المحرر موضوع: استشهاد مار بنيامين ... خيانة الانكليز ... كيف كانت مسيرة الموت و محاولات الجنرال في تلك المرحلة الجزءالثاني  (زيارة 1544 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل زومايا ادم

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 8
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

استشهاد مار بنيامين ... خيانة الانكليز ... كيف كانت مسيرة الموت و محاولات الجنرال في تلك المرحلة
الجزءالثاني
زومايا ادم
استشهاد مار شمعون بنيامين

التقى البريطاني كريس بسمكو بعد ذلك جاء الى اورميا والتقى مار بنيامين شمعون ونصحه بمواجهة سمكو وتسوية كل الخلافات فيما بينهم خدمة لمصلحة الطرفين ويكونوا جميعهم يد وحدة مع الحلافاء , لم يرتاح البطريرك الى الفكرة لانه لم يثق بسمكو ولكن كريس بدهائه ومكره اقنعه بضرورة واهمية الخطوة , ارسل البطريرك شموئيل خان بن سرهنك الى سمكو لوضع ترتيبات الزيارة المتوقعة , استقبل سمكو المبعوث بحفاوة وبمزيد من الاكرام وتم الاتفاق ان يكون مكان اللقاء كونا شهر في 3 من اذار 1918 , لما علم أغا بطرس بهذا الخبر اكتشف بدهائه ما وراء اللعبة ولم يحب الفكرة وتوسل الى البطريرك يرجوه باقلاع عن الفكرة قائلآ فداوك سيدي اترك هذه الامور لنا ونحن خير من يقتدر منها لك الصليب واترك لنا السيف , ان سمكو رجل ماكر دعه هو يأتي الينا ونصحه الارمن  بذلك ولكن البطريرك لحبه بنشر الوفاق لم يساوره اي الشك في نوايا سمكو توجه البطريرك وبرفقته أخوه داويذ مع اربعة من ضباط الروس وفي حراسة 150 فارسآ اشوريآ مسلحآ , استقبلهم استقبالآ لائقآ مظهرآ لهم ترحابآ حارآ ولدى وصول الموكب الى قصره , تقدم برجائه الى البطريرك لنزع السلاح رجاله ووضعها في اركان قريبة منهم مدعيآ الفزع والهلع الذي اثارهما مظهر الفرسان لمواطنه وأهله , لبى طلبه ودخل البطريرك وأخيه الى القصر , جرى الحديث مع سمكو وكان بدون فائدة ولم يرضى البطريرك  وبعد احتساء القهوة استأذن  مار بنيامين بالخروج رافقه سمكو مودعآ اياه حتى باب القصر ولدى تقرب البطريرك من العربة التي ستقله اطلق عليه النار من الخلف وسقط في الحال وبدء الرصاص ينصب على الفرسان الاشوريين من السطوح ومن وراء الابواب والشبابيك وكانوا كثار ولم يدعوا اية فرصة لالتقاط سلاحهم ذهب ضحيتها 47 فارسآ اشوريآ و 4 ضباط روس أما اخ البطريرك داويذ هرب وهو مصاب واختبأ في بيت احد الارمن ,مثل القتلة بجثتة البطريرك وبتروا اصبعه واخذوا منه الخاتم الذهبي .
ارسلت سرما اخت البطريرك رسالة الى اغا بطرس وملك خوشابا ورؤساء الاشوريين تطلعهم على ما حدث , دعى اغا بطرس الاجتماع طارئ وقرروا الهجوم .
هجوم أغا بطرس على سمكو
في اذار يوم الاحد بداية صوم الكبير تحرك القوات الاشورية بأتجاه مدينة كونا شهر تحت قيادة اغا بطرس وملك خوشابا ومللوك اخرين من الاشوريين وطلب اغا بطرس بأن يأتوا بسمكو حيآ او ميتآ فهجموا على المدينة وانقذوا القائد داويذ الذي كان في حماية الارمن , سمكو حاول الفرار فسلك طريق الجبل الا انه رد على اعقابه حاول مرات عديدة دون جدوى لقوة الحصار المضروب عليه وبعد ذلك قام بألقاء كمية من القطع الذهبية في الطرق والازقة الهى بها المقاتلين وغافلهم واستطاع ان ينفذ وتخلص من قبضتة الاشوريين , سقطت مدينة كونا شهر في يد الاشوريين وتم العثور على جثة الشهيد مار بنيامين ودفنت جثته في كنيسة الارمن في خوسراوا .
