كنيسة المشرق
بين مار أفرام رَبَّا،وأبو عزيز الرومتاوي
معروف هو مار أفرام للقاصي والداني،أما أخيينا أبو عزيز الرومتاوي ،فهو من نحتاج أن نعرفه،وبعدها نرى العلاقة بينه وبين مار أفرام؟
هكذا يحب أن يدعى أبو عزيز ويفتخر بذلك ،لأن أسمه الأول هو خَمّو ،وحصل على أسمه هذا للمناحة التي حصلت في قريته يوم ولادته ،فقد قُتِل مجموعة من رجال القرية بغزوة لعشائر الأكراد على الأراضي،أودت بحياة والده ومجموعة من الرجال ،ولظروف الألم والغم ،حصل على أسمه الذي يؤرخ الحادثة (خَمو) .
اليوم إنه في منتصف العقد الثالث من عمره ،يفتخر بأنه أقام عائلة ،وله أبناء ،وبنات ،لكن مايفتخر به هو أنه سمى ولده البكر بأسم والده عزيز ،لذلك يحب أن يكنى بإسمه ،هو أبو عزيز على سن ،ورمح.
ملامحه الجبلية رغم قساوتها ،فإنك ترى فيها تلك العيون المترقبة ،التي لا تعرف النوم ،والتعب،تعبر عن الحب الأبدي العميق في رجال جبال العزة في حكاري ،تعلوهما قلنسوة من الصوف المضغوط ورثها من والده ،مزينة بريشة تدل على مكانتة في قريته ،بنيته القوية تؤكد أن ريشته قد حصل عليها تكريماً لشجاعته وبسالته وبراعته .
شاربيه منقار نسرمفتولتان ،والتي تغطيان أسفل وجهه،تبدوان بريقتان لدهنهما بسمن الغنم ،مع أصفرار بسيط ناتج عن تدخين الغليون؟
الجبل هو حياته ،وحياة الجبل هي لأمثال أبو عزيز ،هذه هي حياته، لكن ما خربطها هذه الأيام؟ قبل أسبوعين في كنيسة القرية خلال القداس ،قرر أبو عزيز أن يحضر كل القداس من بدايته وإلى نهايته،حيث تعلم منذ طفولته ،وأصدقائه أصطياد لحظة تناول القربان المقدس فقط،وذلك يكفي ،لذلك قرار كهذا كان كبير له؟
وفي هذا القداس بالذات سمع القاشا يوعظ عن مار أفرام؟ وكان ذلك شيء جديد له ،وأحب شخصية مار أفرام ؟
لكن مايقلقه اليوم أن مار أفرام زاره بحلمه وتناقشا ،وذلك خربط حياته كلياً ،فماذا جرى؟
كان يوماً جميلاً بعد القداس ،أشياء سمعها لأول مرة عن إيمان مار أفرام ،شخصيته ،تنسكه ،تواضعه،أخلاقه الحميدة ،وفوق كل ذلك تشبهه بسيده ،وسيدنا يسوع المسيح،كأن كل ذلك وجد جزء جديد في ذاكرة أبو عزيز؟
وبعد يوم تنافسي مع أصدقائه في أغاني الراوي،وأحتساء النبيذ المعتق ،عاد لبيته مستسلماً لنومه؟منتظراً يوماً أخر يليه؟
وفي الغد أستيقظ أبو عزيز ،وبقي في سريره ليس كعادته ،يتمتم بكلمات غير واضحة،وأحياناً يتوضح منها(لا مبخيلا يموخ)سيُبكي أُمْكَ.
