المحرر موضوع: مفترق الطرق  (زيارة 1809 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل انور اتو

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 38
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
مفترق الطرق
« في: 10:12 06/11/2016 »


مُفترَق الطّرُق



أنور أتو


 ترجمة للقصيدة المنشورة في منتدى "نتاجات بالسريانية"

هنا بلغتُ مفترق الطّرق
حاملاً على ظهري المحدودب
صُرّة ملأى من ذكريات يفاعة الكون
حيث كان لي ثمّة أرضٌ عذراء
أنجب زرّاعي من رحمها
رضيع السّماء الأول
ليرضع من أثداء دجلة
ويتعمّدَ في مياه الفرات المقدّسة
هناك شيّد معماري سلسلة الحصون والقلاع
ورفع أبراجاً تحتضن الجنائن المعلّقة
وروّى النجوم العطشى من مياه الأنهار
هناك خطّ كاتبي الحرف الأوّل على لوح الزمن
وملأ مكتباتي نصوصاً خطفها من أشعّة الشّمس
وملاحم الأشدّاء بالفكر والعقل
والخلود بالعمل في فردوس الآلهة
وانتصارات القادة يمدّون جناحي النّسر على أرض الأجداد

هناك كانت ذكريات وطني
ذلك الوطن الذي تحوّل إلى أثَر
كيف  يتحوّل الوطن إلى أثَر !
كيف تزلزلت أرض آدم وتناثرت سماء المجد !

ها هنا بلغتُ مفترق الطّرق
بعيداً عن حضن أمّي
إذ انقطع الحبل السريُّ عن أنهر شراييني
يلتفّ رضيعي الصّغير على ظهري
وينقبض قلبي خوفاً من ضياعه في هذا الظلام المدلهم حولي
ويقتلع اجترار الذّكريات ما بقي من أنفاسي
ويحرق أوردتي المزرقّة مما بقي فيها من قطرات دمي!
يسدل ستائر الليل على عيوني
خانقا حشرجات صوتي
في أودية بعيدة عن فردوس أجدادي !

ها هنا على مفترق الطرق
تحتضن صرتي رايتي وحروفي
لئلا أضيع الألف الصامتة مرة أخرى
وأضيع رضيعي الأخيرة في الأزقة الضيقة

نواقيس الذكريات تقرع في قمة جمجمتي
وأنا أرتجف لا من الزّمهرير
أكشف البلبلة عن لغتي
أرتّب قطع اسمي تحت هدير الرعد
وألصق حطام صليبي الخشبيّ
من أيدي " التلامذة" الجدد والغابرين

أنا ورضيعي نرتجف لا من الزّمهرير
من أمواج الرعب
من غد على مفترق الطرق !


غير متصل ميخائيل مـمـو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 696
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: مفترق الطرق
« رد #1 في: 17:01 10/11/2016 »
حقاً لقد وفيت في سردك وأحسنت، كما عهدناك في لغتنا الآشورية
مع بالغ التحيات والأمنيات
ميخائيل ممو