مع الاخ ابرم شبيرا
في مقاله حول الدون كيشوت
بطرس نباتي نحن كمسيحيين يوجد فينا اكثر من اي شعب اخر انواع من الدون كيشوتية ، لدينا الدون كيشوت في داخل الوطن ، وهم الذين قصدتهم بمقالك هم يريدون البقاء وهم يحاربون ويقومون الظلم والاحكام والقوانين الجائرة وجها لوجه مع مقابل فكر عفن فاسد من راْسه حتى قدميه ،انا لا اسميه شيطان كما أسميته لان هذا العدو ظاهر وواقعي وحقيقيقي وليس غائب او غير مرئي او كائن خرافي ، العدو هذا عبارة عن فايروس نخر في عقول البعض ممن يقودون البلاد اليوم فحولهم الى كائنات مسخة لا تهمها غير مصالحها وفرض مبادئها وما تؤمن به بالقوة ، هولاء صديقي شبيرا وصفتهم بالدون كيشوت واغرقتنا في تعريف قصته او حكايته ، لكني اختلف معك في وصفهم لاني اصفهم بالمناضلين الحقيقيين لانهم يقابلون هذا الفكر وجها لوجه ، حتى ولو كانوا بموجب وصفك دونكيشوت ولا يملكون غير سيوف من خشب لكنهم يصارعون الظلم جزافا الا انهم شجعان لانهم كما قلت يقارعون الظلم وجها لوجه والظالم يحسب لهم الحساب وإذا ما استطاع طعنهم فلا بد ان يطعن فيهم من الخلف ،لانه جبان لا يستطيع مواجهتهم وهم ايضا يتمتعون بحب واحترام الغير وخاصة من الأقليات المظلومة الاخرى وعدد لا باس به من ابناء الأكثرية وخاصة الشرفاء والوطنيين منهم هولاء الذين وصفتهم بالدون كيشوت هم فرسان حقيقيون لانهم يصارعون وهم داخل الوطن اي في جحر الشياطين فقط انتقدنا لهم بأنهم ليسوا متكاتفين ينقصهم التنسيق فيما بينهم .
نوع ثان من الدون كيشوتية هولاء سيوفهم كلمات يطلقونها كبالونات بالاسود والابيض أدواتهم طاولة صغيرة وكلماتهم جمرات من نار يصلون بها تارة سياسيو الداخل وطورا رجال الكنائس وطورا اخر اصدقائهم من كتاب الإنترنيت وكانهم مصارعين داخل سجن كبير يشبه كثيرا كولوسيوم التاريخي في روما .
كنت ضيفا على احد الأصدقاء في احدى الدول وسمعت صراخه بعد ان دخلت دارهم قلت لزوجته ما بال زوجك أهو في عراك معكِ او مع احد ما قالت لا والله ان هذا حاله فهو يتعارك مع الكومبيوتر تعجبت وعندما دخلت غرفة مكتبه لم ينتبه ووجدت حاله وعصبيته وهو يَصْب جام غضبه الشديد على أناس يخاطبهم وما دنوت من الشاشة الصغيرة التي كان منكبا عليها حتى علمت انه داخل في معركة في احدى غرف الدردشة في البالتوك ..
هذا النوع من الدون كيشوتية ، عزيزي شبيرا.. يبدأ بالانتقاد ثم الاتهام كل ما حوله ومن في الداخل متهما الكل بالخيانة للأمة وأنهم ضد الامة الآشورية وعملوا على تفتيتها والقضاء عليها لانهم رضوا بتسميات غريبة عنها ، ومن الجانب الاخر يقوم دون كيشوت اخر بوصف كل من يؤمن بانه اشوري بانه متاشور مخدوع بمؤامرات الإنكليز ، والأنكى من هذا هو لا يستطيع ان يخرج من داخل مهجره البعيد اي انه يريد ان يغير الأوضاع ويدحر الأعداء في العراق بمجرد ان يضغط على زر الرومنت كونترول ولا ينسى من وقت الى اخر ان ينقلب الى وأعض لمن في الداخل ينصحهم بان يهاجروا كما فعل هو ، ان يتركوا الوطن لانه اصبح او سيُصبِح قريبا جحيما لا يُطاق ، لا ادري ما دام هذا الجحيم لا يمكن العيش فيه لما يشغلون انفسهم بشأنه وهم بعيدون عنه ولا يطيقون العيش فيه ولو لساعات معدودة ، كما اتعجب حينما تناط مسؤولية في هذا الجحيم يتصارع هولاء عليها كل يريدها لنفسه ..
