المحرر موضوع: عبد الحسين ابو شبع جمع في اسلوبه الرقة والمتانة وله طابعه المميز  (زيارة 1438 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل كاظم السيد علي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 737
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
عبد الحسين ابو شبع
جمع في اسلوبه الرقة والمتانة وله طابعه المميز




 بقلم : كاظم السيد علي
ولد الشاعر عبد الحسين ابوشبع عام 1917 في بيئة خصبة محبة للأدب والشعر الشعبي ، فبرز بين فطاحل الشعراء هو ابن الثالثة عشر ة حتى اشاد به الشاعر عبود غفلة عند سماعه له (بانه سيكون له شان كبير وفعال في المجتمع ) على حد تعبيره .
وراح يقرض الشعر بأغراضه وفنونه حتى اصبح نموذجا متميزا بين اقرانه  بتجديد افكاره اولا ، ولكونه ذا قدرة على محاكاة  الناس من خلال كتاباته الشعرية المعبرة عن ملامح الواقع الذي يعيشه ثانيا ، لقد عالج كثيرا من القضايا الاجتماعية وعكس فيها مظاهر الواقع العام من خلال تجربته الحياتية بقوله :
بعض البشر عالتوافه تركـــض بحلها
ماتدري يكضي الزمان اومحد ابحالها
ظلت تقامر بــــــعد هـــم تحلم ابحلها
                         طايش ابن ادم يخرب مايجي بعمره
                         للخير مايهــــــتدي ابحجه ولابعمره
                          هذي نتيجة جـــــميع اليفـشل بعمره
يشغل الناس بمشــاكل تعجز بحلها
فعبد الحسين ابوشبع يؤكد من خلال كتاباته بان الشاعر الشعبي مرآة بيئته ، ينصح ويوجه من خلال كتاباته في تجربته الحياتية التي يخوضها مع عامة الناس ، كما نلاحظه في هذا الزهيري الذي ينتقد فيه بعض الحالات المذمومة في مجتمعنا :
اتذكر اسنين من عمري خسارة فتن
وظلت الحسبات تضهدني بحيلي فتن
جن الشرايع جميع بسكم حــــالي فتن
                         جيما على ظهور اشرار البريه نحس
                          يجعلوك انت البليد وكالوا احنه نحس
                             تعتزل عن البشر معتزل كالوا نحس
لوعاشـــرت تبتلي ياويلك من الفتن
كان شاعرا شعبيا جمع في اسلوبه الرقة والمتانة وله طابعه المميز عن بقية شعراء عصره ، يتدفق شعره كالسيل وقد استطاع ان يبلور اسلوبه بوعي شعري متقدم في الاغراض الشعرية ضمن الحدود التي يعرفها ، معرفة اكيده كما في هذه الابوذية :
يفر دولاب دهـــــــــري والفرابي       
 وألف عين على دربك وألف رابي
أصــــب كاس الحــــميه والفرابي       
 يفلســــــفـلي جــــزيئات  الحمية
وكذلك كقوله :
انوحن على الاخذ كلبي وفر بيه           
 وشفته على الجمر حطه وفر بيه
ليـــش الاضحك بوجهه وفر بيه               
يخلي بالظـــــــهر طعنات بيه
كان عبد الحسين يعيش في عائلة شعرية ، فعمه الشاعر الكبير ابراهيم الخليل ابو شبع وقد تلمذ على يده ونهل من منهله العذب ، فكان رمزا للعطاء الزاخر في الفرات خاصة والعراق عامة كان ينشد ارق الشعر في الرثاء ، فهو عطاء لاينضب في هذا الميدان لكون ملحمة الطف المروعة فجرت قرائح الشعراء الافذاذ في مدن الفرات .. وعبد الحسين ابو شبع واحدا من اولئك الذين اشتهروا بكتابة القصيدة الرثائية كغيره من بقية شعراء عصره فأبدع وبرز باسلوبه الخاص فكان مصورا بارعا لتلك الاحداث ينشد ارق الشعر الرثائي اذ قال :
هاي المظلومة تنادي     
  يابويه خيل ونار
والخيل تسحك بينه     
  والنار اتشب اعلينه
 يابويه خيل ونار
لم يترك عبد الحسين بابا من ابواب الشعر الشعبي العراقي الا وطرقه واجاد فيها ، فيجد القارىء لذة كبيرة فيها ،في عتاب العاشق لحبيبه اذ يقول :
يذهـب الماعرفتك يوم صـديت       
  ويدرع البيه للرميات صــديت
تشوف وتصد عني ليش صديت     
  ملل لو لاشــــــفت تقصير بيه
لم يكتف الشاعر معاتبا اياه في الابوذية بل جاء معاتبا له بالدارمي كقوله :
ماعـــــودتني اتغيب ها كثر عني
بس لايكون وياك صح ذنب مني
وحين ينظم الشاعر في تجسيد المثل الشعبي فيه يبذل كل ماعنده في كل الفنون وحتى في فن الدارمي (شعر البنات ) كما معروف عنه :
كال انه اكحل العـــين عندي دواها
عم عالبصيص الجان راح وعماها
فشاعرنا (ابو شبع ) ذو رقه عجيبة وذوق سليم انه مدرسة شعرية متكاملة الجوانب لكل الاجيال من بعده ، فكان سريع البديهة عندما يشاهد اي شيء فتنهال قريحته بكتابة ذلك الشعر العذب كما في هذه القصة :  عند زيارته العاصمة بغداد في منتصف السبعينات شاءت رغبته ان يتجول في (اليخت ) في نهر دجلة الخالد ، فكان (اليخت ) يجمع مختلف الاجناس من النساء والرجال والاولاد والشيوخ والعجائز ، وعند سيره في النهر وفي تلك الاجواء الساحرة تفتحت قريحته وهو يدير مسبحته ويردد ويقول لذلك المنظر الجميل الذي تزاحمت فيه الوجوه الجميلة :
مدري الشــــوك هيجنه لجنه       
 وحســــــــبات اليعذبنه لجنه
يخت يجري بنهر دجله لجنه         
ولدان وحــواريها ســـــويه
 واخيرا وفي عام 1980 رحل عبد الحسين رحلته الابدية وبرحيله فقد ادبنا الشعبي العراقي شاعرا مبدعا ، وبرغم غيابه بقى حاضرا خالدا .. فطوبى للشاعر الخالد ابوشبع .