هرب سمكوالى قلعة الحصينة ( جهرة ) وجهز قوة 2000 رجل انتظر قوات اشورية ولكن بلغوا الاشوريين القلعة سمكو كان يراقب من احد السطوح بالنظورة وسقطت احد القذائف بالقرب منه الا انها لم تنفجر لحسن حظه , استطاع سمكو مع 500 فرسان ان يهرب مرة ثانية .
رسم بولس شمعون بدرجة البطريرك
بعد استشهاد مار بنيامين اصبح كرسي البطريركي شاغرآ لمدة شهر وفي الخامس عشر من نيسان يوم الاحد ( عيد الساعنين) تم رسم مار بولس بطريركآ على الاشوريين وهو أخ ما بنيامين شمعون .
هبوط الطائرة في اورميا
كان الجنرال الانكليزي يهيء قواته ويريد ان يحتل شمال ايران ويحكم السيطرة عليها لمنع الاتراك من التقدم والنفوذ الى تبريز لذلك ارسل دعوة الى القيادة الاشورية للتحالف مع قواته , ومن جهة اخر اوفد بعض الضباط لتشكيل قوات غير نظامية من الايرانيين والاكراد لزجهم ضد الاتراك المتقدمين الى اورميا.
في 8 تموز 1918 حلقت طائرة في سماء اورمي فتح الاشوريون النار عليها ظنآ منهم بأنها تركية ولكن لما رأوها تدور من دون ان تطلق النار توقفوا وشاهدوا على احد جانبيها صورة العلم الانكليزي , هبطت في سهل اورمي ونزل رجل انكليزي ومعه رسالة من القيادة الحربية الانكليزية في الشرق , والتقى بالبطريرك مار بولس شمعون واغا بطرس والرؤساء الاشوريين الاخرين والارمن وبعد ان سأله اسئلة كثيرة أجابهم مؤكدآ بأن كل الوعود التي اعطوها الحلفاء للاشوريين سوف تنفذ بعد الحرب وفكرة اقامة وطن للاشوريين ستوضع موضع التنفيذ بعد تحقيق النصر .
وقال هناك قوة انكليزية كبيرة قادمة من بغداد الى (ساين قلعة)  في ايران وبحوزتها اسلحة حديثة وضباط لمساعدة الاشوريين ويجب ارسال قوة الى ساين قاعة لجلب هذه الاسلحة والبقية من القوات الاشورية تتولى حماية مدينة اورميا .
بعد ذلك اجتمعت القيادة الاشورية وأهلت اغا بطرس للقيام بهذه المهمة لكنه رفضها لعلمه بان ابتعاده من اورميا في تلك الظروف ستكون فرصة للعدو لضرب المدينة وكان يشك في مزاعم الانكليز و بوعود الحلفاء , وأخيرآ الزم الذهاب من قبل سرما خانم والمجتمعين معها .
قبل مغادرته اجتمع أغا بطرس مع امراء القوات الاشورية وقال لهم ان واجبنا الاهم هو فتح الطريق والوصوا الى الانكليز ونحن سريعآ سنعود مع المساعدات الانكليزية وذا هجمنا العدو لنا قوات هنا ستواجه وأذا تعذر عليكم الصمود عليكم بالانسحاب الجماعي والالتحاق بنا , اصمدور بوجه لكي لا نكون فريسة لهم ولا يروق لكم ان تروا عائلة مار شمعون الكريمة يبعث العدو بقدسيتها وكرامتها , وفتح العنابر التي كان يجهز منها الاشوريين وهي تحت مسؤولية اغا بطرس وأخذوا منها احتياجهم .
