة الصماء بعد أن تسلل إليه الخوف من المجهول , خوف مغلف بظلام تزيد عتمته مع تقدم الزمن .
فوق هامات الورق المدفون تحت أنقاض الكتابات
تعلن انتصار الخوف والجوع على ألإنسان
لما تمانعين أيتها الحجارة
تحتك أكفان نتنة
غادرتها أجسادها وأختبئت في شقوق الحياة
خوفاً من مجهول قادم
أوجاع بلا أبعاد في بلاد موت ألأجساد , قصيدة ممسرحة , محاورة بين إنسان تاءه , إنسان يشعر بان الأمور تسير بعكس ما يتناه , وعكس الطبيعة لتجعله يعيش التناقض بعينه , فهل بصدق الحجارة وهي تحاوره في حاور  غير متكافئ  يشعر فيه بالخجل من نفسه , في أن تحدد الحجارة الصماء مصيره .
دعيني أدفنها تحتك أيتها الحجارة
فأنت تكونين لها شاهدة قبر
أستعيدها بعدما أعود من مصيري
أنت لم يبق تحتك أيتها الحجارة
غير ألألم المجرد من الصراخ
عندها , ينتفض هذا الإنسان التائه , ليعلنها بمليء فمه , و ( لا .... لا ) بحجم الفضاء يجب أن نسلك الطريق الاصوب والتشبث بالأرض , فلا غيرها هي ملجأنا , ولا غيرها ممكن إن تكون مستقرا وخيمة لنا .... نعم لا كبيرة بحجم الجرح , لا بحجم الإنسان  ...ولا بحجم المأساة .
لما تمانعين أيتها الحجارة
تحتك أكفان نتنة
غادرتها أجسادها وأختبئت في شقوق الحياة
خوفاً من مجهول قادم
يعبث بألانسان
يمنحه وجعاً مطرزاً بفتات رغيف خبز محروق
خمرته علقم يقتل حلاوة الحلق
لم يبق تحتك
غير أنقاض مدن
مسرحية ( عندما نطقت الحجارة ) هي مسرحية الشخص الواحد , وقد أداه الفنان القدير سعدي شابا ولولا أدواة المخرج الذكية الفنان طاهر سعيد لبقي النص حجرة أخرى مضافة إلى كومة أحجار يحاول ( سعدي ) إقناعها بان يجد له مكانا لدفن جزء من جسد إنسان فقده في زحمة هذه الحياة .... ثلاث وردات إذن أقدمها للأمير أمير كاتبا , وللسعيد شابا بطلا وللطاهر سعيد مخرجا ومؤثرات  ومديرا للمسرح .
هذا وقد اختتم العرض بجلسة حور مع كاتب النص والمخرج وبطل العرض
عندما نطقت الحجارة , شارك في التمثيل : ألن هيثم عبدالله , بذير بشير بولص , ريفان سلام توما , داليا فرج , هيمان ايفان إبراهيم , ربيع أبلحد صموئيل , عادل عامر دانيال , ناردين غسان دانيال , رنا ابلحد صوئيل .
وردة أخرى أكثر عطرا للفنيين : سعد إبراهيم ( إضاءة وديكور ) بطرس سعدي , سامر سامي ( مساعدي إضاءة وديكور ) بسمان اسحق ( هندسة الصوت ) .