هل هذا عقاب رباني ام فعل حيواني ام ما هذا ؟

[حبيب الشابي]

احداث مؤلمة ترافق مسيرتنا وقد ازدادت وتيرتها هذه الايام وتوسعت  فهي تذكرنا بما قاساه الاوائل من اضطهادات وحروب استمرت واحرقت ضحايا لا تعد ولا تحصى ورافقتها هجرة الكثير وها هي الامور تعاد وتتجدد حاملة الخوف والفزع عبر القتل الذي يحمله الاصوليون، والاضطهاد الذي تصمت امامه الكثير من الافواه وتحصد ارواح الابرياء، وخلقوا جوا لكثيرين ليحملوا حقائبهم ويرحلوا عبر هجرة منسقة ومخطَّط لها ومعلنة ان الشعب المسيحي لا يجوز له العيش في ارض بابل واشور ووطن الاجداد. فالطائفية والمذهبية قد قتلت الاماني . والتكفيروالتهجير كلمتهم الاولى والاخيرة والسبيل الى الرحيل وافراغ البلد منهم . لان غياب ابناء البلد من المسيحيين يعني انتحار لوجودنا وفقدان لاصولنا في مشرقنا والحرب ضد المسيحية لن تنتهي، واسكات الارهاب لا يتوقف وسيتحول الى طرق جديدة، من المؤلم ان نرى المسيحي تاركا ارض الاباء والاجداد بسبب مفسدي الدهر عبر التعصب وقتله واضطهاده ونسأل هل الحياة لا تكتب للابرياء بل للشريرين انه اضطهاد واضح في العلن حينما ينعتوننا باننا لا نستحق الحياة ، وبذلك يرسمون مخططا لأهلاكنا واضطهادنا وتهجيرنا لكي يقل عددنا وتفرغ البلاد من وجودنا فان كان اضطهادنا واستشهاد الاعزاء لابد منه وكثيرا ما نشعر بان الله لا يستجيب الى صلواتنا فالبعض يقولون لا تهاجروا واقول اين حقوقنا واين سلامتنا فليطرد العنف من البلد وليتوقف النزيف فالنزيف من صنع الغريب فلا زلنا نلقب حسب ارادة الاشرار مرة خنازير واخرى كفار والحكومة صامتة ان كان هناك حكومة اين الحكومة  وليس في يدنا حيلة الا الصوم والصلاة والهجرة طوائفنا متفرقة لاتتحد وهناك من يفكرون بتدميرنا وقتلنا وتهجيرنا  فتراهم يتقاتلون فيما بينهم  ايضا ليتقاسموا الغنيمة وغنيمتهم هي العراق  وبلدات سهل نينوى فاحدهم يأخذ الراس والاخر الافخاذ والثالث ياخذ الصدر انهم خصوم ظالمون واشرار وبدأنا نشك ونتردد ونتراجع بل ونتقهقر لأننا نخاف السيف ونحن المسيحيون مظلومين شئنا ام ابينا من قتل اساقفتنا وكهنتنا؟من خطفهم ؟ من قتل شعبنا؟ من فجر واحرق كنائسنا؟ ان العنف لا زال يمزق ارضنا والكثيرون يشعرون بتهميش يزداد يوما بعد يوم ويكبر معنا بساعاته نحن المسيحيين ندفع ثمنا اضافيا لحالة الفوضى والصراع والعنف، فهم يستهدفون مباشرة كنائسنا ورجالنا وممتلكاتنا وصلباننا واديرتنا في موجة اقتلاع مبرمجة وسط صمت دولي، وكل ما يجري مسرح اللامعقول، وما الخطف الا نموذج اخر للاعتداء والتهجير وهدم وتدمير عشرات الكنائس التي يعود تاريخها الى القرون الاولى للميلاد لا زال المشهد يعكرعلى يد الإرهاب والعصابات المسلحة والمنفلتة والخارجة عن القانون حيث يتم استخدام الدين لتبرير الاعمال الاجرامية التي كلفت المئات من حياة الابرياء في مختلف مناطق من العراق والاستيلاء على ممتلكات المسيحيين معتبرينها غنائم يحق جمعها حسب تبريرات واجتهادات مختلفة. كفانا القبول بوضع قضية وجودنا على شماعات مختلفة، مرة الارهاب واخرى العصابات والثالثة العنصريات والرابعة الحرامية ، وتسجل التهمة ضد مجهولين وغالبا ما يفلت المجرمون من العقاب. لقد تركنا ارضنا وبيدنا حقيبة الرحيل، ولا زال استمرار نزيف الهجرة بشكل يومي، وهناك الكثير من الاشخاص والعوائل يغادرون، فهناك من يبكي على حالنا ويولول على مصابنا بالامس حررت بلدات سهل نينوى – كرملش وبخديدا وبرطلة وتلكيف وتلسقف ووو  لكنها كانت شبه مدمرة ومسروقة وبعد التحرير تم تفجير عدة بيوت بسبل وجود متفجرات لايمكن السيطرة عليها وحتى الكروم تم حرقها والقبور تم نبشها والمكتبات تم حرقها  هل هذا عقاب رباني ام فعل  حيواني ام ما هذا ؟ اجيبوني بالله عليكم اجيبوني
__________________

ابو روسن

[حبيب الشابي]

من يحكم دول الشرق الأوسط ليسوا منتخبين ولا بالقوانيين الحضارية معظم حكام منطقتنا يدعون الدين فمادام هناك تشريعات دينية  ومن يحكما معظمهم احزاب اسلامية ومنها متطرفة وعميلة لجهة ولهذا السبب لايمكن أن يعم السلام