في يوم 12 من شهر تموز 1918 تحرك أغا بطرس ومعه ألف مقاتل يصاحبه مار سركيس و مار يوسف وسار بأتجاه الجنوب (ساين قلعة) هزم قوات تركية في مواقع صعبة وعاصية خلال ثلاثة ايام فهربوا باتجاه رواندوز.
في صبيحة احد الايام ومن خلال الناظور رأى اغا بطرس القوات التركية مسحوبة من الجبل وأرسل اثنين من مقاتله فشاهدوا رسالة تحت الحجر وأعطه الى اغا بطرس وكان مكتوبآ فيه الى بطرس باشا الموقر قائد القوات الاشورية صدرت الينا الاوامر بالانسحاب من هذه المواقع بوصول القوات الانكليزية الى الموصل وألان ستكون كردستان تحت رحمتك , ان الحرب العالمية لابد ان تضع اوزارها وأنتم لازلتم ابناء تركيا وسوف تعودون الى دياركم معززين مكرمين ويجب ان يكون افتخاركم دائمآ بتركيا .
احتفظ اغا بطرس بهذه الرسالة وواصل مسيرة الالتقاء بالانكليز وكان من المقرر ان يكون هذا اللقاء في 23 تموز1918 ولكن تأخر بسبب الاصطدام والمعارك مع القوات التركية , ولما وصلوا بعد هذا التاريخ لم يجدوا في ساين قلعة سوى 2 الضباط الانكليز 15 ضابط كانوا  بانتظاره , قوات الانكليزية كانت متراجعة من المكان بوصول القوات الاشورية عادت الى ساين قلعة مرة ثانية ولكن اغا بطرس لم يجد السلاح والعداد العسكري التي بالغ الانكليز بكثرتها وأوعدوه بها مهما يكن تهيأ الجيشان الانكليزي والاشوري للعودة الى اورميا .
ودعآ اورميا
استغل الاتراك فرصة خروج أغا بطرس مع قوة من المقاتلين من اورميا , وألقوا كل ثقلهم من أجل السيطرة على المدينة  قبل عودته مع القوات الانكليزية , ان القوة المكلفة بالدفاع عن المدينة كان بامكانهم رد العدو ولكن بسبب بث الاشاعات وتشكيكهم بعودة أغا بطرس أدى الى انهيار المعنويات وأنتشار اليأس وبعدها ترك المدينة وهروب جنوبآ على طريق مهدها أغا بطرس عند ذهابه الى سانت قلعة , قام الجيش التركي وقوات فارسية مع العشائر الكردية كالشكاكين والهركية بحملة ابادة ضد الاشوريين ويلاحقون جموع الاشورية المنسحبة من اورميا , ولكن بدفاع البطولي الذي قاده داويذ الشمعوني وأغا عزريا انقذوا (10000) من الاشوريين الهاربين.
وصف بعض الحالات وباختصار لعملية الجلاء من اورمي من شاهد عيان وهو لوثر يونان
بدء الجلاء من مدينة اورمي في 18 من تموز 1918 , ثمانون الف ونيف من الناس الكل يحاول للتشبث بحبل النجاة قبل غيره .
بدء الناس من وان بهروب وبعد ذلك ابناء الجبل ومن بعدهم اهالي اورميا استمر الناس بالهروب حتى الساعة الحادية عشر وبعد ذلك ضاعت فرصة النجاة لان العدو دخل المدينة وأقتحمها قتلوا كل من وقعت عليهم اعينهم في الشوارع , شعب بكامله يهجر هربآ من الموت ويسير الى المجهول يسوقه الرعب والخوف في طريق وعرة والعدو يلاحقهم وعلى الطريق كان هناك عدو أخر لا يقل شراسة وهو العطش في الحر اضافة الى الجوع والتعب , صرخ الاطفال وولولت النساء ...انين المرضى ,بدء الناس يخفف من حملهم بالقاء الامتعة وترك الصغار على الطريق والشيوخ والمرضى الذين لم يستطيعوا المواصلة لايام طويلة .
