المحرر موضوع: حتى البطريرك لم ينجح في أستحضار ارادة التوحيد لدى القيادات الحزبية!!  (زيارة 1095 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل أوشانا نيسان

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 322
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
حتى البطريرك لم ينجح في أستحضار ارادة التوحيد لدى القيادات الحزبية!!
أوشـــانا نيســان
oshananissan2013@gmail.com
لقد كذبوا هذه المرة حتى على قداسة البطريرك مار كيوركيس الثالث صليوا بطريرك كنيسة المشرق الاشورية وأصحاب النيافة رؤساء الكنائس الكلدانية والسريانية وخانوا العهد الذي قطعوه على أنفسهم خلال الدعوة التي وجهها قداسته لقيادات الاحزاب السياسية لآبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري يوم الخميس المنصرم بتاريخ 20 تشرين الاول الجاري في قاعة ماريوحنا المعمدان في أربيل، رغم اعترافهم جهارا بأنهم سيكونون أمناء على وجوب توحيد الكلمة وبالتالي توحيد صفوف قواتنا العسكرية المشاركة في عمليات تحرير سهل نينوى وتطهيرها من دنس عصابات داعش وانهاء معاناة النازحين والمهجرين من ابناء شعبنا. هذا الاتفاق الذي جرى دحضه والالتفاف عليه من قبل نفس القيادات الحزبية في اليوم التالي لذلك الاجتماع.
ان حجم العصي للدعوة الوحدوية "المقدسة" التي وجهها قداسة البطريرك مار كيوركيس الثالث لقيادات الاحزاب، يدفعنا الى العودة بذاكرتنا الى ملف البدايات الاولى من القرن المنصرم وتحديدا عواقب الدعوة التي وجهها قداسة البطريرك الشهيد مارايشاي شمعون الى رؤساء العشائر الاشورية للاجتماع في سر عمادية بتاريخ 16 حزيران 1932 ، بهدف الاتفاق على ميثاق العمل القومي المشترك للمرة الاولى في تاريخ شعبنا الحديث.
هذه الدعوة التي كان يعرف قداسته مسبقا رغم صغرسنه أنها ستكون صعبة ومفصلية لامحالة بسبب تصاعد حدة الصراعات العرقية والمذهبية التي كانت تعصف بملف الاستعدادات الانكليزية والعراقية/ العربية السنية في وضع الحجر الاساس لتاسيس أول دولة عراقية في وادي الرافدين عام 1921، تماما كما تتصاعد هذه الايام وتيرة الانتهاكات الدموية والارهابية التي تقترفها مرتزقة داعش من دون وازع أو تبكيت للضمير ضمن القرى والقصبات التابعة لآبناء شعبنا في سهل نينوى.
التاريخ يعيد نفسه
"التاريخ يعيد نفسه في المرة الأولى كمأساة وفي الثانية كمهزلة"، يكتب كارل ماركس في مذكراته قبل أكثر من مائة عام وكأن الرجل كان على دراية كاملة بمجريات الاحداث التاريخية التي ستجري مستقبلا في بلدان الشرق الاوسط  وتحديدا ضد مسيحي الشرق. أذ لو أجرينا مقارنة بسيطة بين مخرجات الدعوة التي وجهها البطريرك الشهيد مارايشاي شمعون عام 1932ودعوة قداسة البطريرك مار كيوركيس صليوا الثالث تشرين الاول 2016، لظهر لنا جليا، أن العقلية المتشنجة التي حكمت سلوكيات العديد من القيادات العشائرية التي حضرت اجتماع سرعمادية  قبل 84 عام، لم تتغيير وتحديدا بعض الاسماء التي نجحت في تغيير نهجها وجلدها كالحرباء لتتفق مع أجندات العمل السياسي والحزبي لاحزاب شعبنا في عصر العولمة.   
في حين ورغم تصاعد حدة التحديات الشوفينية العربية في دولة العراق وارتفاع دعوات فصل الدين عن السياسة بين ابناء شعبنا للمرة الاولى، فأن قداسة مارايشاي شمعون الشهيد نجح  رغم تحفظاتنا على الدور التامري والتخريبي لبعض رؤساء العشائر ورغم هيمنة العقلية القبلية والعائلية للمرحلة تلك، نجح في حصر الاولويات على أجندة ميثاق العمل القومي الاشوري وتقديمها شخصيا الى سدة المملكة العراقية من خلال وزيرالداخلية حكمت سليمان، رغم اعتراضات العديد من المشاركين نظرا لخطورة الطرح. 
في حين فأن دعوة قداسة البطريرك ماركيوركيس صليوا الثالث أخفقت في تحقيق البند اليتيم على جدول الاعمال والقاضي بضرورة توحيد قواتنا المسلحة ضمن هذه المرحلة الحرجة التي يفترض بها الاعداد الجيد لمرحلة ما بعد تحرير سهل نينوى وبالتالي التهيئة لتحقيق الوعود التي وعدت بها القيادات الكوردية والعربية في سهل نينوى قبل فوات الاوان.
صحيح ان مسألة انتماء التشكيلات العسكرية الثلاثة والتابعة لآبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري كانت بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير خلال مناقشة موجبات توحيد الفصائل العسكرية، رغم انه كان يمكن للسياسي القديران يحولها الى قارب النجاة لانقاذ نفسه من الورطة التي حشر فيها نفسه وشعبه من دون الاقرار بدوروتاثيرالاجندات الخارجية على تمزيق وحدتنا القومية والعسكرية وبالتالي افشال رغبة بطريركنا الجليل. أما مجرد الاصرار على وجوب عسكرة الطروحات السياسية ان دلّ على شئ فانه يدل بحق على:
- غياب استقلالية القرار القومي- السياسي والعسكري لدى العديد من قياديي الاحزاب السياسية لابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري وتحديدا القيادات المتنفذة أو الذين تحولوا بقدرة قادر الى ارقام صعبة يصعب تجاوزها.
- غياب الولاء الحقيقي والصادق لقضيتنا القومية ولرموز قياداتنا الكنسية وعلى راسها قيادات كنيسة المشرق الاشورية رغم تضحياتها اللامحدودة من أجل تامين حقوق شعبنا المشروعة. أذ لم نسمع أو نقرأ يوما خلال مائة سنة خلت عن سجن رئيس عشيرة معينة بسبب نضاله ودفاعه عن وجود وحقوق ابناء عشيرته أو حتى القاء القبض أو اغتيال رئيس حزب من رؤساء أحزابنا القومية، في الوقت الذي يعرف المطلع على تاريخ رجالات كنيستنا الاشورية خلال القرن المنصرم وحده انها قدمت مئات الشهداء على مذبحة الحرية والدفاع عن حقوق وهوية شعبنا المضطهد وعلى راسهم البطريرك الشهيد ماربنيامين اذار 1918 والبطريرك الشهيد مار ايشاي شمعون عام 1975.
- واخيرا غياب الاستعداد لدى معظم القيادات الحزبية في التضحية بكرسي السلطة والجاه من أجل وجود ومستقبل هذا الشعب المضطهد على مر القرون.