المحرر موضوع: هل من المعقول ان ننسى  (زيارة 5002 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Communication

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 35
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
هل من المعقول ان ننسى
« في: 16:44 03/11/2016 »
هل من المعقول ان ننسى

قبل اكثر من عامين وبالتحديد يوم 7 اب 2014 تعرضت قرى ومدن وقصبات سهل نينوى الى ابشع جريمة ضد الانسانية بعد ان تم تسليم والتخلي عن مُدننا في سهل نينوى من قبل القوات الأمنية التي كانت متواجدة في المنطقة والتي كانت تزعم منذو عام 2003 والى ما قبل يوم تسليم قرى ومدن سهل نينوى بأنهم سيقومون بحمايتها وليس هناك اي داعي لتشكيل اي قوة مسلحة من ابناء المنطقة، وهذا المطلب كان للحركة الديمقراطية الاشورية التي ناضلت وفي اكثر من فرصة منذو عام 2005 بإخراج مناطق سهل نينوى من اي نزاع سياسي وتشكيل قوات من أبناء منطقة سهل نينوى لمسك الملف الأمني بالتعاون مع بقية القوى الأمنية في المنطقة الا ان هذا المطلب جُوبه بالرفض، وليحل محله مشروع حراسات بغديدا والتي كان أعضائها يستلمون رواتبهم عن طريق وزارة البشمركة، حيث بلغ عدد هذه القوات اكثر من ألفين مقاتل يستلمون أوامرهم وبصورة مباشرة من قوات البشمركة.

وفي اول اختبار لهذه الحراسات كانت النتيجة انهم تخلوا عن ابناء بلدة بغديدا بعد تلقيهم أوامر بالانسحاب وعدم المقاومة والأنكى من ذلك هو هروبهم وعدم تبليغ أهالي المدينة بهروبهم وترك مواضعها. ولولا تواجد اعضاء وقياديين ومقاتلين من الحركة الديمقراطية الاشورية اللذين قاموا بتبليغ وأخلاء سكان المدينة الى ساعات الصباح الباكر حيث كانوا مقاتلي الحركة - زوعا واللذين لم يتجاوز عددهم أصابع اليد وبأسلحتهم الخفيفة اخر من غادر مدينة بغديدا.

إذاً لولا تخاذل وتبعية هذه القوات لما كان بإمكان عصابات داعش الإرهابية قد تمكنت من دخول بغديدا وبقية قرى سهل نينوى واحتلالها وتهجير اكثر من 200000 الف مواطن من ابناء شعبنا اللذين اكتسوا الشوارع والأرصفة والحدائق وباحات الكنائس وغرف المدارس والشوارع ومن بعدها الخيم التي ضاقوا المُر فيها من برودة الشتاء والأمطار وحر الصيف القاتل وكل المعاناة اللاإنسانية التي عانى منها الاطفال والنساء والشباب وكبار السن، بعد ان هربوا وتركوا كل مذخراتهم واموالهم في المدينة. كما ان حال بقية سكان سهل نينوى لم يكن بافضل من بغديدا، حيث قام تنظيم داعش الارهابي بالاستيلاء على مستمسكاتهم الشخصية وسرقة كل اموالهم قبل مغادرتهم، كما قاموا باحتجاز وسبي عدد من النساء والأطفال واللذين ما يزال مصيرهم مجهولاً.

اكثر من عامين من التهجير والتشرد والعيش في الخيم وصفوف المدارس والكرفانات وافتراش الحدائق وصالات الكنائس. بعد كل ما جرى هل سننسى من كان السبب في تهجيرنا؟؟ هل سننسى من كان السبب في تسليم مُدننا لتنظيم داعش الارهابي؟؟ هل سننسى من كان السبب في سبي نساءنا واطفالنا؟؟ هل سننسى من قام بتجريدنا من سلاحنا ونشر تحذير بضرورة تسليم جميع الأسلحة لكي لا يكون بإمكاننا مقاومة المُحتل؟؟ وهل سيخرج السيد الوزير  من منفاه بخزنته الجديدة الى الساحة لكي يقوم بمسح الذاكرة وكل ما تعرض له ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري من ذُل ومهانة؟؟ هل سنسمح لمن ادعى حمايتنا وهو من قام بتسليمنا الى داعش بأن يكون حامي الديار مرة اخرى؟؟ عُذراً عن سقوط حرف ( الراء ) سهواً في كلمة ( حامي ). هل نحن فعلاً شعب مسامح ومُسالم ام شعب ساذج ومتغافل ام نحن كما أثبتنا لبقية شعوب العالم بأننا شعب مُقاوم ومحب لأرضه ومدافع عن عرضه وشرفه فيما لو توفرت الاليات والامكانيات وما وحدات حماية سهل نينوى NPU والتي تم تشكيلها بدعم سياسي من قبل الحركة الديمقراطية الاشورية والتي تضم في صفوفها خيرة شباب سهل نينوى اللذين هبوا للتطوع عند اعلان الحركة - زوعا خبر فتح باب التطوع في صفوف NPU خير دليل على ذلك.