يقول الشاهد عثرت على الطفل عمره (4-5) سنين يبكي وينادي ... امي ... أبي ... أين انتي  وكانت الناس تمر به مرور الكرام , كما وجدت أمرأة تحتضر أمام الصغرة , النساء والاطفال قطيعي الانفاس من كثرة العطش صورة اخرى لرجل مسن تقربت منه وناديته يا عم ماذا تطلب أجاب ان ولدي تركني يا بني عالجني بأطلاقة الرحمة قبل ان أقع بيد القتلة الكفار.
استمرت هذه المسيرة من 13-20 يومآ وبلغت الخسائر بالارواح من 10 الى 15 الف نسمة ومحاصرة 14 الف اشوري من قبل العدو في مدينة اورميا من الذين لم يستطيعوا الهروب فأسرهم وقتلهم جميعآ ما عدا (600) انقذهم الامريكيون وأخذهم الى تبريز .
شاهد أخر يقول انا وصديقي عثرنا على اربعة اطفال قاصرين كانوا على ظهر اتان وهي تسير بهم على غير انقياد لربما مات صاحبها او حصل له شيء , ظل احدنا بجوارهم والاخر ينادي من له اطفال مفقودون ولما لم نعثر على اوليائهم سلمناهم الى الذين كانوا يجمعون الاطفال .
ولما راى أغا بطرس جلاء الاشوريين من اورميا الى ساين قلعة وتسليم زمامهم الى الانكليز , فقد كل الامل في تأسيس وأقامة وطن لبني قومه , وأمر ان يمكث الجميع في ساين قلعة وبدء المساعي من أجل انقاذ الاسرى من اورميا ولكن لم تثمر جهوده أمام اولئك الذين أعلنوا تبعيتهم للانكليز وبسبب تقسيم في صفوف الاشوريين استطاع الانكليز اقتيادهم الى همدان – كرمنشاه - خانقين لصعوبة العمل الشاق والجوع والحر ووجود الامراض اددت بحياة الكثير من كل الاعمار .
لما رأى الانكليز ان القوم اصبح تحت امرتهم وحمايتهم انتهزوا الفرصة وعرضوا بخبث تشكيل قوات نظامية من الاشوريين بمساعدة سرما خانم تحت قيادتهم لتحرير اورمي وحكاري حسب ادعائهم .... انتبه أغا بطرس الى هذه اللعبة وأعلم بعض الرؤساء عن نوايا الانكليز الشريرة وحدوا كلمتهم وطالبوا بتحرير وطنهم بقيادتهم وبمساعدة ضباط انكليز ولكن طلبهم رفض .
في 30/10/1918 تم ابرام اتفاقية السلام بين الانكلز والاتراك وأزاء هذا عالج رؤساء الاشوريين تجديد طلبهم للرجوع الى وطنهم في اورمي وحكاري , وكان للانكليز قدرة لاجبار تركيا المهزومة على قبول ذلك .
ان الاشوريين كانوا ينتظرون السلاح الانكليزي كما أوعدوهم به ولكن قافلة من السيارات العسكرية تحيط بهم وتجردهم من السلاح وحمل القسم منهم بهذا السيارات والقسم الاخر تم اقتياده سيرآ على الاقدام لمدة 18 يوم الى وادي الرافدين الجانب الايمن من نهر ديالى على بعد اميال من بعقوبة .
بقوا هناك أكثر من سنتين ومات منهم ما يقارب (15) الفآ بسبب الامراض والجو الحار , حاولوا  الانكليز تشكيل قوة عسكرية أخرى ولكن انكليز لم يستطيعوا السيطرة على الشباب وتطبيق الانظمة العسكرية عليهم  فرفض أغا بطرس ومقاتليه الانصياع للانكليز ووقفوا ضد مشاريعهم .