النوع الاخر لهولاء الدون كيشوتونية من ياتي للوطن للزيارة والتفقد وخاصة ابان الموتمرات السياسية او منظمات المجتمع المدني وما تسمى بحقوق الانسان او منظمات تتبع بعض الكنائس هولاء يأتوننا ايضا من خارج الوطن يضحون ببعض الأيام ليمكثوا بيننا يحضرون يومان او ثلاثة لما يسمونه جلسات الموتمر ثم الجلسة الختامية والمقررات تعقبها احتفال خاص بالمناسبة بعدها نراهم يحزمون حقائبهم مباشرة الى المطار بعد انتهاء الاحتفالية ، اما الذي يقرر البقاء فانه يبقى ليلتقط ما يسمونه اليوم السيلفي مع الأهل واقربائه لينشرها في الفيس بوك لكونه قد حقق بطولات لا مثيل لها، هولاء الذين ياتون لمدد أطول لهم طموح خارق العادة فانهم يتوقون لتولي منصب ما وزارة مؤسسة مديرية عامه ( اي حسب القسمة ) وكل ذلك في وطن يصفونه بجهنم ومن فيه شياطين، قبل داعش كان التصارع على أية وضيفة بين هولاء الدون كوشوتيون على أشده ، تعرفنا على العديد منهم كانوا يطرقون أبواب عديدة، يستجدون وزارة ، مسؤولية يطرقون ويتنقلون بين هذا ألح باب الى باب اخر، من اجل ذلك الا انهم لم يحصلوا على شيء يذكر رغم جميع الذين ذهبوا اليهم وعدوا خيرا وطلبوا منهم سيرهم الذاتية الا ان وعودهم ذهبت ادراج الرياح (وعادوا بخفي حنين ) كما يقال ، هذه الظاهرة بعد داعش قد خفت الا ان ما ان حسر داعش حتى بدا قسم منهم بعرض خدماته لمن يشتري ويسوق ذاته او غيره من (الاقربون الاولى بالمعروف )على وعسى يحصلون على منصب في هذا الجهنم الذي لا يُطاق مقارنة بما عليه من نعيم ورفاه .
اخي شبيرا لا تتصور ان من هم في الداخل يصارعون طواحين الهواء هم ابطال بالحق والحقيقة وهم يصرعون الظلم بأدواتهم البسيطة وفي بيئة موبوئة مثل بغداد اوغيرها من محافظات العراق ربما تعرض احدهم للموت مرات ومرات ولكنهم لا يأبون به ولا بتهديدات التي تأتيهم من قبل من يحمل في فكره الفايروسات القاتلة، وهذا احد من هولاء مناضلي الداخل ، الاخ جوزيف صليوا والذي تعرض الى تهديد مباشر من قبل احد من هولاء القذرين رغم ذلك هناك من ينتقده ويصفه( بشهيد العرق) أليست هذه حماقة وصلافة ما بعدها حماقة..
بربك يا شبيرا العزيز .
اين وصلت بِنَا المهاترات وخاصة عبر وسائل التواصل الاجتماعي ولماذا كل هذه الاهانات تجاه بَعضُنَا البعض وخاصة في هذا الزمن الرديء والذي نحن بحاجة الى التكاتف فيما بيننا وتشجيع من يتولى المسؤلية فيما يسمونه جهنم ومع الشياطين ..