المحرر موضوع: الأنسان في زمن الهذيان  (زيارة 2451 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ايشو شليمون

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 504
    • مشاهدة الملف الشخصي
الأنسان في زمن الهذيان
« في: 15:12 27/11/2016 »
الأنسان  في زمـن الهذيـان


دَع  الصائدون  في العراء  وشانهم        فذا  النسرُ يأوى  في الجبالِ الشواهقِ

لَهم  عُقــدَةٌ   فيها   المثالِـبُ    جُلَّها        شكوك   النوايـا   دون  علـمِ   مُـوَثَّقِ

فكم  من  بَذيءٍ  قد  تراه    مُراوِغاً        يَخُطُ    كلآماً   مِثلَ  هـولِ   المطارِقِ
 
وَيبـدو    جَليَّاً     للريــــاء    مَرامَـهُ       ويرمي   قِلاعـاً  دونِ  هَديٍ   وَمَنطَقِ

تَـراهُ   يُطيـلُ    بالكلامِ    وَيَفتـري         بِجهلٍ    يَعـومُ   في  البحـارِ  بزورقِ

إذا   القلعـة   الشـماء  هَـدَّ   جِدارُها        فَمن  ذا   يَقينا  من   لهيب   التراشقِ

أراكَ   خليلي   بالردودِ    مسايراً          تُزيـدُ     سـعيراً     للآخـوَّةِ     مُقلِـقِ

فَـرَدٌ     لِرَدٍ     والرُدودُ    لَهيبُها         يُهيــجُ    شِقاقاً   أو   يَسـودَ    تِشـرنقِ

أنا  لسـتُ  في  فنِّ   الكلامِ   مجاماً        ولستُ   مَعَ   نهج   السَّــليط   مُطابِقِ

أنا  مؤمنٌ   فوقَ  السفاسِفِ  ارتَقي        وأنئى   بِنفسي خوضَ دَرب المزالـقِ

 فَلا  لَن  أخوضَ  في  نقاشٍ   نِتاجَـهُ        عقيماً   ســقيماً     للجَهالةِ     يرتقي

وَلن  أرمِ   نفسي  للمهازلِ   طائِعاً         بريـق    السـنينَ   قد   أنارَ   بمفرقي
 
 فَلا  الوادِ  يخلو مِن  ضِباحِ الثعالبِ       ولا  الناس  تنجو  من  لِـسانِ  المنافقِ

سَيبقى  الأميـنُ  في  السـيادةِ  طالَما        يقــودُ    بِعَـدلٍ    بالمحبــةِ     يَسـتقي

كِراماً  لَهم   رغمَ   الحَسودِ  مَقامَهم         شـموخاً   فَهُمْ    فـوق  البناءِ   بيارقِ
 
فلَن   تعتريهــم   بالمقـــولِ   مهانَّةً       ولن  يخشَ  ضيمـاً  مَنْ   لِرَبِّـهِ   مُتَّـقي
 
ألا   فلنَـكُفَّ   عن    عَقيـمِ    جِدالنا        بِحقِ     الثكالى   او   بحقِ    الرقـائقِ

فيا   بؤسَ   قــومٍ   يحتسـي   بجهالـةٍ       سمومَ   الأفاعي   في  الشرابِ  المعتقِ

***********************************************************************


غير متصل ميخائيل مـمـو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 696
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: الأنسان في زمن الهذيان
« رد #1 في: 04:43 09/12/2016 »
الأخ المبدع إيشو شليمون المحترم
مع جلّ إحترامي لكم بما تنسجوه من أفكار مطعمة بقيمها الجمالية، وتبنيك فصاحة الجزالة اللفظية بالصور البلاغية التي تعري فيها مردودات عقدة النقص بمثالبها المتعددة لمن يجعل من نفسه أسد الغابة بجلباب ثعلب، وكما يقول الشاعر:
يلـقـاك يحـلـف أنــه بـك واثــــق     وإذا تــوارى عـنك فهو العقـرب
يعطيك من طرف اللسان حلاوة     ويـروغ منك كـما يروغ الـثعـلب
فما أدراك من وعي ويقظة حين تجسد رؤيتك بحق قدسية من إكتوى بنيران الجهالة، ناقلاً للضالين تلك أوصافك بصفاء ودقة مؤطرة بدلالات الصور الشعرية بما تحويه من معان بوخزات مباشرة علهم أن يدركوا ما يستوجب إدراكه.
مع بالغ تحياتي لمسعاك الدائم.
ميخائيل ممو


غير متصل ايشو شليمون

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 504
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: الأنسان في زمن الهذيان
« رد #2 في: 16:57 10/12/2016 »
     
 الأخ والأستاذ اللغوي القدير ميخائيــل ممــو المحتـرم
 
استاذي الكريم :
 
مرورك واضافاتك تعطي القصيـدة عمقاً وتضفي عليها رونقاً  وبهاء، تحية لكرم اطلالك ودقة لمساتك  وعبق مشاعرك ، أضفتَ فأبدعت،  وأشرت فأصبت.  شكراً ولكم مني جزيل الأحترام.