عندما وجد الانكليز في أغا بطرس كمصدر خطر على مشاريعهم من خلال مواقفة في ساين قلعة وهمدان وفضحه امرهم في تشكيل قوة اشورية ووقفه ضد نزع السلاح حاولوا التخلص منه ليتخذوا الاشوريين كقوة عسكرية مرتزقة لحماية مصالحهم والدفاع عنها , ودع أغا بطرس قومه للوقوف الى جانبه ألا ان الانكلز استخدموا شتى الوسائل في اثارة الشكوك والريبة نحوه فراحوا يبثون الاشاعات القائلة بأنه يرغب بأخذ الرئاسة من أصحابها ويعلن نفسه قائدآ مطلقآ لبني قومه وأستغلوا بعض الحاقدين للطعن بمقامه والحط من قيمته قائلين كيف يريد ابن الارملة ان ينصب نفسه رئيسآ علينا ؟ وراحوا يلصقون به شتى التهم الباطلة من أجل هذه اللعبة .
- في نهاية سنة 1918 ابعدت السلطات العسكرية الانكليزية اغا بطرس وأخيه مرزا الى بغداد وفرضت عليهم الاقامة الجبرية في منطقة الصالحية وكان لهذا أثر كبير على مستقبل القضية الاشورية , اجتمع بعض الرؤساء وقدموا طلب من القائد العام للقوات الانكليزية في العراق بأعادة أغا بطرس وأخيه ولكن رفض طلبهم هذا .
أغا بطرس بعزيمته حتى في الاقامة الجبرية المفروضة عليه كان يلتقى بالشخصيات الدولية المهمة ويناقش مستقبل القضية الاشورية , وفي سنة 1919 أقدم الاكراد على أغتيال اثنين من الضباط السياسين الانكليز في منطقة عمادية , حاول أغا بطرس أغتنام الفرصة لاقناع الانكليز بمعاقبة الاكراد شرط ان يسمح له تشكيل قوة اشورية تحت قيادته ورفع تقرير شامل عن الاكراد وحياتهم , تعهد بأن يقود ابناء قومه مع ملك خوشابا شرط تجهيزهم بالاسلحة وتجدون رؤساء الاكراد ورجالهم يأتون الى هنا طلبآ للعفو والغفران .
تم دراسة طلبه وأكدوا بأن الاخذ بهذا المقترح يعطي لانكلترا فرصة التعبير عن العدالة والانصاف للاشوريين ويعكس لهم وللاوربيين معاني الحق والعدالة ويتم حل مشكلة الاشوريين ولكن وجد بأن تطبيق المخطط وطرد (12000) كرديآ من أرضهم لن يأتي بنتائج مستقبلية ناجحة وعليه تم أهمال الطلب .

رسالة أغا بطرس الى أحد كبار الجنرالات الفرنسيين_كورو
في رسالته قال أود ان أعلم حضرتكم بان سبق وأرسلت لكم رسالة مماثلة بيد السفير الفرنسي شرحت فيها أحوال بني قومي في بعقوبة وأملي ان تكون قد وصلت اليكم والان اود ان اشير بأن ابناء شعبنا ينتظرون دخول قواتنا الى شمال العراق بمساعدة فرنسا وهناك عشائر غير الاشورية تقطن المنطقة ولها الاستعداد للتعاون معنا .
كان أغا بطرس قد ارسل الرسالة الى نفس الجنرال في بيروت وقد سرقت من السفارة الفرنسية من قبل صديقة الجنرال نفسه وهي فتاة اشورية من ولادة روسيا وكانت تعمل جاسوسة لصالح الانكليز , وأرسلت نسخة منها الى انكليز وبسببها طرد أغا بطرس من العراق .
عودة أغا بطرس الى بعقوبة
في شباط 1920 عاد أغا بطرس الى بعقوبة بمعينة اثنين من الضباط الانكليز وأستقبل بحفاوة بالغة من قبل ابناء قومه وأمر بأقامة نصب تذكاري يخلد الشهداء الاشوريين الذين سقطوا في الحرب وهم يقاتلون الى جانب الحلفاء في الحرب العالمية الاولى ويكون شاهدة على مدفن الآلاف الذين حصدهم الموت في معسكر بعقوبة وأقامة هذا نصب بمساعدة مار شمعون بولس  توفى بعد ذلك ودفن في بغداد , يذكر ان هذه الشاهدة (نصب التذكاري) هدم بيد المجهولين بعد انسحاب من البعقوبة .
