المحرر موضوع: تدمير الاثارالاشورية في نينوى وكالح تأمر على الحضارة الانسانية !!  (زيارة 719 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل أوشانا نيسان

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 322
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
تدمير الاثارالاشورية في نينوى وكالح تأمر على الحضارة الانسانية !!
أوشـــانا نيســـان
النقاب بدأ ينكشف تدريجيا عن خلفية ظاهرة الارهاب والتطرف والاجرام لتنظيم الدولة الاسلامية "داعش" وهو يلفظ أنفاسه الاخيرة كالفئران المريضة داخل السراديب والانفاق المظلمة تحت الارض، وذلك من خلال الاصرار على تنفيذ ما تبقى من البنود والايديولوجيات العنصرية والشوفينية التي ثبتها الطاغية صدام حسين على أجندة النظام المركزي في بغداد قبل عقود. كل ذلك اثر تدمير ما تبقى من المعالم التاريخية والرموز المسيحية للشعب الاشوري العريق واخرها معالم مدينة  "كالح" التي شيدها الملك الاشوري شلمنصر الاول (1274- 1245) على نهر دجلة وجعلها عاصمة لدولته خلال الامبراطورية الاشورية الوسيطة. هذه المدينة التاريخية التي سميت اواخر الثمانينات من القرن الماضي بناحية نمرود بأعتبارها على رأس لائحة المواقع الاثرية والتاريخية في العراق وعموم بلدان الشرق الاوسط.
صحيح أن المجتمعات الدولية المتحضرة باسرها وعلى راسها منظمة اليونسكو التابعة للامم المتحدة صدمت بالامس اثرتلقيها خبرتدميرما تبقى من الاثارالتاريخية في مدينة نمرود واعتبرته "جريمة حرب"، ولكن الوصف هذا لايكفي من دون استيقاظ ضمير العالم المتحضر من سباته جديا والاسراع في الوقوف الى جانب شعبنا الكلداني السرياني الاشوري المضطهد على مر القرون، والدفاع عن حقوقه القومية والوطنية المشروعة ضمن سهل نينوى باعتبار المنطقة وطن الاباء والاجداد.
حيث يذكرنا تاريخ العراق الحديث كيف أصر الطاغية في بغداد على اطلاق حملات تزوير التاريخ واعتبار نفسه امتدادا لملوك تاريخية رسخت دعائم اقدم حضارة انسانية وجدت على سطح المعمورة وهي حضارة الامة الاشورية في وادي الرافدين قبل ما يقارب من 7000 عام من خلال ايديولوجية قومية ممنهجة عنوانها " من نبوخذنصر الامس الى صدام حسين اليوم".  هذا الخطاب العنصري والدموي الذي يتبناه ما يعرف اليوم بتنظيم الدولة الاسلامية "داعش"، لانه بالاصل هوما تبقى من أيتام حزب البعث العربي الشوفيني وأزلام منظماته الامنية والاجرامية في مدينة الموصل.
هذه الحقيقة التي أثبتها أبو بكر البغدادي زعيم التنظيم حرفيا منذ دخوله مدينة الموصل قبل أكثر من عامين واعتلاءه لآكبر المنابر في مدينة الموصل والاعلان عن توليه منصب الخليفة، ثم يثبتها اليوم عددا من المراقبين العراقيين بقولهم أن "90 بالمائة من الدواعش هم من العراقيين وتحديدا من العرب السنة، بعدما همشوا وأبعدوا بقرار من الحاكم المدني الامريكي في العراق بول بريمر بعد تسريح الجيش العراقي بدعم من البنتاغون والبيت الابيض الامريكي، كما يذكر بريمرفي مذكراته".
لذلك نرى أيتام البعث وهم يتسابقون في تدمير ما تبقى من المعالم الحضارية للامة الاشورية في وادي الرافدين، بداعي أنها أصنام وثنية لا يجب الابقاء عليها في صرح الدولة الاسلامية. فيما يعرف القاصي والداني أن قرار تحطيم الشواهد التاريخية والمعالم الاثرية للحضارة الاشورية العريقة في مدينة نينوى وضواحيها كان ومنذ البداية هاجسا يقلق السلطات المركزية ورؤيتها  اللاوطنية للشواهد التاريخية التي تعكس حضارة الشعب الاشوري وتاريخه العريق في نينوى ولا تاريخ الغزاة!!
الموصل كعب أخيل النظام السياسي في العراق
ظلت محافظة الموصل ولاحقا محافظة نينوى كعب أخيل النظام السياسي في العراق خلال 95 عام من عمر الدولة العراقية، رغم نعتها بسلة خبز العراق باعتبارها أم الربيعين. هذا بقدر ما يتعلق بخصوبة الارض في الموصل، ولكن الخلل الحقيقي وقع منذ تاسيس الدولة العراقية ونهج السلطة واستراتيجياتها السياسية في كيفية تحويل التعددية العرقية والمذهبية التي شابت الاكثرية في المحافظة من عامل تفتيت الى عامل توحيد الصفوف وتعزيزاللحمة الوطنية.
أذ على سبيل المثال لا الحصر، ظلت المادة (140) من الدستور العراقي الجديد مادة مجمدة ولا يعمل بتنفيذ مضمونها حتى أشعار أخر، لا بسبب الخلل في ذهن المواطن العراقي غير العربي في المنطقة كما يعتقد وانما بسبب الخلل ضمن البنود والفقرات الدستورية التي تتعلق بوجود وهوية المكونات العرقية الاصيلة في العراق عامة وفي سهل نينوى على وجه التحديد . والدليل على صحة قولنا هذا، هو أصرار الشرائح العراقية المهمشة تلك التي حكمت العراق 82 عاما على تحويل محافظة نينوى الى قلعة للمتمردين والارهابين بهدف تحريف المسيرة الوطنية ونهجها في بناء عراق ديمقراطي وفيدرالي يتسع صدره لكل العراقيين بغض النظر عن اختلافهم العرقي أو المذهبي. والسؤال هو:
لماذا يتسابق الداعشي الاسلاموي على تفجير أوتدمير جميع المواقع التاريخية غير العربية وغير الاسلامية في الموصل وعلى راسها اسوار نينوى التاريخية ومعالمها الاثرية، قصر اشور ناصر بال، معبد عشتار، معبد نابو بالاضافة الى اقتحام مكتبة الموصل والاستيلاء على حوالى 8000 كتب واتلاف جميع المخطوطات النادرة في الكنائس المسيحية، حتى في الوقت الذي بدأ التنظيم يلفظ أنفاسه الاخيرة في سراديب الموصل، ان لم يكن ذلك الداعشي المجرم بعثيا واداة لتنفيذ الفكر القومي الشوفيني في العراق من جديد؟