هنا وخلاف المعهود أود الأشارة لبيان معاني واركان  قصيدتي هذه والتي نظمتها على أثر  التداعيات والتأثيرات السلبية على علاقات ابناء الأمة من جراء تداول موضوع التطاول على الآباء والرؤساء، ليكون الأخوة القراء على بينة من محتوى القصيدة ومغزاها وسياق ابياتها .
*  الأبيات الخمسة الأولى  / تخص من يرمي الناس جهاراً دون حق وعلى غير هُدى .
* البيت السادس/  ليس من الحكمة المساس بسمعة الآباء والقادة الذين نذروا انفسهم بحق لخدمة الأمة .
* البيتين 7 ،8 / التأثيرات السلبية للردود والمجادلات العقيمة في الأمور الخلافيه في مواقع التواصل ووسائل الأتصالات المختلفة على العلاقات بين ابناء الأمة .
* البيت 9 /  الموقف الشخصي من المسيئين دون مجاملة او تملق .
* الأبيات  12،11،10 /  بمثابة مرآة للقاري وبشكل خاص لأصحاب الردود والمحاورين ليبصروا ذواتهم ويتصرفوا  بما يجب .
* البيت 13 /  من واقع الطبيعة والحيــاة
* الأبيات 16،15،14 / من يعمل في دائرة الضوء وفي السليم من الآباء والقادة عليه أن لا يكترث باقوال المغرضين
* البيت 17 / دعوة للكف عن المهاترات الجانبية وفي امتنا معاناة أعظم  للثكالى والسبايا
* 18 / الحسرة والألم لمن تنطلي عليهم ألاعيب من يضرب على وتر الطائفية المذهبيه وهو في ذلك كمن يدس السم في ذلك الكأس المعتق الذي ارتوت منه الأمة واكتوت بنار التمزق .
تحياتي للجميـــع
 

غير متصل جان يلدا خوشابا

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1834
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: الأنسان في زمن الهذيان
« رد #3 في: 01:57 14/12/2016 »
الاخ والشاعر ايشو شليمون
تحية
واقول لك أنني قرأت هذه القصيدة مرات ومرات  ومعي  قدح الشاي الاثوري الاشوري  الذي لا يفارقني عندما اجلس للقراء او الكتابة .
يا اخي  اقول لك لقد رأيت مشهد حقيقي امام عيني لما يدور حولنا ولنا  وتوالت الأحداث وأنا اقراء  واتعمق في كل سطر  وكل كلمة .

وهذا البيت المقتبس من قصيدتك  اعجبني كثيراً لانه عميق المعنى  جداً  .
 وَلن  أرمِ   نفسي  للمهازلِ   طائِعاً         بريـق    السـنينَ   قد   أنارَ   بمفرقي

تقبل التحية وكل عام وانت بخير وعيد ميلاد سعيد

جاني

غير متصل ايشو شليمون

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 504
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: الأنسان في زمن الهذيان
« رد #4 في: 05:52 15/12/2016 »
الأخ جان يلدا خوشابا المحتــرم
 
يشرفني مرورك الكريم  وشكراً لمشاعرك الأخويه في تقييم القصيدة، نعم إن معاناة امتنا كثيرة لذا علينا التخفيف منها وليس الأضافة عليها، هنيئاً لك قدح الشاي الذي انا ايضاً أحتسي منه الكثيـر، وبمناسبة قرب حلول اعياد الميلاد وراس السنة الميلادية يسعدني ان اتقدم لشخصكم والعائلة الكريمة باحلى التهاني مع فائق تقديري واحترامي .
اخوكم/  ايشو شليمون

غير متصل ميخائيل مـمـو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 696
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: الأنسان في زمن الهذيان
« رد #5 في: 04:19 17/12/2016 »

