لماذا كل هذة الهوسة ؟
اخيقر يوخنا من المعروف ان الشعوب الشرقية عامة وشعبنا خاصة يحترمون رجال الدين الى حد قد يعتبر لدى البعض مبالغا فيه من حيث عادات الانحناء وتقبيل الايادي وفسح المجال لرجل الدين في الجلوس في المقدمة لاي تجمع او اجتماع و اعطاء الاولوية له بالكلام كما يشاء وكانه يملك العلم والحكمة كلها
ويسود الاعتقاد في ان يكون رجل الدين قدوة في التواضع وقدوة في التسامح. قدوة في نبذ الخلافات وقدوة الغفران وقدوة في خلق الصداقة والمودة بين الموءمنين بالمسيحية خاصة من مختلف كناءسهم .
وبالاضافة الى المكانة الروحية والاجتماعية العالية التي يتحلى بها رجال الدين عامة ورجال كناءسنا خاصة فان هناك حدود لصلاحياتهم رغم اعتقاد البعض ومن باب المجاملات والاحترام المبالغ به في انه يجب عدم معارضتهم او الطعن في اعمالهم
فيما اننا اذا قرانا كتب التاريخ لكنيستنا نجد ان احد بطاركة كنيستنا انذاك في القرن الثالث عشر او حوله قد قال حين سءل عن موقف الرعية من مخالفة رجل الدين لراي الجماعة فكان الجواب ان رجل الكنيسة الذي لا يحترم راي الجماعة الموءمنة اسحلوه من لحيته .
ونستنتج من ذلك بانه لا حصانة روحية تامة لرجل الدين تمنع الرعايا من انتقاده
وبطبيعة الحال ان ذلك العمل صعب القيام به ولم نشهد ان هناك في التاريخ من قام به وخاصة في تاريخنا الحالي
كما نجد ان الرعية تسهم في توفير مقتضيات المعيشة لهم من دون الاضطرار الى العمل
وكما نعلم جميعا ان الظروف الحياتية الحالية تستوجب ان يمنح لرجل الكنيسة راتب وربما مخصصات اخرى
ومن باب اخر نجد ان على رجال الكنيسة التقييد بواجباتهم الروحية دون التدخل بالسياسية تطبيقا لقول المسيح اعطوا ما لقيصر ما له وما لله ما له فان تدخل رجل الدين بالسياسة يخالف تلك التعاليم
وهنا نود ان نوءكد باننا جميعا نحترم رجال كناءسنا بدون اي اعتراض
ولذلك فاننا داءما نكرر بان على رجال الكنيسة الابتعاد عن السياسة
لان الدخول في السياسية سيفتح المجال للاخرين بان يتعاملوا معهم بالطرق السياسية الخبيثة والقبيحة والمتعجرفة وبذلك سوف يسمعون كلاما خشنا
وهنا احب ان اوءكد مرة اخرى اننا لا نقصد احد بهذا الكلام لانه كلام عام ومن اجل ان يبقى رجال كناءسنا خارج سياج اللعبة السياسية المقيته لان ما يسيء لرجل الكنيسة يسيء الينا جميعا
واذا كان بعض الفاشلين السياسيين يعتبرون ان تدخل الرجل الديني بالسياسية هو من اجل المصلحة العامة
فاقول لهم لماذا لا يترك تلك المهمة لرجال السياسة من اتباع صومعته ؟
لماذا ينصب نفسه قاضيا ومحاميا وصحفيا في كل الامور
ويمكننا حاليا ان نرى صور لتلك النماذج في العديد من القوميات العراقية
وفي عالم الانترنيت اليوم هناك نجد نماذج من كل المستويات العالية منها بمستواها الثقافي والعلمي ونماذج اخرى قد لا تملك قسطا مهما من الثقافة وكل طرف يطرح ما يعكس ثقافته
وكل واحد من تلك الاقلام له مطلق الحرية في التعبير عما يوءمن به
وما الضرر في ذلك ؟
فليكتب كل واحد ما يشاء لانه يطرح حقيقية ما يحتويه من طيبة او مرارة
وان رجال الدين الذين يحاولون استغلال سفاهة بعض الاقلام من اجل التعويض عن فشلهم وجذب التاييد العاطف فانهم بتصرفهم هذا يعتبرون رجال سياسيون اكثر مما هم دينيون لانهم يتعاملون بادوات سياسية من اجل كسب المنافقين لجانبهم وكسب عامة الناس البسطاء حيث يتم تصوير تلك التجاوزات على رجال الدين بان رجال الدين يتحملون الويل من اجل الصالح العام بينما القضية وما فيها كما نقول بالعراقي ان رجل الدين يحشد الاخرين لتلميع صورته واعلاء شانه في السلم السياسي
ونرى جميعا ماذ كانت نتيجة قيادة رجال الدين لبعض الحركات السياسية في العراق غير الخراب والقتل وسفك الدماء واشاعة البغضاء والاحقاد
وكذلك فاننا نجد بان كلا من بطاركة الكنيسة الاشورية سابقا قد نالتهم كلمات جارحة وباساليب خبيثة من قبل بعض الاقلام المعارضة لهم ولاعمالهم
ولم نجد في المقابل ان اي من الكنيستين قد ردوا عليهم
وربما قد يكون السبب حسب اعتقاد المعارضين هوءلاء هو تدخل رجال الكنيسة في امور سياسية
ويمكن للقاريء بالبحث في جوجل ليجد كلمات وتعابير جارحة لبطاركة الكنيسة الاشورية سابقا لاسباب مختلفة
ولذلك اعتقد ان مكانه رجل الكنيسة سواء كان غبطة مار لويس او قداسة مار كوركيس او مار ادي والاخرين لن تتزحزح بكلمات وتعابير جارحة لنفوس مفلسة سياسيا وثقافيا
والمفروض لكناسءنا الصلاة من اجل المذنبين لا استغلال وقاحتهم لتاجيج البغض والاحقاد بين ابناء شعبنا
وهكذا اعتقد ان وساءل الاعلام في كناءسنا يجب ان لا تتطرق لهذة التجاوزات لانها بذلك تشجع القاءمين بها اكثر في التمادي في اهاناتهم لانفسهم اولا قبل ان تكون لرجال الدين
وكذلك ان على المتملقين لرجال الدين في كل الامور ان لا يصبوا الزيت في النار بل ان يمتنعوا عن الاشارة لها وان يكتبوا عكس تلك الاعمال الصبيانية
ولذلك يحب علينا جميعا ان نكبر في اعمالنا وتطلعاتنا ومواقفنا وومحبتنا كمسيحيين ونصلي لامثال تلك النماذج الصبيانية من اجل ان نثبت للجميع باننا محصنيين جميعا بالمحبة المسيحية واننا لسنا فقراء في الايمان لكي نقع ضحية تصرفات خبيثة وصبيانية
واخيرا هل نملك الروحية المسيحية بان نصلي جميعا من اجل هوءلاء الخطاة
ربنا اغفر لهم