بعد انتهاء من نصب أجتمع أغا بطرس برؤساء عشائر الحكارية ورؤساء اورمي وخاطبهم ان الهدف الذي كنا نتطلع اليه بصبر راح يلوح لنا وألان يتطلب منا ان نتسلح على الفور لاستعادة ديارنا في اورمي وحكاري ونؤسس وطنآ أشوريآ حرآ معترف به  وتم الاتفاق بيني وبين السلطات البريطانية وسيرافقنا اثنان من ضباطهم من أجل الدعم المادي والتسليح والاستعداد لبناء بيتنا الجديد , مللك حوشابا, ملك خانو وملك خمو مع رؤساء اورمي قبلوا الفكرة وهناك من رجح الانتظار لغاية عودة سرما خانم من سفرتها لجنيف التي ذهبت للمطالبة بحقوق الاشوريين في مؤتمر السلام المنعقد هناك .
محاولة التوحيد
أستقبل أغا بطرس استقبالآ حارآ يليق بالمللوك من قبل اشوريي نينوى وكان هدفه توحيد الاشوريين والكلدان واليزيدية  لهذا راح يطوف قرى الموصل مع مجموعة من مرافقيه واستقبله أهالي تلكيف والقوش وزارالمرجع الديني الاعلى ورئيس اليزديين أجمع (شيخ سعيد ) ثم زار لالش ومقدسات والمزارات اليزدية .
أغلب من الاشوريين الكلدان استقبلوا فكرة الوحدة تحت راية أغا بطرس وحتى اليزدية وعدواه بأن يساندوا قيام دولة اشورية يعيشون تحت رأيتها ولكن من كانوا في احضان الانكلز أفسدوا تنفيذ هذه الخطة .

حرب الجبال
استطاع أغا بطرس ان يقنع الانكليز بأعادة الاشوريين الى موطنهم الاصلي تحت قيادته طلب نقل الاشوريين من بعقوبة الى منطقة مندان على بعد عشرين ميلآ من شمال شرق الموصل وفي مايس 1920 تم نقل 24 الفآ الى مندان وقسم منهم ظل في بعقوبة وكانت أمال القادة الاشورية كبيرة معقودة عليها والخطة التي رسمها أغا بطرس هي أحتلال اورمي وسلامس ومن هناك تحرير منطقة حكاري في تركيا والجزيرة بوتان في سوريا , تم تسليح (5000) مقاتلآ للشروع بحملة عسكرية وفي تشرين الاول سنة 1920 تسلقت القوات الاشورية الجبال وخاضت المعارك مع الاكراد ولكن الشتاء بأمطاره وثلوجه الغزيرة كانت سبب عرقلة خطة .

عودة القوات دون تحقيق الهدف في الوصول الى اورمي 
بعد الانتصارات لقوات الاشورية مع الاكراد تم الاستعداد لسير نحو اورمي وسلامس ولكن عشائر اصروا على السير الى موطنهم الذي كانوا قريبين منه , وهناك من يشير بأن ملك خوشابا هو الذي اقنع المقاتلين بعدم التوجه الى اورمي واقنعهم بأن يطلبوا من أغا بطرس ومنه شخصيآ العودة الى مندان , ولكن أغا بطرس قال لا تخيير فيما اتفقنا عليه معكم , أذا حررنا منطقة حكاري اولآ سنجد وطننا مخربآ مدمرآ يستحيل الاقامة فيه ولكن بوصول الى اورميا اولآ ستتوفر لنا كل المستلزمات الايواء , المأكل والمشرب وبعدها يسهل لنا الانطلاق بأتجاه وان وأنتم تبقون لجمع شمل اهالينا ونحن نتولى المطالبة بحقنا في اقامة وطننا الجديد حسب القوانيين المعمول بها دوليآ .