ان المعارك التي خاضتها وحدات حماية سهل نينوى NPU ومن قبلها التدريب على حرب الشوارع والتي أثمرت عن تحرير قرية بدنه السفلى بالتعاون مع قوات التحالف حيث كانت NPU القوى الوحيدة التي حررت القرية. والمعركة التي سبقتها في تللسقف والتي جرح خلالها ثلاثة من مقاتلي الوحدات. وهنا لابد لنا ان نستذكر الظروف والمراحل والعراقيل التي سبقت تشكيل هذه الوحدات ومحاولة عدد من الجهات بتأخير لا بل بأفشال هذا المشروع القومي بكل الطرق المُتاحة، لكن اصرار الحركة - زوعا وأبناء منطقة سهل نينوى على تشكيل هذه القوات ورفضها لعدم عودة الأمور لما كانت عليه قبل عام 2014 واصرار وارادة الأبطال المتطوعين والدعم الذي قدمه ابناء شعبنا والمؤسسات والاتحادات القومية في المهجر أرضخت هذه القوى الى القبول بالأمر الواقع. حيث بدأت مرحلة بناء معسكر NPU بسواعد مقاتليه وتمويل ابناء شعبنا في المهجر، ثم مرحلة التجهيز والتسليح وشراء الاليات والكرفانات وكل الأمور اللوجستية التي جعلت من هذه الوحدات امراً واقعاً يجب التعامل معه فجاءت مرحلة تسجيل هذه القوات كقوات رسمية وطنية ذو خصوصية قومية وتابعة للحكومة المركزية كباقي فصائل الجيش العراقي. الا ان الظرف الاقتصادي السيء الذي مر ومازال به البلد حال دون إمكانية دفع رواتب لهذه القوات المتطوعة والتي وصل عددها عند فتح باب التطوع الى حوالي 3000 آلاف متطوع مما اضطر الحركة والقادة العسكريين الى تقليص العدد الى ما يقارب 600 مقاتل، ولعدة أشهر تحمل شعبنا في المهجر رواتب هذه القوات وعدد من مستلزماتهم اللوجستيه الى ان اصبح بإمكان الحكومة المركزية دفع رواتب هذه القوات التي تشارك اليوم جنباً الى جنب مع القوات العراقية في تحرير مدن سهل نينوى كقوى مسجلة رسمية تابعة للحكومة المركزية في بغداد وليس لها اي تبعية لأي جهة اخرى.

وها هي اليوم وحدات حماية سهل نينوى تشارك مع قوات الجيش العراقي بتحرير مدن سهل نينوى وبدأت فعلياً بمسك الملف الأمني ووضع السيطرات الأمنية في بغديدا، كرملش وباقي مدن سهل نينوى، كقوى رسمية معتمد عليها من قبل الجيش العراقي والحكومة المركزية في بغداد في مسك الملف الأمني في مناطق سهل نينوى.

وأخيراً هل سيسمح شعبنا في سهل نينوى بعودة الأمور الى ما كانت عليه قبل وبعد عام 2014؟؟ هل سيسمح شعبنا بعودة اللذين تخلوا عنه وسلموا لداعش؟؟ وهل سينخرط في صفوف قوات مسلوبة الإرادة ؟؟ هل سننسى النوم في العراء وعويل الاطفال وعذاب الكبار والنوم في صالات الكنائس والمدارس والحدائق؟؟ هل اننا شعب مُتناسي ومُتشائم ام اننا شعب مُتفائل ولا ينسى من خانه وسلمه لداعش؟؟؟

هل حقاً سننسى؟؟؟ وان كُنَّا على وشك ان ننسى لنعود في الذاكرة الى 7 اب 2014 ولِنلقي نظرة على الأفلام الوثائقية والصور التي جسدت جزء يسير من معاناة ابناء سهل نينوى ولنتذكر .....

روبرت شموئيل