أخي الشاعر المبدع أيشو شليمون حفظك الله
إنك على حق في كل ما تعنيه بتلك السيوف التي تشهرها في وجوه الضالين، ولكن نريد من الذين تنعتهم ان يكونوا من الواعين، وهنا تكمن المعضلة. فهل لدينا بينهم من المدركين؟! ربما البعض من المراوغين. وربما من الذين يتحسسون بالأمر اليقين، وهم من القلائل أيضاً في هذا العصر المبين. دعني هنا أشير للبعض من الذين وصفتهم وفق ما جسدته من تعابير منطقية ليدرك من لا يدرك شحنة من الإدراك إن صح التعبير.
الأبيات الخمسة الأولى، هي بدافع سموم الغيرة العمياء التي تغلف عقولهم، وليس مداركهم.
البيت السادس: الذين نذروا أنفسهم بحق تجدهم قلائل. ولكن هل لهم حق الكلمة المُثلى في وجوه قادتهم؟ ربما بالخفي وليس علانية، والسبب هو دكتاتورية المنهج الكنسي بحكم العشائرية القاتلة.
البيتان السابع والثامن: اصبح الوضع ديدن العصر شبيهاً بالمثل القائل: ( شوبا "باء فارسية" دبازِه بزبوزِه)، وكل واحد يبكي على ليلاه، وكأنه من رواد الحكمة بما تمليه عليه إعتباراته الجوفاء. وإن سألته من أين لك هذا؟ يجيبك هكذا هي الأمور.. إذن لماذا لا تصلح تلك الأمور بعقلانية المنطق العلمي الصريح.
البيت التاسع: حدث عن ذلك ولا حرج.. ولو أنك أنت المتحدث  دون المجاملة، فهل لدينا من يعترف بذلك؟ لا أتصور ذلك، إلا من الذي يؤنبه ضميره بفهم الحقيقة.
الأبيات 10، 11، 12: كيف تريدهم أن يغيروا من وجهة تصرفاتهم وعصي العمي في أيديهم؟ وهذه حقيقة لا يمكن نكرانها بحواراتهم الجوفاء وتعابيرهم الضمنية التي لا طائل منها. 
الأبيات 13، 14، 15، 16 : وهل لدينا من اؤلئك الذين تعنيهم لهم ذات النظرة الثاقبة التي تمتلكونها. ودعني هنا أكتفي بهذه الحكمة الإلهية (طوبى للانسان الذي يجد الحكمة  وللرجل الذي ينال الفهم) (أمثال 13:3).
البيت السابع عشر: معاناتنا لا تقاس باي مقياس.. وعن المهاترات الجانبية متى ما قلبنا مفهوم المثل القائل: ( العادة التي بالبدن لا يغيرها غير الكفن) عندئذ نكف من تلك المهاترات والمعاناة.
البيت الثامن عشر: هنا تكمن الطامة الكبرى.  نتجرع السم والعلقم أينما تم فرض تشردنا في أية بقعة من أرض الشتات. ولكن هيهات فيما بعد مما نعانيه من السلبيات المتمثلة بالعشائرية، الطائفية ، المذهبية التبعية وبالتالي الإقليمية المقيتة بالدرجة الأولى التي كوتنا بنار التمزق والتشتت والإنطواء في زوايا الضياع.
أني أدبج هذه التعقيبات والملاحظات بعجالى الأنامل على الحاسوب لأؤكد رأيك وطروحاتك بالنغم الشعري، رغم تحفظي بالكثير مما تعنيه. نحن نكتب لسجلات التاريخ لنؤكد الحقائق التي يتغافل عنها الكثيرون من الذين لا يقرأون ما ينغي قراءته. أليس كذلك أخي الشاعر إيشو شليمون؟! ليت أوتارنا الصوتية  طاوعتنا لنصدح مجاناً ـ وكما نعمل ـ في كل مناسبة عوضاً عن الذين يشنفون أسماع بني شعبنا من الذين هم بمستواهم أو دون ذلك، وأظنك على معرفة بما أعنيه، والحر تكفيه الإشارة. كنت مصمماً أن أدون مقالة مستقلة مما ذهبت إليه، ولكن أين الذي يقرأ؟ وأين الذي يقدر مواقفنا؟ وأين الذي يفتح آذانه ليؤمن بما نقوله؟ الآه الطويلة التي نفرزها تدعنا نتألم دوماً مما نحن عليه. دعني مكتفياً بهضا القدر، وإلا لبلغ السيل الزبي بمردود الصبر القاتل لكل شائبة. وأن نظل نجذف بمجاذيفنا إلى أن نصل إلى سواحل الآمان، شاءوا أم أبوا من هم في أحلام اليقضة التي تغلفها الغيوم السوداء.
ميخائيل ممو


غير متصل ايشو شليمون

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 504
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: الأنسان في زمن الهذيان
« رد #6 في: 13:16 17/12/2016 »
الأخ والأستاذ اللغوي القديــر ميخائيل ممــو المحتــرم
 
في صدارة ما انوي قوله ونحن على ابواب أعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية الجديدة أود أن اتقدم لشخصكم والعائلة الكريمـة بأزكى التهاني وأحر التحيات مع تمنياتي لكم بالهناء والسؤدد .
وهنا لا يسعني إلاّ أن أقـول شكراً لمرورك وتعقيبك الذي جعلني اتخيل نفسي كمن أقام شجرة خضراء وأنت بمداخلتك زينتها وأنرتها، انها رؤية مرموقة من زاوية أخرى ، هذه هي دنيانا، ففيها ما يبهج او يؤرق، وفيها القانع والمتمرد والمقلق، وفيها أقول:
 
إن  الحيــــاةَ   لَغابَـةٌ   بِشـعابها     جَشِعٌ  غَوى  أو مانـحٌ  دونَ  الربا
  فحمدتُ من وهَبَ العقولَ عَطيةً     وشَكرتُ من صَقلَ العطاءَ وَهَذَّبَ

نشكر الرب على سائر نِعَمِه وتقبل فائق إحتـرامي