لم يحصل الاتفاق على ما طرحه أغا بطرس ورؤساء القوم كانوا يبحثون عن مبرر للعودة الى مندان وطلب الضابطان الانكليزيان من السلطات الانكليزية بألغاء الحملة والاكتفاء بما تحقق لقناعتهم بعدم جدوى هذه الخطة , ومن اسباب اخرى وقوف بعض التجمعات بقيادة سرما خانم ضد اهداف الحملة وعدم مشاركة جميع الاشوريين في هذا الصراع الحاسم , تدخل الانكليز وتبديل موعد الحملة من صيف لموسم الشتاء وبسبب الثلوج والامطارعرقلة التقدم ولم يكونوا جادين وأنما هدفهم كان الانتقام من الاكراد أما فيما يتعلق بأرسال ضباطهم لمرافقة الحملة كان من أجل التجسس على اغا بطرس ومدى علاقته مع الفرنسيين , استدعوا ملك خوشابا الى مقر الرئاسة الانكليزية في الموصل واطلاعه على ورقة مزيفة تبين كيف أن اغا بطرس يسخرهم لمنفعته الشخصية ويريد تأسيس وطن في أذربيجان تحت رئاسته وأدرجوا اسماء مزيفة للذين سيستلمون المناصب النظام وكان لهذه الورقة اثرها البالغ في زعزعة ثقة ملك خوشابا بأغا بطرس وفي الشك بمصداقيته لذا انسحب ومن معه من قتال الجبال .
لما تجمع المقاتلون في المندان وجد الانكليز فرصتهم في نزع سلاحهم ولكن أغا بطرس وملك خوشابا وقفا ضد هذه الحملة وحثا رجالهما بعدم الانصياع للانكليز .
نظم اجتماع برئاسة سرما خانم وبحضور المسؤول الانكليزي (كليف اووين) وحضره جمع غفير من الاشوريين للاستماع عن أخبار مفرحة عن مؤتمر السلام حسب زعمها وأخيرآ ارسلوا في طلب أغا بطرس وحضر بزي عسكري والآلم يحز في نفسه , التفت اليه (كيف) الانكليزي وسأله مشيرآ الى سرما خانم هل تعرف هذه السيدة المحترمة أجاب أغا بطرس أجل هي سرما خانم الموقرة من بيت القديس مار شمعون .
والتفت (كليف) الى الحضور وقال لقد فشلت حملة اغا بطرس على كردستان وسوف يتم أرساله الى بغداد لمحاكمته وألان اسمعوا جميعآ على ما تقوله لكم سرما خانم .
وقالت سرما :
اولآ: لا عودة الى الديار في حكاري
ثانيآ: تستوطنون الموصل
ثالثآ: تسليم السلاح الى السلطات البريطانية
رابعآ: وكل من عصى ذلك سينال العقاب
رد أغا بطرس : سرما خانم أود ان أقول شيئآ لقد حان الوقت ان نصيد السمك حتى في الماء العكر لقد تشتت الاكراد وأنكسر الاتراك وايران تحتضر وجميع كردستان فارغة الان وهي تحت ايدينا , هلموا جميعكم لنذهب ونؤسس وطنآ لنا وأعلن مسؤوليتي عن كل الاخفاقات  التي حصلت واطلب المغفرة على ذلك وأقبل بكل شيء شريطة الا نضيع هذه الفرصة التاريخية من ايدينا .
أجابت سرما بنبرة حادة : بطرس .... نحن لا نصغي الى خططك الفاشلة .
أجاب عليها : سيدتي ... شكرآ لك
ترك المكان وقلبه يعصره الآلم لعدم وجود من يقف بجانبه .
سخر الانكليز الشعب الاشوري لاغراضهم وخدمتم وفي أذار عام 1921 تم وضع اول تشكيل عسكري أشوري في خدمة الانكليز وبقيادتهم تحت اسم عسكري (عسكر ليفي) يحل محل القوات البريطانية في العراق .