جاءت زوجته إليه ،تحاول مساعدته ،علَّه كان يفعل ذلك بغير شعوره ،لكن تفاجئت ،إنه صاحٍ ويدرك ما حوله،ماذا هناك أبو عزيز ؟الله يجعلهُ خير؟؟
كل خير؟ إلا هذا ،ليلة البارحة في منامي زارني مار أفرام رَبّا الذي تحدث القاشا عنه ،ولكن أستغربت أن ملامح مار أفرام تشبه ملامح جارنا الشماس خوشابا،كلاهما سقيما البنية ،حتى أن حذاؤه يشبه زركولة د شماشا؟؟وقد سألته لماذا أنت تشبه جارنا الشماس ،وليس كما وصفك القاشا ،أجابني :ألا تعلم أني ولدت في هذه الأرض ،أرض مابين النهرين ،وأتبع أهل نينوى ،التي رثيتها في ميامري ،لمن تريدني أن أشبه ،ولعلمك أن جارك الشماس يمتدد بأصوله لنفس المنبع ؟
وما أثارني ؟؟لباسه البالي ،ليس كما وصفه القاشا ،نقلاً عن أبونا الذي رأى صورة لمار أفرم في مدياد ،لماذا سيدي ترتدي هكذا؟؟هكذا كنت كل حياتي ،مقتنعاً بالقليل ،مكرساً كل شيء لسيدي الذي هو وحده السيد ،هكذا أجابني ،وأضاف؟ أبو عزيز أنت أخي ،وأنا لست سيدك ،فكلناإخوة،وسيدنا هو واحد هو وحده يسوع؟
(ده خزيي) جعلني أخوه،لا بل بدأ يكلفني بمهام ،قال لي أبو عزيز ،أنت جدير بك أن تصبح شيخاً في الكنيسة؟ مممم مودي شيخاً،نعم فقلبك ،وشخصك ،والسمعة الطيبة لأبناؤك،وكرمك ،وضيافتك ،وأستعدادك الروحي لتعلم الكتاب المقدس الذي هو كلام الله تؤهلك لذلك؟؟
شيخ وحدي؟؟ لا ؟أجابني،وأضاف هناك رجال من طينتك ،ومثلك ،ستكونون مجلس شيوخ الكنيسة،تعتبر سلطتهم مفوضة من الكتاب المقدس ومسؤليتهم الرقابة الكنيسة. وهذا يشمل: رعاية الكنيسة الشامل ولرؤية لتحديد اتجاه مسيرة الكنيسة ،والرؤية المستقبلية أيضاً، وتوجيه التدريس والتأكيد العقائدي، تشريع الرعاية الروحية والانضباط الكنسي. كما يفوضوا المسؤولية والسلطة لمجموعات قيادية أخرى في الكنيسة، ولا سيما فريق الرعاية الروحية مثل القاشه والشمامسة.
هيدي ؟هيدي؟؟ نحن وين ،وأنت وين؟ روى القاشا في وعظته نقلاً عن أبونا الكبير،أن أبونا الذي في درمسق قد بنى مدرسة كبيرة بإسمك ،وأقام لك تمثال تحلم أن تلبس لباسه ،وأن أبونا الآخر الذي في أرض الأرانب القافزة قد بنى مدرسة بأسم تلميذك ويطمح أن يبني لك أخرى في أرض الدببه،وسيقيم لك مزاراَ بجانب أبونا المتنيح في أرض القبعات المستديرة.وليس فقط هذا؟فأبونا الألقوشي قد جهز ملحمة ،ميمرا ،ترنيمة ،أغنية ،ألفها جبرا الشقلاوي ،ولحنها أسكندر المردلي ،ويريد مني أن أضع لها رقصة بأزيائنا التيارية ،لنجتمع كلنا لتعظيمك؟؟؟
لا خوني أبو عزيز لا أريد هذا ،لم أرده حياً ،ولا أريده الآن ،العظمة ،والمجد لربي وسيدي يسوع المسيح ،الذي لا يريد هيكل من حجر ،بل قلب يكون هيكله كما قلبك؟؟
أهم ،نيخا ،نيخا،لكي لا يسمعك القاشا ،تريد أن تأخذ الهيكل منه وتضعه في قلبي(إيه لا مبخيلا يموخ) سيجعل أمك تبكيك ،وتنتحبك ؟؟؟؟كررها أبو عزيز مرات إلى أن أستيقظ ؟؟أوف ليذهب عني فأنا أطمح لأحصل على الريشة الملونة التي سيضعها ابونا في قلنسوتي بعد أسبوعين ،وليذهب ربما سيجد حالماً أخر يحلم بثوب يوسف ،أو عصاة موسى؟؟؟؟؟
منصور زندو