حاول الانكليز التخلص من أغا بطرس كونه مصدر الخطورة لهم وحجر عثرة امام مخططاتهم , لم يتمكنوا فقاموا بتضليل الناس وأسسوا قوة عسكرية من الاشوريين وأسندوا قيادتها الى داويذ الشموني ( اب البطريرك الصغير ) , طلب أغا بطرس بعدم المشاركة في القوة وأوعدهم بأنه سيبذل قصارى جهوده بتأسيس وطن اشوري تحت حماية فرنسا .
قاموا الانكليز بألقاء القبض على 60 وجهآ من وجهاء الاشوريين ووضعوا ملك خوشابا تحت الاقامة الجبرية في الموصل .
ان اجبار أغا بطرس للذهاب الى ساين قلعة كانت فرصة موأتية جدآ لتسليم اورمي الى الاتراك وقد خطط لها مسبقآ .
ان ابعاد أغا بطرس الى بغداد تزامن مع انعقاد مؤتمر السلام في الجنيف وقد أجمعوا الاشوريين على ايفاد أغا بطرس و سرما خانم لتمثيلهم في مؤتمر جنيف ولكن الانكليز كانوا بالمرصاد وقاموا بأبعاد أغا بطرس الى بغداد وفرضوا عليه الاقامة الجبرية وبنفس الوقت أرسلوا سرما خانم الى لندن وحرمت من حضور المؤتمر .
ان أعادة أغا بطرس الى بعقوبة لم يكن لسواد عيون الاشوريين الا ان الانكليز ارادوا بذلك أظهار الحب الكاذب والاهتمام بالاشوريين لانتقام من الاكراد لقتلهم مسؤولين بريطانيين والسيطرة على شمال العراق الذي كان من حصة فرنسا حسب اتفاق سايكس بيكو .
رسم مار ايشي شمعون بطريركآ بعد رحيل مار بولس شمعون وقد كان في الثانية عشرة من عمره
أغا بطرس طالب بالامتناع من دخول لقوة عسكرية قائلآ من كان يعترف بي عليه ان لا يدخل بهذا التشكيل ولهذا لم يستطيع الانكليز تنظيم اكثلر من (600) شخصآ ولكن بعد ابعاد أغا بطرس وصل العدد الى (2000) شخص .








غير متصل قشو ابراهيم نيروا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 4732
    • مشاهدة الملف الشخصي
                   ܞ
ܤܢܐܓܼܪܐ ܥܠܝܡܐ ܙܘܡܝܐ ܐܕܡ ܐܪܡܝܐ ܡܘܚܒܐ ܘܤܘܓܘܠ ܐܠܗܐ ܢܛܪܘܟ ܘܚܡܐܠܘܟ ܩܐ ܕܐܗܐ ܥܩܠܕܪܘܬܘܟ ܘܝܘܠܦܢܘܟ ܢܓܝܒ ܐܝܬܠܝ ܐܝܩܪܐ ܘܫܘܒܗܕܐ ܒܝܘܟ ܕܐܝܘܬ ܢܘܓܐ ܕܡܢܚܐ ܕܚܠܝ ܐܪܡܝܐ ܚܘܒܝ ܘܐܝܩܪܝ ܩܬܘܟܘܢ ܢܘܓܐ ܘܒܢܘܢܐ ܕܚܠܝ ܐܪܡܝܐ ܚܒܝܒܐ ܐܡܝܢ ܀QASHO IBRAHIM NERWA   

غير متصل Zomaya Eramya

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 7
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
ܡܝܩܪܐ ܚܐܠ ܩܫܘ ܗܐܒ݂ܬ ܒܣܝܡܐ ܖܐܵܒܐ ܩܐ ܕܐܢܐ ܚܒܪܐܢܘܟܼ ܐܬܠܢ ܐܝܩܪܐ ܘܫܘܒܗܕܐ ܒܝܘܟ